الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

بوش وأوهام الأمن الكاذب في العراق

 

 

شبكة المنصور

د فيصل الفهد

 

في ظل الارهاصات والمتغيرات الداخليه والخارجيه تستمر معاناة الشعب العراقي ولاتزال المنظمات الانسانيه الدوليه تنشر تقاريرها التي تؤكد أن أوضاع حقوق الإنسان فى العراق في تدهور مستمر وخصوصا مع استمرار العنف ضد المدنيين، ويتزامن هذا مع ارتفاع أعداد القتلى وتردى أوضاع النساءوالاطفال وأن الهجمات على المدنيين التى تقوم بها اجهزة الحكومه العميله للاحتلال والميليشيات المحسوبه عليها مستمرة و أن عمليات التطهير الطائفي التى تقوم بها مستمرة بالرغم من اكاذيب ما يسمى بالخطة الأمنية التى بدات بتنفيذها قوات الاحتلال الأمريكى.

وتحاول بعض التقارير لفت الأنظار الى ان طبيعة الصراع ليبدو وكأنه حرب أهلية وليس تداعيات للاحتلال في حين حاولت منظمة هيومن رايتس نقد ممارسات الاحتلال على الأرض، وإن كان على استحياء شديد، واكدت إن "الجيش الأمريكى يواصل عملياته ضد (المتمردين) فى جميع أنحاء البلاد مما يؤدى الى سقوط عدد غير محدد من الضحايا المدنيين" وقالت المنظمه إن واحدة من النتائج الأخرى للخطة الأمنية هو الارتفاع الكبير فى عدد المعتقلين، موضحه أن السجون العراقية المكتظة تستقبل بصعوبة هؤلاء المعتقلين الجدد بينما يغرق النظام القضائي فى الملفات ما يؤدى الى تراجع الأوضاع فى السجون حيث باتت تسود الانتهاكات والتعذيب....

ان واشنطن بأنها تخاطر بتقويض حقوق الإنسان في العالم بدعمها ما أسمته أنظمة الحكم غير الديمقراطية أن كل أعمال القتل التي تمت وتستمر في مختلف محافظات العراق من قبل ميليشيات وفرق موت طائفية وعرقية شوفينية وغيرها، حيث تعمل جميعها على تنفيذ مخططات خارجيه مستغله حالة الفوضى داخل السلطة ألعميله وأجهزتها المختلفة في العراق أو لتلاقيها مع مصالح المحتل والطامعين في الجوار ومن تحالف معهم من مخابرات إقليمية ودولية أو مدعومة من قبل القوى المحلية والأجنبية الأخرى العاملة في العراق والمنطقة..... أن جميع هذه الجرائم الطائفيه والعرقيه نتاج للمجموعات السياسية والدينية المشاركة في السلطة الفاقدة للسيادة وللشرعيه

ان ادارة بوش خططت لاحتلال العراق بعدما حاصرته لتحقيق اهدافها الشريرة واهداف حلفائها الإيرانيون والصهاينة وعملائهم وان كل نا ارتكبوه من جرائم بحق العراقيين كان مخطط له مسبقا ،، من تدمير ونهب وابادة للشعب العراقي وشطب لتاريخه وحضارته وسرقة ثرواته ،، وهذا مايحدث لهم وبالتحديد منذ 9/4/2003 ورفم كل هذه الكوارث زما تكته من اثار سيئه هلى سمعة امريكا وصورتها فان المسؤلين الامريكين لازالوا يمارسون الكذب على الاخرين عبر ادوات ووسائل دعائيه مختلفه ومنها ما كشفته صحيفة "يو إس إيه توداي" قبل فتره عن قيام وزارة الدفاع الأميركية باطلاق مواقع أخبار لنشر السياسة الأميركية وتلميع صورتها كجزء من مبادرة البنتاغون لتوسيع ما أسمته شبكة المعلومات على الانترنت، ومن ضمن هذه المبادرة الموقع العراقي موطني (mawtani.com). ويوفر موقع "موطني" الذي سمي نسبة للنشيد الوطني العراقي، خدمة باللغات العربية والفارسية والأوردو، وتشرف عليه قيادة العراق في البنتاغون، وأوضحت الصحيفة إلى أن الموقع العراقي المذكور يبدو للوهلة الأولى موقعا تقليديا للأخبار إلا أنه بمجرد التوجه إلى أسفل الصفحة حيث توجد خانة التعريف عنه فإنه يمكن للقراء ملاحظة رعاية البنتاغون له بوضوح وتقول مؤسسات صحافية تعنى بحرية الصحافة إن هذه المواقع مضللة ويمكن بسهولة اعتبارها بالخطأ أنها تقدم أخبارا مستقلة.

