الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

النضال من اجل احتلال العراق !

 

 

شبكة المنصور

المقاتل الدكتور محمود عزام

 

لقد أصبح واضحا بان من يحكم العراق اليوم هم زمرة من الخونة واللصوص والقتلة والمجرمين الذين سيطروا على مقدرات وثروات وإرادة العراق بعد أن تحالفوا مع الأجنبي وزينوا له سهولة الطريق وعبدوا له المسالك وأيدوا خطته وفعله بتدمير وهدم ونهب الدولة ومؤسساتها وقتل وتشريد الملايين وتفتيت وتقسيم العراق..

وسوف لن نجهد النفس بتكرار ما عرض من الحجج والبراهين لإثبات ذلك.. فقد أصبح هذا الأمر حتى لقيادات وقواعد الأحزاب والتيارات السياسية التي تحكم العراق اليوم أمر مفروغ منه ..ولو أن البعض من الواهمين والخائبين الذين (يصفقون في الزفة!) لازالوا يلخصون كل الأهداف والنوايا التي ساقت الولايات المتحدة وهذه الزمر الحليفة وما حققه ضحايا الشعب العراقي بمختلف قومياته وأديانه وطوائفه بعد خمس سنوات من القتل والتدمير وأنهار الدم التي فاقت بأعداد نازفيها المليوني عراقي بحيث لخصوا ذلك بكلمة واحدة وهي (الانتقام!) وردهم بأنهم تخلصوا من النظام السابق!!..

وسوف لن نبين حجم الجريمة التي ارتكبها هؤلاء الخونة وعمق الشرخ الذي أحدثوه وكبر الفجوة التي أبعدت العراق عن مصاف الدول المتقدمة التي رسخوها..ولن نتكلم عن ماضي هؤلاء وبمن ارتبطوا تاريخيا وبتسلسل زمني لتغير جهة العمالة والخيانة..

ولن نتحدث عن الماضي المشين لهؤلاء القتلة والخونة والمجرمين..ولا عن جهة ارتباطهم ومنهجها ألتدميري لتأريخ ووحدة العراق..

ولكننا نريد اليوم معرفة دوافع استخدامهم هذه الأيام لكلمة النضال..

فهم يعلمون جيدا إن هذه الكلمة مرادفة ملازمة لنضال البعث..وصورة من صور تلاحم مقاتلي ومجاهدي ومفكري مناضلي البعث ..وإنها سمة من سمات البعثيين ولغة التخاطب بينهم وبين الشعب ..ولا تكاد تخلو جملة في تراثهم الفكري والأيديولوجي وكفاحهم قبل وبعد استلام السلطة إلا وكانت كلمة النضال موثقة فيها..وحتى رسائل الحزب الرسمية وبياناته وتبليغاته تبدأ بالتحية النضالية ..

وإذا كان كل ما يذكرهم بالنظام السابق وحزب البعث يصيبهم بالهستيريا والهذيان وفقدان الضبط والاحترام والهدوء والاستقرار المصطنع حتى وصل بهم الأمر إلى اعتبار المنتخب الوطني العراقي لكرة القدم هو عبارة عن (صورة من صور النظام ألبعثي ألصدامي السابق!) ولان اسم اللجنة الاولمبية العراقية كان ولا يزال مرتبطا باسم الشهيد عدي صدام حسين فقد قرر مجلس الوزراء إلغاء اللجنة الاولمبية!!..وقبلها الغوا مؤسساتنا الوطنية الكثيرة لان اسمها ارتبط (بالنظام السابق!).. وحتى أسماء الشوارع والساحات والمدن والمحافظات غيروها لان أسماءها تقض مضاجعهم وتزيد من فرط حساسيتهم وعصبيتهم التي يحاولون التقليل منها وفقا لأوامر أسيادهم..

