الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

الاصطفافات الجديدة للقوى العميلة وتزامنها مع اقتراب التوقيع على معاهدة توطين الاحتلال

 

 

شبكة المنصور

أ.د.كاظم عبد الحسين عباس  / أكاديمي عراقي – بغداد

 

في مقال سابق كنا قد نوهنا الى اصطفافات جديدة محتملة و الى ولادة كتل جديدة تقع كلها تحت خيمة واحدة هي خيمة التوافق مع ما تفرضه نتائج التباحث بين حكومة الاحتلال وادارة الاحتلال العليا الامريكية لتكبيل العراق باتفاقية توطن الاحتلال وتشرعن وجوده العسكري الى سنوات مفتوحة قادمة وتخضعه لمشروع سلب الثروات العراقية وتلغي هويته الوطنية والقومية وتبعده نهائيا عن نسغه العربي. وكان من ابرز ما تمخض من ولادات الفئران حزب جديد لابراهيم الاشيقر الجعفري هو الانشقاق الخامس في حزب الدعوة العميل على ما أظن والذي انطلق بسرعة البرق دون ان يعرف احد وزنه الحقيقي ولم يجرب احد مصداقيته او يعرف مضامين ولادته وتوجهاته ليعلن عن مباحثات ستفضي قريبا الى تشكيل كتلة جديدة تضم الصدريين والفضيلة والقائمة العراقية والحوار العربي وكتلة رساليّون الصدرية ايضا.

وكنا ايضا قد اشرنا مرارا" الى ان الائتلاف الصفوي يسير في طريق التفتيت، وتمنينا على قيادة المقاومة الوطنية الباسلة ان تحلل وتراقب عملية التفتت هذه وما يمكن ان ينتج عنها من عوامل ايجابية او سلبية من منظار المقاومة. ونزعم ان انشقاق الجعفري عن الدعوة واعلانه عن برنامج (وطني)، يحاول ان يقدم نفسه من خلاله على انه وطني ويبرأ ساحته من الانتماء الطائفي وجرائم نكراء ارتكبها الطائفيون بقيادة الجعفري واعوانه ويضعف في ذات الوقت خصمه الذي اطاح به من زعامة الدعوة وسد عليه طريق العودة الى رئاسة الوزارة نوري المالكي من خلال حرمان الأخير من دعم كان يحظى به من قرقوز العملية السياسية مقتدى وتياره الصفوي المجرم. ولم يبق من عقد الائتلاف البغيض سوى حلقة واهنة قد يكون بقاءها محض تصرف باطني للزنيم عزيز الحكيم و سيكون تفكيكها اعلان عن نهاية احد اهم احزاب الطائفية المقيتة التي عرفها تاريخ العالم الاسلامي وهو حزب الدعوة العميل.

أهداف الاصطفافات

ان القراءة المتأنية للمشهد العراقي تنبئ عن تدحرج سريع للعملية السياسية ومكوناتها يتزامن مع دخول العد العكسي لنهاية حقبة الصقور الصهاينة التي احتلت العراق ونصّبت العملاء من جهة، وهرولة الادارة الامريكية لفرض التصديق على قانون النفط واتفاقية توطين الاحتلال. ان النهج الامريكي الاحتلالي قد فتح الباب على مصراعية امام تنافس غير شريف بين العملاء ليحقق كل منهم مكاسب تجعله ينال رضى الاحتلال فيضمن لنفسه مقعدا"  من مقاعد الذل والاستعباد. فبقدر ما تنبئ التحركات اياها بدوران مفصلي حول محور الاحتلال فانها تنبئ بتوجه العديد من مريدي الاحتلال والناشطين تحت خيمته الى شخصنة تعبيراتهم وتوجهاتهم السياسية في مغامرات توكيد الذاتية وبايحاءات مرامها لفت انتباه المحتل الى الحيوية السياسية لهؤلاء وقدرتهم على التبرعم, حتى لو كان غير حميد, في استعراض متهالك لسوق نخاسة اشباه الرجال فيما يبدو عموما وكأنه استجابة لمطلب ضمني غير معلن لشخصية كارزمية يستخدمها الاحتلال في اية لحظة يقرر فيها مغادرة معسكر ولاية الفقيه الذي يلعب على حباله المالكي وعزيز الحكيم.

