الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

حول اشكالية مفهوم "الامة الاسلامية"

 

 

 

شبكة المنصور

المحامي حسن بيان

 

منذ فترة ليست بالقريبة،درجت بعض القوى السياسية على الاكثار من استعمال مفردة

"الامة الاسلامية" في خطابها السياسي والمقصود بهذه القوى ليست تلك التي تشكل المنطلقات الفكرية الدينية مضموناً عقيدياً لها  والمصنفة تحت عنوان عريض يشار اليه بالحركات الاسلامية،بل المقصود هو تلك القوى التي تعتبر نفسها حركات وقوى وطنية وقومية. 

ان تستعمل الحركات والقوى المدرجة تحت يافطة تصنيف الحركات الاسلامية مفردة

"الامة الاسلامية"في حديثها عن الامة ،فهذا ليس غريباً عليها لأن هذه القوى تعطي للانتماء الديني الموقع الاساس في تحديد مفهوم الامة وعليه يعرّف سيد قطب في كتابه"معالم في الطريق" "الامة الملسمة بأنها جماعة من البشر تنبثق حياته وتصوراته واوضاعهم وانظمتهم وقيمهم وموازينهم كلها من التشريع الاسلامي".ويضيف ان هذه الامة بهذه المواصفات قد انقطع وجودها منذ الحكم بشريعة الله فوق ظهر الارض وجميعاً.ولابد من اعادة وجود هذه الامة لكي يؤدي الاسلام دوره المرتقب في قيادة البشرية مرة أخرى"/معالم في الطريق ص(6). 

اما محمد باقر الصدر فيرى ان مفهوم الامة هو جزء من العقيدة وجزء من المذهب الاجتماعي السياسي الاسلامي واستناداً الى نظرة تعبر عن شمولية الاسلام وصلاحيته لكل زمان ومكان،وان العلاقة بين مفهوم الامة والاسلام هي علاقة دينية اي علاقة تعتبر الاسلام وحياً من عند الاله لا ديناً بالمعنى السوسيولوجي. 

اما منظمة العمل الاسلامي في العراق وهي قريبة جداً من المدرسة الفقهية الايرانية فتعرف الامة الاسلامية بأنها المجموعة البشرية التي تتبع الاسلام وبنظرها ان الامة هي ظاهرة معنوية اكثر من كونها مادية ،فهما تتبع نوعية الفكر والسلوك والنظام اكثر من اتباعها للمناخ والحدود الجغرافية. 

ويعتبر ابو الحسن بني صدر في مقابلة مع صحيفة الخليج تاريخ 1/5/1980،ان امة الاسلام واحدة والامام المقصود هنا (الخميني)هو قائد ديني لنا وهو كذلك لشعب العراق ولكل الشعوب الاسلامية" وهذا يعني ان كل المعتقدين دينياً بالاسلام يشكلون امة واحدة. 

ان هذه التعريفات المشار اليها على سبيل المثال لا الحصر،تكاد تكون مشتركة بين كافة الحركات والقوى ذات المنطلقات الفكرية الاسلامية قديمة التكوين كانت أم حديثة.

ان هذا التحديد لمفهوم الامة عند هذه الحركات والقوى استتبع كنتيجة طبيعية لمنهجها الفكري،اسقاطاً للمفهوم القومي،لأن الامة الاسلامية حسب مفهوم هذه القوى لا تقيم اعتباراً للتشكلات القومية كما ذهب الى تفسيره سيد قطب في كتابه معالم في الطريق،حيث يشير الى ان الامة المسلمة ليست أرضاً كان يعيش فيها الاسلام،وليست كوناً كان اجدادهم في عصر من عصور التاريخ يعيشون بالنظام الاسلامي،واكثر من ذلك،فإن بعض هذه القوى نظر في تحديده لمفهوم الامة نظرة سلبية الى المفهوم القومي،اذ يعتبر محمد باقر الصدر ان الاختلاف بين مفهوم القومية ومفهوم الامة هو اختلاف التناقض،لأن الفكر الاجتماعي السياسي المرتكز على مفهوم القومية يريد ان يغير المجتمع ويطوره انطلاقاً من التراث الذي يمتد الى ما قبل الرسالة الاسلامية.في حين ان مرجعية مفهوم الامة التي تتضمن تطبيق الشريعة في جوانبها العبادية والاقتصادية والاجتماعية هي مرجعية لا تتصور الرجوع الى الاصل ومفهوم التراث الا ابتداء من عصر الرسالة.