وغيروا واستحدثوا أسماء قريبة من منهجهم لتسمية الألوية والأفواج والفرق العسكرية ومن مغاوير الداخلية التي شكلوها..بعيدا عن تلك التي كان يستخدمها الحزب وقيادته الوطنية..فلا وجود بعد اليوم لكلمات عاشت في ضمائر وقلوب الملايين من العراقيين مثل ( الرسالة، التحرير، النداء، الوحدة، الأمة، القومية، العربية، الثورة، فلسطين، المصير الواحد، وغيرها من المفردات الوطنية )..فهذه التسميات تصيبهم بالغثيان والتعنت وفقدان التوازن ويقولون إنها سبب (مشاكل العراق واحتلاله من قبل الأمريكان! )..أما كلمات (البعث وصدام ) فهذه وحدها كافية لان تخرج أكثرهم رزانة وهدوء من طوره المزيف ليرجع إلى معين وحوض حقدهم وانتقامهم وحسدهم وغلهم..

ولقد لوحظ أن رد ودفاع وهجوم وتوضيح وتعقيب كل الخائبين والمهزومين والمغرر بهم ومن المرتبطين بمنهج المحتل أو إيران أو لمن يروج لهم هذه المفردات يتركز في بداية كل نقاش وتحليل على التهجم على كل هذه الرموز..وبذلك أصبح الاستمرار بمجادلة هؤلاء الجهلة وخاصة أولائك الذين تخلوا عن أبسط القواعد الأخلاقية أمر بلا فائدة وبلا جدوى ..

والعجيب أن كلمة النضال هي الكلمة الوحيدة التي تعجبهم !!..ويرغبون باستخدامها ..

والبعض منهم كان في البداية يرددها باستحياء ..وعندما كان أياد علاوي رئيسا للوزراء كان يستخدم كلمة النضال بكثرة بقوله إن هذا الشخص أو ذاك (الجعفري أو البر زاني) بأنه (مناضل !) ..كان باقي الجوقة يقول أنه يستخدم هذه الكلمة لان أصله (بعثي!) ..

ولكن اليوم هذه الكلمة بدأت تأخذ مساحة أوسع في الانتشار بينهم !..

فحزب الدعوة العميل لإيران انتماءا ومنهجا وفكرا وممارسات ..أصبح حزب (مناضل!!)..

وما أنشق عنه من تنظيمات كلها تنظيمات (مناضلة!)..

وعائلة الحكيم التي شكلت لها تنظيما كبيرا يمتد من الشرق إلى الغرب !..عائلة مناضلة على الرغم من إن مجلسهم الأعلى لا يحوي أي منهج ولا عقيدة ولا هدف غير الهدف الإيراني والأمريكي والذي لا يمكن تحقيقه إلا  بإسقاط النظام السابق ..

وفيلق بدر (ناضل ) ضد النظام السابق..( ويناضل اليوم !) لاغتيال المناضلين الحقيقيين لغرض إرساء دعائم الديمقراطية!..وهذا الفيلق وميليشيات ومنتسبوا حزب الدعوة (ناضلوا!) حتى (الشهادة!) في قتالهم لإخوتهم ولأبناء عشائرهم وأقاربهم من منتسبي الجيش العراقي البطل في القادسية وأم المعارك عندما كانوا يرتدون ملابس الجيش الإيراني والحرس الثوري ويهاجمون ويقتلون شبابنا المدافع عن تربة العراق ..

وهذا هو النضال (الحقيقي!) الذي برهن هؤلاء عليه بالدم والتضحيات!كما يحلوا لهم اليوم ان يسموه..

وجيش المهدي (يناضل!) ضد (المحتل!) ولا يناضل ضد الحكومة!..

وبهائم البيشمركة للحزبين الكرديين ..ماهي إلا تشكيلات (ناضلت !) ضد النظام (ألصدامي الديكتاتوري!) وتناضل اليوم من اجل حماية إقليم كردستان!..

ويعتبر قادة الأحزاب المشاركة في العملية السياسية من خيرة (المناضلين !) الذين يقودون عملية بناء (العراق الجديد!) وخاصة التشكيل القيادي الخماسي (النضالي!): الحكيم – المالكي-مسعود- الطالباني – الهاشمي ..

