الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

المواجهة التأريخية بين العراق والولايات المتحدة ...
المحطة السابعة: ركائز الحرب الغبية واللاأخلاقية على العراق

( 7 )

 

 

شبكة المنصور

المقاتل الدكتور محمود عزام

 

كان عنوان المحطة الاولى هو خيوط المؤامرة التي بدات منذ العهد الاستعماري البريطاني القديم للعراق مرورا بافرازات حرب حزيران عام 1967 وكيف جعلت  ثورة 17 تموز 1968 شكل التآمر يتطور وتتنوع أساليبه التي امتدت لتصل الى غزو واحتلال العراق الغير شرعي والغير قانوني في آذار 2003. 

المحطة الثانية كانت بعنوان العدوان الثلاثيني وتجلي النصر العراقي ..وكيف كانت هجمة الاعداء الموغلة بالحقد والأذى..وبرغم ذلك على العراقيون ان يتذكروا وعليهم ان يفخروا ولاينسوا صمودهم وانتصاراتهم في هذه المواجهة التاريخية.. وعلينا ان لا ننسى كيف التحم الشعب مع القيادة وساندها ودعمها في هذا الظرف الصعب عندما انتصرنا على الفتنة.. واعدنا بناء العراق. 

والمحطة الثالثة كانت عن تطور المواجهة التي بدأت سياسية  مستمرة وديناميكية وتحولت من غير مباشرة الى عسكرية مباشرة لتتخذ بعدها صفة مواجهة العصر التأريخية والكونية. 

وتناولت المحطة الرابعة التحضير لبناء المقاومة الوطنية العراقية قبل الحرب  حيث تدارست القيادة في العراق خيارات المواجهة العسكرية والمنازلة المرتقبة.. وفي كل سيناريو كان هنالك دوما تفهم لدى قيادة الحزب والثورة والقيادة السياسية العراقية لضرورة الاسراع بالمباشرة والشروع ببناء المقاومة الوطنية العراقية التي يقودها حزب البعث العربي الاشتراكي..وهكذا بدات الخطوات الاولى لتشكيل نواة المقاومة العراقية من خلال تامين كل متطلباتها.. وجرى التأكيد خلال كل الفترات اللاحقة على الالتزام بثوابت اساسية ومهمة أهمها ان انطلاق وبقاء استمرارية المقاومة الوطنية العراقية مرهون ببقاء المحتل الغير شرعي وطالما كان هناك احتلال وبأي صيغة وعلى أي جزء من ارض العراق وبغض النظر عن القرارات الأممية اللاحقة للاحتلال..وان هدف المقاومة الوطنية العراقية الاساسي هو تحرير العراق.

والمحطة الخامسة كانت عن حرب الكذب والحقد والانتقام وكيف أصرت الولايات المتحدة وبريطانيا وخلافا للرأي العام والارادة الدولية وكل الدول المحبة للسلم العالمي والحريصة على مستقبل اجيالها على المضي في مشروعهم الذي يقضي بغزو واحتلال العراق واسقاط النظام الوطني فيه وبتبريرات باطلة وكاذبة  حيث بدات في الادعاء بان العراق لا يطبق قرارات الامم المتحدة المتعلقة بالسماح للجان التفتيش عن اسلحة الدمار الشامل بمزاولة أعمالها.. ثم بادعاء ان النظام العراقي لازال يطور أسلحة تدمير شامل ولا يتعاون في تطبيق قرار الامم المتحدة رقم 19 والخاص باعطاء بيانات كاملة عن (ترسانته من أسلحة الدمار الشامل..حيث ثبت عدم حيازة العراق لهذه الاسلحة ومن ثم ان النظام العراقي له علاقات مع تنظيم القاعدة والذي ثبت أيضا بطلانه ..وتطور التبرير ليصل الى الارادة الامريكية بنشر الديمقراطية في المنطقة ..ثم الترويج لفكرة مضحكة وهي ان ( العالم أكثر امنا بعد صدام حسين!)..وضرورة (تطبيق الديمقراطية!).. وكيف شنت الولايات المتحدة الحرب الظالمة على العراق .  

