الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

خريف الطالباني الأخير !

 

 

شبكة المنصور

المقاتل الدكتور محمود عزام

 

على طريقته المتقلبة وهذيانه الخبيث الذي يتميز دائما بأنه باهت ولا رابط له ولا يصدقه أحد خرج علينا جلال الطالباني في لقاءه مع بعض الإعلاميين باستنتاج مضحك وهو :أن كل ما يحدث في العراق هذه الأيام يعبر عن (الربيع العراقي !) بقوله : ( إن الحكومة العراقية أثبتت عدم طائفيتها وإنها حكومة وطنية وان إجراءات المصالحة الوطنية التي تتمثل بعودة التوافق للحكومة وتصريحات الهاشمي تمثل ربيع العراق!) و( إن العراق الآن يعيش ربيعا في العلاقة بين حكومة إقليم كردستان وحكومة المركز فكل المشاكل العالقة بين الطرفين قد حلت!) ..وقوله الذي تشكك فيه سخريته البعيدة عن الدبلوماسية:( علاقاتنا مع الأردن والسعودية والكويت وتركيا وسوريا جيدة ومع إيران تحسنت!! وهذا هو ربيع العراق مع جيرانه) و(لدينا الآن الاستقرار والمال والإمكانات فهو ربيع العراق!) ..أما ما نعانيه من مشاكل فهذه تركة (النظام الديكتاتوري السابق!).. 

نقول لجلال الطالباني الذي استغل هجوم القنوات الفضائية على المالكي لأنه لم يتطرق في كلمته في ستوكهولم في مؤتمر (السعي الميت لكسب الشرعية الدولية للاحتلال الأمريكي وحكوماته في العراق!) إلى رعاية رجال الإعلام وحمايتهم من القتل والاختطاف الذي تقوم به ميليشيات الحكومة ليلتقي بهم في هذا الوقت بالذات:  

نقول لك.. ولا نرمق من يجلس على يمينك أو يسارك حتى ولو بنظرة!: 

هكذا إذا هو الوضع في العراق يا سيادة (الرئيس).. نعيم في نعيم.. وربيع مزهر ومليء بالورد والرياحين والبهجة..ربيع لم تشهدوا مثله وتتمنى له أن يدوم!!..وأيام العراقيين ملونة بالزهور ويسير الطفل والمرأة والأم والأب والرجل الكبير وسط جو لا تسمع فيه غير أصوات عصافير الحب..تمتما كما نراه في أمريكا وأرياف لندن وبحيرات سويسرا..بلا مآتم ولا اغتيالات ولا قتل على الهوية وبلا سلب ونهب وتدمير وملاحقة وسجون ومعتقلات وجثث مجهولة الهوية وجوع وحرمان واحتلال لا يفرق بين رئيس جمهورية وعامل بسيط!.. 

نعم انه ربيع..ولكنه ربيع للذئاب والأفاعي والثعالب والكلاب التي ثملت ولم تشبع من الاغتيال والقتل والتدمير والتزوير والكذب والسرقة والنهب والسيطرة على أملاك ومقتنيات ومساكن وأموال الناس بدون رقيب أو مقاضاة.. 

نعم انه ربيع لكم في كردستان حيث تعج وتغص وتموج بسجونكم ومعتقلاتكم خصومكم  وأكراد العراق الشرفاء ومناضلي العراق الذين يعانون أسوا وأبغض وأقسى ألوان العذاب في كل سجون ومعتقلات المدن ومقرات البيشمركة .. 

انه ربيع لكم لان رجال العراق الشرفاء وخصومكم ومنتقديكم.. مصيرهم القتل كما حدث عندما أصدرت قبل أيام أمرا إلى وزير البيشمركة لقتل كل السجناء والمعتقلين الذين مضت سنوات طويلة على اعتقالهم ونسوا أهاليهم أو كفوا عن السؤال عنهم!!!.. 

نعم هذا هو ربيع القتلة والمزورين والخونة.. 

انه ربيع الاستحواذ على خيرات العراق وثرواته بلا مسائلة..ومن يسأل!.. والجميع معكم شركاء.. 

