الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

شهادة الفريق الركن سيف الدين الراوي
رئيس أركان الحرس الجمهوري العراقي
خطة الدفاع عن بغداد
( 2 )

 

 

 

شبكة المنصور

د. صباح محمد سعيد الراوي / كييف – أوكرانيا

 

عبد العظيم محمد: في هذه الحلقة سنتحدث مع الفريق أول الركن عن معركة المعارك أو المعركة التي خاضها الجيش العراقي مع القوات الأميركية ابتداء من البصرة وصولا إلى بغداد، سيدي الفريق كيف بدأت مواجهتكم العسكرية مع القوات الأميركية سواء في البصرة أو في نقطة التماس الأولى؟

الفريق سيف: من اتجاه الكويت طلع تجاه البصرة... صارت عملية إنزال شمال الفاو استهدف الفرقة الآلية 51 ... وقاتلت الفرقة قتال باسل في ضواحي الزبير (( أذكر نفسي والقراء، بأن الذي كان قائدا لهذه الفرقة البطلة... اللواء الركن البطل خالد الهاشمي، الذي ظهر على قناة الجزيرة... ثم وجه للجميع تحياته عبر شبكة البصرة))... وكانت تتجه تجاه مطار البصرة وهدفها احتلال البصرة... الذراع الثاني اتجه تجاه الناصرية عبر الطريق السريع وهاجم فرقة المشاة 11 وقاتلت الفرقة قتال باسل ومشرّف في الناصرية... والرتل الآخر الرئيسي الاستراتيجي انطلق عبر الصحراء محاذي لطريق النفط القديم باتجاه النجف... وانتشر وبدأ يتهيأ للدخول باتجاه مدينة بغداد... الحرس الجمهوري اشتبك مع العدو عن طريق أوامر السيد الرئيس القائد يوم 23 بعمليات القوات الخاصة...

عبد العظيم محمد: في أي مكان؟

الفريق سيف: في الكفل والعباسيات... واستمرت القوات الخاصة على مدار 12 ليلة تهاجم العدو في الكفل والعباسيات وحتى مفرق الديوانية بعمليات على شكل مجاميع...ويتم استطلاع العدو بسهولة... مجموعة الهجوم... نركب سيارة مدنية وملابس فلاح... واستطلع القوة وأهاجمها بالليل... يعني العميد الركن عبد الله قائد اللواء 26 هذا بطل يعني.. مقاتل ديب...قدر يقتل الرتل الأميركي بالعباسيات والكفل...ليلة 25 يعني يوم 26 ودمر 12 مدرعة معادية... هاي بوقت واحد...

عبد العظيم محمد: هل أول تماس للحرس الجمهوري هو في منطقة الكفل؟

الفريق سيف:الكفل نعم...عن طريق القوات الخاصة...وتماس ثاني صار انو القوات الخاصة هاجمت العدو في مفرق الديوانية علـى الطريق السريع... كانت عملية الفتح المبين...اللواء الثالث قوات خاصة...وآمرها ايضا ضابط شجاع...نفذ بها أمر فوج ودمر عدة مدرعات وضربوها بالمدفعية واضطر العدو إنه يترك هذا المحور ويتراجع باتجاه الناصرية...العدو كان يتخبط يعني...استمرت هذه المعارك...وتدري هاي تفاصيل محتاجة إلى 100 ساعة لنحكي... الوقت ضيق... المعلومات دا اضغطها بشدة يعني لأنه أحداث يوم تعادل شهر...

عبد العظيم محمد: لكن كان طريقة مساره سريعة ومستغربة.. يعني لم يواجه مقاومة للجيش العراقي في معظم المناطق التي التقاها في مناطق جنوب العراق.. ولذلك كان يسير بسرعة باتجاه بغداد!!

الفريق سيف: أنا أقول لك...المنطقة المحصورة بين حدود السعودية وحافات المدن الغربية اللي هي النجف والسماوة منطقة صحراء هذي خالية من القطعات.. لا يوجد بيها جندي واحد.. لأنه الدفاع بالصحراء ضد عدو يمتلك قوة جوية... تفوّق جوي ساحق مهلك ما له أي قيمة يعني... ما يؤدي أي نفع...تتدمر القطعات وتتدمر القوة... فالعدو أيضا كما قلت مشي على الذراع الطويل... ما واجه أي قوة حتى يقاتلها...ودخل على النجف...بوابات الفرات الأوسط اللي أساسا هي القيادة الوحيدة اللي ما بها جميع قطعات نظامية...

عبد العظيم محمد: يعني القوات الأميركية سلكت طرق أو صارت باتجاه لم تكونوا تحسبون له حساب؟

الفريق سيف: محسوب... بس ما تقدر تخلي به قوة...يعني قوة تتدمر بالطيران...أي قوة بالصحراء ما لها قيمة... توجيه السيد الرئيس القائد بأنه ممنوع أي قوة تسير غرب الفرات...ما لها قيمة تخليه بالرطبة أو تخليه بالنخيل.. تدمر يعني...

عبد العظيم محمد: أريد أن أسألك عن تصريح وزير الدفاع العراقي سلطان هاشم عن أن العدو ربما سيصل إلى بغداد في غضون خمسة إلى عشرة أيام...وهذا كان يعني ربما قراءة مستعجلة قبل حتى أن يصرح العدو أو القوات الأميركية بذلك؟

الفريق سيف: والله أنا عرفت بأنه السيد وزير الدفاع كان ناقل للتصريح.. يعني ما كان هو يعني صاحب التصريح...

عبد العظيم محمد: مَن صاحب التصريح؟

الفريق سيف: والله هو جاء توجيه من مرجع أعلى... إنو يصرح بهذا... حسب ما عرفت أنا.. بس ما سألته شخصيا...هو رجل محترم ورجل يعرف يعني كيف يصرح...والمسألة.. ما أعتقد عنده صلاحية يعني يصدر هذا التصريح...