والمحطة السادسة كانت عن مشهدين مختلفين .. ساحة الفردوس.. والاعظمية.. وكيف كان هنالك موقفين في بغداد يوم 9 نيسان 2003 .. كانت ساحة الفردوس في هذا اليوم مسرحا لأول أخراج كاذب  لمشهد رمزي مدبر باحكام شارك فيه  ممثلون تم تهيئتهم مسبقا من جنود أمريكان وممثلين من وكالات الانباء والقنوات الفضائية الاجنبية وبعض الدخلاء والمأجورين..تركز الفصل المسرحي على اظهار تمكن الاحتلال وزمرته الخائبة والخائنة من (اسقاط ) الشرعية من خلال مسرحية اسقاط تمثال الرمز العراقي الكبير والشامخ والذي ظل لعشرات السنين شوكة بعيون اعداء العراق والامة وصوتا للحق والبطولة والرجولة والفروسية ..وكان في موقع آخر من بغداد وفي نفس اليوم واللحظة مشهد آخر ..مشهد غير مفتعل والذي شارك فيه فيه مقاتلون وعراقيون لايجيدون فن التمثيل والاخراج ..انه مشهد الاعظمية ..عندما كان المأجورين يقومون بفعالية رمزية لأنهاء السلطة الشرعية للعراق..كان الشعب والقائد يقومون بوضع اللمسات النهائية لانطلاقة صفحة جديدة من صفحات الكفاح والنضال والمقاومة والتصدي والرفض والتضحية .. 

ركائز الحرب الغبية واللاأخلاقية على العراق 

بالرغم من كل المشاورات والمناقشات والمقترحات والمشاريع والوساطات فقد شنت الولايات المتحدة الحرب على العراق التي انتهت صفحتها الاولى باحتلاله في 9نيسان 2003 ..ومن الاسباب الرئيسية التي تقف وراء هذا الاصرار الامريكي على اسقاط النظام الوطني من خلال المواجهة العسكرية المباشرة كونها ترتكز بالاساس على الاجهاض على الوازع الاخلاقي والفروسية العربية والاخلاق السامية التي تنعل من الماضي السحيق للامة وهي تتغنى بامجادها وبطولاتها التي استندت على الالتزام بالخلق العربي والايمان بقدرة الانسان العربي والصدق والنخوة..وكانت الولايات المتحدة تدرك ان محاربة مثل هذه المزايا لا يمكن تحقيق نصر فيها الا من خلال استخدام وسائل غير اخلاقية كان محورها الكذب والدجل والتزوير وتسخير كل الآلة الاعلامية والامكانات المادية الضخمة وشرف وتأريخ أمريكا لهذه المهمة .  

كان هنالك ارادتان متنازعتان في هذه الحرب ..الارادة الأولى وهي الارادة العراقية التي تتمسك بوحدة واستقلال وتربة العراق وتدافع عن كل شبر منه ضد العدوان الغير شرعي والغير قانوني والمفروض عليه ..ارادة لديها ثوابت محددة بعد ان استنفذت كل ماكان لديها من مرونة وصلت الى حد التنازل في بعض الصفحات لتجنيب الشعب العراقي ويلات هذه الحرب التي تلوح نارها في الافق ويذكر العديد من المسؤولين في الحزب والدولة كيف كان الشهيد الخالد صدام حسين يكرر ان مسلسل هذه المرونة واضح وأن العدوان قائم لامحالة بها او بدونها ولكن يوافق عليها العراق اليوم لكي لا تستخدم للتأريخ مستقبلا كمبرر للنيل من القيادة (لأنها لم تتعامل مع الاحداث بمرونة!) ..ارادة تعرف جيدا انها على حق وانها ستخوض هذه المنازلة لهذا السبب وكانت تعرف ان السبيل الوحيد لمنع نشوب هذه المواجهة كان بالردة والانتماء الى ملة الكفر وتسليم العراق لقمة سائغة بيد الحاقدين والكارهين والحساد والخونة والمتآمرين . اما الارادة الثانية فهي الارادة الامبريالية الامريكية ومن ورائها اسرائيل والتي تتمسك بهدف اسقاط النظام السياسي الوطني واحتلال العراق وتدمير شعبه ومؤسساته ومبادءه والسيطرة على ثرواته ولجم وتطويق وانهاء كل حس وطني وعربي لا يقبل ان يكون ذليلا للارادة الامريكية وتابعا صغيرا لما تقرره لمستقبل اجيالنا ولعموم المنطقة والعالم. 

