الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

إيران .. إسرائيل .. العرب إلى أين ؟

 

 

شبكة المنصور

د . فيصل الفهد

 

تطفو على السطح بين حين واخر اخبار بعض الممارسات التي تعكر صفو الاجواء السياسيه في مملكة البحرين التي عرفت بهدوئها وعندما تمحص خلفيات هذه الازعاجات تجد ان منشئها من الضفه الشرقيه للخليج العربي..الا ان تصرف القياده البحرينيه عادة ما يأخذ طابع التهدئه اكثر من اثارة الزوابع وهو تقدير جيد اذا ما اثمر عن الحد او ايقاف مثل هكذا ازعاجات الا ان الواضح ان من يقفون وراءها او المستفيدين منها لم ولن يتوقفوا لاسباب اكبر من الاهداف التي يفترض انها تقف وراء هذه الممارسات ...فالذي يجري بين الحين والاخر في البحرين واماكن اخرى قريبه منها مقصوده ومترابطه وهي ضرب تحت الحزام في منطقة الخليج العربي التي تعاني من رخاوتها رغم ان كثيرين لازالوا يعتقدون ان البحرين حصينه وفي مأمن طالما ان فيها تواجد عسكري امريكي كبير مسنود باتفاقيه امنيه اكبر منها مع ذلك فان الايرانيين يطرقون حيثما يعتقدون ان هناك نتائج باهره يمكن ان تتحقق هنا و هناك وفي مقدمتها الطرق اسفل الجدار البحريني ويجب ان لايغيب عن ذهن القياده البحرينيه الاسباب والدواعي التي كانت وراء الازمه التي تفجرت قبل عام عندما اعاد بعض المسؤلين الايرانيين الى الاذهان دعواتهم بتبعية البحرين الى الامبراطوريه الفارسيه! ويخطئ من يعتقد ايا كان ان النظام الحاكم في ايران يمكن ان يتخلى عن احلامه بقضم اجزاء كبيره من الوطن العربي لاسيما شرق السعوديه وبقية دول الخليج اضافه الى وسط وجنوب العراق وللعلم نقول ان الحكومه التي نصبها الامريكان في العراق تبذل جهود كبيره لسلخ منطقة (النخيب) التابعه لمحافظة الانبار المتاخمه للاراضي السعوديه وربطها بمحافظة كربلاء التي يهيمن عليها اتباع عبدالعزيز الحكيم حليف النظام ايراني وكل ذلك من اجل ان تكون هذه المنطقه قاعده ايرانيه على حدود السعوديه والهدف معروف مسبقا؟؟

في هذه الاجواء ازداد الحديث هذه الايام من جديد حول موضوع امكانية قيام إدارة الرئيس بوش بشن هجوما أو غارة جوية، علي إيران قبل إنتخابات الرئاسة الأمريكية؟.وجاء الجواب هذه المره على لسان احد كبار المسؤلين الامريكين الذي أجاب ضاحكا كلا، كلا. يمكن إرسال هذه الرسالة إلي الإيرانيين... ( في مقابلته مع "آي بي اس"، أكد السناتور الديمقراطي الأمريكي هنري واكسمان الواسع النفوذ ورئيس لجنة الإصلاح الحكومي، وأحد المندوبين المفوضين الكبار بالحزب الديمقراطي، والمؤيد للمرشح باراك أومابا، والممثل عن دائرة كاليفورنيا بنسبتها العالية من الإيرانيين الأمريكيين،وشدد انه لابد من مناقشات مفتوحة وغير مشروطة مع إيران"، أن الغرب قد أهدر فرصة كبري للتفاهم مع إيران، وأن حكومة ديمقراطية في البيت الأبيض ينبغي أن تتبع سياسة جديدة تجاهها وإقامة مناقشات مفتوحة معها، حبذا دون شروط مسبقة ويعتبر الكثيرون في واشنطن أن الأوان قد آن لإتباع سياسة جديدة تجاه إيران.

في منتصف هذا الشهر، عرض الإتحاد الأوروبي علي إيران حزمة من الحوافز لوقف تخصيب اليورانيوم كخطوة لإطلاق مفاوضات مع الغرب. لكن رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون استبق رد طهران، معجلا بالإعلان أن أوروبا تخطط لتجميد الأصول الإيرانية في مصارفها، كأداة للضغط عليها للامتناع عن إنتاج أسلحة نووية فسارعت إيران بسحب 75 مليار دولار من المصارف الأوروبية للحيلولة دون تجميدها، علي الرغم من أنه لم يكن واضحا تماما ما إذا كانت أوروبا سوف تنفذ إجراء التجميد، ومن عدم فعالية العقوبات الاقتصادية المتعاقبة التي فرضها عليها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