عبد العظيم محمد: أنتم كقادة عسكريين كيف كان رد فعلكم؟

الفريق سيف: رد فعلنا كان إحنا ما ارتحنا من هذا التصريح...لأنه إحنا فاهمين كقادة.. مو أني ما بأرتاح بس... قصدي الجندي اللي راح يوصله...تشوه المعلومة... راح يوصل للجندي بأنو ترى العدو راح يدخل بغداد بعد5 أيام... زين هذا يقولك اني شو أسوي.. أدافع مثلا... الجندي يعني... بس الضابط فاهم هذا السبب من هذا التصريح...حتى أهيأ الناس للمقاومة وأنوي الدفاع عن بغداد...أريد أقول لك أن القوات المسلحة العراقية والحرس الجمهوري اتخذت إجراءات من نشر الاعتدة.... من الانفتاح ما لم يتخذه أي جيش في العالم...سنين وهما يشتغلون على هذه الحالة....وأجروا تمارين وألعاب حرب...بس العدوان كان أكبر من كل هذه الإجراءات اللي صارت... حجم العدوان كان كبير..

عبد العظيم محمد: أخبرتني أنه تم توزيع أعتاد الجيش العراقي في مختلف مناطق العراق.. ما الهدف من هذا التوزيع؟

الفريق سيف: الهدف أن العدو راح يستهدف مخازن العتاد...وقسم منها بالصحراء...فإذا استهدفها راح يدمرها.. إحنا ما راح نقدر نطول بالمعركة...فإحنا على محيط بغداد ومناطق الفرق كدسنا عتاد يكفي كل الشرق الأوسط...كدسنا ملايين من الأعتاد....بحدود 80 مليون بس قنابل الهاون...عشرات الملايين من المدفعية...عتاد الدبابات....يعني هذا العتاد والسلاح يكفي المقاومة العراقية بعد 50 سنة... تقاتل به ما تحتاج إلى أي اسناد خارجي...يعني اللي يقول لك إن المقاومة تحتاج إلى إسناد خارجي هذا مو صحيح...لأنه العتاد والسلاح أساسا منتشر بكل القرى وكل المدن ومسيطرة عليه...وبكميات كبيرة جدا... الأشغال العسكري سوا 1100 مخبئ.. يعني أرقام هائلة من العتاد نشرناها بالقرى...سنتين ونحن ننقل عتاده دار ماداير بغداد...

عبد العظيم محمد: كقادة عسكريين... متى شعرتم بالخطر؟ يعني في أي منطقة شعرتم بالخطر وأن بغداد أصبحت مهددة؟

الفريق سيف: من وصل العدو ضواحي النجف...وكذلك باتجاه الكوت...اندفع باتجاه الكوت... رح أعطيك شون دفاع العدو..العدو جاء للنجف...وطور باتجاه الحلة...أهالي الجنوب قاتلوا قتال باسل مع القطعات...أهل الحلة...الناصرية...المواطنين كانوا معانا بشكل يعني ممتاز جدا... إحنا بالنسبة لحد هذه اللحظة عندنا ثلاث فرق مدرعة تدافع عن بغداد...

العدو بالنجف وإحنا بقى عندنا ثلاث فرق مدرعة تدافع عن بغداد...قلت لك الفرق المدرعة للدفاع.. واللي هي لحد الآن بالمخابئ يعني...لأن إحنا ما نقدر نشغل الموضع الرئيسي مباشر وإنما نشغلها حال الاشتباك مع العدو...اللي تطلع قبل الاشتباك، القوة الجوية تدمره....عندك مخبأ أوعندك موضع للقتال وعندك مشاة يراقبون.. يخبروك إذا جاء العدو.... بس المعركة الأولى صارت بالنجف، وبمفرق الديوانية وأذينا بها العدو جدا... هي عمليات القوات الخاصة اللي استمرت 12 ليلة تقريبا...((هذه الفقرة بالذات رأيت أن فيها بعض النقص... فحين أعدت الشريط أكثر من مرة، اتضح أن قناة الجزيرة على ما يبدو قصت منها... تأكدت من هذا الأمر أكثر من عشر مرات...لأن هناك فرق بين آخر كلمة قالها الفريق سيف وهي يخبروك إذا جاء العدو... وبين ما يليها...- لاحظوا أن الحديث عن معركة النجف انقطع -...))..

فإحنا...قلت لك من صار الموضوع بهذا الشكل.. جبت القطعات..قالوا وين تريد تصيرنبوخذ نصر... قلت له يعني نقلص الجبهة مال المدينة المنورة...فنمشي منطقة المسيب أو نجعل نبوخذ نصر بالأمام... ونسحب المدينة المنورة إلى عمق بغداد على أطراف الدورة...لانو الخطر قدام...

قائد الفتح المبين الفريق رعد كان رأيه تروح للحلة...واعترض...قلت للسيد المشرف كيف تروح الحلة؟ هذي بعيدة يعني...كيف تروح للحلة و100 كيلو متر أجنحتنا مكشوفة؟؟ لو قطعات تعميق ممكن تروح الحلة بس قطعات نظامية!!! قال لا خليها تروح للحلة... راحت نبوخذ نصر وانفتحت في مدينة الحلة..... وقوات عدنان انفتحت في منطقة الطارمية...أنا كان رأيي تكون وراء... خلف زراعة دجلة عدنا مواضع...رأي الشهيد قصي الله يرحمه يبقوا بهالمكان حتى إذا اندفع العدو ندافع...

فتعرضت الفرقة إلى غارات جوية كثيفة جدا...أكثر فرقة تعرضت هي قوات عدنان...من وصلت قوات نبوخذ نصر أني زرتها....يعني فتحت على محور الهندية ومحور الحلة... وشان ويايا اللواء الركن عبد الحميد الربيعي...أبو أمجد... ضابط شجاع...فشفت مدرعات العدو بتتنقل بين النجف وبين كربلاء....

ليلة 27 على 28 كان عدنا هناك حوالي 4 فرق قوات خاصة كاملة بالبساتين...محور الكفل...هاي اشتركت بالمعركة مباشرة مع العدو...يعني لواء كان بالجبهة... وجت للعدو ضربة من الجناح غير متوقعة فتكبد خسائر كبيرة.....والقوات الخاصة أسقطوا طائرة سمتيه بصواريخ ضد الدروع...وكرر العدو ثلاث مرات الهجوم أو أربع مرات وفشل وانسحب باتجاه الكفل...وأيضا فشل باتجاه الهندية... ولو أتمكن من تطويق الفوج اللي بالهندية... ولكن خابرت قائد الفرقة محمود الجحيشي...أشجع قائد أثناء المواجهة..... قاتل بشرف في قوات نبوخذ نصر.....قاتلت قتال باسل ...