كان هنالك معتدي من طرف ومدافع من طرف آخر .. 

الكذب الفاضح  

وأول اسلحة الطرف المعتدي كان اعتماد الكذب الفاضح ..والخداع المضلل..وهذا السلاح مستخدم دائما في السياسة الامريكية ونتذكر جميعا كيف ان الولايات المتحدة الامريكية الدولة المتحضرة الاولى في العالم كانت قد هاجمت فيتنام بحجة كاذبة ومفتعلة ومضللة في حينها عندما ادعت ان الحكومة الفيتنامية هاجمت سفينة حربية امريكية ..في وقت كشفت الادارة الامريكية لاحقا وبعد كل مآسي حرب فيتنام ان قائد هذه السفينة كان قد تلقى امرا عسكريا مباشرا بدخول المياه الأقليمية لفيتنام لتتعرض لهذه السفينة القوات الفيتنامية من منطلق الدفاع عن النفس وليجري استغلال هذا التعرض كحجة للحرب وهذا ما حدث فعلا!..

كذبة ومسرحية مفتعلة تم استثمارها لصياغة سيناريو مدمر ومعيب للتاريخ الامريكي ..وتتكرر الأكاذيب مرات عديدة ..وفي الشان العراقي روجت هذه الادارة الكاذبة والمارقة كذبة من نوع آخر وهي : (امتلال العراق لاسلحة الدمار الشامل)..واستغلت الادارة الامريكية مجلس الامن بالترغيب والترهيب بعد ان اشترت سكوت حكام العرب لتصدر قرارا امميا ينص على ان يفرض على شعب العراق حصار جائر  وعلى ان يكون هذا الحصار هو الأداة التي بواسطتها يتم القضاء على هذه الاسلحة ..

وانتدبت لهذه المهمة عدد من الجواسيس والعملاء الذين نظمتهم بما سمي بفرق التفتيش عن اسلحة الدمار الشامل العراقية والزمتهم باتباع اساليب الكذب والاختلاق والتزوير والابتزاز.. وربطت هذه الفرق بمجلس الامن الدولي الذي جعلته في حالة اجتماع دائم مع وجود صلاحية للمجلس بتخويل الولايات المتحدة توجيه ضربات ( استباقية ، جراحية ، تعرضية ..الخ) لكل الأهداف العراقية بدون توجيه انذار عند عدم ظهور تعاون من العراق مع اعمال هذه اللجان استنادا الى أي تقرير يرفع من رئيس اللجنة في العراق في حينها بدون الرجوع الى آلية قانونية تثبت صحة ادعائه ..

وباسلوب القرصنة والمافيات الدولية المبنية على الكذب جعلوا العراق في موقف لا يستطيع الخروج منه الا اذا وجدوا اسلحة الدمار الشامل ودمروها ..اما اذا لم يجدوا شيء فالعراق يكذب وغير متعاون ويجب مهاجمته وتدمير عدد من منشآته ومصانعه ومعسكراته (التي أشرتها وحددت طبيعتها ومواقعها وأهميتها نفس لجان التفتيش !) .. 

وبناء على ذلك فقد قرروا أن يستمر الحصار على العراق..وسيستمرون باستهدافه وتدمير قدراته بموافقة مجلس الامن الأسير لدى الارادة الامريكية ..