هذا التحديد لمفهوم الامة عند ابرز منظّرين للحركات ذات المنطلقات الفكرية الدينية ينطلق من ثابتة وهي ان الامة بدأت ملامح تكوينها مع بدء الرسالة الاسلامية،وما سبق ذلك لا علاقة له بمكونات الامة،لأن المسلمين الذين اعتنقوا الاسلام هم الذين يشكلون الامة المسماة "الامة الاسلامية" مع ما يستتبع ذلك من اسقاط لكل ما يعتبر من مكونات الامة الاساسية والجوهرية،كالارض واللغة،وترابط المصالح المشتركة والتجانس القومي ومنظومة العادات والتقاليد والاعراف التي تشكلت عبر تعاقب المراحل التاريخية.

بطبيعة الحال ان من يعتبر ان العقيدة الدينية هي المكون الاساسي لا بل الاوحد للامة،فإنما يكون مسنجماً مع نفسه عندما يسقط كل عناصر أخرى اعتبرت او تعتبر من مكونات الامة.وبذلك يكون عند هؤلاء،ان تشكل الامة له بداية في الزمان دون حدود في المكان حتى ولوكان المنتمون ايمانياً لهذا الدين لديهم موروثات مختلفة، تجد انعاكساتها وحضورها في منظومة المفاهيم والسلوك والعادات والتقاليد واللغة بما هي ناتج تراكم ثقافي.

وعلى أساس هذا الاعتقاد بحصر المكون الوحيد للامة بالدين دون سائر العوامل الاخرى يكون منظرو الحركات الاسلامية قد اعتبروا ان هناك فصلاً ميكانيكياً بين انسان ما قبل الدعوة،وانسان ما بعدها والمقصود هنا الانسان بما هو حالة مجتمعية،وهذا يستتبع فصلاً بين المراحل التاريخية وبمعنى أخرى عدم وجود تواصل بين المراحل التاريخية التي عبرها تتشكل معالم المجتمعات البشرية.

 

وهنا تطرح الاشكالية التي احدثت ارباكاً وارتباكاً في النظر لمفهوم الامة وانطلاقاً من تساؤلين اثنين:

التساؤل الاول: هل الاسلام دعوة ورسالة،أسقط وتجاهل كل ما سبقه ان في الجانب الديني وان في الجانب المجتمعي؟

 

التساؤل الثاني:هو هل الاسلام كدين يشكل مكوناً وحيداً للامة حتى يصبح الاخذ به كعامل حاسم في تحديد مفهومها؟

 

في الجواب على التساؤل الاول،نقول انه ليس صحيحاً ان الاسلام كدين،أسقط وتجاهل كل ما سبقه في الجانب الديني وفي الجانب المجتمعي واستناداً الى المعطيات التالية:

 

المعطى الاول:عدم تنكر الدعوة الاسلامية لما سبقها من دعوات دينية ذات بعد رسالي.

 

ان الاسلام كدين كلي في نظرته للتكوين طبيعة وبشراً،لم يتنكر لما سبقه من رسالات سماوية،وبالتالي لم يعتبر ان الحياة البشرية،بدأت معه.بل على العكس من ذلك،اعترف بالديانات السماوية التي سبقته واحترم المعتقدات الدينية لمعتنقي الديانات السماوية الاخرى وتحديداً اليهودية والمسيحية،وان موسى وعيسى بنظر الاسلام  هما رسولان من عند الاله،بل أكثر من ذلك،فإن ما ورد في القرآن الكريم حول موضوع التكوين،لم ينقض ما ورد في"العهد القديم"أي في التوراة،بل ثمة تشابه في الاسلام وفي اليهودية كدين لموضوع التكوين.

 

وهذا ان دل على شيء،فإنما يدل على أن الدعوة الاسلامية،لم تنسخ الدعوات الدينية ذات الطبيعة التوحيدية التي سبقت بل كانت في العصر التاريخي التي ظهرت فيه،استمراراً للدعوة والتبشير بوحدانية الخالق.وطالما هذا الخالق هو واحد،فالتكوين والخلق هما واحد عند كل الديانات السماوية.ولا يعقل ان يكون الله خالق الكون والبشر،خلق كوناً بطبيعته وبشره مفصلاً على قياس كل دعوة على حدا.

 

هذا يقودنا الى القول بأن الاسلام ليس بداية البشرية بإقرار الاسلام له ذاته الذي يعود بالخلق البشري الى آدم،وهو ليس الدين الاول الذي بشر بوحدانية الخالق اذ سبقه ذلك رسل آخرون واذ كان المجتمع البشري قبل الدعوة الاسلامية لم يكن كله مؤمناً بالتوحيد وفق ما جاءت فيه الرسالتين السماويتين اللتين سبقتا وهما اليهودية والمسيحية،فإنه بعد الاسلام،وصراحة النص بأن محمداً هو خاتم الانبياء والرسل،وفي ظل الاثر المحدود جداً لحالات التبشير بعد افول عصري الخلافتين الاموية والعباسية،أصبح الانتساب المعتقدي الديني،انتساباً وراثياً، بشكل عام يعتنق الابناء دين الاباء وهذه لا تقتصر على المنتمين دينياً للاسلام وانما تشمل سائر الاديان الاخرى.