ان الترويج لفكرة ان ايران تعاكس وتعرقل مفاوضات معاهدة التوطين قد يعني احد أمرين:

الاول: جر عزيز الحكيم والمالكي الى خانق استخباراتي يورط الاثنين في الاعلان عن موقفهم الحقيقي من العبودية والتقديس غير المقدس لولي الفقيه الفارسي ويسحبهم الى عنق زجاجة قد تكون فيه خسائرهم هي الاختناق المؤكد.

الثاني: اثارة فريق المتوجسين من ايران ويبتعدون عن ظلالها بخطوات محسوبة بما يساعدهم ويحفزهم على الانطلاق بعيدا" عن الظلال الفارسية والاعلان عن تأييد مطلق لبقاء الاحتلال كيما يحميهم من بطش الغول الصفوي في العراق المحتل او تحت هذه الحجة في اقل تقدير. وهنا تبرز الحلقة المخابراتية الناشطة التي تحاول جاهدة هذه الايام على ان تخندق السنة في هذا المربع وتجعلهم في مواجهة ازلام ولاية الفقيه الفارسية. بمعنى آخر ايجاد بؤر توتر جديدة في البلد ارضيتها الاساسية طائفية وتتواصل جذريا مع معطيات الامس القريب ولكن بحجاب وبرقع فيه تجديد.

كتبَ امس احد المتأمركين مقالا" في موقع الكتروني يداعب فيه اوتار هذا الموال الجديد ويحشم اهل السنة وفي مقدمتهم الصحوات على اسناد الجيش الامريكي (الباسل) في معركة الحسم القادمة ضد البدريين والمالكيين وبما يجعل الامريكان امام معطيات جديدة تعطي الحكم عبرها الى السنة !!!. وعلى رأي القول الانجليزي المتداول ... إن كنت تصدق هذا فأنت تصدق كل شئ. ولا أرى المشكلة في كوننا نصدق او لا نصدق بقدر ما يهمني التركيز هنا على ان عتلة اللعبة قد سحبت الى الوراء ليس الى المربع الاول، بل الى مربع الصفر وقد نجد انفسنا امام تفجير جديد لضريح احد الائمة الاطهار لتبدأ معركة السيطرة على بغداد ودائرتها الخارجية من جديد ولكن ضمن موازنات يكون فيها التشكيل الجديد الذي قد يتقاسم سلطانه كل من الاشيقر وعلاوي ومقتده الذي سيحمل راية لا أحد يعلم غير الله مصداقية افتراقها عن ولاية الفقيه والتي قد تكون محض واجهة لاستبدال كلب ابيض بآخر اسود لا اكثر ولا اقل.

لماذا نجهد أنفسنا برؤى واستنتاجات تخص حفنة عملاء كلاب؟

ان مايهمنا صدقا وحقا هو ان نستدل كمقاومين مجاهدين عن مسالك تجعل قواتنا تشق طريقها للاستعراض في بغداد كما استعرضت امس في الموصل ثم لتتواصل استعراضاتنا مخترقة ظلوع زمن العهر والسقوط في الوقت الذي يتيه فيه رجالات هذا الزمن بلا بوصلة وبتخبط مجنون لايجاد اركان جديدة للعملية السياسية الموجوعة. مايهمنا هو ان ندرك ونضع الادراك في ميزان فعلنا التكتيكي والاستراتيجي من ان نتائج ضربات الاشاوس لم تؤتي ثمارها فقط في ابكاء الامريكان وتعميق مازق غوصهم في مستنقعات بلد لم يحسبوا ردة فعله حسابا عسكريا دقيقا بل انها قد عبرت ذلك بمسافات جعلت الامريكان واشباه الرجال من خدمهم وعبيدهم يتخبطون حتى في الكيفية التي يديرون بها تطبيب العمل السياسي المتداعي الذي فرخه الاحتلال على اشلاء بلدنا الحبيب.