عبد العظيم محمد: متى اخترقت هذه القوات في اتجاه بغداد؟

الفريق سيف: القطعات بالحلة والهندية ما اخترقت... العدو طور الهجوم ماله يوم ثلاثين وواحد وثلاثين باتجاه كربلاء...وقاتلوه فدائيين صدام قاتلوا بشرف...بكل المعارك قاتلوا بشرف حقيقة يعني قتال ممتاز وقاتلو الحزب هناك...وقاتلت مدفعية الفتح المبين... بالذات مدفعية المدينة المنورة ومدفعية نبوخذ نصر والحرس الجمهوري...وبيوم واحد نفذ أمر مدفعية الحرس الجمهوري...اللواء فاضل الله يرحمه.. ضرب ألف قذيفة 155 على العدو بالكفل...وأجبره أن يترك الكفل ويروح تجاه النجف وغير مساره باتجاه كربلاء....اشتبك العدو في كربلاء مع الفدائيين ومع الأهالي ولكن تمكن أن يجتاز ثغرة كربلاء يوم واحد نيسان....بدأ الإخلال بالتوازن...ماكو ولا تشكيل نظامي... كان عندنا تشكيل من الجيش وصل قبل يوم.. واجتاز العدو...يعني العدو دا يمر بفرق مدرعة...تشكيلات وإسناد جوي وسمتي...وين جا...على صحراء جرف الصخر...صحراء جرف الصخر نموذجية لعمل الدروع... مفتوحة...قوات جوية يسهل عملها.. إذن كان باتجاه جسر جرف الصخر....العدو اندفع ايضا من الناصرية باتجاه الكوت... القطعات المدافعة قاتلوا بشرف... يعني رفيق غازي العبيدي...أشاد به السيد الرئيس... أشاد به قصي في معركة الكوت... قوات الفدائيين والحزب قاتلوا قتال مشرّف.... وقلت لك تراجع من الكوت لما لقي مقاومة... رجع باتجاه مفرق الشوملي...وطلع على الطريق السريع واتجه باتجاه النعمانية...هذا الكلام يعني لما صار ضغط يوم واحد نيسان...وقبله صدر أمر من السيد الرئيس أن تيجي قوات بغداد من الكوت إلى بغداد...

عبد العظيم محمد: متى وصلت القوات الأميركية إلى محيط بغداد...بدأت معركة بغداد؟

الفريق سيف: العدو اندفع أولا باتجاه جسر جرف الصخر...يعني خبرني رئيس أركان الجيش قال لي العدو وصل جرف الصخر...فقلت أطلع أشوف المعركة...يوميا طلع.. وما أكو يوم ما أطلع...اكو قصف جوي ما أكو مشكلة...فطلعت...قالوا أكو دبابتين من جسر جرف الصخر وأكو رتل يم المسيب...ورتل قال قال لي عبر من النعمانية...رئيس أركان الجيش وصل وجاء باتجاه بغداد... قلت موعندكم الفرقة 34هناك؟؟

استاذ... عندك ذراع قوية باتجاه بغداد... ذراع تندفع من النعمانية.. والذارع دا يحاول يعبر من تجاه جرف الصخر والمسيب باتجاه بغداد لتطويقها...أخذت اللواء السادس مشاة... خليته بالعزيزية حتى يأخر العدو على الأقل 72 ساعة...بنحصل على موافقة ندافع بشكل جيد... نجيب النداء نخليها شمال نهر ديالا....وما حصلت الموافقة.....اللي صار.. رجعت آني لبغداد شفت قصي الله يرحمه... جسم الموقف.. قلت له اريد أطلع أشوف موقف المسيب وجرف الصخر خطر...

قال: طيب... قلت تريدني أظل لو تريدني أروح... يعني قلت له خليني أروح..... قال الطريق شوية خطر قالت له ما كو مشكلة... طلعت...وصلت إلى المسيب... احشي لك بسرعة لان الاحداث سريعة وماكو وقت.. شفت قائد الفتح المبين...وشفت قائد المدينة المنورة....وين افواجكم؟؟ بالمسيب...دافعينها بالأمام حوالي 40 كيلو متر.. يعني خلينا نقول شرق كربلاء!!! يابا ايش وداكم هناك؟ انتم مو أعطاكم أمر السيد الرئيس يقلكم ممنوع غرب الفرات؟؟!! إذا مبادرة لازم تخدم الهدف ما تربك الهدف.... وما أحد جاوبني...بدي أروح جسر جرف الصخر...قالوا سيدي ماكو... الدبابات تراجعت والجسر راح يفجروه... قلت ماكو مشكلة... خليني أروح عندكم... شان يدق تليفون مال الثريا... شان يقول السيد المشرف يريدك ترجع فورا....رجعت استلم الموقف...وهسة توني قاعد.... السيد المشرف على الكرسي يمي... شان يدق تليفون... اللواء الركن فايق... رئيس أركان الفتح المبين... قال لي الدبابات عبرت جسر جرف الصخر..

هذا يوم واحد نيسان... قلت له...يعني ما ضبطت أعصابي حقيقة.... انفعلت جدا على هالموقف... قلت له  دمروهم وهذا ما يصير.. وحشيت حشي قوي...فقال لي السيد المشرف شو اكو...قلت له يقولون الدبابات على الجسر.... وأني أقول لك إنه الدبابات قد عبرت الجسر.... وهذا راح يسوي لنا كارثة.... قلت له هذا الجسر مال منشأة القعقاع ومن خلاله عدة طرق...طريق يطلع مفرق اليوسفية ويعزل القطعات الموجودة بالحلة...طريق راح يطلع باتجاه المطار...الطريق السريع يؤدي إلى خلف قطعات حمورابي ويندفع.. يخلي قطعاتنا كلها خارج الدفاع عن بغداد...يعني يندفع على الخط الثاني مالنا...

عبد العظيم محمد: في هذه اللحظات قيل إنه حصلت خيانة في الجيش العراقي..ولذلك استطاعت القوات عبور بعض الجسور واختراق قطاعات الجيش العراقي....