 

ان الاسلام الذي أقر بتعددية دينية وانطلاقاً من اقراره واعترافه بالديانات التي سبقت،فإن المجتمع الذي اطلق ويطلق عليه المجتمع الاسلامي،انما هو في الواقع مجتمع تعددي في المعتقد الديني لافراده.وهذا يستتبع اعترافاً بحق معتنقي ديني الهي توحيدي ان يمارسوا طقسهم الديني،لأن الاسلام الذين لم ينسخ ما قبله من ديانات سماوية،لم يكن تعايشه معها تسامحاً وحسب بل أيضاً اعتقاداً دينياً،وان ممارسة الاخرين طقسهم الديني هي حق لهم استناداً الى احكام الدين الذين يعتقدون وعلى قاعدة ثابتة عند الاسلام ان"لا اكراه في الدين".

 

وهذا يقودنا الى ان المجتمع الذين يؤمن غالبية اعضائه بالدين الاسلامي لاحرم فيه ان يكون هناك اناس يعتنقون ديانات سماوية اخرى وبذلك لا يصح القول بأن يسمى المجتمع،مجتمعاً اسلامياً،اذا كان فيه من هم غير مسلمين بالمعتقد الديني ،وبغض النظر عن عدد هؤلاء.

 

هذا في الجانب الديني/المعتقدي،اما في الجانب المجتمعي فهل يصح القول ان الاسلام بما هو منظومة  مفاهيم في بداية الدعوة ولاحقاً كان منفصلاً ومقطوع الجذور عن الحالة المجتمعية التي سبقته؟

 

ان الجواب على هذا التساؤل يرتبط بالبيئة الاجتماعية التي ظهرت فيها الدعوة،ومن ثم الطريقة التي أديرت فيها الشؤون المجتمعية في بداية الدعوة وبعدها،والمفاهيم ومنظومة العلاقات الاجتماعية التي استمرت قائمة بعد الدعوة.

 

من الرجوع الى البعد الانساني المجتمعي من الدعوة الاسلامية،يتبين بشكل واضح،ان الاسلام وكما استوعب ما قبله مما دعت اليه الديانات السماوية التي سبقت،وحافظ على طقوس دينية كان يعتبرها ذات صلة جوهرية بالايمان التوحيدي فإنه في الجانب الاخر،عمل على استيعاب كل المعطى الايجابي في منظومة المفاهيم والعلاقات المجتمعية التي كانت سائدة في البيئة المجتمعية التي ظهرت فيها الدعوة،وعمل على الغاء كل ما اعتبره يتناقض في السلوك المجتمعي ما جاء به الدين الحنيف،وعمد الى تشذيب سلوكيات ومفاهيم كي تصبح متلائمة مع معطى الدين الجديد نصاً وسنةً لادارة المجتمع في شق العلاقات الانسانية المجتمعية،ولهذا فإن كثيراً من العادات والتقاليد والاعراف والمفاهيم التي كانت سائدة في البيئة المجتمعية لمرحلة ما قبل الدعوة استمرت لكن عبر ضوابط جديدة فرضتها نواميس الدين المُبَشّر به،وهذا لم يقتصر على البيئة المجتمعية الاصلية التي انطلقت منها الدعوة،بل طال أيضاً كل البيئات المجتمعية التي دخل أبناؤها في رحاب الاسلام.فهذه البيئات التي اعتنقت الاسلام كمعتقد ديني،بقيت مشدودة في علاقتها الاجتماعية الى أعراف وتقاليد وعادات،تماهى بعضها  مع الدين الجديد واستمر وتناقض بعضها مع المفاهيم المجتمعية الجديدة التي ادخلها الاسلام الى العلاقات الانسانية،وكان ذلك سبباً جوهرياً في بروز صراعات بين التكوينات المجتمعية التي كانت شديدة التمسك بأعرافها وتقاليدها  وان بعضاً من هذه التكوينات المجتمعية عمدت الى ادخال بعض مفاهيمها  الخاصة الى منظومة الاسلام كونها كانت ترى بذلك واحداً من العوامل الاساسية في حماية مكونات شخصيتها المجتمعية.

 

هذه الحالة التي سادت في البيئات المجتمعية التي اعتنق ابناؤها الاسلام،لم يستطع الاسلام كدين ان يصهرها في بوتقة واحدة،اذ بقيت كل بيئة محافظة على سمات خاصة بها.وبذلك فإن الاسلام الذي لم يسقط كل منظومة المفاهيم والعلاقات الاجتماعية التي كانت سائدة في البيئة الاصلية التي تنشأ فيها والمقصود بذلك البيئة العربية،فإنه أيضاً لم يستطع ان يذيب ويلغي السمات الخاصة للبيئات المجتمعية في الحوض البشري الذي انتشر به.فإنه تعامل معها أيضاً مع البيئات المجتمعية التي انتشر بها.واذا كانت قد حصلت حالات اكراه في مراحل معينة من مراحل نشر الدعوة،فهذا لم يكن استناداً الى النص المعتقدي،بل يعود الى ادارة الفعل السياسي التي ادارت شؤون البيئات المجتمعية المعتبرة ضمن المديات السلطوية لهذه الادارة.

