الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

الجبهة الوطنية والقومية والاسلامية باب مفتوح للقوى المناهضة للاحتلال

الحلقة الثانية

 

 

شبكة المنصور

جابر خضر الغزي

 

لقد تناولنا في  الحلقة الاولى العوامل التي لم تدع القوى المناهضة للاحتلال من قيام جبهة وطنية واسعة لمواجهة الاحتلال وعملائه . ودراسةهذه العوامل من خلال الحوارات  واللقاءت والاجتماعات بجو هادى  بعيدأ عن التعصب والانانيات الضيقة من اجل حلحلت تلك العوامل . وأتباع  نهج واقعي وعلمي من تكوين جبهة تكثر فيها المعابر لمستقبل العراق المحرر . أما في هذه الحلقة سنتاول بعض المنطلقات الاساسية لديمومة الجبهة ونجاحها وكذلك التصورات والرغبات التي تطرحها القوى الوطنية والشخصيات الفكرية والثقافية لتفهم موقف البعث من المراجعة النقدية لتجربة الخمسة والثلاثين عامأ بالرغم من الانجازات التاريخية لكنه رافقتها اخطاء وسلبيات وهفوات , انطلاقأ من حرص الجميع على الحزب ومسيرته النضالية .......

1_ بعض المنطلقات الاساسية لديمومة الجبهة ونجاحها

أ‌. ان الهدف الاول لكل القوى الوطنية والقومية  والاسلامية هوتحرير العراق , وحماية المقاومة ومدها بكل اسباب النجاح , ودعمها ماديا ومعنويا ولوجستيا والدفاع عنها في المنابر الوطنية والعربية والدولية (فتحرير العراق ومستقبله وحاضره قرار لايقبل القسمة مع احد لامع دولة جارة شقيقة او صديقة ولا جامعة عربية ولا مجلس امن , رهن القرار بيد المقاومة هي الممثل الشرعي واية جهة خارجه لاتمثل الا نفسها )1

ب‌. ان الجبهة ليست وسيلة صعود حزب او جماعة لسلطة مابعد التحرير انما هي جبهة المقاوميين العراقيين الدائميين للتحرير والديمقراطية والتعددية وترفض مبدا الحزب الواحد كما انها تؤكد لن ينفرد بها حزب او حزبين وبغض النظر عن الطرف الفائز بالانتخابات بل مشاركة الجميع وبالتالي تصبح جبهتنا (تحالف تاريخي يستمر لمراحل تاريخية عديدة )2

ت‌. اننا ونحن على اعتاب المرحلة الانتقالية فان رؤيتنا للعمل السياسي بعد التحرير وبكل مفاصله تستند الى مبدأ الشراكة والعمل الجماعي والذي يسمو ويتجاوز الانا بكل ارهاصاتها تماثلا في وحدة عمل يكون فيها اي طرف سياسي ممثلا للطرف الاخر بالروح والعطاء والصدق والحب كوننا كلنا حصة الوطن والوطن لنا جميعا , وبدون هذا المناخ لايمكن أعادة بناء العلاقات السياسية بين الوطنيين العراقيين ( على اسس المشاركة المستمرة في العمل الجبهوي وبغض النظر عمن يفوز بالانتخابات بعد التحرير لان معارك عراق مابعد التحرير ستكون اكثر تعقيدا وصعوبة من معارك التحرير )3

ث‌. أن مرحلة التعارض والتناقض والاحتراب التي سادات اكثر من نصف قرن (يجب ان تصفى عبر عمل جبهوي اخوي ورفاقي صادق وجدي لامجال فيه لعقلية التأمر والانفراد والتكتكة .... ان بناء المناخ النفسي للمستقبل يبدأ الان وليس بعد التحرير )4

ج‌. بناء الثقة وازالة عوامل التوتر والشك والريبة بواسطة الاعمال وليس بالاقوال المعسولة  انما حسن النية والصدق وبدونهما لايمكن ان نتجاوز عقدة الخوف والانفراد بالحكم بعد التحرير

ح‌. ان جبهتنا الوطنية والقومية والاسلامية هي خطوة بالاتجاه الصحيح لبناء جبهة عريضة وواسعة لاتستثني احد وان تضم كل التيارات السياسية والمقاتلة المناضلة ضد الاحتلال . ( ولايجوز تحت اي ظرف الانجرار الى معارك جانبية مع هذا الطرف او ذاك .. وفي حالة وجود اعتراضات او عقبات تحول دون العمل مع طرف او اكثر مناهضين للاحتلال , فيجب ترتيب العلاقات معه لتكون سلمية وان يقترن ذلك بأستمرار الحوار لتقريب وجهات النظر )5

خ‌. ( ان السلطة المحرره بالعراق لن تكون لحزب او جماعة واحدة بل هي لكل من شارك في تحرير العراق في اطار جبهة وطنية عريظة تظم الجميع ولاتستثني احد من الوطنيين ومن يتجاهل هذا القانون لايمكن ان يوصفه الا انه اكثر من ساذج ) 6 .

