الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

الانتخابات والفدرالية والهيمنة الفارسية

 

 

شبكة المنصور

عراق المطيري

 

لم يكن غريب أن تصر الأحزاب العميلة على موضوع تقسيم العراق من خلال تثبيت الفدرالية في ما سمي بالدستور فذلك ما يلبي مصالحها ومصالح أسيادها في الانحراف بالعراق نحو أهداف الغزو , فقد طالب الحزبين الكرديين , حزب جلال طلباني وحزب مسعود برزاني بذلك بناءا على ما يبيتون من نية في التأسيس لدولة كردية تكون نواتها منطقة الحكم الذاتي في شمال القطر , وبنفس الحدة تبنى مجلس عزيز اللئيم فكرة الفدرالية أيضا للتأسيس لدويلة طائفية هزيلة دعمه فيها كما هو معلوم الفرس وحكام المحمية الكويتية لأسباب معروفة للجميع ورغم أنهم ثبتوها في الدستور المزعوم إلا أنهم لم يتمكنوا من تطبيقها للمعارضة القوية التي يشعرون بها في الشارع العراقي الرافض لدستورهم جملة وتفصيلا , ورغم اختلاف تلك الجماعات فيما بينها إلا إن الأكراد قد اتفقوا على تقسيم مناطق النفوذ فيما بينهم إلا إن مجلس عزيز طباطبائي و فيلق بدر ورغم محاولاته في الالتفاف على علي سيستاني وضم ابنه ومدير مكتبه لعصاباتهم وإشراكه في لعبتهم القذرة وتسخيره لتنفيذ قسم من مآربهم بما يخدم المصالح والأهداف الإستراتيجية الفارسية في العراق إلا أنهم لم يحققوا هدفهم للخلافات الحادة داخل تجمعاتهم , كما إن باقي التيارات المنضوية تحت عباءة عزيز اللئيم النتنة في ائتلاف الشر كتيار مقتدى الصدر وتيار المدرسي " منظمة العمل " وتيار الشيرازي وتيار اليعقوبي " حزب الفضيلة " أعلنوا صراحة في خطبهم وبياناتهم الدينية والسياسية عن رفضهم للمشروع ، فمن جهة عدم حاجة الشيعة إلى إقليم الجنوب , لأنه لا يقدم ولا يغير من الأمر شيء ، بل ربما يقيد أهل الجنوب والوسط بالمزيد من الإدارات والحلقات الزائدة ، ومن جهة أخرى يخشون هيمنة عزيز طباطبائي وعائلته على جنوب العراق، لأنه يسعى إلى  أن يطبق ما طبقه الأكراد في شمال العراق , وبالتالي ، فان العشائر العربية في المحافظات الوسطى والجنوبية بفضل عدم سيطرة جهة سياسية أو دينية عليها تنعم بالحرية في الفكر والكلام والعمل ، فإذا استطاع مجلسهم أن ينشأ إقليم الجنوب فان الأمور تنقلب رأسا على عقب ؛ ويبدأ الصراع والتصفيات والنفوذ والسيطرة الاقتصادية، ويكون من المتعذر على الأطراف السياسية الأخرى أن تنبس ببنت شفه.

كما تخشى الأحزاب الشيعية أن تتكرر تجربة المعارضة في بلاد فارس حيث ضيق آل اللئيم  و"فيلق" بدر على باقي التكتلات العراقية الأخرى، فلم يكن يسمح لأحد العبور إلى العراق إلا من خلال قنوات محددة، كما لا يسمح بدخول المخيمات العراقية المنتشرة هناك إلا لمجلس آل طباطبائي وبدر، وغيرها من الممارسات التي كانت تضييق الخناق على الشخصيات الخارجة عن الصف الوطني والتي كانوا يسمونها معارضة .

هذه الأسباب، مضافا إليها الخوف من تقسيم العراق هي التي تدعو التكتلات الطائفية في وسط وجنوب العراق إلى استقطاب العشائر العربية والالتفاف عليها وتمنعها من تأييد مشروع إقليم الجنوب "الشيعي" فقد ظلت في ريبة وتخوف من إن الفدرالية المزعومة , فهؤلاء يؤمنون بـ "الفدرالية الإدارية" أي نظام اللامركزية الذي يمنح المحافظات الوسطى والجنوبية الصلاحيات الإدارية الواسعة، بمعنى إطلاق يد عزيز اللئيم وابنه عمار بالكامل وكذلك فانه لا يحظى بتأييد كتلة الدعوة الطائفية بكل أطرافها وأجنحتها التي تتناحر فيما بينها هي الأخرى، ناهيك عن تسرب أخبار من داخل مجلس آل اللئيم تؤكد أن بعضا من تكتلاتهم لا تؤيد بقوة فكرة تأسيس إقليم شيعي.