ولا يعرف الشعب العراقي والأكراد  منه بالذات كيف اتفق نيجيرفان مع الشهرستاني والمالكي على التوقف عن (الاحتكام لدستوركم ودستورهم!!) وسمحوا لكم بالتنقيب واستخراج النفط في الإقليم والتصرف به كما تشاءون؟؟.. 

وماذا كان الثمن ؟؟.. بعد كل هذه المهاترات والتهديدات والمناقشات الحادة في مجلس النواب؟..أليس هذا هو الربيع الذي تقصده ؟ 

والعراق اليوم بالتأكيد ليس ربيعا لأكثر من مليون أم ثكلى وأكثر من مليون أب كبير مفجوع بفلذة كبده .. وأكثر من مليوني أخ وأخت موشحين بالسواد والغم والحزن..وأكثر من مليون ونصف أرملة وأكثر من مليوني طفل يتيم.. 

وحديث المجرمين والسراق يتحدث عن البهجة والفرح بالنصر!!.. 

حديث الوجوه السوداء الذي لا يتناسب مع واقع أربعة ملايين مهجر خارج العراق ويعاني أغلبهم من شظف العيش ويفتقد إلى قدرته على المطاولة والصبر ..وهؤلاء لا يمكن أن نعتبر العراق لهم اليوم ربيع دائم !.. 

وعندما تخرج من السليمانية باتجاه بغداد ومعك مالا يقل عن خمسين سيارة مصفحة من الحمايات والجحوش والبهائم وكلابك الأليفة التي تأخذها معك بالرواح والغدو.. سترى على يمين ويسار الطريق ومن بعيد صف كبير وطويل وعميق من البيوت الطينية والخيم وبيوت الصفيح ويسكن فيها عدد من كم هائل من المهجرين الذي يزيد عددهم عن مليوني شخص من كل محافظات العراق والذين تم إجبارهم على الرحيل من بيوتهم ومدنهم وهم بلا حماية وبلا عمل ولا ماء ولا طعام أو كهرباء ..قصدوا (ربيع كردستان وقيادته التاريخية!!!) طلبا للحماية وهربا من جرائم قتل وملاحقة ميليشيات بدر والمالكي والجلبي.. وهم يعانون اليوم من تسلط رجالك في البيشمركة وغدرهم واستغلالهم ومطاردتهم وتفتيش وغارات الليل اليومية بحثا عن (رجال النظام السابق!) وهم وعوائلهم ممنوعين من دخول المدن الكردية وقراها !!..هل هؤلاء يعيشون هذا الربيع الذي يبعث على الأمل والذي تعيشه مع عائلتك ومسعود وعائلته وأقرباءه وحلفائكم من مغتصبي العراق؟..  

وتقول الأنباء الواردة من منظمات الأمم المتحدة المعنية بالأسرى أن الأمريكان والحكومة العراقية تحتفظ بما يزيد عن 300000 ثلاثمائة ألف أسير !.. بينهم معتقلين لم يروا الشمس منذ أكثر من خمس سنوات !..وفيهم عشرات الآلاف من النساء والأطفال !!..فهل أن هؤلاء وعوائلهم البالغ عددهم أكثر من مليون ونصف عراقي يحلمون بالنوم الرغيد في ربيعك المزدهر ؟.. 

وتقول الأنباء المؤكدة إن نسبة عظمى من المعتقلين تعرضوا للاغتصاب !.. 

فهل هذا هو قصدك لربيعكم الذي تعيشوه مع حلفاءكم ؟!.. 

وإذا حسبت وجمعت وطرحت!!.. 

فمن سيبقى معكم؟.. 

سيبقى ينعمون بربيعكم الكاذب حاشياتكم وحاملي أوراقكم وحلفاءكم من (الذين يتربصون بكم !) ورافعي شعارات كشعاراتكم الكاذبة والمزيفة .. 

وكما تعلم يا من يقولون انك رئيس للجمهورية إنكم جميعا ومعكم كل المنتفعين..

لايهمكم إن كان الوضع العراقي  صيفا أو شتاءا .. 

وأنتم حتى الربيع غير معنيين به.. 

لأنكم أكثر من يعرف أنكم وبكل الحسابات..  

تعيشون أيامكم الأخيرة من هذا الخريف..

 

 

mah.azam@yahoo.com

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

السبت /  26  جمادي الاول 1429 هـ

***

 الموافق   31  /  أيــــار / 2008 م