الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

لن يبقى أحد منهم ليقبض الثمن !

 

 

شبكة المنصور

المقاتل الدكتور محمود عزام

 

الجنرال الأمريكي تومي فرانكس قائد العمليات الوسطى إبان الغزو الأمريكي للعراق ..ترك منصبه قبل أوانه! ..وكان من المفروض أن يكون (أول القاطفين للثمر !).. وكذلك فعل خلفه الجنرال اللبناني الأصل جون أبو زيد الذي تصرف وكأن أجداده من سلالة كريستوفر كولومبس! وربما كان أداء هذا القائد أكثر أمريكية من غيره هو السبب الذي جعل حسني مبارك يقلده وسام الاستحقاق المصري من الدرجة الأولى!!..ثم الجنرال فالون الذي استقال من منصبه لتعارض ما يؤمن به مع السياسة العامة للغربان الأمريكية ..وفالون هو الذي طلب خلال جلسة استماع مجلس الشيوخ الأمريكي قبل تعيينه في هذا المنصب بضرورة تبني إجراءات سياسية واقتصادية جديدة لتحسين الوضع في العراق مؤكدا في الوقت ذاته أن الحلول العسكرية لن تحل مشكلات العراق.وقال إن "الوضع في العراق خطير وهناك حاجة الى تبني إجراءات جديدة ومختلفة".وأن "المشكلات العراقية لن يتم حلها عبر الوسائل العسكرية" مشيرا إلى أن "الوقت قصير ". ولفت إلى أن "الاستراتيجيات التي طبقتها الولايات المتحدة في العراق خلال الفترة الماضية لم تنجح في تحقيق أهدافها ما يظهر الحاجة إلى تبني خطط مختلفة".وكان فالون قد ذكر في بيان مكتوب قدمه إلى لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ في نفس اليوم أن "الولايات المتحدة لم تقدر عدوها في العراق على النحو الكافي وأساءت تقدير قدرات القوات العراقية لتحمل مسؤولية الأمن في العراق".وقال إن "تحقيق الاستقرار في العراق أصبح أكثر صعوبة عما تم توقعه في البداية كما أن الولايات المتحدة لم تستطع تقدير الوضع السياسي والاقتصادي والأمني في العراق بشكل صحيح"...ولكن ليست هنالك آذان في الولايات المتحدة قادرة على سماع صوت المنطق والعقل والحق بعد ان غطت الأجواء طبول الحرب والرقص فرحا (بتحقيق الأهداف!)..  وسيأتي إلى هذا المنصب الجنرال ديفيد بيتريوس في تسلسل واضح للتخبط الأمريكي..وسيكون هذا الضابط من أكثر المسئولين الذين سيمرغون سمعة الولايات المتحدة في الوحل بشكل اكبر استنادا إلى وهم لا حدود له من انجازات كاذبة وتزوير للحقائق سيؤدي إلى تفاقم تأثير مستنقع الهزيمة الأمريكية في العراق..وهذا التخبط الأمريكي شمل وزراء الخارجية والدفاع والمستشارين والمحللين الذين ساهموا بجلب لعنة العار الأبدية إلى الولايات المتحدة عندما أرغموا شعبهم على القبول بشن الحرب على العراق واحتلاله..

لم يبقى من عصابة الغربان سوى بوش وتشيني وكونداليزا رايس ..

وهم راحلون بلا أدنى شك ..وليس المهم القول إن السياسة الأمريكية سوف لن تتغير..لأننا نعرف جيدا أننا أصحاب القضايا علينا أن نغير أنفسنا وسياستنا ونطور استعدادنا لنصبح أكثر التحاما بشعبنا ومصير أجيالنا..ولا نراهن على تغيير مواقف أعداءنا..

المهم.. أنهم راحلون بلا مجد..

وسيغيبون بلا أمل بالعودة للشروق..

وبفضل عزيمة وبطولة وشجاعة وثبات رجال ونساء المقاومة الوطنية العراقية البطلة وضميرها الحي النابض دوما حزب البعث العربي الاشتراكي ذهبت آمال رايس العريضة بتولي رئاسة الولايات المتحدة أدراج الرياح ..تلاشت نهائيا لا اليوم ولا غدا ..تطايرت مع فيفيان لي وكلارك كيبل ..وسوف لن يقبلها احد لتولي دور سكارليت اوهارا في أفلام قادمة تتحدث عن البكاء على الأطلال ..