 

من كل ما تقدم،نصل الى خلاصة ان الاسلام الذي لم يلغ الاديان السماوية التي سبقت واقر استتباعاً لذلك بتعددية دينية،فإنه أيضاً لم يلغ السمات الخاصة للبيئات المجتمعية التي انتشر فيها.فكان فيه العام والخاص بالنسبة لهذه البيئات،العام،هو وحدة المفاهيم الايمانية،والخاص هو تنوع المفاهيم الاجتماعية،تبعاً لتنوع التكوينات المجتمعية.هذا التنوع في المفاهيم الاجتماعية جعل من كل مكون بيئي ومجتمعي يتميز بسمات خاصة عن غيره.وهذا يقودنا للقول بأن الاسلام كدين موحد للايمان لم يكن كذلك موحداً للبيئات المجتمعية.هذه البيئات التي لم تختلف ولم تتصارع على مبادىء الاسلام الايمانية الاساسية،اختلفت وتصاعدت حول المصالح ودخلت في حروب في ما بينها وكانت كل بيئة ترسم حدوداً لها،هذه الحدود التي ينظر اليها تقليدياً بأنها حدوداً جغرافياً،هي الواقع حدوده تمايز سمات كل مجتمع عن غيره.

 

وهنا،نصل لنطرح التساؤل التالي،هل الاسلام كدين يشكل مكوناً وحيداً للامة حتى يصبح الاخذ به كعامل حاسم في تحديد مفهومها؟

 

ان الجواب على هذا التساؤل،لا يكون بما يشير اليه النص،بل الاهم من ذلك مدى مطابقة النص للواقع،فإذا لم يكن النص عاكساً لحالة واقعية او ممكن التطبيق على حالة واقعية،فإنه يبقى مندرجاً ضمن اطار الجدل النظري.وانه في ضوء ذلك لا يكفي ان يقول المنظرون" للامة الاسلامية" بأن المسلمين يشكلون امة واحدة وان تميزت سمات تكوينات بيئاتهم المجتمعية لأن ذلك يتناقض مبدأ اسلامياً جوهرياً،وهي اقرار واعتراف الاسلام بديانات سماوية أخرى يعيش المنتمون اليها دينياً في نفس البيئات المجتمعية،وعندها لايصح ان يطلق على المكون البشري في البيئة المجتمعية بأنه مكون مسلم نظراً لوجود اناس من ديانات أخرى.

 

اذاً،فإن الاسلام الذي لم يستطع ان يذيب ويزيل الفوارق والسمات الخاصة للتكوينات المجتمعية التي انتشر فيها،لا يمكن الاستناد اليه كمعتقد ديني للقول بأنه يشكل مكوناً وحيداً لإبراز الشخصية الاعتبارية لهذا المكون المجتمعي،وبالتالي فإن الدين وان كان يؤدي الوظيفة الاساسية في توحيد المفاهيم الدينية الا انه لا يشكل مكوناً احادياً للبيئات المجتمعية المتمايزة في سماتها الخاصة بها.

 

وعلى هذا الاساس،فإن المفهوم الذي يطرحه منظر والحركات الاسلامية  للامة ليس علمياً وليس واقعياً،لأن للامة مفهومها وهي ليست حالة هلامية،بل هي حالة واقعية وطالما هي كذلك فهي تخضع في تحديد مفهوم لقواعد علم الاجتماع والتاريخ وعليه استند اصحاب النظريات التي تقول بأن الامة في تكونها ليس خلاصة عنصر واحد بل جملة عناصر تفاعلت فيما بينها وانتجت شخصية اعتبارية اطلق عليها اسم الامة.

 

الامة في مفهوم الحركات القومية

 

 

في مجال الاستعراض لمفهوم الامة لدى الحركات السياسية ذات المنطلقات الدينية الصرفة،جرى التوقف عند التعريفات التي اعطاها ابرز منظرين لابرز حركتين سياستين،منظمتين وهما سيد قطب عند تنظيم الاخوان المسلمين ومحمد باقر الصدر لدى حزب الدعوة.

 

اما في مجال تناول مفهوم الامة من منظار الحركات السياسية ذات المنطلقات الفكرية القومية،فإنه يتم تناول مفهوم الامة من وجهة نظر أبرز حركتين سياسيتين تناولا هذا الموضوع فكراً وتنظيماً وممارسةً،وهما حزب البعث العربي الاشتراكي والحزب السوري القومي الاجتماعي.