فيما يقول مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية إن هذه المواقع شرعية وأنها طريقة ضرورية لنشر أهداف السياسة الأميركية، ومكافحة رسائل المتطرفين السياسيين والدينيين. كما يلاحظ هؤلاء المسؤولون أنه تم تحييد الولايات المتحدة وحلفائها في الحصول على معلومات تنقل للجمهور العراقي وفي أرجاء أخرى.

وكان غوردن أنغلند نائب وزير الدفاع الأميركي قد أبلغ في مذكرة أصدرها الصيف الماضي جميع القادة الإقليميين أن تطوير مثل هذه المواقع كان جزءا أساسيا من مسؤولياتهم لتوفير مناخ أمني كل في منطقة خدمته الخاصة.

ان موعد الانتخابات الامريكيه اصبحت قريبة جدا ومضى قرابة عام على تنفيذ خطة بتريوس في زيادة القوات الامريكيه المحتله في العراق فهل من جديد؟ بتريوس الذي غش نفسه وغش معها رئيس ادارته وكل من لازال يعتقد ان ثمة حل للكارثه التي حلت بالعراق وأهله جراء الاحتلال الأمريكي له!

وقد جاءت الزيادة في أعداد القوات الأميركية بالعراق بـ 30 ألف جندي لنشر معظمهم خارج القواعد الأميركية تكرارا لتجربه خاضها الجنرال ماثيو ريدجواي في كوريا ويدعي الجنرال ديفيد بترايوس انه انقذ الجهود الحربية التي كانت قد أوشكت على الانهيار بعد أن قام بتطبيق أساليب على النهج النمطي التقليدي املا في توفير الحماية للمدنيين فأين الحقيقه؟

لقد كذب بتريوس مثلما يستمر سيده بوش بهذه الصفه المنبوذه فالذي حصل من متغيرات شكليه لاتعود اساسا لما تدعيه الاداره الامريكيه بانها من نتائج خطة زيادة القوات فلذي حسل هو الاتي:

1- ان اخطاء بعض تنظيمات القاعده المدعومين من الامريكيين والايرانيين واستهدافهم المخطط للعراقيين لاسيما تصفيتهم الجسديه لقادة الجيش العراقي والعلماء والقاده السياسين في حزب البعث خلقت فجوه عميقه بين كل تنظيم القاعده وبين الحاضنه الشعبيه التي كانت ولاتزال تقف خلف المقاومه العراقيه هذا ما كشف جانب مهم من هذه التنظيمات وجعلها هدفا للمواجهه مع المواطنيين الذين تضرروا بسبب اخطاء ارتكبتها هذه التنظيمات .

2- نتيجه للاخطاء التي اشرنا اليها في اولا وبسبب وجود اناس لديهم استعداد لبيع أنفسهم للشيطان مقابل تحقيق نوازعهم المريضه من قطاع الطرق والخارجين على القانون وفاقدي الجاه والوجاهة استغل هؤلاء تداعيات الأخطاء ألكبيره للقاعدة لاسيما في محافظة الانبار اكبر معاقل مقاومة الاحتلال وعرضوا خدماتهم وباعوا انفسهم رخيصه للمحتل واطلقوا العنان لما اسموها كذبا بالصحوه وانساق مع هذه الظاهره المرحليه كثير من الناس ليس قبولا منهم بوجود الاحتلال بل للتخلص مما اصابهم من جور بعض من حسبوا على تنظيمات القاعده وللاسف الشديد فات هؤلاء وغيرهم ان كل الجرائم التي ارتكبت بحقهم ايا كان مصدرها كانت بتدبير وتخطيط المحتل الامريكي والايراني.

3- قام الاحتلال بعملية فصل للاحياء في كثير من مدن العراق وبشكل اساسي في العاصمه بغداد التي تحولت الى سجون كبيره وهذا ما ابعدها عن ان تكون هدف للمليشيات الطائفيه لاسيما الايرانيه واصبح سكان هذه السجون يعيشون خلف جدران اكبر من تلك التي يستخدمها الصهايته لتقطيع اوصال ماتبقى من فلسطين علما ان الخروج والدخول الى هذه المعتقلات يتم بهويات وهذا ما جعل احد العراقيين يتهكم بقوله لاحد الاخوه العرب بعد ان سأله عن أوضاع مديتة بغداد فاجابه ان بغداد اكثر مدينه امنه في العالم فدهش الاخ العربي ولكن دهشته زادت عندما عرف السيب!!