فحماقاتها وصداقاتها وتحالفاتها الغير مدروسة وتوصياتها ودراساتها التي نجحت صدفة مع وضع الاتحاد السوفيتي في ظرف ما ..لم ولن تلاقي أرضا أو فضاءا للتطبيق على الأرض العراقية وما ينطبق هناك لا ينطبق هنا في ارض الرافدين ..والحكام العرب من أصدقائها اليوم سوف يتخلون عنها غدا بفعل موج البحر العربي والوطني والإسلامي الغاضب والهادر والمتصاعد..وأغلب الظن أنها ستقوم بنشر كتب تتحدث عن تجربتها مع بوش وتشيني وكولن باول وكيف أن الإرهاب العالمي ( تراجع!)  بفضل حنكتها السياسية وخطتها بتدمير العراق !..

وعندما يرفع الشعب الأمريكي عن هؤلاء الغربان الذين دمروا الاقتصاد الأمريكي ودفنوا عشرات الآلاف من الشباب الأمريكي في التراب وسببوا أكثر من 250000 إصابة وعاهة ومرض نفسي للشارع الأمريكي في مغامرة غير محسوبة وغير مبررة لكي يسلموا العراق إلى إيران!! أنابيب المغذي عن أجسادهم المتهرئة  سينتهي بهم المطاف إلى رف مترب بغيض لا يكاد يذكره احد إلا وذكر الطيش والحماقة والغلو والغطرسة الفارغة وعار الهزيمة الأمريكية التي لحقت بالأمة الأمريكية من جراء هؤلاء الغربان وعلى يد أبطال العراق الذين قاتلوهم لوحدهم بلا إسناد دولي ولا دعم من قوة عظمى وبلا أموال النفط العربية وسط سكوت إسلامي مطبق ..

فأي عار أكثر ذلا من هذا؟!..

تومي فرانكس واحد من الضباط والمسئولين الأمريكيين المساهمين في جريمة احتلال بلاد الرافدين وهو احد مجرمي الحرب الذين يتحملون مسؤولية أنهار الدم العراقية التي سالت كالشلالات في أرضنا الطاهرة وهي تدافع عن الشرف والمقدسات ويتحمل هذا المجرم مع أسياده ما حدث من قتل وتدمير وسرقة ونهب وتفتيت وفرقة بعد الاحتلال وسيبقى شعب العراق يتذكر ذلك مهما طال الزمن ..

ولد تومي فرانكس في تكساس عام 1945، وتخرج في مدرسة مرشحي ضباط المدفعية في فورت سل بأوكلاهوما، ثم كلية الحرب بالجيش الأميركي.التحق بالجيش الأميركي عام 1967 كملازم ثان بالمدفعية, وخدم فترة قصيرة في فيتنام في فرقة المشاة التاسعة.انتقل للخدمة في ألمانيا الغربية عام 1973. وعين في البنتاغون عام 1976 حيث خدم مفتشا عاما للجيش في قسم التحقيقات. وفي عام 1977 عين في مكتب رئيس أركان الجيش, حيث خدم في فريق نشاطات الكونغرس ثم ترقي إلى مساعد تنفيذي.عاد إلى ألمانيا عام 1981 حيث خدم هناك لمدة ثلاث سنوات, ثم عاد إلى الولايات المتحدة عام 1984.اشترك في عملية عاصفة الصحراء عام 1991 وكان يشغل منصب مساعد قائد فرقة المناورات، ثم سرعان ما ترقى في الرتب إلى أن وصل إلى رتبة جنرال في حزيران 2000, ومن ثم ترقى لرئاسة القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم). وتعرف سنتكوم بأنها مسئولة عن جميع النشاطات العسكرية الأميركية في 25 دولة في أفريقيا وآسيا الوسطى والشرق الأوسط بما في ذلك أفغانستان.ويقع مقرها بقاعدة مكديل الجوية في تامبا بولاية فلوريدا. وفي أيلول (سبتمبر) 2001 صدرت الأوامر له بملاحقة أسامة بن لادن وتنظيم القاعدة إثر الضربات التي تعرضت لها أمريكا.