واستمر مسلسل الكذب وصفحاته المتعددة   ليصل إلى أكبر الأكاذيب عندما رفعت الولايات المتحدة شعار ( الحرب على الأرهاب ) بعد احداث 11 أيلول  / سبتمبر 2001 والذي أدى الى غزو واحتلال افغانستان والذي جاء في ظروف تعاطف دول العالم وشعوبها مع امريكا والتي تم استثمارها بخبث ودهاء..وفي الوقت الذي كانت فيه كل الادارة الأمريكية في حالة انذار يوم 11 ايلول كانت أغلب أحاديث هذه الإدارة تدور حول كيفية استثمار ما حدث للوصول إلى  (ضرورة ضرب العراق وتغيير النظام فيه!) ..وطرحت الادارة والمخابرات الامريكية وسوقت كذبة تمهيدية جديدة على العراق وهي ان ( هنالك علاقة بين القيادة العراقية وبين القاعدة ) . 

إدارة كاذبة بقيادة شخوص لاأخلاق لها تتحجج بمبررات كاذبة وتكذب في طرح اهدافها ..ادارة كذبت في اتهام العراق بحيازيه لاسلحة الدمار الشامل وألزمت المفتشين بالكذب.. وعنما قدم المفتشون تقريرهم بعدم وجود اسلحة دمار شامل قامت بتكذيبهم !..ثم ادعت كاذبة بوجود علاقة بين نظام صدام حسين والقاعدة ..الى درجة ان أرفع المسئولين الأمريكيين ومنهم دونالد رامسفيلد وزير الدفاع وكونداليزا رايس مستشارة الامن القومي كانوا قد ذكروا امام شاشات الاعلام ان بن لادن شوهد في بغداد قبل احداث 11 ايلول !!..وغيرها من المسرحيات الكاذبة التي استخدمت كوسيلة لا أخلاقية  لإقناع العالم والشعب الأمريكي بعدالة هذه الحرب القذرة. 

وشنت الولايات المتحدة الحرب على العراق متجاهلة كل ارادات العالم لتقوم بتدمير دولة ذات سيادة وحضارة وعمق تاريخي وتنهب ثرواتها وتنصب اراذل القوم على مقدرات شعبها. 

وعندما تيقنت الولايات المتحدة والعالم من ان العراق خال من اسلحة الدمار الشامل والذي كان المبرر لشن الحرب عليه ..تمسكت امريكا بعلاقة النظام الوطني بالقاعدة ..وعندما ثبت زيف هذا الادعاء أيضا اتجهت الولايات المتحدة الى كذبة جديدة ..وهي كذبة ضرورة نشر الحرية والديمقراطية في العراق ليكون النموذج الاول لشرق أوسط جديد ..إذا الهدف اليوم هو ان الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا عبرتا المحيطات من اجل تخليص الشعب العراقي من (حكم ديكتاتوري)  وإشاعة الحرية والديمقراطية في العراق ؟!..وانها فقدت أكثر من أربعة آلاف من جنودها  وأكثر من مائة ألف جريح ومعوق ومصاب بعاهات نفسية وتريليونات الدولارات ومئات الملايين من أطنان المعدات العسكرية المهانة وفقدت هيبتها ومصداقيتها وخالفت الرأي العام العالمي  من أجل الحرية للشعب العراقي ؟!.. 

وكانت الولايات المتحدة في كل من هذه الصفحات تتفنن في نقل الأخبار الكاذبة عن سير المعارك في العراق..والكذب ليس على العالم والعراق فقط بل على الشعب الأمريكي الذي لم يعد يعرف حجم خسائره ومصير أبناءه واموال ضرائبه..بل ظل يتخبط بالقصص الهوليودية عن انتصارات مزعومة كاذبة ونتذكر كيف انهم صنعوا اكذوبة تحريرهم للجندية الاسيرة الامريكية من القوات العراقية من مستشفى الناصرية ابان المعارك  في وقت كانت تحت رعاية صحية في مستشفى مدني وتم نقلها بدون وجود أي قوة عسكرية عراقية في المستشفى وجعلوا من الوحدة التي نقلتها قوة اسطورية وانتجت هوليود عدة افلام عن هذه العملية الخارقة!..الى ان قامت نفس الجندية الامريكية بالظهور علنا وقول الحقيقة التي صدمت الشعب الامريكي والعالم وكيف ان كل ما حصل كان عبارة عن كذبة! . 