 

انطوان سعادة في كتابه نشوء الامم،عرّف "الامة بأنها جماعة من البشر تحيا حياة موحدة المصالح موحدة المصير،موحدة العوامل النفسية والمادية في قطر معين يكسبها  تفاعلها معه في مجرى التطور خصائص ومزايا تميزها عن غيرها من الامم".واستناداً الى هذا التعريف،يقول انطوان سعادة في شرحه لمبادىء الحزب،ان القول بأن السوريين هم امة واحدة هو اعلان حقيقة اساسية تقضي على البلبلة والفوضى وتضع المجهود القومي على أساس من الوضوح لا يمكن بدونه انشاء نهضة قومية في سورية.

 

ويعرف سعادة القومية في كتابه نشوء الامم :بأن القومية هي يقظة الامة وتنبهها لوحدة حياتها ولشخصيتها ومميزاتها والوحدة مصيرها."انها عصبية الامة".وقد تلتبس بالوطنية التي هي محبة الوطن ويخلص الى اعتبار القومية هي الروحية الواحدة او الشعور المنبثق من الامة، من مجرى وحدة الحياة في مجرى الزمان انها عوامل نفسية ومنبثقة عن روابط الحياة الاجتماعية والموروثة والمعهودة.

 

واعتبر سعادة ان الترابط بين الامة و الوطن هو المتحد الوحيد الذي تتم به وحدة الحياة ولذلك لا يمكن تصور حكم انساني اجتماعي من غير بيئة تتم فيها وحدة الحياة وهذه البيئة هي الوطن السوري الذي نشأت فيه الامة السورية والمعبر عنها بالهلال السوري الخصيب ونجمته جزيرة قبرص.وان اهم مبدأ ركز عليه سعادة في ادارة شؤون الدولة،التي تتولى ادارة شؤون الامة هو فصل الدين عن الدولة هي الدولة القومية .

 

اما حزب البعث العربي الاشتراكي،فإنه من خلال الرجوع الى ادبياته لم يتبين انه حدد تعريفاً نصياً للامة،لأن الامة من وجهة نظره هي معرفة بذاتها وهي بالتالي لا تحتاج الى تعريف في ماهيتها،لأن التعريف يتناول موضوعاً غير محدد.ولذلك فإن القول بوجود الامة والمقصود بذلك الامة العربية فإنما ينحصر بالجانب الاعلاني وليس بالجانب الانشائي.وان المكون البشري الذي يطلق عليه اسم الامة العربية هو المكون القائم في منطقة جغرافية محددة وان كانت رسالتها الانسانية تتجاوز هذه الحدود.

وان هذا المكون يشكل امة واحدة ليس لأن اللغة العربية هي لغة أبناء هذا المكون وحسب،بل ما يشد هؤلاء الى مركز جاذب هو منظومة المفاهيم والاعراف والتقاليد والمصالح المشتركة والتي تشكلت عبر تعاقب المراحل التاريخية.وهذا ما أشار اليه الحزب بوضوح في مبادئه الاساسية الواردة في مقدمة دستوره.

 

لقد جاء في مقدمة دستوره ان العرب امة واحدة والامة العربية وحدة تضامنية وجميع الفوارق القائمة بين ابنائها عرضية زائفة تزول جميعها بيقظة الوجدان القومي(المبدأ الاول).

 

كما ان الامة العربية تختص بمزايا متجلية في نهضاتها المتعاقبة،وتتسم بخصب الحيوية والابداع،وقابلية التجدد والانبعاث(المبدأ الثاني)وهي ذات رسالة خالدة تظهر بأشكال متجددة متكاملة في مراحل التاريخ (المبدأ الثالث).

 

وفي مجال علاقة الامة بالوطن اعتبر حزب البعث،ان لا امة بدون وطن،وان الوطن العربي هو وطن للعرب وهو وحدة سياسية اقتصادية لا تتجزأ(المبدأ الاول)وان الوطن العربي هو البقعة الجغرافية التي تسكنها الامة العربية ما بين المحيط الاقليمي والخليج العربي وجبال طوروسس والبحر العربي والبحر الابيض المتوسط(المادة7).

 

اما في مجال تحديده للمفهوم القومي،فإن الحزب اعتبر ان القومية هي حقيقية حية خالدة وان ما يربط الفرد بأمته هو الشعور القومي الواعي وهو شعور مقدس.وان الفكرة القومية او ما يمكن تسميته بالحافز او الباعث القومي من وجهة نظر الحزب فهي فعل ارادة الشعب العربي في التحرر والتوحد وتحقيق الشخصية العربية في التاريخ(المادة3 من المبادىء العامة من دستور الحزب).

