الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

الوقوف بين الضحية والجاني

 

 

 

شبكة المنصور

المقاتل الدكتور محمود عزام

 

( مرة اخرى الى الحزب الاسلامي العراقي وجبهة التوافق والآخرين..)

تعلن القوات الامريكية المحتلة في بياناتها اليومية عن قيامها باعتقال العديد من المتهمين المشتبه بقيامهم بعمليات (ارهابية!) ويصل ما تعلن عنه هذه القوات لعدد المعتقلين في بياناتها  بمعدل يصل الى (20معتقل ) يوميا ( اضافة الى قتل عشرين آخرين!) .. كذلك فان الذي يتابع قناة العراقية الفضائية ( التي تلمح الى خلو العراق الآن من الارهابيين ومروجي الفتن ! بعد هذا الكم الهائل من الاعتقالات والقتل !)   يستطيع ان يخمن ان قوات الحرس اللاوطني ومغاوير الداخلية تعتقل مالايقل عن (40 معتقل ) يوميا بتهم مختلفة في الظروف الاعتيادية ( عدا خمسين او ستين قتيلا منهم !) ..ولاننا تعودنا على كذب المحتل والحكومة فان هذه الاعداد في الظروف الاعتيادية قد تصل الى (120 معتقل يوميا) أي بمعدل  ( 3600 معتقل شهريا ) وأغلب هؤلاء المعتقلين لا يطلق سراحهم لطبيعة التهم الموجهة لهم والتي تبدا من التهم الكيدية الشخصية والطائفية مرورا بالانتماء لحزب البعث ( المحضور! ) ونشاطاته الغير طبيعية وانتهاءا بعمليات المقاومة الوطنية ..

اما تنظيمات القاعدة فلها حساباتها الاخرى!..

ونحن هنا لسنا بصدد المفقودين والمختطفين !..

وهذا يعني ان مجموع ما القي القبض عليه لحد الآن منذ بدء الاحتلال يصل الى أكثر من 200000 معتقل رسمي وموثق عدا اعداد المفقودين والشهداء والمغدورين التي أعلن عن عددها مؤخرا وبشكل رسمي والتي وصلت الى اكثر من مليون ونصف شهيد..

ومن أكثر الجهات التي تتاجر بهذه البضاعة المؤرقة للضمير الانساني وتختارالأدوار والتصريحات والمقترحات بصدد الاستفادة من هذه المعاناة واستثمارها واستغلالها هي الحزب الاسلامي العراقي الذي يحاول ان يحصن له ملجأ في وسط ساحة الاشتباك المباشر بين الشعب وأعدائه ..بين الحق والباطل ..بين المحتل وبين المقاومة المشروعة ..

ونحتاج ان نعرف ما هو الدور الذي يلعبه الحزب الاسلامي العراقي ( وجبهة التوافق أيضا..وغيرهم من الكتل التي تشارك في العملية السياسية ) في هذه المرحلة التي تجاوزت كلمة (الحساسة والحاسمة) بفعل ( الانحسارات والتراجعات ) التي منيت بها هذه الجبهة والحزب الاسلامي بالمقارنة مع (الاصرار والتعنت والمضي بالنهج الاقصائي وما حصدوه من مكاسب) للائتلاف والحكومة..في وقت يلمس طارق الهاشمي والمكتب السياسي للحزب الاسلامي وجبهة التوافق موقف الولايات المتحدة وقواتها الغامض والضبابي وغير العادل وغير المنصف والمزاجي والمتقلب والمتعمد والذي ( يضع فقط ) الجبهة والحزب الاسلامي العراقي وشخص السيد طارق الهاشمي الذي يتزعم ( هذا الخرير اليسير الخائف من مجرى الماء في بحر متلاطم من الطائفية والمد الايراني والروح الانتقامية الحاقدة والاستئصالية !) في حرج شديد أمام قواعدها وبعض الناس البسطاء من عامة الشعب الذين صدقوا دعوات الهاشمي من ان اقرار الدستور سيعطيهم الفرصة لتعديله ..ومشاركة هذه الزمرة بالحكم ستيسر اعادة عصب الحياة الذي قطعوه!.. 