الفريق سيف: الجسر اللي مهيأ للتخريب، ومبلغ آمر القوة والفيلق يشرف عليه، والفرقة تشرف عليه ما تفجر...أنا أقول ما أكو خيانة...هناك إهمال...إهمال لا يغتفر....هذا الجسر مساحته ما يطلع كيلو متر مربع ما تقدر تسيطر عليه؟!! وعندك قطعات في الجانب الآخر.. وعنده عناصر هندسة وكل دقيقة ينفحص، كل خمس دقائق تنفحص التفخيخ مال الجسر...شون ما فجره؟!! يعني إهمال هائل...وأكو ألف مقاتل...فوج آلي وكتيبة استطلاع الفيلق....من خيرة القطعات...يعني شون ما نسف الجسر؟ هي هي الكارثة..

عبد العظيم محمد: هذه النقطة أريد أن أؤكد عليها.. قضية الخيانة يعني.. تم الحديث كثيرا عن أنه حصلت خيانة في الجيش العراقي ولذلك انهار الجيش سريعا.. وذكر من بين الأسماء سفيان ماهر التكريتي.. كان من بين الأسماء التي اتهمت بالخيانة...هل هذه المعلومات صحيحة؟

الفريق سيف: لأ...هذا سفيان ماهر بقى ويايا إلى مساء 9 نيسان...قال بس أني وجندي...قلت له لواء ركن سفيان أنت تمثل الفرقة عدنان....أنت والجندي تروح تدافع ببوابات بغداد.. هذا الأمر واضح.. قال نعم سيدي واضح...أخذ الجندي السائق وراح يدافع هناك...

عبد العظيم محمد: قضية الخيانة بشكل عام.

الفريق سيف: ما لمسنا هذه الحالة...بس تدري هذا الجسر من اهمل تفجيره ((حين أهمل تفجيره))...يرتقي إلى أعلى درجات الخيانة...مو صحيح؟؟؟ لأنه هو اللي سهل عبور العدو وأخل بتوازننا بشكل كامل...

طلعت بسرعة هائلة ما أدري حتى بنفسي...أخذت المرافق وياي ومدير الأركان العامة.. قلت له راح تهيئ عندك القوات الخاصة جماعتك ولواء....حتى نشن غارة على رأس الجسر وجرف الصخر...وطلعت بسرعة...وصلت يم الطريق... يؤدي إلى منشاة القعقاع الجنوبي... معي ما أكو فقط حوالي 15 جندي مع قوة استطلاع...أجاء داغر....معاون رئيس هيئة التصنيع.... قلت وين نقدر نشوف القعقاع، ركبت أنا وياه ومدير أركان عامة...شان يسوق السائق ماله.. ماهر حميد...بسرعة انطلقنا... مشينا حوالي 500 متر 600 متر أمام المدرعات الأميركية... قال داغر مدرعات.... حميد قال مدرعات... جينا بسرعة يعني هما ما هاجمونا....يا إما يعني عبالهم إحنا فلاحين.... يا أما أرادوا يأسرونا... بس هو يمكن الله أعمى بصيرتهم... فقدرنا نتخلص بأعجوبة من هذا الموقف...حتى لما رجعت بالليل التقيت بالسيد الرئيس الله يحفظه (يرحمه)...قال انت ما يصير تقترب هالكد من العدو... يعني ليش تقترب... قلت له إحنا تفاجئنا به ما شفناه...قال لأ خلي مسافة بينك وبين العدو.. أنت قائد....يعني تعرض نفسك للخطر... فرجعنا.... جمعت القطعات بالليل في حدود الساعة 2400 واحد على اثنين نيسان... قوات خاصة جمعتهم...أحشي لك بسرعة يعني شون الأمور كانت...

قلت لهم شرف العراق وشرف بغداد والأمة تعتمد على المعركة...يا إما تأخروا العدو يعني تجبروه يتراجع خلف الجسر... ويا أما ترى راح يندفع باتجاه بغداد وتصير كارثة....الناس انطلقت.... وعبد الله ومحمد وربعه انطلقوا باتجاه العتاد....وقائد الفتح المبين يسدون جناحهم على النهر ويتقدمون باتجاه الشمال.. تجاه الجسر...وتقدموا وقاتلوا ونطقوا الشهادة وأخروا العدو إلى الضياء الأخير لليوم التالي ما قدر العدو يطور...أربكنا كل عمليات عبوره.... حتى نحصل على قرار نرجع للخط الثاني....ولم نحصل على قرار العودة للخط الثاني... لو إحنا عائدين للخط الثاني خلال أربع وعشرين ساعة لكان معركة بغداد يكون لها وجه آخر تماما لأن القطعات كانت ترجع....بس من صارت عودة القطعات....صار سباق مع العدو....يعني قائد الفتح المبين فوق إهمالهم بالجسر ما فجروه...سيجوا اللواء العاشر كله... واللواء العاشر مكلف بحماية الأرض الحيوية بمفرق اليوسفية...فاضطريت ادفع لهم باللواء الرابع من فرقة بغداد.. وحظ قائد بغداد أصبح يعني... ضابط جيد هذا صالح السلماني لواء.. ضابط جيد.. محترم بس الموقف ما ساعد... كل القطعات اتوزعت وبقى عنده لواء واحد...

عبد العظيم محمد: مََن يتحمل مسؤولية عدم اتخاذ هذا القرار؟

الفريق سيف: والله بالنسبة لي أنا اقترحت الموافقة...بس يعني ما أقولك مَن يتحمل... كل واحد عنده وجه نظر...يعني قسم يقولك القطعات يصير فيها إرباك بالحركة...وكان احنا نريد نحجم العدو نحتويه نرجعه من هذا الاتجاه.. يعني آراء تختلف...بس القرار للقائد.. أنا مو قائد...يعني أنا ما عندي صلاحية أحرّك فوج أو لواء...آني انطي مشورة وخطط ...ومن نحصل موافقة تتنفذ العملية...

بس تدري يا أخ عبد العظيم يعني لو إحنا مسحوبين للخط الثاني...يعني قطعات الفلوجة وقطعات بعقوبة راجعة تتوازن بس أنت بتسير سباق ويا العدو...تصير الأمور غير شكل... يعني حركنا فرقة نبوخذنصر 400 كيلو متر وصلت كاملة...هالمرة القطعات رجعت 30 كيلو 40 كيلو.. يعني عملية سهلة... هم طلعت وشفت قائد الفتح المبين يم الترعة مال مي... قال إحنا هاجمنا بالليل واستمرت المعركة...أنا رجعت ثلاثة بالليل....هم خابرني قصي...ولقيته ينتظرني وبوسني في غرفة العمليات...وحشيت له قلتله أني شفت القوات تنجز المهمة بس راح تأخر العدو...فخليي أحصل على موافقة نرجع للخط الثاني أرجوك يعني.. هو الرجل كان مؤيد...