أن الاداره الامريكيه الجديدة ستحتاج إلي حزمة كاملة تشمل المحادثات، والعقوبات، والتحالفات مع دول أخري، والتهديد بالحرب، لمواجهة مطامع إيران النووية ومع ذلك فإن حكومة ديمقراطية في البيت الأبيض ينبغي أن تسعي لإتاحة الفرصة للتوصل إلي"صفقة عظمي" حول النفوذ الإيراني في المنطقة، علي أن تكون مقبولة للطرفين وقد يكون هناك أملا في أنها ستقود إلي نتائج إيجابية يجب علي الولايات المتحدة الإبقاء علي الضغط علي إيران، والعمل من خلال الأمم المتحدة لوقف طموحات عسكرية نووية، والإبقاء أيضا علي موقف أفضل مع كوريا الشمالية بإقامة مناقشات حقيقية معها، حتي بمشاركة أطراف أخري فيها...يجب التركيز على العقوبات و التهديد بالحرب، حتي وإن كان هناك آمل بتحاشيها. أي ان على الاداره الجديده عدم رفع (التهديد بالحرب) عن المائدة، لأنها تريد أن تبقي قائما في ذهن الايرانيين أنها مشكلة كبيرة تقتضي التفكير، لا لشيء وإنما لأن إسرائيل ستكون قلقة إذا لم يتم تجريد إيران من قدرتها النووية وحيازة أسلحة نووية. لأن إسرائيل غير قادرة علي معالجة المشكلة عسكريا بمفردها.

وأكد السناتور الديمقراطي الأمريكي هنري وكسمان في مقابلته مع "آي بي اس"، ومع ذلك فإن حكومة ديموقراطية في البيت الأبيض ينبغي أن تسعي لإتاحة الفرصة للتوصل إلي"صفقة عظمي" حول النفوذ الإيراني في المنطقة، علي أن تكون مقبولة للطرفين وأعتقد أن حكومة ديمقراطية ستميل إلي الرغبة في إجراء المزيد من المناقشات المفتوحة مع إيران،

وعلق السناتور الامريكي على ابدعه التي اطلقها بوش حول محور الشر قائلا الحقيقة أنني إعتبرت دائما فكرة القول بوجود "محور شر"، فكرة حمقاء. إنها فكرة غير مثمرة، ولا تخدم أي غرض كان….. ,واضاف كنت جالسا في مجلس النواب عندما تحدث الرئيس (بوش) عن ذلك، وتساءلت ما معني هذا؟. لقد شعر العديد من أصدقائي بالسعادة لأن (بوش) أشار إلي مدي شرهم. ثم ماذا؟. كل ما فعلوه هو تعقيد الأمور في وجه الحل بدلا من تسهيلها.

لقد هيمن الملف النووي علي العلاقات الأمريكية الإيرانية علي مدي العقد الأخير. ويشدد الإيرانيون علي أنهم لن يتخلوا عن تخصيب اليورانيوم. أنها مشكلة كبيرة تقتضي التفكير من الساسه الامريكين، لا لشيء وإنما لأن إسرائيل ستكون قلقة إذا لم يتم تجريد إيران من قدرتها النووية وحيازة أسلحة نووية. علما انه في 2003، عرض الإيرانييون علي الولايات المتحدة إقتراحا للتوصل إلي "صفقة عظمي"، وطلب من واشنطن إجراء حوار شامل. الا ان بوش تجاهل هذا العرض..ونعتقد ان عودة البيت الابيض الى جعبة الحزب الديمقراطي ستتيح إمكانية النقاش حول صفقة عظمي. لأن الديمقراطيين سيدركون أنها كانت بالفعل فرصة ضائعة.

ومع كل ما اشرنا اليه فان هناك سباق محموم بين مرشحا الحزبين الديمقراطي و الجمهوري للرئاسه الامريكيه في كسب ود الصهاينه عبر تقديم سلسله من فروض الطاعة والدعم العاطفي والعسكري والسياسي وهذا م ظهر واضحا في خطاب كلاهما اثناء حضورهما المؤتمر السنوي للجنة الامريكية - الاسرائـيلية للشؤون العامة (ايباك), وهي اللوبي المتنفذ المساند لاسرائـيل في الولايات المتحدة, في مطلع الشهر الحالي مؤتمرها السياسي السنوي في واشنطن. حيث طالب المرشح الرئاسي الجمهوري جون ماكين بتضييق الخناق على ايران أما وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس فأوضحت ان التفاوض مع الزعماء الايرانيين سيكون غير مجد "ما داموا يتقدمون شيئا فشيئا في انتاج السلاح النووي تحت غطاء المحادثات" بينما دعا رئـيس الوزراء الاسرائـيلي ايهود اولمرت الى استخدام "كل الوسائل الممكنة" لمنع ايران من الحصول على السلاح النووي. بعد ذلك بايام قلائل, حذر شاؤول موفاز, وزير النقل الاسرائـيلي, من ان الهجوم على ايران "لا يمكن تفاديه" ما دامت طهران "ماضية قدما في تنفيذ برامجها لتطوير اسلحة نووية".

وكما لو انه كان يرد على تلك المواقف, تنبأ الرئـيس الايراني محمود احمدي نجاد, في تصريح له من طهران بان اسرائـيل "سوف تختفي من المشهد الجغرافي قريبا". وازاء هذه الخلفية, يصبح من الممكن القول ان قلة فقط في منظمة ايباك يمكن ان تكون مقتنعة بدعوة المرشح الرئاسي الديمقراطي باراك اوباما لاجراء محادثات امريكية مباشرة مع ايران (رغم نجاح السيناتور اوباما في كسب الكثير من الاصدقاء الجدد في مؤتمر ايباك لهذا العام). فايباك والزعماء الاسرائـيليون يخشون ان تأتي اية صفقة بين واشنطن وطهران على حسابهم ولهذا السبب تراهم يصعّدون من نبرة خطابهم.