لقد استخدموا كل التقنيات الاعلامية المتطورة من اجل تأليف القصص والعمليات البطولية الخارقة المختلقة لكي تستخدمها في اجتذاب المزيد من شبابها للقتال في العراق  ومحاربة وقتل منتسبي الاحهزة الاعلامية التي تذكر الحقائق المقابلة لأكاذيبهم.. 

ويستمر مسلسل الكذب الأمريكي عندما يظهر الرئيس الأمريكي بوش في أحاديث رسمية موثقة ليقول في 1 أيار 2003 من على حاملة الطائرات أبراهام لنكولن ( لقد حققت الولايات المتحدة النصر وأنجزنا المهمة!) وبعد سنتين من التبجح بهذا النصر يقول مخاطبا القوات الأمريكية والشعب الأمريكي والعراقي ( إننا نحقق النصر في العراق !) ..وبعدها يقول ( إننا نقترب من تحقيقنا للنصر في العراق!) ..ثم يقول بعدها ( إن تضحياتنا كبيرة ولكننا سنحقق أهدافنا!) ..وأخيرا قوله ( إن ما قدمناه من تضحيات في العراق هو ثمن الديمقراطية التي جلبناها للعراقيين!!!)..وعلى نفس الحركة التوافقية يتحدث نائبه تشيني ووزيرة خارجيته رايس ووزير دفاعه والسفير الأمريكي والقادة الذين تعاقبوا على قيادة القوات الأمريكية الوسطى والقوات الأمريكية في العراق ! 

حرب عنصرية ودينية  لنشر الرذيلة  

يذكر العالم كم من المرات التي أعلن فيها بوش بأن حربه في العراق هي حرب مقدسة وصليبية وهي إرادة الله لإشاعة العدالة والسلام..وكيف أن المتحدث باسم البيت الأبيض يظهر لاحقا معتذرا عن (زلة لسان الرئيس!) .. 

في يوم 29/1/2002 ألقى بوش الصغير خطابا امام الكونكرس الأمريكي وتطرق فيه الى انتصارات الادارة الامريكية في افغانستان وكيف ان الله اراد لهذه الامة الامريكية ان تنتقم من اعدائها وكرر في هذا الخطاب مجموعة من الافكار والخطط المستقبلية للادارة الامريكية في كيفية التعامل والتعاطي مع التهديدات التي وصفها بالارهابية والتي يمثلها العالمين العربي والاسلامي والظاهر ان الكثيرين من المهووسين بالعنجهية الامريكية واستهانتها بهم نسوا ما قاله بوش في حينه ..حيث قال بالحرف الواحد : 

(وعلى الرغم من أن الحرب في افغانستان توشك على نهايتها فإن أمامنا طريقاً طويلاً ينبغي أن نسيره في العديد من الدول العربية والإسلامية ولن نتوقف إلى أن يصبح كل عربي ومسلم مجرداً من السلاح وحليق الوجه وغير متدين ومسالماً ومحباً لأمريكا ، ولا يغطي وجه امرأه نقاب!)  

وقوله: 

(من الآن فصاعداً يحق للعالم تناول الخمر والتدخين وممارسة الجنس السوي أو الشذوذ الجنسي ، بما في ذلك سفاح القربى واللواط والخيانة الزوجية !! والسلب والقتل ومشاهدة الأفلام والأشرطة الخلاعية داخل فنادقهم أو في غرف نومهم !! وبالنسبة لشركاتنا التي تنتج مثل هذه المنتجات فسيحق لها الوصول من دون أي عقبات للدول المتخلفة التي منعت تلك الحريات عن شعوبها!)  