4- ثبت بما لايقبل الشك ان الاحتلال وعملائه كانوا وراء كل الجرائم التي ترتكب في العراق فعندما يقتضي مخططهم ان يفجروا الاوضاع يفجرونها وعندما يتطلب الأمر التهدئه يهدئونها ولم يعد احد يشك من المليشيات العميله كانت تعمل وفق مخطط توافقي مع المحتل ولاعلاقة لعبقرية بتريوس او زيادة القوات بما حصل بل هو توزيع ادوار وتنفيذ مهام ليس الا!.

5- ثبت ايضا ان كل الجرائم التي تحدث لها صله مباشره بالتجاذب والتنافر بين الشريكين في احتلال العراق امريكا وايران فكلما اختلفا زادت الجرائم وكلما اتفقا قلت وهذا لاعلاقة له بعمليات المقاومه الوطنيه العراقيه التي تستهدف الاحتلالين وعملائهما ...ولم يعد خافيا على احد لجوء الامريكان الى النظام الايراني لتهدئة الاوضاع هنا او هناك واصبحت اغلب الاتفاقات الامنيه تناقش مع الإيرانيين بل ان ايران اللاعب الثاني الاساس بكل مايتعلق بمستقبل العراق وزعلها احيانا يفجرنخوة هذه المليشيا او تلك هنا او هناك.

6- ان هذه الاوضاع لايمكن ان تصمد امام حقائق ضرب جذورها في اساس قضية العراق فرغم ان الامريكيين بنوا بعض امالهم على رمال تشكيلات الصحوه الا ان ادارة بوش تدرك وبالذات قادتها العسكريين واولهم بتريوس الطامح لمناصب اعلى ان الرهان على الصحوه رهان خاسر فالصحوه ظاهره اجتمايه جاءت رد فعل على اخطاء معينه ولذلك هي غير قادره على الصمود والاستمرار لاسباب كثيره في مقدمتها انها تحمل في طياتها اسباب فشلها خصوصا المتناقضات اضافه الى ان تكوينها العشائري وتنافس رؤساء العشائر والتسابق على جني الارباح الماديه والزعامات والظهور الاعلامي والمناطقيات كلها قنبل موقوته تهدد بانهيار هذه الظاهره الوقتيه ناهيك عن ان الامريكيين سرعان ما سيغيرون قناعاتهم بالصحوه وسيعملون على الاطاحه بها بعد نفاذ المهام التي جاءت من اجلها..عدا ما تبذله ايران وحكومة الهالكي من محاولات لاجهاضها لاعتقادهم او خوفهم من ان تستغلها المقاومه العراقيه بطريقه ذكيه سيما وان النظره الخارجيه على الصحوات انها نتاج للمحافظات ( السنيه) الملتهبه ضد الاحتلال وعملائه.

7- لعل مقتل ستار ابو ريشه احد ابرز الداعين لقيام الصحوه اضعف بشكل كبيرا بنيتها الداخليه فستار ابو ريشه كان يطمح ان تكون صحوته الجواد الذي يمتطيه وصولا للسيطره على مواقع متقدمه في العراق المحتل في ظل تحالفه العميق مع الامريكيين الا ان خصومه وتطلعاته كانا له بالمرصاد وذبح واصبح في خبر كان ومن جاء بعده ( شقيقه الاكبر احمد) فلا تعني له الصحوه الا وسيله لكسب مال اكثر ولن يمر وقت طويل الا نرى ونسمع ان الصحوه هوت على رؤوس من بنوا امالهم عليها والحزب الاسلامي خطط ويعمل كل ما في وسعه للاجهاز على الصحوه واهلها وابو ريشه اعد العده ليترك الصحوه ويذهب الى حيث وضع امواله التي كسيها بعد الاحتلال والاشهر القليله القادمه ستكون الفيصل بين صحوه ارادوها وبين خصوم ذبحوها ولن تنفع لقاءات مسؤلي الصحوه هذه الايام مع الرئيس بوش (هناك لقاء مرتقب هذه الايام بين وفد من مسؤلي الصحوه برئاسة أحمد ابو ريشه مع الرئيس الامريكي بوش)...فبوش في طريقه الى خارج البيت الابيض وجماعة الصحوه في طريقهم الى خارج اللعبه بإرادتهم او رغما عنهم.