والقيادات (الإقليمية والرأسية !) وعلى غرار الأقاليم!.. مثل عبد المهدي – عمار – الأديب – الصغير – سامي العسكري -المشهداني – الجعفري – نيجيرفان – هوشيار – برهم – السامرائي ..وغيرهم فهم من أكثر (المناضلين !) فهما (للمرحلة!) ولديهم القدرة (التنظيمية والقيادية!) لقيادة (المسيرة!) نحو أهدافها!!..

أما (الكادر المتقدم!) لهذه التنظيمات مثل : عباس ألبياتي وقنديل والدباغ و صادق ألركابي و مريم الريس و عدد من البرزانيين والطالبانيين فهم من خيرة شباب (العراق! ومناضليه!) الذين (يجاهدون!) لتطبيق (نهج !) قياداتهم !..

والوزراء الذين عينتهم الحاجة الحزبية والطائفية في الحكومة هم ( التشكيلة الواجهية!) لهذا (النضال!)..

ومن المعروف أن كل مناضل له منهج..فما هو المنهج النضالي لحزب الدعوة؟..

وماهو منهج المجلس الأعلى للنضال الجماهيري؟..ومن سيضعه ؟..ونضالهم من اجل من؟..

وضد من سيكون النضال؟..

هل سيتركز نضال الأحزاب الخمسة المتحكمة بعملية تدمير العراق ضد حزب البعث والنظام السابق ؟..أم أن نضالهم سيكون ضد شماعة ( الإرهاب!) الذي يدخل تحت خيمته كل مناضل حقيقي ووطني وشريف ومقاوم للمحتل ومعارض لمنهجهم العدواني والتقسيمي والتخريبي؟..وكل من ساهم في سابق زمانه في الدفاع عن وحدة وسلامة وسيادة العراق سواء كان دفاعه بالسلاح أو بالكلمة أو القصيدة أو الأغنية أو الطرب والزهو بانتصاراتنا وتمجيد تضحياتنا ؟..

أم هو الإقرار بان العلاقة بين البعث والنظام الوطني السابق والشعب العراقي علاقة لا يمكن أن تمحوها القوة والتفوق والعنجهية الأمريكية ومخابراتها وميليشيات وتنظيمات الأحزاب المنفذة لأجندة المحتل..ولا يمكن للوجود الإيراني المكثف الذي طغى على كل مقدرات الحياة العامة والسياسية والاقتصادية والإعلامية بقادر على أن يمحو هذا التأثير من ضمير الشعب؟..

أم هو منهج البعث والنظام السابق الذي لا يصلح إلا هو للعراق؟..

أم هي زلات لسان (لمسئولي العراق اليوم!) الذين لا يستطيعون تدريب أنفسهم وألسنتهم على تجاوزها؟!...

أم هو أحد مميزات المنهج الفارغ المليء بالمراوغة والحيلة والكذب ؟..

وإذا كان كذلك..فسيستمرون في التضليل والخداع كما تعلموا في دورات المحتل التي أجبرهم على دخولها..

وسيتركون الخائبين المغرر بهم يقذفون علينا من خلف النهر وفي الظلمة بأحجار الذم التي لا يعرفون أنها تشهد لكل المناضلين بالكمال..

وسيرفع حكام العراق الجديد قريبا شعارات جديدة في المرحلة القادمة على شاكلة:

(نضالنا  مع  الأمريكان والإيرانيين لتكريس الاحتلال واجب وحق )! ..

(لا لوحدة العراق ..نعم لنضال جماهير الأقاليم)!..

(طريق التجزئة يمر عبر نضالنا من أجل الوحدة مع إيران)!..

(نضالنا من اجل تقسيم العراق..واجب وطني )!..

 

 

mah.azam@yahoo.com

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

السبت  /  03  جمادي الاخر 1429 هـ

***

 الموافق   07  /  حزيران / 2008 م