هذه الكلمات والجمل ليست من تأليف المقاومة العراقية ولا من ( خطب وشعارات!) حزب البعث والنظام السابق للنيل من مصداقية الولايات المتحدة صديقة الطالباني والبرزاني وعلاوي والجلبي والحكيم والربيعي والمالكي وغيرهم من قيادات العراق الحالية التي تتمسك بالامريكان بأسنانهم وترفض الحديث عن حتى جدولة انسحابهم من العراق ( الا بعد تحقيق اهدافهم !).. 

 هذه هي اهدافهم ..وهذه هي  رغباتهم ..وهم على يقين بان هذه الشعارات اذا ما ساعدتهم الحكومة العراقية على تنفيذها فلن تبقى عقبات امام اهدافهم الرئيسية .. 

هذه هي خطط الادارة الامريكية المعلنة لكل العالم في الحرب التي شنتها على العراق من أجل الديمقراطية والحرية وجعل العالم افضل بعد اسقاط النظام ..ومن يهن يسهل الهوان عليه. 

حرب شخصية ! 

وقول الرئيس بوش في نفس الخطاب : 

(إنني آمل أن أكون قد حافظت على إرث آل بوش حياً بمحاربة العرب والمسلمين طيلة عشر سنوات لضمان استمرار الفوضى في بلادهم !! ولن يجبرنا ملك او أمير عربي نفطي على تحسين كفاية وقود سياراتنا المتطورة وهذا لن يحدث وأنا رئيس للولايات المتحدة،وعلى العكس سيضطرون لزيادة الانتاج وتخفيض الأسعار)  

انها واضحة بلا تفسير أو اضافة ..وكأن والده (استلم)  أمر الله ! بحتمية محاربة العرب والمسلمين لكي تبقى الفوضى تعم أوطانهم..فهم أصحاب رسالة وأخلاق ودين وايمان ..وتمثل هذه الصفات  العقبة الاساسية أمام نشر (الحرية والديمقراطية الامريكية!) او ديمقراطية الرذيلة وشيوع الفساد والنهب والكذب والكفر وهذا ما نلمسه اليوم فعلا في العراق .. 

وهي حرب للسيطرة على النفط 

وهذا ما اكده الرئيس الامريكي قبل أكثر من ست سنوات كما ورد سابقا ..انها الارادة الامريكية الجديدة( التي تستند الى رسالة آل بوش للانسانية !) بالسيطرة على منابع النفط التي لا يجوز ان يتحكم بها أصحابها ..ومن المخزي والمعيب ان هذه الكلمة صدرت من بوش قبل الحرب على العراق بأكثر من سنة وهي موجهة للتقليل من شان وقيمة واستقلالية قرارات (الملوك والامراء العرب في الخليج العربي!) في الشأن النفطي وكيف ان الولايات المتحدة وما دام رئيسها بوش ستبقى تصدر الاوامر لهم ! 

حرب استعلائية وإملائية  

لقد أرادت الولايات المتحدة في غزوها للعراق ان تكون حربا هي التي تحدد اهدافها وحدودها واساليبها ..هي التي تخطط لها وتنفذها وتقودها.. وعلى العالم ان يوافقها على ذلك بلا مناقشة لأن اي جهة معترضة على اسلوبها وادارتها وصفحات تطورها او على نتائجها ستضع نفسها في الضد من امريكا!  وفي  الخندق المقابل للخندق الامريكي وحسب توصيف بوش عندما قال ان على العالم ان يحدد موقفه في هذه الحرب : ( اما معنا أو ضدنا!) ..أنه المنطق الاستعلائي والاملائي الاهوج الذي تسيره القوة الغاشمة..فاما مع امريكا او ضدها ..هذا هو منطق المتكبر والمتعالي والمتجبر الكافر ..ان الادارة الامريكية الحالية ارادت ان تصنع من نفسهاممثلا لارادة الله في الارض!!!!.. وعلى العالم أن يطيعها..وعلى الجميع ان يأتي اليها اما كرها او طوعا..انها تعتبر نفسها قوة كونية عظمى قائدة للكون ..لا أحد فوقها وهي فوق القانون..ولا قوة تفوق قوتها وقدرتها..ولاارادة فوق إرادتها..وعلى الجميع أن يقدم الولاء والطاعة لها ويؤمن بسياساتها ..وفي كثير من الاحيان يعجب المطلعون من سكوت البعض من حلفاء الولايات المتحدة باتخاذها مواقف تضر بالمصالح الوطنية لها بدون ان تحسب حساب لذلك ..ويحدث ذلك في وقت لا تسمح الولايات المتحدة لنفسها المس باسرائيل ومصالحها حتى لو اقتضى ذلك اعادة ترتيب سلم الاولويات والخطط والعمليات وحتى الاهداف. 

