الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

ديمقراطية نهر الدم العراقي !

 

 

 

شبكة المنصور

المقاتل الدكتورا محمود عزام

 

يقول الرئيس الامريكي : (اننا انتصرنا في العراق وفي افغانستان!!) وعلى الصعيد العراقي فان ( الحرية والديمقراطية التي ينعم بها العراقيون لا تعجب المتمردين!) وان : ( ماقدمناه من ضحايا واموال هي ثمن الحرية للشعب العراقي !) ..والرئيس الامريكي لايشبه حتى النعامة التي تدس رأسها في التراب لكي لا ترى ..فهو اما يصدق ما يقوله او انه لايرى بالأصل!.. 

ولا نعرف لحد الآن ماذا يقصد الرئيس الامريكي بشعار حرية وديمقراطية الشعب العراقي الذي حققته القوات الامريكية التي قتلت وساهمت بقتل مايزيد على مليون ونصف عراقي وماينسحب على هذا العدد من أيتام وارامل ومنكوبين..ومارافق ذلك من تدمير لكل حجر عراقي وسرقة لكل شيء من الشرعية والسيادة ومرورا بالنفط والآثار حتى وصل الامر الى استباحة سرقة ارواح الناس الابرياء العزل .. 

ولقد كانت ولازالت أولى فضائل وحصيلة هذه الديمقراطية والحرية التي أدخلها الامريكان الى العراق هي القتل بالجملة والاغتيالات التي طالت كل كفاءات العراق وبلغ الحقد والانتقام ذروته عندما تحول القتل بشكل حيواني الى قتل على الهوية والانتماء الطائفي حتى أصبحت الساحات العامة والحدائق والمناطق المتروكة والصحراء والمناطق المقفرة البعيدة عن السكان مقابر جماعية كبيرة ومتعددة لايصل اليها احد بسبب سيطرة مغاوير الداخلية وأجهزة السلطة العميلة عليها وميليشيات هذه الاحزاب..وعندما تعبت عصابات فيلق بدر والجلبي وفرق الموت الخاصة بالمالكي والصغير من القتل بالجملة أوكلت هذه المهمة الى غوغاء التيار الصدري وجيشه الكافر الذي قام بابشع عمليات القتل والتعذيب  والتشريد والتهجير والسرقة والنهب في كل مكان حل فيه تحت مرأى ومسمع ورعاية ودعم واسناد وزارة الداخلية والامن اللاقومي والدفاع والقوات الامريكية وميليشيات بدر والقدس والمخابرات الايرانية  ووصل الامر الى حد ان هؤلاء العابثين الكفرة والقتلة الماجورين وهم يلبسون ملابس مغاوير الداخلية وقوات الجيش الوثني ويستقلون سياراتهم بتطويق القرى قرية قرية واقتياد شبابها ورجالها وحتى اطفالها وباعداد تصل الى 300 شخص في كل وجبة بحجة التحقيق معهم وتبين بعد أكثر من سنة انهم قتيدوا الى حفلة اعدام جماعي ووضعوا في حفرة واحدة وتم تغطيتها بقاعدة اسمنتية ثم قاموا ببناء حسينية او مركز أمني أو مقر لهم !..

ويوم اختلف السراق فيما بينهم بدا كل منهم يفضح الآخر ..حتى وجدت القوات الامريكية أن أحدى المقابر الجماعية في المحمودية لوحدها احتوت لحد الآن اكثر من 4200 جثة من ضحايا جيش المهدي للفترة من 2005 الى 2006 فقط بينها جثث رجال وشباب ونساء واطفال صغار وعروس في ثوب زفافها وقاتليها يتحدثون الى اليوم من على منابرهم عن (مقابر النظام السابق الجماعية!) و(بضرورة اخراج المحتل!) ويحرضون مليشياتهم على (استخدام القوة والعنف ضد المتمردين!) ويجلسون في مجلس النواب يناقشون القوانين والانظمة والتعليمات وأسنانهم وافواههم مليئة بدم مئات الآلاف من ضحاياهم من الوطنيين والابرياء وهم يقرون ميزانيات نهب العراق! والتي يسمونها اعمار العراق .. 