2 ماهي رغبة القوى الوطنية والاسلامية والشخصيات الفكرية والساسية والاحزاب لتفهم مواقف البعث ؟

ان رغبة اكثر القوى الوطنية والقومية والاسلامية واليسارية تفهمأ اوسع لبعض مواقف الحزب وخاصة في مسألة المراجعة النقدية للسلبيات والاخطاء والهفوات  لتجربة البعث خلال خمسة وثلاثين عامأ  بالرغم من الانجازات العملاقة .. فسنقول

أ‌.     ان حزبنا لم يرم السلاح منذا العدوان الانكلوا الامريكي الصهيوني على بلدنا وقد تمكن من حشد القوى الوطنية والاسلامية الخيرة في العراق التي استفزها الاحتلال في معركة شريفة وعادلة بلغت مرحلتها الحالية في حصر المحتل وعملائه في دائرة المنطقة الخضراء بالرغم من ان قيادة حزبنا هي اليوم اسيرة في  غياهب السجون وقد زج بكثير من كوادرها في المعتقلات , وتعرض الاخرون الى عمليات تصفية جسدية بلغت اكثر من 120000 الف شهيد من البعث يتقدمهم الشهيد الخالد صدام حسين ( رحمه الله ) وهذا الامر لم يتعرض له اي حزب او حركة او فصيل او تيار وطني في التاريخ . وان القيادة الحالية تقود اليوم سياسيأ وجهاديأ وتنظيميأ عبر وسائل العمل السري المعروفة لدى الكثير من الاخوة بقيادة خادم الجهاد والمجاهدين الرفيق عزة الدوري  الوريث الشرعي لسيد شهداء  العصر  كما ان حجم الملاحقات والضغوطات الاستعمارية على حزبنا تحول دون لقاء موسع يراجع فيه الحزب مسيرته الماضية نحو انطلاقة عزوم نحو المستقبل لزيادة وتائر العمل الجهادي وتقليص فترة وجود المحتل على ارض العراق الطاهرة

ب‌. ان اهمية المراجعة النقدية لحزبنا احوج ما نكون لها في هذه المرحلة التي يمر بها الحزب والوطن والامة وهي منهج ثابت في حزبنا وتختلف وسائله باختلاف المرحلة التاريخية التي تبدا بنقد المرحلة مابين مؤتمرين او تخصيص مؤتمر قطري لمناقشة حقبة معينة او تخصيص مؤتمر قومي لحقبة اخرى .. والمتتبع لرسائل خادم الجهاد والمجاهدين يجد هناك اشارات عميقة في هذا الصدد واخر رسالة مفتوحة ( للسيد رضا الرضا الامين العام للهيئة العراقية للشيعة الجعفرية ) عندما طرح السؤال التالي للبعث ( ان تجربة البعث على امتداد خمسة وثلاثين عامأ بالرغم من انجازاته العملاقة قد رافقتها اخطاء) فكان الجواب ( نعم وازيد على ذلك قد رافقتها اخطاء وهفوات وصل بعضها  الى حد الانحراف عن مبادىء البعث وقيمه ومنهجه التاريخي الرسالي واهدافه الكبرى  وقد اعدت القيادة الدراسات الشاملة والعميقة للمسيرة لتقيمها ونقدها وتصحيح اتجاهاته ومعالجة هفواتها وذلك بعرضها على اول مؤتمر للحزب تسمح الظروف  بعقده اذ انه هو السلطة الشرعية الوحيدة بعد المؤتمر القومي لنقد التجربة وتقيمها وتصحيحها ومحاسبة ومساءلة المقصرين المسولين عنها ولايحق لي ولا للقيادة الميدانية وليس من صلاحيتنا وانما مسؤليتنا اليوم هو ايقاف كل الاخطاء والهفوات لتجاوزها وتوظيف مانستطيع توظيفا من الايجابيات الكثيرة في مسيرة الحزب والثورة )

