الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

لسنا على الحياد من قضايانا المصيرية

 

 

 

شبكة المنصور

عراق المطيري

 

تعتبر شبكة الإنتر نت من الاكتشافات الإعلامية المهمة التي أنجبتها الحضارة الإنسانية وهي بالابتعاد عن أغراض الاتصالات الخاصة أصبحت من أهم وسائل الإعلام وأكثرها انتشارا , ورغم إن التلفاز دخل كل بيت في العالم وقد حافظ الى حد ما على خصوصيته في نشر الرأي والتأثير بالرأي العام إلا إن الانترنت له مزايا وخصوصيات تجاوز فيها كل وسائل الإعلام الأخرى تتيح للأشخاص او المؤسسات او المنظمات سهولة في نشر أفكارهم بشكل سريع من خلال المواقع التي لا تعد وهي في تصاعد مستمر غير ذاكرته الكبيرة في خزن المعلومات المنشورة لمدة طويلة تسمح بالرجوع إليها عند الضرورة لمن يحتاجها , ومن بين من استثمر هذا الإبداع الحضاري حركات التحرر ونصرة الإنسان الذي يعاني من ظلم أخيه .

ونحن في العراق حيث تعرض قطرنا لغزو همجي قادته الولايات المتحدة الامريكية اصطف معها لظروف معينة من وقع تحت تأثيرها من الدول رغم المعارضة القوية بل رفض المنظمة الدولية في وقت خطت فيه الإنسانية خطوات رائعة من التآلف والتقارب السلمي ونبذ العدوان والنزعة التسلطية ونهب خيرات الشعوب والاعتداء على حقها بالعيش الحر الكريم الأمن وحيث تجاوز العالم مرحلة الاستعمار بكل أنواعه وبدأت شعوب الارض تقترب من بعضها بهذا الاتجاه وكنتيجة لذلك الاحتلال حصلت الكثير من المآسي التي تقشعر لها الأبدان فأبيد من شعبنا خلال فترتي العدوان الامريكي على قطرنا , فترة الحصار التي استمرت اكثر من ثلاثة عشر عام وفترة الغزو العسكري المباشر أبيد اكثر من ثلاثة ملايين بريء وهجر بين الداخل والخارج ما يقارب الثمانية ملايين مواطن وهدمت آلاف الدور فوق رؤوس ساكنيها واستهدفت النساء والأطفال والشيوخ ولم يستثنى من شعبنا احد فالكل هدف للمحتل والعصابات التي فرخها , وهدم اقتصادنا ونهبت ثروات بلدنا وخيراته وارتفعت البطالة بين الشباب واصبحت حكومة الاحتلال تستورد كل شيء فلا زراعة ولا صناعة وانتهت الخدمات فلا تعليم ولا صحة ولا ماء ولا كهرباء وحاولت قوات الاحتلال فعلا أعادتنا مئات السنين الى الوراء الى العصور الوسطى فقتلت العلماء وأساتذة الجامعات والأطباء وكوادر البناء الحضاري وغيرهم من الخبرات الوطنية , وإزاء ذلك فما هو المطلوب فعله من العراقي الوطني المخلص ؟

من بين الرسائل الكثيرة التي تصلنا والتي يختلف فيها أصحابها معنا فيما نذهب إليه ويطابق رأينا القسم الأعظم وردت رسالة من الأخ عبد الحق بو قلقول اثر نشر مقالنا الى وفيق الذي لا يساعدني القلم أن انسبه الى سامراء يقول فيها انه صحفي جزائري ويحسب نفسه على صف المثقفين يخالفنا الرأي ويتهجم فيها علينا لمواقفنا من الفرس ومن وفيق ويتهمنا فيها بالعنصرية وسب الآخرين لمجرد الاختلاف في الرأي بينما يطالبني آخر بالرحيل الى الجزيرة العربية على اعتبار إنها موطن قبيلتي المطيرات الأصلي وإنها من غزا العراق وليس الفرس .

ورغم إنني اشك في مستواه الثقافي او تحصيله الدراسي للضيق الواضح في دائرة معلوماته من الاسلوب الذي طرح فيه موضوعه ولكن فقط أقول له إن من عانى من ظلم الاحتلال الفرنسي لبلده لابد أن يشعر بنا كإخوان له في القومية على الأقل فنحن نتغنى بالثورة الجزائرية ولا زلنا نسميها ثورة المليون شهيد ونقتدي بها لأنها فعلا مفخرة للعرب في تاريخهم المعاصر كما نفتخر بكل الثورات العربية ونتائجها وما نحمل من مبادئ توجب علينا استمرار دعم العرب في كل مكان وكل مناسبة والى هذه اللحظة نقف جميعا وبقوة مع إخواننا الجزائريين في مطالبة الحكومة الفرنسية في الاعتذار رسميا عن فترة الاحتلال وممارساته ولا يمكن أن نتخلى عن ذلك مهما كانت الظروف وكذلك بالنسبة لكل القضايا العربية في أي شبر من ارض امتنا ومن بين أهم أسباب الغزو الامريكي للعراق هو استهداف قيادته الوطنية لمواقفها من القضايا العربية وخصوصا قضيتنا المركزية الاحتلال الصهيوني لفلسطين .