بعد غزو أفغانستان  وقبل شن الحرب على العراق في آذار 2003 أعتقد الكثير من المراقبين أن دور الجنرال فرانكس في الحرب المقبلة علي العراق سيكون  دور الحاكم العسكري المقبل عليه ،وستكون الفرصة سانحة له ليمارس دور البطل المنقذ من جهة ودور المنفذ الدقيق لأوامر بوش وبدأ الجميع من قادة عسكريين ورجال سياسة واستخبارات يتعامل معه على هذا الأساس ..وقد استنتج هؤلاء القادة من أن ماسيحصل في تطبيق خطة الحرب في  العراق سيشابه خطة احتلال اليابان بعد  الحرب العالمية الثانية لأن كل الدلائل كانت تشير إلى قيام أمريكا بذلك ،وكانت كل الأنظار تتجه إلى فرانكس ليتولى حكم العراق بعد أن تنجح خطة احتلاله!..

واستنادا إلى هذه الأجواء باشر فرانكس بوضع خطته لغزو واحتلال العراق والتي سميت باسم رمزي عرف بخطوة بولو  ( polo step)   ولهذا الاسم معنى كبير للعنجهية الأمريكية التي لا تحسب حساب لأي عامل جديد وإذا ظهر فسيعالج بالقوة التدميرية القاهرة!!..وهو الاسم  يعني في هذه الحالة أكثر من دلالة وخاصة عندما نفهم أن التسمية جاءت في ظروف نظرية ومبنية على قاعدة تفاؤل وغرور أكثر من كونها ثقة بالنفس والقدرة بعد النصر السريع المتحقق في أفغانستان . فهو قد يعني أن الضربة يمكن أن تكون مركزة ومكثفة وقوية نحو مركز الثقل في العراق لتنهار قوائم الدولة دفعة واحدة وبالتداعي، وقد يعني أن هذه الضربة المركزة القوية قابلة للتكرار حتى يتم إسقاط جميع القوائم. كما قد يعني أن هذه الضربة يمكن أن توجه إلى ما يعتبره الأميركيون مركز الثقل المناوئ في الخليج، وعند ذلك ستسقط بقية أركان وقوائم الخليج بالتداعي أيضا.

وبغض النظر عن المغالاة الأمريكية في موضوع التسميات فان الخطة كانت تقضي أن يكون هناك خمس مراحل لهذه العملية وهي:

المرحلة الأولى:  مرحلة العمليات العسكرية

المرحلة الثانية: سموها بمرحلة الاستقرار وتم تحديد مدة ثلاثة أشهر لها.

المرحلة الثالثة:  وأطلق عليها مرحلة الشفاء والتي تمتد من 18 إلى 24 شهرا.

المرحلة الرابعة: وهي المرحلة الانتقالية التي تمتد من 12 إلى 18 شهرا.

وأخيرا المرحلة الخامسة:  وهي مرحلة استكمال الانسحاب التي تمتد إلى 45 شهر وعلى أن يستمر بقاء قوة أمريكية رمزية في العراق عددها خمسة آلاف جندي.

لم يكن يخفي الجنرال تومي فرانكس نواياه التدميرية وهو يسرد معالم خطته العسكرية لضرب العراق، فقد أشار صراحة إلى أن العديد من المستشفيات والمنازل والمدارس والمساجد والأحياء والمدنيين والأبرياء من الأطفال والنساء سوف يصيبها التدمير..وتم عرض هذا الموضوع مباشرة على بوش شخصيا والذي لم يبدي اعتراضه على ذلك بل طلب زيادة الافراط بالقوة التدميرية وعدم الانتباه للخسائر!!..

وقد وقّع الرئيس الأمريكي بوش علي خطة فرانكس، ولكن بعد إضافة عناصر وآليات تقنية ودعائية إليها. ويري البعض أنه مما شفع لفرانكس في علاقته مع بوش الأرضية المشتركة التي تجمع بينهما بحكم جذورهما التي تعود إلي ولاية تكساس!..

الجنرال فرانكس حينما كان يظهر أمام قواته فإنه لا يعد الخطابات حول المجد أو الواجب المقدس أو المعاني السامية، ولكنه عادة ما يطلق النكات التي تكون بذيئة في بعض الأحيان. لم يكن يحب الكاميرات والأضواء ولا يسمح بعقد لقاءات صحفية، فأثناء حرب أفغانستان كان يتم إجباره على ذلك من قبل وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد، وعندما تسلط الأضواء علي فرانكس، فإنه لا يجيد الكلام فحين يسأل عن توقيت الهجمات على قوات القاعدة يقول: (العمليات تستمر طوال الأربع والعشرين ساعة يوميًا. فهي تستمر من الجو في النهار والليل)، وحين يسأل في لقاء مع (سي إن إن) عن مكان بن لادن، قال: (لا نعلم أين هو، فهو إما في أفغانستان أو ليس داخلها!).

