الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

لكي تستمر المقاومه وتنتصر الثوره العرا قيه المسلحه

(5)

 الاختراق الاستخباري

 

 

شبكة المنصور

فيصل الجنيدي

 

سنبدأ موضوعنا بقصة كوبيس وهو الاسم الحركي لاحد ثوار الجزائر قبل تجنيده من قبل الاحتلال الفرنسي اثناء اعتقاله واسمه الحقيقي هو بلحاج الجيلالي عبد القادر الذي تخرج من مدرسة ضباط الصف بشرشال التابع للاستعمار الفرنسي برتبة عريف. انضم إلى حركة انتصار الحريات الديمقراطية ثم المنظمة الخاصة أي أنه كان في طليعة المناضلين الثوريين في الحركة الوطنية الجزائرية المطالبة بالاستقلال. اعتقلته الإدارة الاستعمارية بعد اكتشافها للمنظمة التي كانت سرية بالطبع، وزجت به في سجن البليدة عام 1950. خرج كوبيس من المعتقل وبتكليف من الاحتلال ... اسس فصيل جهادي يتبنى الكفاح المسلح منهجا للتحرير وساعد ذلك على انخراط عدد كبير من المقاتلين الجزائرين في صفوفه ولكن سرعان ماتحول هدفه الى محاربة جبهة التحرير الجزائريه متهما اياهم بالشيوعين والمغامرين حيث كان المد الاسلامي والعروبي هما سيدا الشارع الجزائري نتيجة سياسة الفرسنه التي تبناها الاحتلال مما حقق له في البدايه تعاطفا من قبل البعض . المهم ان كوبيس استغل ماضيه النضالي ليوهم المنخرطين في جيشه بأنه يعمل لصالح الوطن، بل بأنه هو جيش التحرير، في حين كان يأتمر في الخفاء بأوامر الضباط الاستعماريين الفرنسيين، فخدر رجاله إلى حين، لأنهم انخرطوا معه لاعتقادهم بأنه يعمل لصالح الوطن عن حسن نية، وحدثت عدة اشتباكات مع وحدات جيش التحرير الوطني المنتشر في المنطقة الى ان تم كشف ارتباطه بالاستعمار الفرنسي وتمت تصفيته من قبل احد جنوده لتكون نهايته مايستحقه كل خائن وجاسوس .واذا ما علمنا ان الغزاة في العراق قد اعادوا دراسة تجربة الاستعمار الفرنسي في الجزائر والدوروس المستقاة منها وهذا ماتم الاعلان عنه عبر وسائل الاعلام علاوة على تجربة الصهاينة في فلسطين لادركنا كم كوبيس قد تم صنعه في العراق .ان متابعه لاحداث الصراع بين الاحتلال وقوى المقاومه للخمس سنوات الماضيه سنجد ميل كفته لصالح المقاومه الى حد وصول الغزاة الى حافة الانهيار وارقام خسائرهم المعلنه والغير معلنه من قتلى وجرحى ومصابين بأمراض نفسيه الى حالات الانتحار خير دليل على ذلك الا اننا نقولها بصراحه بأن المحتل قد حقق تقدما على صعيد الاستخبارات كان له الاثر السلبي على قوات المقاومه وسنسلط الضوء على اهم محطات الخرق الاستخباري وماترتب عليه وكما يلي :-

1- تنظيم القاعده : لايمكن لاحد ان ينكر الخسائر التي تكبدها العدو من قبل التنظيم كواحد من الفصائل المهمه في عملية التحرير الا ان تركيز الاعلام عليه وبتوجيه امريكي في عمليه مقصوده لتجاهل بقية الفصائل وحصر عمليات المقاومه به كان له اهدافه السياسيه نفذت بعمليات مخابراتيه وهو ما اتضح في مرحله لاحقه بعد ان تكشفت الاكاذيب التي سوقوها للعدوان ليتحول هدفهم المعلن هو محاربة الارهاب من خلال قاعدته الرئيسيه في العراق وما كان هذا ليحدث لولا الاختراقات داخل هذا التنظيم والذي تبنى عمليات كثيره ضد المواطنيين وفق منهج طائفي وصولا الى اعلان مايسمى دولة العراق الاسلاميه ليعطي دعما اضافيا الى اجندات المحتل في البقاء لينتقل التنظيم في مرحله لاحقه الى مقاتلة فصائل مهمه من المقاومه تحت عنوان وجوب بيعة الدولة بسبب الخروقات ايضا داخل التنظيم سواء من المخابرات الامريكيه او اطلاعات الايرانيه .