 

وقد أخرج مؤسس البعث الاستاذ ميشال عفلق التعرف النصي للقومية من تشخيصات المفردات اللغوية ذات المدلولات المادية،الى رحاب التعريف المعنوي،عند اجابته عن معنى القومية،فقال انه حب.فالقومية بنظره هي حب قبل كل شيء .وقصد بذلك علاقة الحب التي تشد الحبيب الى محبوبته فالحبيب هو الانسان العربي والمحبوبة هي الامة العربية.

 

وطالما ان البعث يعتبر ان الامة العربية هي وحدة سياسية ثقافية،وان الوطن العربي هو وحدة جغرافية،فإن للعرب الحق في اقامة دولة واحدة وعلى قاعدة ان الرابطة القومية هي الرابطة الوحيدة القائمة في الدولة العربية التي تكفل الانسجام بين المواطنين وانصهارهم في بوتقة واحدة وتكافح سائر العصبيات المذهبية والطائفية والقبلية والعرفية والاقليمية(المادة 15 من المبادىء العامة).

 

اما لجهة تحديد من هو العربي فقد حدد دستور الحزب في مادته العاشرة بأن العربي هو من كانت لغته العربية وعاش على الارض العربية وتطلع الى الحياة وآمن بالانتساب الى الامة العربية".

 

وانه على ضوء هذا التحديد من هو العربي،فإنه لم يشر الى الانتماء الديني الايماني لمكون أساسي لتحديد هوية الانتماء الى الامة،بل أشار الى عدة عناصر،وهي اللغة،والعيش والانخراط في الحياة المجتمعية والايمان بأن العربي في التاريخ الزماني فيه هو لحظة من لحظات التواصل التاريخي للامة والتي يؤمن بعلاقة الربط المعنوي التي تربطه بها وهي الشعور القومي.

 

اذاً،فإنه حسب مفهوم حزب البعث،للامة والقومية والوطن،فإنه قارب المفهوم الحديث لمفهوم الامةـالقومية والدولةـالقومية،وهو المفهوم الذي ساد منذ بدأت عملية فرز المجتمعات على أساس تشكلها القومي والذي عرف بعصر القوميات.

 

وهذا ما تطرق اليه علماء وفقهاء القانون الدستوري في تحديدهم وتعريفهم لمفهوم الامة والقومية والدولة القومية.

 

فالدكتور أدمون رباط في مؤلفه الوسيط في القانون الدستوري الجزء الاول يعرف الامة القومية،

بأنها الشعب الذي يخالجه الشعور بأنه امة واحدة،وان شعوراً جماعياً كهذا الشعور لا يظهر الا في مجموعة بشرية تكون واعية بوجودها وبالتالي مؤمنة بحقوقها ومتحملة مسؤولياتها في حكم الدولة التي تظلها ولهذا يرى ان القومية اصبحت قوة سياسية متجهة تحو جميع اقطار العالم الى التجلي في دولة واحدة،تكون خاصة بها لتستقل في حدودها وهذا ما جعل الدولة العصرية مرتدية شكل الدولة القومية.

 

أي مقاربة هي الاصح والادق لمفهوم الامة؟

 

من خلال ما تقدم يتضح ان مفهوم الامة من خلال مقاربات التحديدات والتعريفات التي أعطتها الحركات السياسية التي أشير اليها على سبيل المثال لا الحصر،ان كانت ذات منطلقات فكرية،دينية،او منطلقات فكرية قومية يتبين عنصر التفريق الجوهري بين النظريتين،الدينية والقومية...فالنظرة الدينية تعتبر الدين مكوناً أساسياً ووحيداًلإطفاء صفة الامة على المكون المجتمعي،والنظرة القومية،ومعها فقهاء العلم الدستوري،لا يعتبرون الدين مكوناً للامة،بل ثمة عناصر اخرى هي من العناصر الاساسية.

 

وهنا يطرح التساؤل،أي المقاربتين هي الاصح والادق هل كل الذين يؤمنون بالاسلام يشكلون أمة واحدة،كما تذهب اليه الحركات الدينية،ام ان هؤلاء موزعون على مكونات بشرية مجتمعية  متمايزة في لغاتها وعواطفها ومراحل التشكل التاريخي لشخصياتها المعنوية؟

 

قبل الرجوع الى المقاربة الواقعية لمعرفة مدى مطابقة المنظومة الفكرية الضابطة لمفاهيم وسلوك الحركات السياسية ذات المنطلقات الفكرية الدينية منها القومية للواقع المجتمعي نشير الى آيتين على سبيل المثال لا الحصر وردتا في القرآن الكريم وهي الاية 13 من سورة الحجرات والاية 110 من سورة آل عمران.