عبد العظيم محمد: كيف اندفعت القوات الأميركية إلى داخل بغداد؟

الفريق سيف: أنا قلت لك عدت شفت قائد فيلق الفتح المبين يوم اثنين... وبعد ذاك اليوم ما شفته نهاية لحد هي اللحظة...يعني فقد قطع الاتصال به وفقد... مساء يوم اثنين نيسان...

اللواء الرابع اتخذ خط صد للدفاع عن مفرق اليوسفية... ورجعت أني باتجاه السيد قصي الله يرحمه...هذا الرجل النبيل المتواضع.. لقيته في مقرنا بالمنصور.. قعدت هناك.....حشيت له الموقف.. قلت له خلنا ننسحب للخط الثاني... ودخلت آراء أخرى وما حصلت الموافقة نرجع للخط الثاني...زارنا السيد الرئيس الظهر في مقر المنصور... وكان معنوياته عالية.. وقال شون حال المقاتلين...قلنا جيدين إن شاء الله والعدو هذا ترى وصل المفرق...وشنينا عليه غارات بالليل....بس ما حد اقترح من الحاضرين فكرة العودة للخط الثاني أمام السيد الرئيس...وغادر بعد فترة....قلنا له شون مسكنا خط أمام احتوينا العدو بعد عبوره للجسر...جسر جرف الصخر هذا الجسر اللي كسر ظهرنا....

قبل الضياء الأخير جانا نداء قال العدو سيطر على مفرق اليوسفية...طبعاً مو إنزال.... أكو غابة من الدفاع الجوي مو انزال...اندفع رتل بري باتجاه طريق المطار... وطلع ليلة اثنين على ثلاثة باتجاه المطار...وطلع باتجاه مفرق اليوسفية... يعني تدري الموقف صار صعب...طلعت ومعي مدير الأركان العامة وعبرنا بوابة بغداد... جاءتنا رشقات بالرشاشات...يعني من المدرعات الأميركية بالمفرق... اختفينا... يعني رجعنا للستر...ورجعت بسرعة حشيت لقصي الفكرة والموقف...قلت له هسه المفرق انمسك....قال الآن تعود القطعات للخط الثاني... هسة رح حصل موافقة... وكان متألم لأنه يعني بعض الآراء هي اللي ما خلته يتخذ قرار مبكر ... صار عدنا نوع من الإرباك يعني...لأن قطعاتنا بالحلة تنعزل...وبالجنوب تنعزل... عدنا قوات بغداد اللي جت من منطقة أبو غريب عالخط الثاني...رأي السيد عدنان صالح السلماني نروح باتجاه الدورة...يدافع عن اتجاه مفرق اليوسفية ... فراح.. هو يعني عنده لواء... لواء مغاوير وفدائيين أيضا قاتلوا وياه قتال باسل...واشتبكوا مع العدو في منطقة مفرق اليوسفية وصدوا حوالي أربع هجمات خمسة...

عبد العظيم محمد: معركة المطار لم يكشف النقاب عنها.

الفريق سيف: مطار صدام الدولي له أهمية كبيرة..الأولى هو صالح لإنزال الطائرات ذات الجناح أو المحمولة....اثنين الطريق السريع ييجي من البصرة للأردن يمر محاذي له....ثلاثة مجمع الرضوانية الرئاسي مجاور له...أربعة أكو طريق سريع أربع سايدات مباشر يطلع من المطار باتجاه القصر الجمهوري وباتجاه القيادة القومية والقطرية ومركز الدولة...المطار يصلح كقاعدة للعدو أن ينفذ إليها باتجاه بغداد...لهذا مهم...بس المعارك الأساسية اللي صارت يوم ثلاثة نيسان...الحرس الخاص قاتلوا ببسالة ويوم أربعة نيسان اشتركت القوات الخاصة للحرس الجمهوري لواء 26 مدرسة القوات خاصة بها 400 مقاتل ومجاميع كبيرة من الفدائيين... وصارت معارك طاحنة بالمطار...المطار بيه 2000 مقاتل من الحرس الخاص...وبيه كتيبة دبابات حرس خاص....وبيه أربع مجاميع قتالية.... وبيساندها قوات خاصة.. كل وحدة موجودة 500 مقاتل من خيرة المتطوعين...ومسلحين بأفضل الأسلحة ودفاع جوي نموذجي عدهم.....مهيأ للدفاع...بس هو مهيأ مو على اتجاه هجمة رئيسية للعدو... يعني الله يساعد الحرس الخاص عاللي استخدمه العدو...استخدم العدو على مطار بغداد أسلحة نيترونية...يعني أكو قنابل تضرب داخل المطار تدمر الأشخاص ما تدمر لا المعدات ولا البنايات...فجابوا أجساد محروقة بس لعظام الطيارين...هي اكيد...استخدم قنابل تسعة طن...قنابل حارقة يعني...تحرقلها مساحة سرية كاملة...فسفورية...استخدموا عوامل شل قدرة على قوات عدنان وعلى المطار...

فمعركة المطار ندخل في تفاصيل.. إحنا جئنا بالليل...وجاء السيد الرئيس يمنا...كان يقود المعركة... يخابرعلى آمر اللواء 26 يقوله وين وصلت يقول له فلان بناية...يقول أوصف لي قلي أيش بيها.. هالقد شباك هالقد نخل...حتى على النخل يسأله...يعرفها السيد...فكان يوجه القطعات...وقصي يقود باتجاه برزان...واستمر السيد الرئيس أيضا يوجه القطعات اللي تدافع عن مطار صدام...فقسم اقترح قال خلي تجي قطعات مدرعة من حمورابي...السيد الرئيس قال ما يفيد الدرع.. وهو صحيح وجهة نظر صحيحة...قال شويفيد الدرع هسة السمتيات راح تدمرها... المعركة معركة مشاة...فالعدو ما قدر يتجاوز المطار...والمعركة الرئيسية ما صارت في المطار...صارت في مجمع الرضوانية الرئاسي...وهو كان مدينة كاملة كبيرة...كلها منطقة أشجار ونخيل ...فصارت معارك ضارية.... واللي راحوا دافعو عن المطار ترى ما حد رجع...يعني بقوا يقاتلوا إلى أن استشهدوا...في يوم ثلاثة قلت لك وصل العدو... وارتد....

