الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

ملعون أبو السياسة ... العميلة الخائنة

 

 

شبكة المنصور

أ.د. كاظم عبد الحسين عباس  / أكاديمي عراقي _ بغداد

 

مذ بدأت وسائل الاعلام المختلفة تشغل يومنا بكامله (وزيادة) عن (مفاوضات) بين أمريكا الغازية و(العراق المحتل)، لتوقيع ما اطلق عليه اتفاقية امنية طويلة الامد, والمقصود طبعا هو معاهدة توطين الاحتلال وشرعنته ... منذ ذلك الحين وأنا, كواحد من ابناء العراق, اعيش حالة اندهاش وذهول وغير قادر على التعايش اطلاقا مع هذا الكذب المفضوح السافر وهذا الهراء الذي لم نسمع له مثيل. وأصل دهشتي هو لماذا الحديث عن مفاوضات ومن هو الطرف الذي يسعى لتحقيق مكاسب اعلامية من الاعلان عن مفاوضات؟. ومَن من دول وشعوب العالم غير العراقيين مطلوب خداعه بهذه المفاوضات ومَن من الدول والشعوب تجد أي منطق في التفاوض بين سيد وعبد, أمر ومأمور, خائف ومَن يحميه من خوفه ومن نفسه؟. ولأن ما يصطرع في داخلي كثير ومتضارب ومتناقض فانني سأضع بعضه في نقاط:

1- لم يدخل العراق حربا مع اميركا لا منفردا ولا بحلف ولم يعلن عن أي نية ولا يمتلك اصلا لاحدود مشتركه معها ولا تكنولوجيات تنقل ادوات الحرب عبر المحيطات لتهاجم اميركا ولم تسجل على الدولة العراقية ولا حادثة واحدة ضد اميركا لا كمؤسسات ولا كافراد شعب. وعليه فان ما حصل هو ليس حربا يترتب  عليها استحقاق الغالب على المغلوب وفقا اعراف قانونية او بروتوكولية بل على العكس فهي بكل المعايير القانونية والاخلاقية اعتداء امريكي على سيادة العراق وخرق لكل المواثيق والمعايير المتحضرة والمتمدنة وركون اخرق الى القوة غير المسوغ. فهل الهدف من التفاوض هو الحصول على صك براءة من العدوان وتبعاته التي ستترتب على اميركا وفقا لمنطق المقاومة الوطنية العراقية الذي سيكون هو النافذ في نهاية المطاف طال الزمن ام قصر؟

2- لماذا يتهالك عملاء ايران من ازلام المجلس والائتلاف على محاولة اظهار استحقاق اميركا في البقاء في العراق تحت مبرر اخرق هو استحقاق الحرب وما ترتبت عليه من نتائج ؟ ان هذا التهالك والاستماتة في محاولات لي عنق الحقيقة يعني امرا واحدا هو ان اعوان ايران يحاولون ايجاد مخرج لمازقهم الخانق في ما يمكن ان نطلق عليه الرفض الكاذب للاتفاقية لانهم لا يستطيعون رفضها لان ذلك سيخرجهم من الحكم بقرار امريكي لا يستغرق دقائق من عمر الزمن ولا يستطيعون في نفس الوقت قبولها، الاّ بشروط ايرانية في مقدمتها دخول ايران طرفا في المعاهدة كجهة محتلة هي الاخرى وكشريك فاعل فى الاعداد والتنفيذ لجريمة الاحتلال.

3- كيف تتفاوض حكومة عميلة مع قوة الاحتلال التي عينتها؟ ان تعريف التفاوض في ابسط صيغه يعني التكافؤ والندية وهو امر من السخرية بمكان ان نضعه في معادلات العلاقة بين حكومة الاحتلال وبين المحتل ذلك لان حكومة الاحتلال تعيش تحت حماية الاحتلال في حلها وفي ترحالها ...؟ اذن لاتوجد مفاوضات, بل مسرحية هزيلة تافهة جدا.

4- كيف تمنح دولة غازية عندها جيوش وشركات ومعدات احتلال هائلة السيادة لبلد تحتله بالقوة وتواجه مقاومة مسلحة شرسة تلحق بها خسائر تكسر اضلاعها ومقاومة شعبية سلمية شرسة ايضا. التفاوض هنا فاقد لحيثياته الزمنية والموضوعية فقدانا تاما لان المقاومة غير معنية به من جهة وحكومة الاحتلال غير قادرة على حماية المحتل من ضربات المقاومة المتواصلة والمتصاعدة لانها محمية اصلا كما قلنا من المحتل من جهة ثانية. لماذا تتفاوض امريكا اذن وهي تعلم ان أي اتفاق يعقد وبغض النظر عن شرعيته او قانونيته سوف لن يكون ملزما للشعب وقواه المجاهدة المسلحة ؟