8-يعتقد البعض ان ثمة تراجع في قدرات تنظيم القاعده وان الامريكان وعملائهم في حكومة الهالكي اجهزوا عليها في بغداد وديالى والموصل والحقيقه ان الامريكيين وعملائهم لم يطالوا القاعده ولم يستهدفوها لان المسؤلين عنها ينسحبون قبل ان تصل يد الامريكان اليهم وان الذين يستهدفون هم اناس لاعلاقة لهم بالقاعده بل من العراقيين الاصلاء الشرفاء المناهضين للاحتلال ولس ادل على ذلك من اعتقال اكثر من 1500 عراقي في الموصل في حين يعلم الامريكان ان قيادات القاعده غيرت اماكن تواجدها قبل فتره ليست قليله....والمهم هنا هو ان تنظيم القاعده اعاد ترتيب نفسه وربما استفاد من اخطاء المرحله السابقه وسيعود لينشط من جديد مستفيد من مسلمة جوهرها ان الامريكيين غير قادرين على الاستمرار بنفس سياقات العمل التي يدعون انهم ابتكروها حيث لاتستطيع القوات الامريكيه المجهده جدا ان تمارس سياسة الانتشار الدائم ومواجهة حرب الشوارع والمدن ولهذا فأن القوات الامريكيه التي تعتمد على الجهد الجوي سرعان ما ستنسحب من الاماكن التي تحرك فيها الان وسيعود نشاط القاعده اكثر واكبر.

9- ان الامر الاكثر اهميه هنا اضافه الى ما اشرنا اليه اعلاه هو ان المرحله القادمه ستشهد تطور نوعي في العمل المقاوم للاحتلالين الامريكي والايراني وبالذات في جانبه العسكري حيث شهدت فصائل المقاومه الوطنيه العراقيه اعاده في تنظيمها واساليب عملها وخططها والاهم هو توحيد جهودها في دحر الاحتلالين وقد كشفت الاشهر الست الماضيه نشاط متميزا في العمليات العسكريه ضد قوات الاحتلال وقد ارتفعت خسائره المعلنه من قبله الى مستويات قياسيه ناهيك عن الخسائر الكبيره اليوميه التي بعتم عليها الامريكان.

10- تجري هذه الايام مناقشات لتمرير صفقه الاتفاقيه الامريكيه مع عملائها في العراق وهذا ما سيزيد الامور تعقيدا وسيوسع دائرة الخلافات حيث ستضع هذه الاتفاقيه الجيع على المحك وستكشف جميع الاوراق التي كان البعض يريد اللعب بها تحت الطاوله ولذلك ستشهد الساحه السياسيه العراقيه تداعيات ستترك بصماتها واضحه على المرحله اللاحقه وربما ستعيد توزيع مكونات اللعبه بشكل مختلف تماما وهذا ما يستدعي من الاطراف الوطنيه المناهضه للاحتلال اعادة تقويم مواقفها واساليب عملها وتنسيق جهودها بما يفوت الفرصه على الاحتلال و عملائه من تمرير هذه الجريمه الجديده.

11- هناك قناعه لدى كثيرمن الساسه الامريكيين حتى من داخل المعسكر المؤيد لحماقات بوش ان عدم كفاءة حكومة الهالكي وطائفيتها هي المشكلة الأكبر في العراق وليس أنشطة المسلحين فقط فالهالكي قد أثار عداء كل حلفاء المحتل الامريكي في العراق وعلى نطاق واسع ويأتي سلوكه منطلقا من تصور مفاده أنه سيحصل على دعم مؤكد من الرئيس بوش. ولاعتقاده أن البيت الأبيض لا يمكنه ان يمارس ضده ضغوطا مؤثرة دون أن يلحق الضرر بالتأييد الداخلي لسياسته في العراق فقد راح الهالكي يستخف بالحكم ويعمل على تعزيز الهيمنة الطائفية من خلال عصابة متآمرة ومع ذلك فان الاعتفاد السائد الان هوأن حكومة رئيس الوزراء نورى الهالكى ما تزال "مفككة.

إن ماقامت به إدارة بوش من جرائم تجعل من العسير نجاح جميع محاولات الترقيع الدعائي ولهذا فربما كانت أولى مهام من سيخلف بوش في البيت الأسود التفكير جديا بإزالة كل ما خلفه بوش من المياه الاسنه في سياسته ألظالمه ضد العراق والعرب والمسلمين..هذا إذا قدر للأمريكيين والعالم مجئ رئيس عاقل!.

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

السبت /  26  جمادي الاول 1429 هـ

***

 الموافق   31  /  أيــــار / 2008 م