حرب غير قانونية ظالمة وغاشمة  

لقد امتازت الحرب التي شنتها الولايات المتحدة على العراق بكونها غزو وعدوان واحتلال غير قانوني ولا يستند الى أي شرعية ولا بتفويض قانوني من الأمم المتحدة ورفضها من قبل مجلس الأمن ..حرب تميزت بالظلم والعدوان الصارخ باستهدافها لدولة ذات سيادة وقانون ومعترف بها في الامم المتحدة ..دولة مؤسسة لهذه المنظمة الدولية ومنظمة دول عدم الانحياز ورائدة في مجال حقوق الانسان وذات تأريخ موغل بالقدم والحضارة ..حيث قامت قوى العدوان بتدمير مؤسسات الدولة والمصانع والمعسكرات والقواعد والمستشفيات والمدارس والجامعات والجسور والطرق والابنية والمخازن والمستودعات ومحطات ومراكز ومنشآت الخدمات العامة من اتصالات وماء وكهرباء وتم استهداف كل حركة على الأرض وقاموا بعد ذلك بسرقة كل ممتلكات الدولة والشعب وقتل مايزيد عن مليون ونصف المليون عراقي من الأطفال والنساء والرجال واعتقال مئات الالاف من شباب العراق وتهجير اكثر من اربعة ملايين عراقي داخل وخارج العراق ..وحل الجيش العراقي البطل الذي لقنهم ولقن الايرانيين ويلات الهزيمة وسن القوانين المجحفة والغير انسانية وتنصيب سلطة طائفية حاقدة مرتبطة بايران بشكل كامل حيث اطلقت اليد لميليشياتها للعبث بامن العراق ونسيجه الاجتماعي من خلال عمليات الاغتيال والخطف والتعذيب والنهب التي طالت الناس الامنين في كل مكان من العراق بعد ان قامت بتصفية الطيارين والضباط والعلماء والاطباء والمهندسين والاساتذة والمناضلين الوطنيين في حملة تصفية جسدية لهم ولعوائلهم لأفراغ العراق من كوادره ورجاله. 

حرب غبية  

يقول الرئيس الامريكي بوش : 

(لقد حان الوقت لنعيد تشكيل العالم على صورتنا ! وبفضل إلهنا سنقوم نحن شعوب العالم من الجنس الأبيض المتحضر بفرض معتقداتنا الرزينة والودودة والتحررية على عالم جائع لأموالنا ورسالتنا!).. 

أليس هذا هو المنطق العنصري الذي تخلص منه العالم من مدة طويلة وتدعي أمريكا أنها الرائدة في مجال تحقيق ذلك؟؟..وكيف يمكن اعتماد هذه اللغة من رئيس دولة مثل أمريكا وهو يردد إلهنا والاههم؟؟..وهل أن للجنس الغير أبيض أله غير الاههم؟؟..  

وهذا هو الرابط بين عنصرية هذه الحرب الغير شرعية وما يريد بوش من إعطائها صفة دينية وبين كونها حرب غبية.. 