 

فالاولى تنص "يا أيها الناس ان خلقنا كم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا ان احسنكم عند الله أتقاكم" والثانية تنص:" كنتم خير أمة أخرجت للناس"

 

فماذا يستدل من هذين النصين،النص الاول يشير الى ان الله خلق البشرية شعوباً وقبائل،أي ان البشرية مشكلة من مجموعة شعوب وان الافضل منها هو الاتقى.أما النص الثاني،فيشير الى تسمية الامة تحديداً مقرونة بصفة الخير.وعندما يشير القرآن الى الامة التي نزل الوحي عليها هي خير أمة اخرجت للناس،فهذا يعني ان هناك امم اخرى،موجودة لكن الامة التي حملت الدعوةهي"خير أمة".

وعندما ينص القرآن في مخاطبة الخالق للنبي محمد في الاية(7) من سورة الشورى وكذلك اوحينما اليك قرآناً عربياً لتنذر أم القرى ومن حولها،وكذلك أنزلنا حكماً عربياً سورة الرعد ـ الاية 37)

وكذلك ما جاء في سورة الشعراء:نزل به الروح ومن على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين ولو نزلناه على بعض الاعجمين فقرأه عليهم ما كانوا به مؤمنين الايات 193 ـ 199 )

 

هذه الايات تحدد بوضوح ان الاسلام أنزل على العرب خاصة والاشارة الى الاعجمي في عدد آيات القرآن يعني أيضاً ان الاعاجم هم شعب آخر.

 

اذاً،ان العرب قبل الدعوة كانوا أمة،وهذا ثابت بالنص،وهنا فإن العرب يصح ان يطلق عليهم أمة الدعوة كما ذهب الى تسميته الدكتور ناصيف نصار في كتابه مفهوم الامة بين الدين والتاريخ.

 وان الرسالة التي حملها العرب،اعتنقها كثيرون غير العرب. والشعوب غير العربية التي اعتنق أفرادها الاسلام،اعتنقوا ذلك معتقداً دينياً،ودون ان يؤدي الى ذوبان شخصيتهم  الاعتبارية وموروث عاداتهم وتقاليدهم واعرافهم التي تشكلت عبر التاريخ ولهذا بقيت تلك الشعوب محافظة على سماتها الخاصة وهذه السمات رسمت خطوط فاصلة بين حدود المكونات المجتمعية التي اعتنقت الاسلام.ولهذا فإن القول بأن الشعوب التي اعتنقت الاسلام تشكل أمة واحدة يناقض الواقع المجتمعي القائم،وان ما سمي بأمة الاجابة،اي الشعوب التي استجابت  للدعوة ودخلت اليها،لا تشكل أمة واحدة لا بحكم المطابقة النصية لما ورد في القرآن الكريم ولا بحكم المطابقة الواقعية.

 

ولذلك،فإن القول بأن الذي يعتنقون الاسلام يشكلون امة واحدة هي" الامة الاسلامية"،هي تسمية مغلوطة،وان المقاربات الفكرية للحركات السياسية ذات المنطلقات القومية هي الادق لا بل هي الاصح وهذا المقاربة الصحيحة هي التي جعلت دساتير الدول التي يؤمن غالية سكانها بالاسلام،تحدد هو ية قومية لذاتها،وان الدول العربية وهي التي يعتبر ابناؤها من امة الدعوة لم يشر أي واحدة منها في دستورها الى تعبير الامة الاسلامية.وهذا ما يشير اليه الدكتور محمد مجذوب في مؤلفه دراسات قومية ودولية:"ليس ثمة دولة عربية واحدة تعلن في دستورها انها امة اسلامية او جزء من الامة الاسلامية،بل ان تعبير الامة الاسلامية لا يرد في الدساتير العربية،وكلها الدساتير في الدول العربية تشير الى شعوبها الى انها عربية او جزء من الامة العربية".

 

ان عدم دقة اطلاق مفهوم "الامة الاسلامية" على الشعوب" التي يؤمن غالبية أبناءها بالاسلام.ذهب الى تأكيده فلاسفة وعلماء الاجتماع المسلمين فالمسعودي في كتابه مروج الذهب ومعادن  الجوهر لم يستعمل كلمة أمة بالمعنى الديني ولم يستعمل عبارة الامة الاسلامية.فالمسلمون بنظره هم أهل الملة.والملة والدين تترادفان على وجه العموم.اما الامة فإنه يستعملها فقط بالمعنى الاجتماعي  التاريخي.وقد تكون للامة ملة،وقد تكون بلاشريعة موصى بها.

 

وهذا التحديد والتمييز الذي اعطاه المسعودي لمفهومي الامة والملة تناوله الفارابي،حيث اعتبر ان الامة هي جماعة معينة من الناس،بينما الملة هي مجموعة أراء وافعال مرسومة لحياة جماعة معينة ويمكن ان يكون  هناك تعدد في الملل التي توضع لارشاد الناس الى السعادة.والسبب هو ان الملة تعبر عن حقيقة المبادىء الوجودية ومراتب الوجود والسعادة لا عن طريق التصور والتعقل بل عن طريق التخيل والمحاكاة واساليب التخيل والمحاكاة تختلف بين امة واخرى بحسب خصائص كل واحدة.