والحقيقة أن لا أحد صحت توقعاته بمستقبل فرانكس بعد الحرب، فبعد انتهاء العمليات قرر فرانكس الاستقالة وكانه لم يساهم بتحقيق حلم الغربان الأمريكية !. ولكنه كغيره من القادة الذين يصيبهم الغرور عندما يريد القدر أن يقف إلى جانبهم في لحظة ما بدون النظر إلى شرعية وقانونية العمل وإنسانيته فقد انعكس ذلك على أحلامه واستعجل التظاهر بدور البطل والمنقذ عندما أثيرت عليه لاحقا قضايا تتعلق باستغلال زوجته لنفوذه وحضورها الاجتماعات العسكرية المهمة وتخصيص حماية عسكرية لها وعدد من الجنود الأمريكان والمجندات لخدمتها !!..كان يعد نفسه ليصبح حاكما عسكريا للعراق..فانتهى به المطاف لكتابة المذكرات!..

وبذلك فان أساس الخطة الأمريكية الرسمية كان يعتمد على فترة ( 45 شهر ) تقريبا منذ بدأ العدوان لإعادة الاستقرار وبناء الديمقراطية وبداية انسحاب القوات بأكملها عدا قوة رمزية! ..

ومن المعروف إن الرئيس الأمريكي أعلن في مايس 2003 إنهاء المرحلة الأولى من الخطة!..

وكان من المفروض وكل شيء ( كان قد حدث وفقا للخطة!) أن تبدأ المرحلة الثانية وهي مرحلة إرساء الاستقرار للعراق وكان يفترض أن يصبح العراق (حسب الخطة !) بلدا مستقرا بالكامل في شهر (آب 2003!) ليدخل في المرحلة الثالثة ليشفى من كل (أمراضه !) التي حددتها الإدارة الأمريكية و(المعارضة العراقية ) وهي التخلص من (الديكتاتورية !) و(القضاء نهائيا على حزب البعث !) و(تصفية كل التيارات المعادية !) و ( النهوض من رقاده وهو يتطلع لمستقبل زاهر ورفاهية يحسدها عليه الآخرون !) ثم حصوله كشعب مكافح على (الحرية والديمقراطية!) ..ويحدث كل ذلك في موعد محدد وهو ( كانون أول 2004 أو مايس  2005) كأقصى حد!!..ليصبح العراق كما وصفوه هم (نموذجا للمنطقة والعالم في الحرية والديمقراطية والحضارة والرقي والرفاهية والتطور والتقدم!!)..

لكي يباشر الشعب العراقي المعافى و(المنتصر!) فورا بالبدء بمرحلة انتقالية سياسية تتيح له الدخول إلى عالم (جديد عليه!) وحسب تعبير الجهلة أو المتقصدين ( جو يمارسه لأول مرة في تأريخه!) وهو أن ينتقل (ليحكم نفسه بنفسه !) من خلال تسلم السلطة بالكامل وإدارة العراق (الجديد!) بعد ( 35 سنة من الحرمان وحكم الغير للعراق!!) حسب وجهة النظر الأمريكية و(ألف سنة من الظلم وحكم الأقلية!!) من وجهة النظر الائتلافية والإيرانية!!..

وحددت الإدارة الأمريكية المدة المطلوبة لانجاز ذلك بتأريخ (كانون أول 2005 أو كأقصى حد في مايس 2006!!) ليظهر العراق للعالم ( بلدا مستقلا ديمقراطيا موحدا !!) يحكم نفسه بنفسه بعيدا عن التأثيرات الخارجية وسلطة القوات المسلحة الأمريكية!!..حيث تبدأ القوات الأمريكية بالانسحاب التدريجي بعد أن (حررت العراق!) وسلمت أبناءه و(مناضليه!) مفتاح (البلد السعيد!) بعد أن ضحت بجنودها وسمعتها وتريليوناتها (بدون مقابل  خدمة للديمقراطية وللإنسانية !)..