وهل يمكن للقوة أن تكون قادرة لوحدها على اعادة تشكيل منظومات القيم والمباديء والافكار والمعتقدات ..وكيف يحق لرئيس دولة ان يستخدم الله لوحده ؟!!..ألم يكن في علماء الدين والقادة من امتنا من كانت له القدرة على ان يقف بوجه هذه القناعة الكافرة والغبية ..وماذا يقصد بمعتقداته الرزينة والودودة والتحررية ؟..الودودة والتحررية وقد (عرفناها! ) وهي باختصار (نشر الرذيلة بكل تفاصيلها) بين الجياع في العالم ليزدادوا فقرا ومرضا ..ولكن ماذا يعني بالمعتقدات الرزينة ؟..أليس المقصود بها تلك المعتقدات التي تدين (معتقدات ايمانكم الروحي ) ياعلماء وقادة الامة؟؟... 

نقول لجورج بوش شيخ المتخاذلين والحاقدين والمنتقمين والظالمين  ولكل من على شاكلته ممن يحمل فايروسات المعتقدات الودودة والمتحررة:  

إن أفضل صفة يمكن ان توصف بها الحرب التي قمت بدق طبولها واشعالها على العراق وأدت إلى تدميره واحتلاله ومارافق ذلك من تداعيات ..هو ان هذه الحرب هي حرب غبية ..والأغبياء الذين خططوا لها وجمعوا لها العدة والعدد ونفذوها واداروا صفحاتها قد خسروا كل ما في جعبتهم من رهان بعد ان اختلط عليهم اليوم الهدف الستراتيجي بالاهداف المرحلية وتداخلت خنادق الصفحات التي يشرفون عليها وتماسكت خيوط الكذب والدجل والتزوير لتلتف على اعناقهم بدخول عوامل جديدة لم تكن بالحسبان.. 

 أولها : السرعة الفائقة التي أذهلت العدو والصديق في ظهور المقاومة الوطنية العراقية وتصديها البطولي للمحتل وأذنابه وتطور امكاناتها وانتصاراتها وقيادتها وتحكمها بالصراع نوعا وكما وتوقيتا.. 

والعامل الثاني هو قيام منظومة الكذب والدجل التي اختلقتموها بالتوالد الذاتي لتنتج اكاذيب مزدوجة بدأت تنطلي عليكم لتزيد من عزلتكم واندحاركم وتراجعكم وهزيمتكم وكسر شوكتكم وتمريغ سمعتكم في الوحل ..وسيأتي اليوم الذي لن تشرق فيه الشمس عليكم كما لم تعد تشرق على إمبراطوريات سبقتكم .. 

والعامل الثالث خسائركم الهائلة في الارواح والمعدات والاقتصاد الذي بدأ يستدين لتمويل حرب الاغبياء التي اشعلتموها .. 

أما العامل الرابع فهو تزايد قوة ايران الناجمة من غباء مشروعكم الذي اهمل العديد من المتغيرات والظروف وشجع المحاصصة الطائفية وتسليم السلطة لحلفاء ايران لينقلب سحركم عليكم .. 

وأخيرا أنكم قدمتم خدمة كبيرة للانسانية عندما كشفتم عن وجوهكم الكالحة والعنصرية والحاقدة والحاسدة وعن هذا الكره للانسانية وللتحرر وللديمقراطية .. 

لقد كانت هذه الحرب الشعواء والتدمير العشوائي للدولة العراقية ومنظومة القيم والمباديء والسعي الحميم لسرقة العراق ورهن ارادته الوطنية وتغيير هويته وتأريخه والذي تزامن مع هذه العنجهية والاستعلائية والاستهانة بمقدرات العالم المتحضر وما مارسته الولايات المتحدة من سياسات متناقضة وكيفية في التعامل مع احداث مماثلة سببا لجعلكم  اعداء الشعوب بلا منازع.. ودافعا قويا لتوحيد الخندق الايماني المقاتل لمشروعكم حتى الشهادة او النصر .. 

ولأنكم بهذه الاخلاق .. فستنتصر ارادة العراق على ارادتكم .

 

mah.azam@yahoo.com

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاثنين /  14  جمادي الاول 1429 هـ

***

 الموافق  19  /  أيــــار / 2008 م