ت‌. نرى احيانا ونسمع من بعض انهم ينتمون الى فصائل الجهاد الاسلامية الشريفة والتي نكن لها كل الحب والتقدير والاحترام ولمقاتليها كل الود , كلامأ عن البعث وتصرفا يسيء الى مسيرة الجهاد والتحرير . ( اذ المطلوب من جميع  القوى المجاهدة اليوم التألف والتوافق بل والاتحاد والاتفاق  الكامل على ثوابت المسيرة  الجهادية المقدسة .. وانا لااعتقد عن مثل هذه التصرفات تصدر من مجاهد مسلم مؤمن حقأ , ولافرق عندي بين البعث والاسلامي في الجهاد , بل اخذ بمبدأ ( ان اكرمكم عند الله اتقاكم ) واقول للاسلاميين في كل فصائلهم وتنظيماتهم انكم تمثلون ركنأ أساسيأ من اركان المقاومة وان البعث المؤمن الذي اغنته التجربة الطويلة ومحصته هذه المحنة الكبيرة لم يعد يقبل ويجاهد من اجل دنيا او حكم او جاه او مال وانما جهاده خالصأ لله والوطن وهو اليوم صاحب الرسالة الخالدة رسالة العروبة والاسلام وليس طائفيأ ومذهبيا )وليعلم الجميع اننا لانريد وليس من شيمنا الايمانية العربية والاسلامية ان نتفاخر على احد من رجال مسيرة العراق والامة وكلهم ابطال مؤمنون مجاهدون نتفاخر بهم ونفتخر بجهادهم .اما الاداء الجهادي والتضحيات علمها عند الله علام الغيوب وهو الذي يحصيها وهو الذي يثيب عليها) 

ث‌. ان اول بيان صدر عن قيادة البعث بعد الاحتلال يقول : ( ان من يحرر العراق هوالذي سيحكم العراق )ونحن جازمين ونؤمن ايمانأ مطلقا  ان العراق لايحرره الا شعب العراق من خلال جبهة عريضة تظم كل قواه والوطنية والقومية والاسلامية تعبى الشعب في مسيرة جهادية مقدسة للتحرير واقامة النظام الديمقراطي التعددي الذي يجسد ارادة  الشعب  وتطلعاته

ج‌. ان البعث وفي ضوء تجارب الماضي والحاضر يؤمن بصدق بان اي حزب او تنظيم مهما كان لايمكنه ان ينفرد بحكم العراق بعد التحرير وانما اقامة نظام جبهوي ديمقراطي تعددي يضم كل العراقيين الذين ناهضوا الاحتلال

ح‌. ((اننا ندعوا ل الشرفاء من نسمع اصواتهم سواء كانت خافتة او عالية ان يحددو موقفأ واضحأ وصريحا من هذا المشروع الجبهوي ولنا من شعبنا الذي ضرب المثل في التضحية والعطاء ... وتعلمون علم اليقين ان التاريخ لايرحم علينا وعليكم من يتخلف عن هذه الدعوة ويجب ان نحذر العدو الامريكي الصهيوني ونحذر قول الزور والنفاق والدجل والشرك والشك وضعيفي الايمان

وعلى ضوء ماتقدم اننا نرى المراجعة النقدية حالة مطلوبة الان اكثر من اي وقت مضى تقتضيها ظروف مرحلة الجهاد والتحرير والديمقراطية ونحن عاكفون عليها بأذن الله وهي مطلوبة للبعث ولغيره من احزاب وحركات وتيارات وطنية على حد سواء .. مع قناعتنا المخلصة بان منهج البعث ومشروعه القومي الحضاري النهضوي الانساني قد تجاوز المسموح له  ومعاداته للامبيريالية والصهيونية ومشاريعها هو الذي يقف وراء الاحتلال والغزو الهمجي  للعراق وليس اخطاء الماضي ولايجوز ان تكون عثرات الماضي لدى حزب البعث مقبرة لدفن منجزاته التاريخية ..ان هذه الافكار والرؤى التي نتطلع قدمأ لتجد طريقها الى النور فعلآ جهاديا ووطنيأ مخلصأ يتضافر جهود خيرة ابنائه وقد افرزت الخمس سنوات الاحتلال البغيض صدقيتها وعمق تعلقها بقضية الوطن بعد عمدناها بدماء زكية للالاْف من رفاقنا والاشراف من ابناء وطننا وابناء العروبة المؤمنة في معركة التحرير .

فنحن ومن خلفنا شعبنا العظيم في عراق الجهاد ونتطلع الى ارادة عراقية وطنية ترتقي فوق تباين الاراء والافكار وتلتقي على طريق التحرير والخير لتوحيد جهود الخيرين من ابناء العراق البررة في اطار جبهة وطنية قومية اسلامية لتكون اطارا لجميع .

 

جابر خضر الغزي
اواسط حزيران 2008

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الجمعة /  16  جمادي الاخر 1429 هـ

***

 الموافق   20  /  حزيران / 2008 م