الجديد في (العراق الجديد!) أن خطة فرانكس التي صادق عليها قادة وجنرالات وصقور الحرب والعدوان لازالت في مرحلتها الأولى لحد الآن !!..

وما أعلنه بوش من على حاملة الطائرات الأمريكية من أن ( المهمة أنجزت!) وانه كقائد عام للقوات المسلحة الأمريكية يعلن انتهاء العمليات العسكرية كان محض مسرحية وقد قام المتحدث باسم البيت الأبيض في  الأول من مايس 2008 بإعلان أسف الولايات المتحدة لهذا التصريح الذي كلف الأمة الأمريكية الكثير!!..

وهذا يعني أننا لازلنا في المرحلة الأولى عمليا ..

أما نظريا وإعلاميا فقد أدخلت الولايات المتحدة تعديلا جوهريا على الخطة ليتم دمج مراحلها الثلاث الأخرى المتبقية وهي ( الاستقرار – الشفاء – المرحلة الانتقالية) والتي يفترض أن تمتد حسب الخطة إلى مدة  من 30 إلى 42 شهر بشكل متسلسل ولكن الذي حدث أن الخبراء الأمريكان قفزوا فورا إلى المرحلة الانتقالية قبل مرحلة الاستقرار وقبل المرور بمرحلة الشفاء وصوروا للعالم والشعب الأمريكي ( منذ مايس 2003 ولحد الآن!!!) أن كل هذه المراحل أنجزت وان ما يتعرض له الجيش الأمريكي من عمليات مقاومة ماهي إلا (جيوب للمتمردين وبقايا نظام صدام !) الذين سيتم (ملاحقتهم وسحقهم!) خلال فترة وجيزة  ..

خطة احتلال العراق  لازالت في مرحلتها الأولى التي لا تريد أن تنتهي وليس هنالك أمل في أن تنتقل الإدارة الأمريكية إلى مرحلة أخرى على الرغم من ادعائهم بين الحين والآخر من إن هنالك تحسن في الوضع الأمني والدفع باتجاه المصالحة الوطنية ( لملامسة حافات ) مرحلتي الاستقرار والشفاء ..تمهيدا لتثبيت ( الدولة الجديدة !) بعد أن ثبت عمليا إخفاق السلطة الحالية التام في عرض نفسها ضمن بدايات ( المرحلة الانتقالية).

وكخلاصة ومن الناحية الإستراتيجية فان خطة(خطوة بولو )..حققت احتلال العراق ولكنها لم تحصل على حالة الانهيار المطلوب لتنفيذ مراحل الخطة..

فالذي حدث هو انهيار الخطة الأمريكية ..

والهزيمة في الميدان لا تمثلها خسارة معركة وتدمير الآليات والمعدات وقتل الأفراد وأسر أعداد كبيرة منهم..

الهزيمة الحقيقية والانهيار الذي كان يتوقعه مخططي الحرب والسياسة الأمريكان كان يتوقف على انهيار الإرادة العراقية..

وهذا الانهيار لم يحصل لحد الآن..

وليس هنالك مايشير إلى احتمال حدوثه مستقبلا لا بعد 45 شهرا ولا بعد 45 سنة ..

وهكذا فقدت (خطوة البولو) مصداقيتها وبريقها ومعناها ..والظاهر أن الأمريكان رغم كل تقدمهم العلمي والحضاري لا زالوا يعانون من أعظم معالم زوال الأمم والحضارات وهو عدم الاستفادة من الدروس..ومن ابسط دلائل ذلك تمسكهم بالمسميات والتسميات بدون أن يربطوا بين الاسم والمعنى والهدف ..

ومنذ البداية كان المنفذون الأمريكان على أرض العراق يتوهمون أنهم يحابون ضمن خطة اسمها (Polo Game)..

ولحد الآن لا يريدون أن يصدقوا أنهم كانوا (ولازالوا وسيستمرون إذا أصروا) أدوات في خدعة كبيرة و لعبة حظ خاسرة حتما ضمن   (Loto Game)!..

وإذا أثمرت لعبة الحظ هذه بقدرة قادر..

فلن يبقى منهم أحد ليقبض ثمن الترويج لبيع تذاكرها !.

 

 

mah.azam@yahoo.com

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الخميس /  24  جمادي الاول 1429 هـ

***

 الموافق   29  /  أيــــار / 2008 م