ما يجري الآن له مَنفذ تكتيكي يحاول استكشاف عمق الصلة بين ايران والائتلاف بجزءه المتبقي وفق احتمال التوجه للانقلاب عليه في مرحلة الانقلاب كليا على الشريك الفارسي والذي تبدو في الافق ملامح تنفيذه تتصاعد مع تصاعد الرغبة الصهيونية في فك الارتباط والشراكة بين ايران واميركا في احتلال العراق ذلك لأن الكيان الصهيوني لا يستسيغ كثيرا كما هو معروف أية شراكة له في الولاء لامريكا ويرى في التعبئة الامريكية الايرانية التي سبقت احتلال العراق والشراكة التي تلته خطرا يهدد التفرد الصهيوني بالاستحواذ على العاهر الامريكية. ويتداخل هذا الهدف عضويا مع رغبة صهيونية للحصول على شفافية اعلى في موقف شظية الائتلاف المتبقية من العلاقة مع الكيان الصهيوني ويرى هذا الكيان ان وضع هذه الشظية بين الفَرس وحافرها سيجعل المالكي وعزيز يركعون للحفاظ على منجزات الائتلاف التي حققها له الاحتلال ويفكون ارتباطهم بايران وعند ذاك تضمحل اوراق اللعب الفارسية التي تراهن على هذه الشظية وعندها يكون لامريكا طوَل أطول في الانقلاب على الشريك الفارسي وفي الحصول على مزيد من التركيع والاذلال لشظية الائتلاف المتبقية.

تداخل الرؤى

الامريكان يلعبون اللعبة بجدية, وعبيد الاحتلال يتبرعمون تبرعمات غير حميدة. المالكي الغبي يهرول لاهثا يقتل هنا وهناك ليثبت لاسياده بانه يمتلك الكاريزما المطلوبة، دون ان يرى ابعد من ارنبة انفه، ان فوق رأسه قبضتان هما قبضة عبد العزيز الايراني وقبضة اميركا وكل منهما تقودانه باتجاهات متوافقة حينا ومتضاربة حينا آخر. الحكيم الايراني ينتظر فرصة اسقاط المالكي في حفرة تأكله هو وبقايا حزبه واميركا تريد من المالكي ان يفعل المزيد من القتل بالمليشيات والتيارات التي اسستها في بداية الاحتلال وتريد الآن استبدالها باخرى اكثر توافقا مع مرحلة ما قبل التوقيع على معاهدة التوطين ومرحلة مابعد بوش والصقور.

اما ايران فانها بدأت تستشعر بخطر الاستدراج خارج الشراكة في احتلال العراق وترى في معاهدة الانتداب نواقيس خطر جدي يهدد هذه الشراكة، ويأذن بولادة حقبة جديدة تنهي تماما حقبة الاعتماد عليها كمعبّد لطريق الاحتلال وكشريك فعلي فيه بما يوحي بان الحصة الايرانية واستحقاقات العون السوقي الذي حققته قد انتهت خاصة وان الصلف الفارسي قد قاد الفرس الى الانتفاخ كثيرا بحيث انهم قد وصلوا حافات الانفجار خيلاءا" وعنجهية. ولذلك اعلنت ايران والسستاني والحكيم مرة واحدة تحفظاتهم على الاتفاقية. اذن تحفظاتهم ليست ذات صلة بما يخدم او لا يخدم العراق بل بتجاذبات العلاقة الامريكية الايرانية ومعطيات أُفرزت وتبدو في غير الصالح الايراني.