ووصل عدد الشهداء والمغدورين على يد الميليشيات الطائفية وبالاخص جيش المهدي ومن الذين قتلوا غدرا وبحملات جماعية للاعدامات ومن الذين رميت جثثهم في الطريق أو لازالت مفقودة في مقابر لم تكتشف بعد لحد الآن ووفق آخر الاحصائيات الى اكثر من نصف مليون شخص! .. 

ولان الله يمهل ولايهمل ..فقد انكشفت الكذبة الكبيرة المغالية في الخسة والحقد وظهرت الآن طبيعة الناس الذين تآمروا على سمعة الحزب والنظام الوطني وقاموا بترتيب جوانب الاخراج المسرحي لمقابر النظام السابق الوهمية حيث بدا الناس اليوم يتحدثون في كل مكان في النجف عن ان هادي العامري وعائلة الحكيم والربيعي والصغير والقبانجي كانوا يدفعون 250 ألف دينار عن كل كيس من العظام البشرية التي يجمعها الاهالي من مقبرة النجف حتى أصبحت هذه الحرفة مشاعة هناك حيث تم نبش آلاف القبور لجمع عظام الموتى من أسلافهم واجدادهم وامهاتهم ليبيعوها الى الحكومة التي سلطها المحتل ليتم وضعها قرب حفر معدة لذلك و بعد ان قام هادي العامري وعصابات فيلق بدر بتاجير بعض النسوة للبكاء ..قام السراق والمزورون بتصوير هذه المسرحية على انها مقابر جماعية قام بها النظام السابق حيث طبل وزمر لها الحاقدون والمنتقمون .. 

تماما مثل مسرحية كولن باول في مجلس الامن وتمثيلية ابنة السفير الكويتي ..وقصص اسلحة الدمار الشامل والعلاقة مع القاعدة ..وتمثيليات محاكمة قادة العراق وابطاله وكيف كان نفس هؤلاء القتلة والمجرمين يلقنون الشهود ليتحدثوا عن وقائع تفصيلية وأسماء كثيرة وتسلسل أحداث أغلبها قيل لي وقال فلان وامور لا يصدق احد انهم يذكرونها وقد كانت اعمارهم لاتزيد عن سنتين او ثلاثة!!..في وقت لم تهتز شعرة من شوارب (رجال!) الحكومة ومجلس النواب وجبهة التوافق ولم تشكل لجان تحقيقية ولن تحال قضايا هؤلاء المغدورين وهذا التزوير والزيف الى المحاكم الخاصة لان هذه المحاكم شكلت لمحاكمة البعثيين ورجال النظام السابق فقط!..  

انها الديمقراطية الامريكية التي يتغنى بها بوش..اشاعة الكذب والفحشاء والرذيلة ..ديمقراطية تشجيع التخلي عن الضمير والقيم والمباديء.. وهو النصر الذي وعد به الشعب الامريكي وهو التقدم الذي عرضه قائد القوات الامريكية بيتريوس ..عراق ديمقراطية الاغتيال والقتل والمقابر الجماعية ..عراق جديد أصبح فيه ثلاث انهر.. دجلة والفرات ونهر الدم .. 

القوات الامريكية تقتل وتعتقل من جهة ..وفيلق بدر وميليشيات الغدر والخيانة تغتال وتختطف وتعذب وتقتل وتدفن في مقابر جماعية في محافظات الجنوب والفرات الاوسط وفي بغداد وديالى والحلة وأينما حلوا..يخيم معهم الموت الغادر للابرياء ..  

ان المشكلة في العراق انه بلد يختلف كليا عن أي مكان في العالم..ويتقاتل الناس فيه على مجرى صغير من الماء فماذا ينتظر القتلة والمجرمين من (طالبي الثار) لهذا النهر الهادر من الدم الطهور؟؟..

 

mah.azam@yahoo.com

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

                                         السبت  /  05  جمادي الاول 1429 هـ   ***   الموافق  10  /  أيــــار / 2008 م