عبد العظيم محمد: هو دخل المطار... وبعدين ارتد؟

الفريق سيف: دخل وارتد...العدو شنو يعتمد تكتيك...بتواجه مقاومة.. هجوم مقاومة قوي...يرتد يفسح مجال للطيران أن يشتغل يضرب هذه القطعات....من تضعف المقاومة يرجع ....فاستمرت المعارك بالمطار.. بالرضوانية بين كر وفر كر وفر حوالي أربعة أيام...

عبد العظيم محمد: كيف حُسمت المعركة معركة المطار؟

الفريق سيف: المعركة ضمن معركة بغداد صارت.... فقلت لك هنا بالنسبة للموقف اللي صار.. وصار هجوم باتجاه مفرق اليوسفية في اتجاه قوات بغداد...يعني صدت الهجوم...واستخدموا قنابل حارقة على الأفواج المدافعة...حرقوها...ولكن الفدائيين قاتلوا...وأيضا قوات بغداد قاتلت...نفذت دبابة أعتقد يوم 6 من اتجاه الشرطة الخامسة...وعبرت حتى باتجاه المطار...القطعات اتصوروها يمكن دبابة 72 حسب ما قالوا...

عبد العظيم محمد: حصل تسرّب كبير في الجيش يعني.

الفريق سيف: تسرّب كبير للقطعات من رجعت للخط الثاني...وصار اشتباك تصادفي مع العدو... صار هنا إرباك...اللي صار شنو في معركة بغداد وبايجاز شديد...إنه بعد ما اندمج الحرس والجيش وصار الجيش يتولى قيادة معركة بغداد...العدو دخل إلى القصر الجمهوري...دخل باتجاه الدورة...وقسم من قطعات عندنا راحت باتجاه جسر المثنى....فآني يعني قلت للسيد المشرف بدي روح أطلع أقاتل شو أسوي قاعد...فركضت باتجاه قوات عدنان...قالوا عبرت دبابات على جسر المثني....أخذت قائد عدنان وعنده مجموعة حوالي 200 – 300 مقاتل قعدوا على المفرق اللي يطلع باتجاه التاجي... واتجهت باتجاه الرصافة بسرعة..هناك شفت أمر اللواء 41 وقائد النداء...هيأ لي جحفل معركة.... يجب أن نقاتل.. وصلنا لجسر المثنى....شان آمر اللواء المدرع 41 الله يرحمه...أحمد نجم عبيد الدليمي.... بطل... وكان هيألنا قوة مغاوير... أيضا الفدائيين كانوا يقاتلون هناك أيضا يم الجسر....أول مرة أشوف دبابات 72 تعبر الجسر وتحرق ثلاثة أهداف للعدو....واحترقت أيضا عندنا دبابتين.... المسافة بينها وبين العدو 100 متر بس النهر يفصلنا....معركة عنيفة جدا صارت....بديت احشي ويا آمر اللواء...بعد فترة شفته استشهد يعني... كان مبتسم... أحمد عبيد....ومقدم اللواء انجرح وضباط ركن اثنين انجرحوا... فمعركة شرسة صارت..... انتهت بأن إحنا منعنا العدو أن يعبر وأجبرناه بالتراجع عن جسر المثنى..... فرجعت للسيد الرئيس بالليل...لقيت السيد الرئيس قاعد على الطاولة..... قال لي عفية بارك الله بك.. قاومت الأميركان كان يوم زين...... قلت له نعم سيدي قاومناهم ومنعناهم من العبور بجسر المثنى والجيش هيأ الجسر للتخريب.... ومشرف عليه الفريق محمد العقيدي... معاون رئيس اركان جيش تدريب...وراح يفجره بالليل وفجره فعلا ....هذه الحقائق كما هي... بعدين قلت للسيد الرئيس والله آني المفروض... إحنا نطلع نقاتل يعني كأشخاص... كقيادة نطلع نقاتل... لأن الجنود من يشوفونا يلتمون ويقاتلوا...

يوم 7 نيسان بدأ التسرّب من القطعات..... يعني بدأت الإشاعات... وحقيقة يعني قبلها إحنا حضرنا في يوم أربعة أو خمسة نيسان اجتماع مع السيد الرئيس باليرموك....... وقال السيد الرئيس سفينتكم بالحلة مالت.... لو معديين السكان شان توازنت..... يعني قطعاتكم راحت الحلة مو صحيح... المفروض تدافعون أقرب إلى بغداد...واتصل فيما يخص المطار واتصل بالقطعات وقال الشهيد عدي الله يرحمه سيدي ترى طوقونا ببغداد...قال الآن المعركة بدأت...يعني السيد الرئيس كان واثق من النصر...القطعات رجعت للخط الثاني.... واصله 50% من القطعات للخط الثاني بسلام....يعني معركة بغداد هم تأخذ وجه آخر والقتال يكون أعنف وبشدة.. ولو هي قطعات مدرعة...بس التأخير بالمناورة من وصل العدو للمفرق وصار السباق، أربكت حركة القطعات بشكل كبير....لان توقيت المناورة بالحرب الحديثة مهم... أي قرار يتأخر الزمن ما يرجع لوراء....

يوم 8 نيسان وصل العدو إلى أم الطبول....أخذت الحماية مال قصي.. ورحت إلى السكة...يعني إذا بنلاحظها وين جامع أم الطبول قبله اكو سكه....حضر أعضاء القيادة القطرية اللي في بغداد... معظمهم...لطيف نصيف جاسم... طارق عزيز... طه يس رمضان... واجتمع بهم السيد الرئيس وأعطاهم توجيهات... إحنا بس العسكر شنا بعيدين عليهم... بس من انفض الاجتماع .... يعني سمعت يقولون للسيد الرئيس الله يعطيك طولة العمر.. إحنا نستمد من عندك الهمة.... يعني ما معناته... فكانوا يعني يقولون إن شاء الله انت يعطيك طولة العمر والصبر إلى آخره.... السيد الرئيس إلى هذه اللحظة شامخ يعني وقوي... وهذا مو غريب عليه... أنطاهم الواجبات... راحوا أعضاء القيادة القطرية كل واحد باتجاه... وكل واحد وياه مستشار عسكري.... يعني راح وياهم... وبعدين يا أخي بقي السيد الرئيس ويانا.. ودعنا... وأنا في الحقيقة ما قدرت أشوف السيد الرئيس في هيك موقف صعب يعني...

