الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

الفوضى الديمقراطية

 

 

شبكة المنصور

المقاتل الدكتور محمود عزام

 

فجأة وبدون مقدمات أصبح المزورين والقتلة ومفجري علب حليب الاطفال ومنتهكي سيادة وكرامة الوطن والخونة والجواسيس  مناضلين على الرغم من اعترافاتهم الصريحة  انهم كانوا ولازالوا يتقاضون مبالغ طائلة من المخابرات الامريكية والبريطانية والايرانية وانهم سجنوا أبان النظام الوطني السابق بسبب (نضالهم ) للتآمر على سيادة العراق وأطلق سراحهم بعد مكرمة القيادة بالعفو العام او نتيجة طلب شيوخ العراق  بالعفو  عنهم .. 

ومن أعدم وفقا لدرجة جرمه أصبح اليوم( شهيدا) ..ومن كان حارسا أمينا لمصالح الشعب والوطن ولو انه مطارد اليوم  فهو يشعر بالفخر لانه لازال على العهد ثابت وباقي ..يناضل اليوم بشكل أخر وبسلاح مختلف وميدان جديد وهو اليوم لم يعد يبالي بأي منصب ومسؤولية عدا مسؤولية الدفاع عن العراق والتضحية من أجله .. 

من كان بالأمس يحمل البندقية ويقاتل السلطة  قبل دولة  البعث وخلالها و اليوم يتوعد من يحمل السلاح ويقاتل الامريكان ويصفهم بالارهابيين.. ومن كان يستولى على مؤن الجيش العراقي ويقتل العسكريين البعثيين منهم والقوميين والمستقلين ..الشيعة منهم والسنة ..من العرب والأكراد والتركمان وكل اطياف الشعب العراقي وكانوا يهاجمون  القرى الكردية الآمنة ليلا ليسرقوا مقتنياتهم البسيطة ..الذين كانوا يتقاتلون فيما بينهم من أجل مصالحهم التي ماكان لها ان تتحقق الا عندما  استنجدوا بسلطة البعث والرفيق الشهيد الخالد صدام حسين في بغداد الذي نصرهم رغم الاعتراضات الأميركية وجدران حدود الطول والعرض والتحديدات التي ساعدوا الامريكان على رسمها ..هؤلاء اليوم هم قادة العراق الجديد مع من على شاكلتهم ! 

واليوم هذه العصابات المتمردة تتحكم بمصير العراق هم والأمريكان أعداء إيران ! وحلفاء ايران من التيارات الاسلامية الطائفية التي (ناضلت !) بالاموال الأيرانية ومن داخلها لضرب القومية العربية والنظام الوطني في العراق .. 

وتستمر (الفوضى الخلاقة الامريكية) بعمامة طائفية  تدين بالولاء لولاية الفقيه ..وجاءت هذه الفوضى  بجهات على استعداد للتضحية بالغالي العراقي والنفيس العربي من اجل إيران الفارسي !!.. 

والانتخابات التي جرت بديمقراطية (حقيقية ) لم يسبق للعراقيين أن مارسوها  بإشراف المارينز والسي.آي.أي والموساد !!..ويوميا تتوعد امريكا بضرب ايران بقاعدة عراقية (موالية إليها!!)..والقادة الجدد للعراق الجديد  يعترفون أن العراقيون هم الذين  اعتدوا على الجارة المسالمة والصدر الحنون إيران !!! وان عليهم أن يدفعوا مليارات الدولارات (للجرائم التي اقترفوها!) وما قام به الجيش العراقي عندما قاتلهم دفاعا عن البصرة وخانقين والكوت وعندما استرجع منهم الفاو!! 

هذا هو النضال الحقيقي!.. 

وهذه هي ميزة التحالفات مع امريكا من جهة ومع ايران من جهة اخرى!..   

ديمقراطية وتجربة (تحرير!) يتوجب على  الثوار في امريكا اللاتينية وفلسطين والعالم  أن يتعلموه!! ففي منظمات وميليشيات العراق اليوم دروس وخطط لتحرير الأوطان يمكن لأي معارضة (وطنية ) أن تستفيد منها !!.. 

وعندما يمكن الامريكان هذه المعارضة من تسلم السلطة في بلدانهم سيتعلمون من (مناضلينا في حزب الحكيم والدعوة والجلبي والبرزاني والطالباني ) كيف يسنون القوانين ويعدلون في الأنظمة ويلغون الدساتير ويصادقون على غيرها.. 

والذي كان بالأمس جاسوسا معروفا لصالح ثلاث دول أجنبية..هو اليوم يقضي أغلب وقته بالبحث والتنقيب كل يوم عمن حقق معه وشهد لصالح الوطن..وضباط الأمن الذين لاحقوه هم اليوم ملاحقين ومطاردين ومشردين.. 

والذي هرب بالأمس من الخدمة العسكرية والتحق بإيران وعذب أسرانا حتى الموت هو اليوم عضو في مجلس النواب ومسؤول عن الدفاع والأمن وجعله الامريكان وايران مسئولا عن التطوع في الحرس الجديد.. 

هذه هي  الديمقراطية الأميركية التي تعلمها رجال الدين الذين يخطبون في الناس  يوم الجمعة كما يفعل  (الصغير ) منهم والكبير ..الملتحي منهم والتارك لربطته والعاقد العزم على التحرير!!..ديمقراطية في القتل والاغتيال وفي صحافة واسعة العدة والعدد والاتجاهات والولاءات ..ديمقراطية العمالة لأي جهاز مخابرات اجنبي بلا رقيب وبلا حساب ..ديمقراطية اختيار عملة الراتب وتعيين الوزراء والمدراء العامين والسفراء ومنح الرتب العسكرية بلا استحقاق .. 

ديمقراطية كاملة للمرجعية في التعيين والعزل والترقية  حسب توصية مقربيها .. 

ديمقراطية للمفخخات وخدمة الاجنبي من خلال خدمة  أعداء  العراق كل حسب رأيه واجتهاده.. 

ديمقراطية للجميع عدا ( البعثيين! )..هم وحدهم العملاء والجواسيس والخونة فلا شفافية!! معهم ولا رحمة !! .. 

ديمقراطية الولاء لمتعددي الجوازات الاجنبية ..  

ديمقراطية القتلة والمزورين والسراق الذين يستعجلون الكسب والنهب .. 

لانهم يعرفون جيدا ان أسيادهم على وشك الرحيل .. وانهم لا أصدقاء لهم ..

 

 

mah.azam@yahoo.com

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الثلاثاء /  22  جمادي الاول 1429 هـ

***

 الموافق   27  /  أيــــار / 2008 م