قد يبدو بعيدا عن الاحتمال ان تقوم ايران التي دأب زعماؤها منذ عام 1979 على استخدام العبارات الرنانه في وصف "الشيطان الصغير" بتخفيف موقفها من إسرائيل. لكن المراجعة المتأنية للعقود الثلاثة الأخيرة تظهر ان خطاب ايران العدائي ناتج عن الانتهازية اكثر من كونه نتاجا للتعصب. فعلى الرغم من إيديولوجياتهما المتعارضة, كانت ايران واسرائـيل مستعدتين على الدوام سريا للعمل معا بهدوء.

والسبب بسيط: فعندما تضطر طهران الى الاختيار, فانها تقدم دائما مصالحها الجيواستراتيجية على دوافعها الايديولوجية ولا توجد منطقة تتضح فيها اهمية البعد الاستراتيجي في سياسة ايران الخارجية مثل المنطقة المتعلقة باسرائـيل. فكلما تعارض هذان المرتكزان في السياسة الايرانية الخارجية, كما حدث في ثمانينيات القرن الماضي ابان الحرب العراقية - الايرانية, كانت الاولوية باستمرار لاهتمامات ايران الجيواستراتيجية, فقد طلبت ايران بهدوء مساعدة اسرائـيل, وبذلت الدولة اليهودية الكثير من الجهود لايجاد اجواء تخاطب بين ايران واسرائـيل. كانت طهران, بمواجهة الجيش العراقي القوي والنقص الشديد في قطع غيار اسلحتها الامريكية الصنع بسبب المقاطعة الامريكية, في حاجة ماسة الى مساعدة اسرائـيل وكانت اسرائـيل, بالمقابل, شديدة الحرص على الحيلولة دون احراز انتصار عراقي وعلى استعادة تعاونها ألامني السري التقليدي مع ايران الشاه, بغض النظر عن خطاب الملالي الملتهب ضد اسرائـيل.

لم تتخل ايران ابدا عن الاجهار دعائيا بايديولوجيتها الاسلامية المناوئة لاسرائـيل في تحتفظ بعلاقات متينه سريا مع الصهاينه وهذا م يفسر احجامها على مدى السنين عن تحويلها الى الواقع وهذا ما يدعونا الى التساؤل المشروع عن الاسباب التي تدفع ايران اليوم الى مما رسة الدور المشكوك في مصداقيته في النزاع الاسرائـيلي – الفلسطيني لاسيما اذا ادركنا ان السياسة الخارجية الايرانية ظاهرة للعيان في كل المنطقة ..

ان ايران تعارض اسرائـيل اليوم لانها تعتقد ان الدولة اليهودية تسعى الى عزلها عن شؤون المنطقة. وتؤمن ايران بان اسرائـيل تعمل بدأب على معاكسة مصالحها سواء في واشنطن. وهي ترى في اسرائـيل عقبة كبرى على طريق فتح حوار امريكي - ايراني وتؤمن بانها لعبت دورا حاسما في وضع البرنامج النووي الايراني في رأس قائمة الاجندة الدولية. حتى تصريحات احمدي نجاد الايديولوجية ضد اسرائـيل باتت تحمل غرضا استراتيجيا, فاللعب بورقة معاداة اسرائـيل يساعد ايران في تجاوز الانقسامات الفارسية - العربية فالخطاب الحاد ضد اسرائـيل يلاقي قبولا طيبا في الشارع العربي, ويزيد التوتر بين الحكومات العربية وشعوبها, الامر الذي يحول, بدوره, دون الاقدام على توقيع الصلح مع تل ابيب بالضد من موقف طهران.

ان المطلوب عربيا الان هو تفتيت عرى العلاقه بين الايديولوجيا الايرانيه ومصالحها الاستراتيجية في المنطقه وهذا اكثر ما يقلق النظام الايراني الذي يعمل بكل حيطه وحذر ضد محاولات تقويض مكانته الجيوسياسية بالسلوك المعادي لإسرائيل ولامريكا والمنطلق من دوافع ايديولوجية في الظاهر ومن هنا كان تفكير اوربا اكثر عقلانيه لحد الان من امريكا وهنا كثيرا ما يشار الى تجربة العم مع الصين التي ترفض التخلي عن التظاهر بالشيوعية, لكن اندماجها بالاحوال العالمية جعلها غير راغبة بوضع مبادئها الاقتصادية الشيوعية موضع التطبيق بسبب الاثر المدمر الذي يمكن ان يتركه ذلك على مصالحها الاقتصادية.

فهل سترى منطقتنا نجاح واضحا في احتواء النظام الايراني ام ان الذي يحدث هو العكس؟!

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاربعاء /  28  جمادي الاخر 1429 هـ

***

 الموافق   02  /  تمــوز / 2008 م