أما الائتلاف فهذا الموقف يضيف الى دفته ثقلا جديدا ويزيد من قوته على الارض ..والحشائش الغريبة التي غزت ( ارض العراق واخلاق شعبه وطوائفه ) واضحة ولا تحتاج الى برهان!...والشعب ينتظر (الخلاص) بعد ان مزقوا بنيته وهدموا كيانه وصادروا حريته واستقلاله وسيادته وارادته .. وأدخل في صراعات لا ناقة له بها ولاجمل..وهو بلا ماء ولا كهرباء ولا امن ولامصدر للرزق..في وقت يصول المحتل ويجول ..لاتوقفه شعائر ولاقيم ولا حرمات ..وفي أي وقت ..يقتل ويعتقل ويدمر وينهب بلا رقيب أو سؤال أو ملاحقة ..انه ليس فوق القانون العراقي فقط بل فوق كل قوانين العالم والدولية منها ..وبعد كل غارة وقتل واعتقال ونهب ..وكما في الغابة والطرقات تأتي بعده الكلاب الضالة من البيشمركة ومغاوير الداخلية والجيش اللاوطني لتداهم المكان مرة اخرى لتقضي على من بقي أو تعتقل من بقي على قيد الحياة وتنهب مل تبقى من فتات غنيمة المحتل .. 

وبعد سنة من كل حادثة من هذه الحوادث يخرج علينا السيد طارق الهاشمي ليتحدث عن السجون والمعتقلات والمآسي التي يعيشها المعتقلون .. 

وهو ينسى ان العراق كله محتل ومنتهك ومعتقل ومسجون ومنهوب.. 

وان مآسي المعتقلين الذين يلتقي بهم الهاشمي في حملاته الاعلانية الدورية  لا تمثل شيء بالقياس لمعاناة ومآسي من ( يرتدون البدلات الصفراء والحمراء من المعتقلين ) واولائك القابعون في سراديب الحكيم والعامري والجلبي والصغير..وذنبهم الوحيد انهم قالوا (لا) للاحتلال ..وحاربوا اعداء العراق والخونة والجواسيس والقتلة والمزورين والسراق يوم كان العراق وكان صدام.  

لذلك على الحزب الاسلامي وجبهة التوافق أن ( لا يلهوا نفسهم وكوادرهم ووزرائهم والمتعاطفين معهم ) بغير الاساسيات ..وعليهم ان يعرفوا قبل وضع النهج ( بغض النظر عما يريدون!) ان الثوابت واضحة والعدو واضح وسفينة حكم العراق تسير في الاتجاه الذي لا يتناسب مع اتجاههم وكل المؤشرات تشير الى تنامي قوة الاعداء بالقياس الى ضعفهم ..ووحدها القوة التي تستطيع ان تواجه مخطط تدمير العراق هي القوة المستندة الى ارادة الشعب المقاومة للاحتلال ولهذا المخطط..  

فأين الحزب الاسلامي وجبهة التوافق ؟..ومع أي جهة ؟.. 

 فلا هم مع العدو.. ولا هم مع الوطن..وهذه هي مشكلة من يختار الحلول الوسطية والهامشية والتوفيقية ..ومفكري الحزب الاسلامي وجبهة التوافق يعرفون ذلك جيدا.. 

فهم يعرفون ان العملية السياسية هي من صنيعة الاحتلال وهي صممت وصنعت لغيرهم وان دخولهم فيها سيعطي ( شرعية عراقية كردية وسنية وأقليات اضافة للشيعية ) للائتلاف للاستفراد والمضي ( بقانونية وشرعية) لتنفيذ منهجه ومخططه البعيد كل البعد عن خدمة العراق يعاونهم ويشد أزرهم قادة التمرد الانفصالي الكردي ورغم كل ذلك فقد دخل الحزب الاسلامي وجبهة التوافق وعدد من الكتل الاخرى في هذه اللعبة ..وكانوا واستمروا وسيبقون هم الطرف الخاسر والملام والمهمش .. 

وهم يعرفون ان مشكلة العراق لا يمكن ان تحلها قوانين تصدر من محتل طامع وحاكم حاقد ومنتقم وحاسد بل حتى وصل به الامر أخيرا لتكفير الناس مثلما تفعل تنظيمات القاعدة ..ان مشكلة العراق هي المحتل وأذنابه وأدلاءه وايران الذين سرقوا العراق دولة وسلطة وتأريخ وثروات ..ومع ذلك يلهي الحزب الاسلامي وجبهة التوافق النفس في مناقشة القوانين التي يتوقعون انها الحل السحري للعراق .. 

هم يعرفون ان الحل يكمن في وحدة كل مكونات العراق لمقاومة المحتل وطرده بالقوة او بغيرها من العراق وعلى ان لا يكون بديل الاحتلال هذه الزمر الجاهلة والمتخلفة والمجرمة والمرتبطة بايران والتي تتحكم بالسلطة اليوم والتي أسرفت في غيها وظلمها وقتلها ونهبها والتي استغلت الدين والطائفة ( والقومية بالنسبة للاكراد) لاسباغ الشرعية على وجودها .. 