 

ولهذا يعتبر د.ناصيف نصار ان الفارابي أعطى لمفهوم الامة مضموناً اجتماعياً محورياً،وان فلسفة الفارابي لم تميز تمييز دقيقاً بين الامة والملة وحسب ولكنها أيضاً حددت العلاقات الجوهرية بينهما .

 

من هنا،فإن اطلاق"مفهوم الامة الاسلامية" على مكون بشري يؤمن غالية اعضائه بالاسلام ليس مفهوماً دقيقاً ولا يطابق واقع الحال.ولهذا فإن المراحل التاريخية التي حكمت فيها الدولة مستمدة شرعيتها الدينية من الاسلام كما في عهد الدولة الراشدية او الاموية او العباسية او العثمانية،فإنها لم تستطع ان تصهر المجتمعات التي وقعت ضمن مدايات ممارسة هذه الدولة لسلطاتها،وانه ما ان سقطت مكونات هذه الدولة التي قدمت تحت عنوان الخلافة حتى عادت الحدود لترتسم بين الشعوب التي كانت محكومة بهذه الدولة.

 

ولهذا يتبين،ان الثابت التاريخي بقي المكون المجتمعي المتمايز عن غيره بسمات خاصة.وهذا لم يقتصر على الشعوب التي كانت منضوية تحت سلطة (الدولةـ الخلافة)،بل أيضاً،طال وضع الشعوب التي وقعت تحت سلطة الامبراطوريات الحديثة،حيث أنه بعد انهيار( الدولةـ الامبراطورية)،كانت الحدود تعود لترسم بين المكونات البشرية المتمايزة.

 

لذلك،لا يصح القول بأن الشعوب التي يؤمن أبناؤها بالاسلام يشكلون امة أسلامية،لأن مفهوم الامة له تحديد وتعريف ومفهوم تتداخل فيه عدة عناصر جرت الاشارة اليها.واذا كان من يصر القول بأن الدين يشكل مكوناً وحيداً للامة وان الاسلام يشكلون امة واحدة  فهذا يقود للقول بأن المسيحيين يشكلون امة واحدة واليهود يشكلون امة  واحدة الخ... ولهذا يعتبر الاستاذ شبلي العيسمي في مؤلفه عروبة الاسلام وعالميته،" ان الاسلام دين وعقيدة وليس قومية بالمعنى المتعارف عليه.والمسلمون من قوميات عديدة ودول متعددة وان الدعوة الى وحدة المسلمين على أساس انهم يشكلون امة واحدة تفتقر الى الدقة العلمية ولا تعبر عن مفهوم واضح لكلمة وحدة".

 

وانه على ضوء ذلك،فإن الامة بما هي تشكل مجتمعي والقومية بما هي رابط معنوي تشد الفرد الى المجموعة والوحدة بما هي تعبير سياسي عن التوحد القومي والدولة بما هي مفهوم حقوقي ونظام لادارة شؤون المجتمع،بحاجة الى تحديدات واضحة كي يزول الالتباس الحاصل حول مفهوم الامة.

واذا كانت الحركات السياسية ذات المنطلقات الفكرية وان تمايزت واختلفت في تحديد المضامين القومية،الا انها في ما تطرحه من تحديدات لمفهوم الامة والقومية هو التحديد الواقعي ان لم يكن العملي بمعنى مدلولات  علم الاجتماع البشري وان من يرفع  شعار "الامة الاسلامية"،انما يرفع ذلك لاهداف سياسية لعدم صحة مطابقة الشعار مع الواقع المجتمعي.واذا كانت الحركات السياسية  ترفع

شعار الدعوة الى قيام "الامة الاسلامية"،وهي ترى ذلك  منسجماً مع منطلقاتها الفكرية، الا انه لايجوز ان تقدم الحركات السياسية  ذات المنطلقات الفكرية القومية على ادراج هذه المفردة في خطابها السياسي،لانها تناقض نفسها من ناحية اولى وتحدث ارباكاً والتباساً في حدود التمايز بين الفكر القومي والفكر الديني  من ناحية ثانية واستعمال مفردة (الامة الاسلامية والامة العربية ) بنفس المدلول هو استعمال مغلوط،ويجب وقف هذا الاستعمال حتى لا تبقى الامور مختلفة وتضيع عندها المقاييس.

 

واذا كانت الحركات السياسية ذات المنطلقات القومية لم تستطع حتى الان ان تحقق بالفعل وحدتها القومية،فهذا لا يعني ان الفكر القومي غير صحيح وغير واقعي،بل لأن الظروف الذاتية والموضوعية المحيطة بذلك تؤخر في تحقيق انجاز الوحدة القومية دون ان تسقط مقوماته.

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاثنين /  14  جمادي الاول 1429 هـ

***

 الموافق  19  /  أيــــار / 2008 م