الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

عصا العراق الملتهبة

 

 

شبكة المنصور

المقاتل الدكتور محمود عزام

 

لا زال بوش يأمل في أن المالكي سيحقق له عدد من المكاسب ليتحدث بها بعد أن ينزوي جانبا مع كلبه والذي سيبقى الوحيد معه ..ليكتب ويحاضر عن بطولاته وانجازاته  !..وسيواجهه الشعب الأمريكي في ظل غياب الدور الهام للإنسانية بنتائج حماقته في غزو واحتلال العراق..وما فقدته الولايات المتحدة من هيبة ووقار وقيمة سياسية لا يمكن تصور نتائجها..فبعد أن كانت أمريكا تأمر وفورا تطاع.. فهي اليوم تتوسل ولا ينفذ لها احد !..وزيارات تشيني ورايس وحتى بوش لم تعد تلقى آذانا صاغية ووسائل منفذة .. 

إلا العرب!!.. 

قادة العرب وحدهم بقوا يخافون الكاوبوي الأمريكي ..ووحدهم يحسبون له ألف حساب وينفذون رغباته تحت الضغط الإسرائيلي والإيراني الذي وضع الأمة العربية أمام امتحان صعب وخاصة عندما تتداخل الخنادق فلا نعرف من هو مع عدونا ومن هو صديقنا.. 

كان الشهيد الخالد صدام حسين يرفض بشدة من يعقب ولو بكلمة تشير إلى أن عدونا الأساسي هي إيران .. كان يقول دائما وفي كل مناسبة إن عدونا الرئيسي  هو الكيان الصهيوني وداعمها الإستراتيجي ..أما إيران فعلينا أن نتحسب منها .. وتبقى أحدى عيوننا مفتوحة عليها.. 

واليوم وفي ظل الاحتلال الأمريكي للعراق ووصول الايرانيين للسلطة في العراق يجري التطبيع السري مع الكيان الصهيوني بهدوء في وقت رفع من الحسابات السياسية والعسكرية والعقائدية ما كان عرفا من التحسب من إيران ولم تعد هنالك عين مفتوحة عليها !.. 

ووضع المحتل عدد من الفاشلين والسراق والمزورين والانتهازيين أوصياء على الإرادة العراقية ليقوموا بدور المنسق لهذه التشكيلة المتداخلة من المصالح والاختراقات ..وكانت هذه التشكيلة التي تم اختيارها ضالعة حتى الغرق بالمخطط الإيراني ولا يهمها مصلحة أخرى ..لا المصلحة الوطنية ولا المصلحة الأمريكية .. 

وأخذت تتجاذب العصا العراقية ثلاث قبضات وهي تمثل ثلاث إرادات .. 

القبضة الأمريكية التي تريد أمن مصالحها الاقتصادية والهيمنة العسكرية في المنطقة والعالم ودوام الأمن الإسرائيلي.. والقبضة الإيرانية التي تريد استثمار الانهيار والضعف الذي أحدثته المقاومة العراقية في القبضة الأمريكية بحيث يمكنها من السيطرة على العراق الذي حلمت به منذ آلاف السنين.. والقبضة الصهيونية التي تريد تدمير العراق بكل مفاصله خوفا من القدرة العراقية ومن تعاويذهم ونبوئاتهم وتريد السيطرة على العرب والمنطقة في ظل التطور الحاصل في السياسة الأمريكية وظهور ووجود الداعم الأصلي لها بكامل قوته في المنطقة وتراجع الحاجة لها لتنفيذ مخططاته وأجنداته ..فالولايات المتحدة اليوم تقاتل في العراق بشكل مباشر وهي اليوم بلا حاجة لجهة تهدد نيابة عنها.. 

ووسط هذا الزحمة ترى أياد متطفلة تلعب بين هذه القبضات وهي تبحث عن فتات ما يتساقط من جراء هذه الصراعات ..وهذه الفئة المتطفلة تشمل كل السلطة العراقية بأحزابها ورئاساتها ونوابها وأجهزتها التنفيذية .. 

وسيسهل كما كان على المقاومة الوطنية العراقية مواجهة هذه الإرادات مجتمعة وهي توجه ضرباتها لأي ارادة من هذه الارادات  لأنها تتجمع في مكان واحد وتهدف في مناهجها للنيل من كيان واحد وهو العراق .. 

وهذا يسهل على المقاومة العراقية  استهدافهم جميعا في آن واحد.. وعندما تضرب المقاومة إحدى هذه الإرادات يتوهم البعض أن بقية القبضات تقوى.. بل هي تتراجع بفعل كون الضربة قوية ومؤثرة وموجهة للعامل المشترك لهذه الإرادات .. 

وسيأتي اليوم القريب الذي نجعل فيه عصا العراق عصا مشتعلة من نار أزلية لا تجرؤ أي قبضة على الإمساك بها أو التفكير بالتقرب منها..

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

السبت /  17  جمادي الاخر 1429 هـ

***

 الموافق   21  /  حزيران / 2008 م