أما ملف المعتقلين الذي يثار بين الحين والآخر..فان قيادات الجبهة والحزب الاسلامي يعرفون جيدا أنه حتى اذا طلبت ام عراقية بدعوى خالصة الى الله أن يأخذ بثار أبنها التي لا تعرف أين هو منذ سنين فأن الله سيحاسب أولا الحزب الاسلامي العراقي لأنه ارتضى لنفسه ما ارتضاه المحتل الكافر ومن جاء معه ومن حرف كل تقاليد ومباديء ديننا الحنيف وحلل لنفسه بالقول والفعل والدعوة ما حرمه الله من فوق سماواته وفي كتابه الكريم وسنة نبيه الامين..   

وعلى قيادات الجبهة والحزب الاسلامي أن لايصوروا اطلاق سراح 1000 معتقل بريء اختطف من بيته وعمله ورزقه وعائلته بدون ذنب او تهمة نصرا كبيرا مؤزرا بعد ان قضى معظمهم سنوات في السجون الامريكية والعراقية بدون ان توجه اليه تهمة سوى ان ( عليه معلومات ) وغالبا ما تكون من ( السيد فلان ) او من ( فيلق بدر وقوات الجلبي) .. 

ونحن لا نعيب على أي من أجهزة السلطة المتحكمة والذليلة من أدلاء الامريكان الذين اغتالوا بأيديهم مليون عراقي شريف على مرأى ومسمع وسكوت الحزب الاسلامي العراقي بكل مكتبه السياسي ومكاتب دعوته ومثقفيه ومنظريه وامانته العامة وفروعه ..ويحتجزون في أسوأظروف الاعتقال والاضطهاد أكثر من 200000 وطني شريف بينما السراق والفاسدين والمتاجرين بتراب العراق وثروته وتأريخه يحتارون بأي جواز يسافرون وفي أي البنوك يودعون سحتهم الحرام.. 

فأين تراثكم الفكري وما هي معتقداتكم السياسية التي ترغمكم على ( الخنوع والتقية الجديدة عليكم!) وقد أصبحتم اضحوكة لمن يخالفكم في منهجكم الديني الطائفي ويتهمكم بالحيلة والمكيدة ويطالبون رئيس الوزراء بالقول ( امضي واضربهم بشدة ونحن معك !!) لكي يقصيكم من مناصبكم الوزارية ومجالس المحافظات التي انتم فيها اليوم تتناحرون وتتخاصمون على المناقصات وتنفيذ الأعمال التي يحيلها اليكم المحتل!.. 

ان الشعب العراقي البطل والصامد والصابر مؤمن أشد الايمان بان مشاركة السارق (بكل او جزء مما سرقه ) وتوزيع غنائم الجريمة بين مرتكبيها ومن سيشاركهم بها ان لم يكن لتوزيع الدم بين القبائل فهو لاعطاء شرعية لكل الجريمة .. 

ومع ذلك فلو أسلم هذا الشعب الغافر لذنوبكم بفرضيتكم التي تستند الى مبدأ ( عدم ترك الساحة لهؤلاء القتلة والسراق والمجرمين !)..  

ورغم عدم قناعته بذلك .. 

ورغم ( أن لنا رأينا المختلف تماما ) في الحل ..وهو ان تحرير العراق هدفنا الاول وهذا هو واجب المقاومة الوطنية العراقية المسلحة التي تحوي كل الوطنيين العراقيين الشرفاء من عسكريين ومدنيين ..ولا حل للسارق والقاتل والمعتدي والخائن الذي سرق ارادة وسيادة وتأريخ وثروات وسلطة العراق الا حد السيف.. 

 ومع ذلك .. فالشعب يحتاج منكم مايلي من الثوابت لتدخلوا في التنافس المشروع لتكونوا أهلا لقيادته وتحقيق هدفه: 

- أول واجب لكم هو الاعتراف بان الاحتلال الامريكي للعراق هو عدوان غير قانوني وغير شرعي وكل ماصدر عنه وماترتب عليه فاقد للشرعية ..وواجبكم ان تجعلوا الاحتلال يعترف بذلك وان يكون مستعد لتحمل نتائج عدوانه بكل تفاصيله.. 

- أن أصل المشكلة العراقية سياسيا وامنيا واقتصاديا واجتماعيا هو الاحتلال ..ومن ينفذ أجندته ويروج لمشروعه..وأضاف الاحتلال تعقيدا جديدا للمشكلة العراقية بسماحه لايران بالتدخل في الشان العراقي والتحكم بجوانب مهمة من السلطة. 

- واول نتاج غير شرعي للمحتل ووجوده ..هو ما يعرف بالعملية السياسية التي نظمت وطبخت لتقدم لجهة واحدة.. وعلى الآخرين الذين جاءوا متأخرين ان ينتظروا فتات السرقة والجريمة اذا ارادوا المساهمة فيها.. 