2- جيش المهدي : ان الحديث عن جيش المهدي ضمن موضوعنا هذا ليس اعترافا بشعاراته بالمقاومه وطرد الاحتلال او تنصنيفه ضمن فصائل المقاومه , فقد انشأ هذا التنظيم بعملية استخباريه ايرانيه بحته وقد تكون افضلها (اذا ماعلمنا ان الدعوه والمجلس الاعلى معروفه بأرتباطهما مع ايران اضافه الى وضوح اصول تأسيسهما) وبغض النظر عن المعلومات التي كشفت عن تدريبات مجموعات من هذا الجيش في ايران وجنوب لبنان الا ان مجازره الفضيعه بحق العراقيين نفذت ضمن خطه منظمه ومبرمجه بعد تفجير مرقد الامامين في سامراء لاهداف استخباريه الغرض منها اشعال الفتنه على نطاق واسع بعد ان اصبحت قوات الاحتلال في وضع لاتحسد عليه وبالتالي اثر ذلك على نشاط المقاومه بشكل كبير وخاصه في بغداد والمناطق المختلطه بعد ان ادت تلك العمليات الى الفرز المناطقي الطائفي وبمشاركة الحزب الاسلامي العميل لتصبح عملية تحرك المجاهدين بصعوبه كبيره ولتحول جهد كبير منها لصد الهجمات المليشاويه مع غظ الطرف الامريكي وتشجيعه لغرض الضغط على ( اهل السنه ) واستمالتهم وهو مانجحو فيه الى حد ما وخاصه في المناطق المشتركه كما اسلفنا . المهم اننا نعتقد بأن اغلب قيادات هذا الجيش هم كوبيس ايراني المنشأ .

3- فصائل اخرى : سنركز على الجهد الاستخباري الذي ادى الى تشكيل مايسمى بالصحوات وهو موضوع مرتبط بالفقره (1) وبسبب تلك الخروقات والتجاوزات على حاضنة المقاومه عبر القوة والاستخفاف بمصالحهم قد اعطى هذا السلوك والانحراف المنظم توظيف عناصر في فصائل تم تجنديها لهذه اللحظه كي تؤسس قوة تحولت الى دروع وخدم لقوات الاحتلال وان العملاء ابو ريشه الاول والثاني وابو العبد وابو عزام خير شواهد رغم ان الريشاويين لم يحسبا على جهه مقاومه عكس الاخرين .

4- تيارات وقوى سياسيه اخرى : لانغوص كثيرا في موضوع هذه الاحزاب والتيارات فلم تعد خافيه على احد , فعملاء مؤتمر لندن وامتداداتهم الى مجلس الحكم سيئ الصيت لايقوى احد لدفع شبهة عمالتهم الا من المنتمين والمستفيدين منهم ويأتي في مقدمتهم الدعوة والمجلس الاعلى وارتباطاتهما المزدوجه مع السي اي ايه واطلاعات رغم ارتباطات الدعوه القديمه مع المخابرات البريطانيه اما الحزب الاسلامي لم يعد الا حزبا استسلاميا عميلا سيبقى التأريخ يذكر دوره القذر في معركة الفلوجه الاولى والتفافه على المقاوميين بما يعد نجاحا استخباراتيا للغزاة نفذه هذا الحزب ناهيك عن تسويقه للعمليه السياسيه عبر دستورها المسخ والانتخابات المزوره , اما احزبين الكرديين العميلين وارتباطها بالموساد فهي لاتحتاج الى دليل بعد اعتراف اكثر من مسؤول من الحزبين بهذه العلاقه بشكل او آخر . وعموما فهؤلاء لايعنونا كثيرا الا اننا نريد التنبيه للقوى السياسيه الرافضه للاحتلال من الوقوع في شراك الاحتلال سيما وان دولا من حلفاء امريكا من دول الجوار قد مدت شراكها لهذا الغرض خدمة للمشروع الامريكي ونحن هنا لانريد تحجيم نشاط هذه القوى من اجل الحصول على الدعم العربي والدولي للمقاومه بقدر تحذيرهم لعدم تخطي الثوابت التي يفترض عدم تجاوزها .

الخلاصه : واذا ماخذنا ماسيترتب على نتائج الفشل الامريكي في العراق وتداعياته على امبراطورية الشر وخلفها حلفائها الغربيين بلا استثاء بعد ان اصبح مشروع المقاومه العراقيه ذو بعد انساني قبل ان يكون مشروع تحرير الامه والوطن لعلمنا الجهود التي تقوم بها مؤسساته الاستخباريه لتخليصهم من الورطه التي اوقعتهم بها المقاومه نعم كادت المقاومه ان تحسم النصر وتلحق الهزيمة المحققه بقواته لولا العمل المخابراتي وان ما عجزت عن تحقيقه قوات الاحتلال بالقوة الغاشمه والبطش والاغتصاب والاعتقالات قد نجحت فيه عبر عملياتها الاستخباريه وهو ما يجب ان تتداركه فصائل المقاومه والقوى الرافضه للاحتلال .

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الجمعة /  18  جمادي الاول 1429 هـ

***

 الموافق  23  /  أيــــار / 2008 م