عبد العظيم محمد: 8 نيسان هذا آخر مواجهة؟

الفريق سيف:  آخر مرة أشوف السيد الرئيس...8 نيسان.... استوقف احد المرافقين وقال لي سيدي ترى أكو عدو... يعني أكو الوضع بالشارع نريد نرتبه تحضر السيارات... تأخر شوية... بقى يمي وزير الدفاع وقصي الله يرحمه.... أيضا قصي قال لي أخويا ينتظر.... طلع قصي ووزير الدفاع... اجاني قصي بالليل 8 نيسان شان بمعنويات حيل عالية.... ووضعه شان كلش مرتاح. .....

9 نيسان جاني... وكان السيد وزير الدفاع وياه... وقالي وزير الدفاع ترى تأخرنا عليك شوية... قلت له لا ماكو مشكلة إحنا باقيين... بقوا مجموعة من الضباط... مدير الأركان العامة حميد... يعني هذا بطل مقاتل من الكوت... وقائد الله أكبر فريق مجيد الدليمي... بطل... بقوا ويانا وكل قادة الفرق ترى بقوا ويانا... بقوا لآخر لحظة سواء أبو النداء أو رياض من المدينة المنورة... بقوا يقاتلون بما يمتلكون من مقاتلين بقوا وياهم... بقوا لآخر لحظة.... أني اجاني قصي.... انطاني شي للذكرى.... وبوسني وراح ودعني....آخر لقاء وياه بالتاسع من نيسان...بعد ساعتين جاء يركض علي حسين رشيد... مرافق معانا وعميد عبد السلام... قالوا الجماعة اتحاصروا بالأعظمية أريد سيارتك... أنطيتهم ياها...

عبد العظيم محمد: اللي هما صدام وقصي...

الفريق سيف: نعم.. بعد هديش اللحظة لا شفتهم ولا شافوني..... صارت الدنيا عصر هيشي تقريبا.. العدو وصل حي العدل... مجيد.. قائد الله أكبر قلت له خلينا نسجلنا موقف... قال شنو... قلت له نروح نقاتل يعني إحنا آخرلقطة ويا العدو يجب أن تكون قتال.... ورحت أنا وياه ومجموعة وأمر اللواء 19 ياسين معاضيدي... هذا من خيرة أمري الألوية... بقي ويانا لآخر لحظة... ورحنا باتجاه حي العدل وكان ابني ويايا ..... حمل قاذفته وضربها على المدرعات الأميركية....خدمنا الموقف بلحظة ... مجيد قال إحنا نستشهد كلنا يعني.... إحنا ما نريد ننهي هذه الحالة إلا بروح مقاومة....

عبد العظيم محمد: متى يعني انسحبتم من بغداد؟

الفريق سيف:  رجعت المنصور .....جاني فريق أول إبراهيم، رئيس أركان الجيش، وقال ح يجي أبو حسن... علي حسين المجيد... قلت له إحنا مبلغين نخلي المكان... اتجهنا بسرعة للداخلية... وجاء عبد الله بن ماهر عبد الرشيد وقعد ويا أبو حسن.. قال ننفذ خارج بغداد... اكو عنده فروع عسكرية بالتاجي.. فبعدين حضر عبد الله.... قال لي مطعم حاتم أبو القس... ما ادري وين صار المطعم بالأعظمية... فطلع علي حسن المجيد راح وياه عبد الله بسرعة..... وبقى الفريق أول إبراهيم عبد الستار يمنا.....بعد ساعتين اجوا أخذوا فريق أول إبراهيم..... راح باتجاه علي حسن المجيد... أنا بقيت وحدي... قلت لهم أنا ما أروح... أني أنتظر أمر من قصي....

عبد العظيم محمد: نعم.. كنتم على علم بما جرى في ساحة الفردوس؟

الفريق سيف: اناما عندي علم...اني بالنسبة لي ما شفت التليفزيون ولا سمعت راديو طول القتال...لا أنا ولا حتى قصي قلت له لا تسمع أفضل... الاعلام يخلي الناس تروح بغير اتجاهات.. ما سمعت خبر ولا أدري بأنه التمثال واقع... واقع أو باقي بالنسبة لليلة 10 نيسان... ومجيد ويايا قائد الله أكبر بقى... وأمين سر فرع الفارس اسماعيل الراوي بقى، رجل طيب وشجاع.... وبقى ويانا حميد الربيعي.... وبقي وياي ضابط ركن عاني... وأمر اللواء 19 وابني... وعدي وقصي جنود اثنين بالمخابرة... كل المخابرة راحت بقوا بس اثنين... قالوا ما نعوفك إلى ان نموت وياك... يعني شون مطيعين... وملازمين وتوم... وبقوا إلى نهاية المعركة ويانا... الحقيقة اللي صار في بغداد ترى قوات حمزة قاتلت قتال باسل... وصدت حوالي أربع إلى خمس هجمات إلى أن تدمرت في منطقة أبو غريب... وأيضا قوات بغداد قاتلت قتال باسل.. الفرقة 16 ..رئيس أركان الفرقة وجنوده شانوا يقاتلون على جسر ديالا.. بس أخ عبد العظيم العدوان كان واسع..... وكل جهد العدو بعد واحد نيسان الجوي والصاروخي على محيط بغداد.....على الهدف الرئيسي..