- الظهور بشجاعة ( الفرسان الصادقين ..حاملي)  رسالة الصادق الامين سيد الكائنات النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم والاعلان عن ان ما جرى من تشويه والصاق للتهم وتزوير للحقائق وسلب للحق والشرعية للنظام الوطني السابق ولحزب البعث العربي الاشتراكي وقياداته وكوادره كان عملا عدوانيا مدبرا بقصد الاساءة للعراق شعبا وحضارة..وانتم منه براء وعليه يجري التعامل مع هذه الحقائق ووفق ما يترتب عليها من اجراءات .  

- ثم الوقوف بصراحة وشجاعة امام المحتل وعدم التنازل عن هدف رحيله..

- حل مجلس النواب والحكومة التي اسست على مباديء خاطئة ومزورة..وطرح برنامج لمعالجة الحالة الانتقالية لا يستثني أي طرف.. 

- الغاء كل القرارات التي صدرت من المحتل ومن حكوماته المتعاقبة واعادة الجيش العراقي واجهزة الامن الوطنية الحقيقية والمؤسسات المنحلة وتعويض المتضررين معنويا وماديا .. 

- مقاومة المحتل واجب شرعي وأخلاقي ووطني تجيزه قوانين السماء والارض ..وبذلك فان من يستهدف المقاومة الوطنية العراقية بكل فصائلها يضع نفسه في خانة العدو تماما كمن يدعم ويسند ويساعد المحتل ويؤمن له السبل لتنفيذ مخططه..  

- على المحتل والحكومة أن تتوقف فورا عن الاستمرار بمسرحية المحاكمات المهزلة التي تستهدف رموز النظام العراقي الوطني والغاء كل قراراتها الجائرة التي أساءت لتأريخ العراق ورجاله ..والتي يتم تسيير أحداثها سياسيا لتخدم المشروع الطائفي والعنصري  وبشكل جعل القضاء العراقي اضحوكة ومجال تندر للسخرية من ضحالة الاداء القانوني البعيد عن القانون ناهيك عن التجاوزات التي لا تمت الى أي من الاخلاق العربية والعراقية.. 

- واجبكم منع وقوع الجريمة ..لا البحث عن اساليب معالجة نتائجها .. 

- ايقاف مسلسل الاغتيالات التي لم تبقي للشعب رمزا او وجها او شيخا وقورا أو عالما ومفكرا يفتخر به .. 

- عليكم ان تطرحوا آلية تنفيذية فورية لمحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم ومخططيها ومنفذيها  والاقتصاص من القتلة المرتبطين بالمنهج الايراني .. 

- اطلاق سراح كافة المعتقلين وبضمنهم قيادة وكوادر حزب البعث العربي الاشتراكي والنظام الوطني ..وأن يكون واجبكم هو منع الاعتقالات.. وليس اطلاق سراح المعتقلين فقط.. 

وأخيرا وليس آخرا.. 

فان الشعب العراقي يحرج قليلا  عندما يظهر جلال او المالكي أو الصغير والربيعي والعامري والجلبي وغيرهم عندما يهذون بجمل وكلمات مثل : ( الفترة المظلمة من تأريخ العراق السابق! ،القمع والقتل في زمن البعث! ،لاوجود للتدخل بالشأن العراقي من الجارة ايران!، والتحسن الامني! ، وخزعبلات المصالحة الوطنية ومؤتمراتها التي أثرى الكثير من مسؤولي الدولة من خلالها!، وغيرها من تصريحات حاقدة وانتقامية وايرانية ..) وذلك لانه يعرف تأريخ هؤلاء وارتباطاتهم وأجنداتهم ..وكيف هي الوسيلة التي اتبعوها للوصول الى كراسي الحكم في العراق..  

ولكنه والله يخجل كثيرا عندما يظهر أحد منكم ليبرر لهم ما يقولوه وما فعلوه وما يخططون للقيام به..

وبالأمس طلب الهاشمي موقفا أمريكيا من الجندي الذي تهجم على القرآن الكريم ..فكان الرد الأمريكي هو نقل الجندي إلى أمريكا وتخليصه من جحيم النار العراقية .. واعتذار من بوش للمالكي الذي لم تهمه هذه المسألة كثيرا!!.. 

فلماذا تبحثون عن حياة تحت وصاية العدا.. 

وتتجهون بكل زخم لموت لا يغيض أحد ؟

 

mah.azam@yahoo.com

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الخميس /  17  جمادي الاول 1429 هـ

***

 الموافق  22  /  أيــــار / 2008 م