الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

الـبــعـض والـكـثــرة

 

 

شبكة المنصور

المقاتل الدكتور محمود عزام

 

كم من التجارب خضنا ..وكم من الليالي سهرنا.. وكم من الجبهات فيها قاتلنا..كم مرة أعتقلنا ..وكم من المرات غشانا ليل الحزن وظلمة الوحدة والفراق والحاجة..

ولكن هذه المرة ليست ككل المرات !!..

البعض من المقاتلين والمناضلين الصادقين والمضحين في جبهات الحياة العراقية المتعددة والطويلة تعودوا منذ ان تفتحت عيونهم على هدير المدافع وازيز الطائرات وتآمر الدول والاشخاص التي تستهدف كل النبضات التي آلفوها واعتادوا عليها..تعودوا ان يعملوا بجد دؤوب وصمت النمل الذي لا يتناسب مع ضجة الكثير من الآخرين الذين دخلوا خلسة او قدموا انفسهم بثقل المال والعلاقة والدعوات والتنازلات وهم يسوقون أعمالهم يوما بيوم وساعة بساعة ولحظة بلحظة !..

كان يتقدم هؤلاء مراحل عليهم .. ويتراجع هذا البعض خطوات..

كانوا في الخطوط الأمامية في كل مواجهة ..وفي الخلف عند الشكر والتقدير ..لايهمهم موقع أو منفعة ..ويصيبهم الذهول عندما يقول اليوم أعدائهم أنهم كانوا أصحاب سلطة وسطوة وظلم !.. 

واستمر هذا الحال مدة طويلة سنة بعد أخرى..كانوا بعيدين عن استحقاقهم ..وكانت حتى الفرص التي لايريدها هؤلاء الآخرين تصعب على هذا البعض ان ينالها!..واذا وصلت اليه فقد تدنت منه بشق الانفس !..

وكان هذا البعض هو حامي الثورة ومنجزاتها في كل محفل وفي كل وزارة او دائرة او فصيل مقاتل وكانت تلك الكثرة تعمل لنفسها فقط وكأنها تعيش أبدا ..كان الغد لها هدف للمصلحة الخاصة  وزيادة الفائدة ومجال للتوسع ..

وكان الغد لهذا البعض هو ديمومة حال المنجز ودوام الحد الادنى من الحال الذي يضع الثورة في مامن من الأعداء ..

لم يفكر هذا البعض بغد تسقط فيه التجربة ولم يخطر في باله قط أنه سيتيه بين الوديان بحثا عن ملجا او عمل أو طلقة يواجه ويتصدى بها للعدوان..

لم يكن يخطر في مخيلته ان ياتي يوم يقف فيه على باب من كانوا يقفون على بابه أيام!!.. 

هذه الكثرة اليوم أكثر من أيام زمان .. 

تكاثروا وتوالدوا كالسرطان.. 

ومن كان شاحبا انتفخت عليه الوجنات..   

اليوم لم يتركوا ركنا الا ووضعوا يدهم عليه .. 

أيها الرفاق .. 

أيتها البيارق العالية .. 

حذار ان يصلوا اليكم .. 

واذا ما توددوا لكم فلا يريدون غير الحاشية والبطانة وحاشاكم ان تكونوا بطانة لهؤلاء.. 

الا المساس بكبريائنا وشموخنا وصلابتنا .. 

حذار ان يصيبكم الوهن من الحاجة وتهتز سواريكم وهي حاملة الاعلام .. 

فنحن خلقنا اما للشهادة في الميدان .. 

او الموت بصمت كما كنا نعمل ..وبكبرياء .. 

فحتى الحاجة والجوع مليئة بالكبرياء بعيدا عن هؤلاء..

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاثنين /  12  جمادي الاخر 1429 هـ

***

 الموافق   16  /  حزيران / 2008 م