عبد العظيم محمد: متى قررتم الانسحاب والخروج إلى خارج بغداد وترك بغداد؟

الفريق سيف: بالنسبة لنا يعني آرسلنا ضابط ارتباط على مقرنا القديم بالمنصور... وظلينا ننتظر إجراء أو نداء من قصي الله يرحمه ما اجانا.... فبقى إلى يوم العاشر نيسان... يعني فجر العاشر من نيسان.... إحنا يعني غادرنا... توادعنا الضباط... وكان موقف يعني حقيقة يعني مؤلم بالنسبة لنا... ولكن عدنا أمل إن شاء الله بالمقاومة.... فطلعنا...  آني طلعت.. تركت المكان طلعت باتجاه الفلوجة يوم 10... الوضع كان عادي هناك... بس على الطريق تجاه الرمادي.... دا اشوف الحزب هناك... القيادة موجودة هناك.... عدنا اتصال كان وياها... لاحظت عدي الله يرحمه راكب سيارة... ورتل... أعتقد السيد الرئيس وياهم.. بس ما شفته....كان تقدم من يم الحبانية وراح باتجاه الرمادي... مريت على رشيد طعان عضو القيادة هناك بالرمادي... وقلت له ترى اكو احتمال السيد الرئيس يدز عليك.... أتهيأ... بعد لحظة صار ضربة قوية على بيت خربيط بالصواريخ.... وأنا أيدي على قلبي... قلت لا يروح السيد الرئيس هناك أو الجماعة..... وأعتقد هما ما كانوا هناك... فشفت الوضع بالأنبار شلون صار...

عبد العظيم محمد: يعني هذه كان آخر مشاهدة أو لك اتصال مع صدام وقصي ورؤية الموكب؟؟

الفريق سيف: حاولت اتصل ما قدرت... يعني آخر لقطة لعدي هي اللي شفتها يم الحبانية... هو شان يسوق سيارة... ولابس أبيض ولاف راسه.. وشفته بالعين مجردة... بس ما وقفت يمهم لأنهم يتقدمون رتل...

عبد العظيم محمد: طيب أريد أن أسألك سؤال أخير نختم به هذا الحوار... هل كان لديكم تصور عن مرحلة ما بعد احتلال بغداد؟؟ بمعنى هل أعددتم العدة أو كان لديكم خطط لمرحلة ما بعد بغداد؟

الفريق سيف: بالنسبة للقيادة... قلت السيد الرئيس جمعهم وأنطاهم توجيهات حول هذا الموضوع... بس كإجراءات مبكرة والاستعداد النفسي عند الشعب والحزب ما كان مهيأ لهذه الاتجاهات... بس التوجيهات انطت لقسم القيادة وليس لكلهم.. اللي داخل مدينة بغداد... اثنين... تدري يعني السيد الرئيس أني أمامي قال: إحنا بالنسبة للمقاومة إذا العدو قدر لا سامح الله يدخل يعني....إحنا نحتـاج إلـى بندقيـة وشـم تمـرة وخبز يابس ونقاتل العدو...

يعني المعركة تستمر، قانون المقاومة يختلف عن قانون الحرب النظامية....الوقت والزمان والمكان كلها بيدك تختار الهدف الملائم حتى تضرب به العدو..... كل أسلحة العدو استخدمها علينا... حربنا النظامية أصبحت غير... فائدة الكروز ما لها هدف ولا F 18 ولا F 16 ... حتى السمتيات وصلت بقت متأخرة يعني المقاومة أصبحت أشباح...... الأهداف اللي كان يرميها العدو- بعد أن تحول الى ذروة الهجوم بدأ يدافع - أصبح الآن يحميها.... يعني يحمي القصر الجمهوري المنطقة الخضراء....

عبد العظيم محمد: تعتقد أنه معركة بغداد انتهت؟

الفريق سيف: لا ما تنتهي... يعني هو معركة بغداد مستمرة لحد هذه اللحظة...يعني هما قالوا أولا بغداد بالظربة وبقت هي أولا بالمقاومة... يعني الآن العدو في بغداد وفى كل محافظات العراق من البصرة إلى الموصل... المسألة إنه بغداد احتلت... بغداد لا زالت تقاوم... إحنا من الأدبيات العسكرية يقول لك الهدف ما يسقط إلا ما يهدأ... يعني تخمد النار مالته....فشو النتيجة.... العدو الأميركي أشبه باستراتيجية الخنفساء والصوف.... يعني كل ما ييجي يتحرك يتشربك... إذا يعزز قاطعات أكثر يعني خسائره تكون أكثر.... يعني أسهل مقاومة... مثل عندك جندي... مجموعة من عشرة أشخاص... هي ما تشكل هدف ولا موضع.. لا هي فوج ولا فرقة... بس أمامها عشرات الأهداف... هم يمر جندي أميركي والقنص....

عبد العظيم محمد: هذه المعركة ما زلت حتى هذه اللحظة مستمرة؟

الفريق سيف: مستمرة نعم...

((انتهى اللقاء))...

وهكذا قرأنا شهادة الفريق سيف الدين الراوي عما جرى أيام العدوان... أو بالأصح عن شيء مما جرى في أيام العدوان على العراق العظيم...

يمكن لأي قاريء الآن أن يقارن بين ما قاله الفريق رعد الحمداني وبين ما قاله الفريق سيف، وخاصة فيما يتعلق بأن الشهيد رحمة الله عليه استاء من الفريق سيف وعزله من رئاسة أركان الحرس ووجه اللوم له... وكان هذا في يوم السابع من نيسان... حيث لم يذكر الفريق سيف هذا الأمر لا من قريب ولا من بعيد...

أشكر القاريء العراقي والعربي الشهم الشريف (من يوافقنا على نفس الخط والافكار) على قراءة كتاب الفريق رعد أو على قراءة هذه الشهادة... ولا يهمني كل مطبل أو عميل أو محب للفرس أو حسن نصر...(في لبنان).... أو من أعضاء منظمة الغدر والقتل التابعة لابن العقور الزنيم رئيس مجلس العار والايدز واللصوصية والاجرام والدعارة.... وكذلك أعضاء حزب الدعوة الى التفخيذ بالرضيعة... فهؤلاء مجوس فرس... وما كان للعربي إلا أن يدعس على رأس المجوسي الفارسي ويسحله... والكلمة أحيانا أشد مضاءا من السيف...

أقول هذا الكلام لأنني تلقيت على بريدي عدة رسائل، وإن كانت بأسماء وهمية، إلا أن المكتوب يعرف من عنوانه... ببساطة تجاهلتها ولم أرد عليها ومسحت الكثير منها... كذلك قرأت بعض الغمز واللمز هنا وهناك... لا أقول إلا: القافلة تسير والخنازير تنفق... ولن أقول الكلاب تنبح... ففي الكلاب وفاء لن تراه من بعض البشر....

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاثنين /  14  جمادي الاول 1429 هـ

***

 الموافق  19  /  أيــــار / 2008 م