أما عن الفرس فالأمة العربية لم تكن يوما من الأيام عنصرية او شوفينية بل على امتداد تاريخها المجيد ظلت تفتح أحضانها لكل القوميات بدلالة ما نلاحظه اليوم من استيعابها للكثير من غير العرب وما من قطر عربي إلا وتجد نسبة من سكانه من أصول أخرى يعيشون وسطه لهم ما للعربي شريطة أن ينفذ ما على الآخرين من واجبات بما في ذلك الفرس حيث ينتشرون في مدن العراق وخصوصا الوسط والجنوب ولأسباب مختلفة تتوزع ما بين السياحة وطلب العلم والعمل ولا ضير في ذلك ولكن أن يستغل حسن الضيافة لتخريب البلد والاعتداء على سكانه ومحاربة القومية العربية فهذا ما لا يسمح به احد أبدا .

وإذا كان البعض قليل الاطلاع بالأطماع الفارسية في المنطقة العربية فإنها تمتد الى ألاف السنين لم يعتدي فيها العرب مرة واحدة على جيرانهم سواء الفرس او غيرهم وان أول اعتداء كان عندما تحالف الفرس مع اليهود بعد أن أدبهم نبو خذ نصر الكلداني اثر نقضهم للعهود في بابل في العراق القديم حيث قام نبوخذ نصر بإجلاء اليهود من فلسطين مرتين مره في عام597 ق. م.،والمرة الثانية في عام 586 ق.م. وقد تمت العودة لليهود الى ارض فلسطين مره اخرى بعد سقوط الدولة الكلدانيه علي يد كورش الأكبر حاكم فارس في ذلك الوقت،والذي وعد اليهود بالعودة الى ارض فلسطين مره اخرى .ويعد هذا الوعد بأنه وعد بلفور الاول وهو الأمر الذي استمد منه بلفور وعده لليهود عام 1917 , وإذا ما أردنا الخوض في تفاصيل الاعتداءات الفارسية خصوصا على شعبنا لطالت القائمة كثيرا ولمن شاء الاطلاع على ذلك فالمكتبة العربية مليئة بآلاف الكتب منها .

أما في تاريخنا المعاصر فإذا استبعدنا فترة الحكم البهلوي واحتلاله للاحواز العربية وأطماعه في الخليج العربي واكتفينا بسياسة خميني ومن تبعه من الساسة الملالي فخلال عام واحد بعد استيلائهم على السلطة رفعوا شعار تصدير الثورة فصدروا الإرهاب والتفجيرات الى العراق والتي قام بها عملائهم الذين يتربعون على كرسي حكومة الاحتلال في المنطقة الغبراء اليوم والتي سيحاكمهم الشعب العراقي عليها عما قريب إن شاء الله ثم شنوا حربهم العدوانية التي استمرت اكثر من ثمانية سنوات ذهب ضحيتها مئات الآلاف من الجانبين حتى شاء الله أن يموت شيطانهم الأكبر مسموما بغيضه على حد تعبيره دون أن يتمكنوا من تدنيس شبر واحد من ارض الرافدين الطاهرة ولولا تعاون عملائهم الخونة مع الأمريكان في إيصال المعلومات الخاطئة والكاذبة كما يتبجحون اليوم لما نجح الغزو ولما حصل في العراق اليوم من مذابح يومية للأبرياء على أيدي المخابرات الفارسية وفيلق بدر وعصابات عزيز طباطبائي حكيم .

لقد خرب الفرس من العراق كل بناه التحتية ودمروا اقتصاده وسرقوا معامله وتم نقلها الى بلادهم وأصبح القطر يسبح في حمام دم وقتل على الهوية واعتداء على الأعراض ويعملون بما أوتوا من قوة على تقسيم العراق الى دويلات طائفية او عرقية هزيلة تحت غطاء وحماية الجيش الامريكي ثم نجد من يقول إننا نستهدف الفرس لأنهم شيعة فهل نقف على الحياد من قضايانا المصيرية لصالح الطائفية ؟

رغم إني شخصيا لا احترم من يتعامل بهذا المنطق الطائفي إلا إن الواقع العراقي يميز بين الشيعة العرب الجعفرية وبين المد الشعوبي الفارسي الذي يعبث بالعراق وأهله وأنا عن نفسي شيعي جعفري عشت وترعرعت وشاخ عمري في مدينة النجف الاشرف مركز التشيع في العالم واعرف عن قرب ما تقوم به يوميا المليشيات الفارسية والعصابات التي ترعاها بحق أبناء البلد وما حصل في قرية الزركة نموذج قائم .

أما عن العملاء وخونة الأمة فلم نسمع إن شريعة سماوية او قانون في الارض يتعامل معهم بتهاون وشتان بين الاختلاف بالرأي ووجهة النظر كظاهرة صحية يثمر عنها التطور الفكري لصالح المجتمع وحركة التطور فيه وبين والخيانة واستنصار الأجنبي على ابن البلد وإقصاء الفكر الآخر .

الى هنا ونحن لم نتحدث بعد عن التمدد الفارسي الشعوبي على حساب امة العرب ومحاولاتهم تذويب الأمة العربية بالذات لصالح الشعوبية وزرع الفتنة بين القومية العربية والإسلام والنفاذ من خلالها لتحقيق أطماعهم الامبريالية وفق التحالف الامريكي – الصهيوني – الفارسي فهذا ما يحتاج الى بحث أوسع تحدثنا في قسم منه خلال العديد من المقلات السابقة .

عاشت امتنا العربية حرة قوية موحدة منصورة بإذن الله
والخزي والعار لقوى الاحتلال وعملائهم الخونة ومروجي الفكر الشعوبي .

 

Iraq_almutery@yahoo.com

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الجمعة /  18  جمادي الاول 1429 هـ

***

 الموافق  23  /  أيــــار / 2008 م