إذا كان أصحاب الفكر الطائفي يطالبون بنصرة الشعوبية واستقلاليتها واستعادة حقوقها المسلوبة عن طريق فدرالية الجنوب فان قوات الاحتلال الأمريكية قد وفرت لهم سيطرة كاملة على العراق من خلال حكومة العمالة في المنطقة الغبراء فلماذا الإصرار على الفدرالية إذن ؟

إن فكرة الفدرالية هدفا استراتيجيا فارسيا يسعون إلى تحقيقه من خلال عملائهم يهدف أولا إلى تقسيم العراق إلى كانتونات هزيلة ضعيفة على غرار محميات الخليج بالكاد تستطيع الوقوف وغير قادرة على حماية نفسها فتكون أمام خيارين أهونهما في غاية الذل فأما الارتماء بأحضان الأمريكان أو الفرس , ولكن الصبغة الطائفية تتيح للفرس على المدى البعيد التمدد على حسابها والانتشار الكثيف بين سكانها العرب لابتلاعهم كما حصل في إقليم الأحواز العربي ويحصل الآن في بعض المشايخ العربية الخليجية .

إن كل كتلة طائفية لها مشرعها الذي تسعى إلى تحقيقه من خلال التأثير بالشارع العراقي صاحب القرار الحقيقي رغم أنها جميعا سعت إلى إقصاء التنظيمات الشعبية الوطنية ذات التأثير الحقيقي ولأنها تدرك تمام الإدراك إن الساحة العراقية لا تسع إلى الخونة والمتآمرين والذي يعملون على تسهيل سرقة ثروات العراق لصالح المحتل الغازي الأمريكي أو الفارسي وهي جميعا تدرك أنها لا تستطيع تنفيذ أهدافها إلا من خلال السيطرة على السلطة لذلك سعت بكل جهدها تسابق الزمن إلى تقوية نفوذها من خلال المليشيات التي جمعت سقط المتاع من قطاع الطرق واللصوص فمن يدفع أكثر يستقطب أكثر لذلك فقد اشتدت حملات الصراع بين أصحاب الفكر الطائفي للفوز في ما يسمى بانتخابات مجالس المحافظات .

لقد بدأت حملة الإقصاء ابتداءا من هجمة الجراد التي نفذتها مليشيات نوري المالكي ذراع حكومته في القتل والتجويع الجماعي فاستغل الاختلاف على السرقات مع التيار الصدري ذريعة للهجوم على العشائر العربية التي ترفض التبعية الفارسية فمن خلالها تم تصفية المئات من الوطنيين في وسط وجنوب العراق واعتقال القسم الآخر خصوصا في محافظات كربلاء المقدسة والقادسية وذي قار والبصرة وواسط والبصرة ومدينة الثورة ثم منع أتباع مقتدى من الترشيح بحجة رفضها حل مليشياتها ثم تبنت مليشيات آل طباطبائي حملة موسعة تشهدها الآن المحافظات الجنوبية باتجاهين الأول استقطاب شيوخ العشائر لاحتواء ثقلهم العشائري والثاني الالتفاف على وجهاء المدن وأصحاب الشهادات والكفاءات العلمية وحثهم على الترشيح بقوائم على أساس إنها مستقلة وتغذية الفوارق بين الريف والمدينة لإثارة روح التعالي والفرقة بين البيئتين ويتم استخدام أسلوب الترغيب بالمال والسلطة والترهيب بالتصفية الجسدية وقد بدأت مليشيات مجلس عزيز اللئيم بتنفيذ حملة التصفيات فعلا ونحتفظ بقائمة بالأسماء التي رفضت التعاون معهم وحرصا على سلامتهم نكتفي بتنبيههم بضرورة اخذ الحيطة والحذر لأنهم الرصيد الوطني المعول عليه .

بنفس الروح العدوانية التي تعاملت بها حكومة المليشيات في وسط وجنوب العراق يتم الآن تنفيذ هجمتهم على محافظة نينوى الشامخة بالتعاون بين فيلق القدس الفارسي ومليشيات البيشمركة ولكن الذريعة هي استهداف تنظيمات القاعدة وقد تم اغتيال العشرات من الشخصيات الوطنية واعتقال المئات من الكوادر العلمية وضباط الجيش العراقي الوطني الباسل لإفراغ الساحة الموصلية من رجالها الوطنيين وقد فات المالكي ومليشياته عمق الروابط بين أبناء الموصل وعمقها العشائري وطابعها العربي الأصيل .

إن الاشتراك في لعبة الانتخابات المقبلة يعتبر دعما للمشروع الأمريكي – الصهيوني – الفارسي  في تفتيت العراق وعما لمشروع حكومة المليشيات وقوى الاحتلال السياسي وتكريسا للطائفية وخدمة حقيقية لذلك المشروع ولا اعتقد إن أحدا من العراقيين الوطنيين لا يعرف طريقة التحكم والتلاعب بنتائجها مسبقا .

 

 

Iraq_almutery@yahoo.com

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الجمعة /  25  جمادي الاول 1429 هـ

***

 الموافق   30  /  أيــــار / 2008 م