يبقى الخيط الآخر الذي يتوجب علينا مسك احد رأسيه: كيف سيتمكن صالح المطلك من اخراج مقتده وتياره من بحر الدم العراقي الذي يسبح مقتده في منتصفه منذ ايام الاحتلال الاولى وحتى اللحظة؟ وكيف سيلقي اليه بسنارات النجاة التي تعيد النبض الى عنقه المختنق بما جنته يديه من جرائم نكراء بحق شعبنا العربي في العراق بأدوات قتله الفارسية الصفوية الملعونة .. كيف سيجد المطلك وسيلة يتناسى بها صرخات شجت اوتار صوته عن دور جيش المهدي في مذابح القتل على الهوية؟ وهل سيلدغ مؤمنوا المثلث من جحر مرة اخرى مع ان آثار اللدغة الصفوية المهدوية الغادرة لم تلتئم بعد؟ وكيف سيوفق المطلك بين قناعته بضرورة ايقاف جريمة الاجتثاث وبين ايادي مقتده الملطخة بدم ما لا يقل عن 120 ألف بعثي؟.

ما الذي سيزيده حنون (ابراهيم الاشيقر) بميزان الاسلام والمسلمين بعد ان خرج كالكلب المبلل من مهرجان التكالب على الكرسي بين اقطاب الدعوة العميل فما هو السبب او الاسباب التي تدعو المطلك وعلاوي للتحالف معه وماذا سيكسبون من هذا التحالف؟

من الواضح ان جل ما يريده الجعفري هو الاثبات لاسياده الاميركان انه قد غادر العباءة الايرانية تماما, او انه يريد الامريكان ان يلتقطوا الرسالة هكذا ليدخلوه في برامج اعادة التأهيل. وفي ذات الوقت فان جلب التيار الصدري الى هذه الدائرة إن هي الاّ  لفتة وفاء من الجعفري لانقاذ ما يمكن انقاذه مما تبقى من التيار الذي فككه المالكي وللتعكز على ما تبقى عنده من شعبية للاستناد اليها في انتخابات المحافظات القادمة.

التساؤل الاخير ... هل اعتدلت ذيول الكلاب بقدرة قادر، أم انها لعبة التهافت على المصالح؟ أنا شخصيا لا أثق بصفوي فارسي على ان يتحول الى آدمي باي شكل من الاشكال بل انه كلب مكلوب الى يوم الدين فمقتده قذر اجرب وقاتل سفاح ومن يتحالف معه فانه يقينا قد قرر الدخول في اقبية المحاكم الشرعية التي ذبحت غدرا" عشرات الآلاف من ابناءنا الاحبة وقرر ارتداء السروال الاسود الذي احرق مساجد المسلمين وقتل مئات الآلاف منهم بعد ان سوغ لنفسه ذلك متعللا" بجريمة تفجير مراقد أئمتنا الاطهار في سامراء التي نفذها هو متحالفا في ذلك مع ايران وامريكا. مقتدى صفوي وسيغادر صفويته إن غادرت انا عروبتي، وقاتل سيغادر وحشيته إن تمكنت انا من اباحة قتل انسان واحد. والحكيم والاحزاب الصفوية تبطن اشياءا وتظهر شيئا واحدا وستبقى وفية لولاية الفقيه الصفوية الفارسية ولن تغادرها ابدا الاّ اذا حصلت معجزة، واتفقوا معي على ان احمد زويل ونيوتن واينشتاين واديسون وكارل ماركس والسيد احمد البغدادي الحسني وصدام حسين وعزة الدوري هم آيات الله العظمى الحقيقيين وليس الفارسي الدجال علي السستاني.

 

 

Victory.come@yahoo.com

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

السبت  /  03  جمادي الاخر 1429 هـ

***

 الموافق   07  /  حزيران / 2008 م