5- المفاوضين من الجانب العراقي هم من جلب الاحتلال ودخلوا العراق معه وهم بذلك شرعا وقانونا ليسوا اندادا في التفاوض بل هم والاحتلال  وجهين لعملة واحدة وهم موافقين على الاحتلال ومؤيدين له بالمطلق فمن هو المقصود اذن بالتقييد باتفاقية او معاهدة؟ ومن اعطى الحق لبضعة الوف من الخونة ان يكبلوا شعبا كاملا بعبودية ابدية عقابا له على لفظهم خارج جسده الطاهر المقدس بسبب عمالتهم وديوثيتهم؟

6- لماذا يهرول هذا العار الذليل نوري العلي (خادم الاحتلالين) الى ايران لينقل لها رسائل التطمين من اسياده الامريكان قبل ان يطلع اعضاء البرلمان العراقي المنتخب بقوة الله وعزم امريكا ليضمن دعم نصفهم كضرورة شفافة وديمقراطية اعلاميا بدل ان يظهر العشرات منهم على الفضائيات مثل الاطرش بالزفة فيعلن بكل شمم وكبرياء انه لايعلم شيئا عن نقاط التفاوض او النقاط التي تم التوقيع عليها بالاحرف الاولى منذ عام 1998 !!!.؟ وهل سيتم تطمين بقية دول الجوار انه لن يتم  استخدام الارض العراقية لتهديدها ام ان بقية دول الجوار ليس بمستوى اهمية تهديد معشوقة القيصر ايران المجوسية؟

7- أي ضمان يقدمه دولة رئيس الوزراء (بالمناسبة انا اعترف للسادة القراء انني لااعرف ولم استخدم من قبل مصطلح دولة رئيس الوزراء حتى اطلعت مؤخرا على اعلان في احد صحف الاحتلال الغبراء تدعو فيها طالبي التقاعد من المشمولين بقانون المساعلة والغزالة تقديم طلباتهم الى دولة رئيس الوزراء فحاولت التعرف على المصطلح في ذات الوقت الذي غرقت فيه بضحك مبكي لاني لم استطع الربط بين طلب التقاعد الذي يمكن لاي موظف ان يقدمه الى مدير مدرسته الابتدائيه حين يرغب بالتقاعد وبين النوع من التقاعد الذي يحال له الناس الزاما ومع هذا الالزام يقدمون طلب لدولته ... عجيبة) وباية قوة اسناد او مواجهة بعدم قيام قوات الاحتلال المستوطن بمعاهدة بالاغارة على ايران (جارتنا الحبيبة التي لانرضى ابدا ان تضربها القوات الامريكية, لكننا نرضى ان تضرب هذه القوات ابناء العراق ,وجارتنا المعشوقة ذات الوجه الابيض والعيون السوداء متاكدة من شفافيتنا وصدقيتنا لاننا قاتلنا العراقيين معها في حربها التي اشعلتها لتصدير الثورة الخمينية الفقهية الى الامة العربية الصليبية) في حين ان بنود الاتفاقية تنص على سيادة امريكية مطلقة في الاجواء والارض والمياه وتحت الارض وعلى الزوج وزوجته في غرفة نومهم وهم يحوكون مؤامرات ارهابية ستطيح بدولة رئيس الوزراء .... وهل يعتقد دولته ان الايرانيين (ازواج بالمصطلح الدارج عند اريحية جيش مقتده واولادنا في مدينة صدام وحارات الفرات الاوسط) بحيث يصدقونه حتى لو لم  ينزع ربطة عنقه بل وينزع معها ورقة التوت التي يخترقها جهاز التصوير الحراري للكلب الامريكي الذي يفتشه حين يخرج من مكتبه وحين يدخل اليه؟

8- الشعب العراقي مازال في حالة حرب مع امريكا ... لم ولن نستسلم ... وحين نستسلم سنقرأ التاريخ لنستعيد نموذج كوريا واليابان وصولة الغزلان ... البلدين النموذجين لم تنتجا ولا خلية ارهابية واحدة حين انبطحتا لسطوة المارد النووي .. غير اننا ننتج يوميا آلاف الخلايا الارهابية وتحمل نساءنا كل يوم باطفال سيولدون ارهابيين بالفطرة اضافة الى اننا سنعلمهم الارهاب بكل محبة وفخر واعتزاز (بسم الله الرحمن الرحيم ...واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم ...صدق الله العلي العظيم).. ولكي اكون صادقا وشفافا فساضرب لكم بعض الامثلة على جيوش الارهاب الجبارة التي اسقطت محررة الرعيان وعبيد النزوة في اوحال الذل والخسران ومزقت اوهامها .. احلام الغربان الصهاينة ... جبهة الجهاد والتحرير ... جبهة الجهاد والتغيير ... جبهة الجهاد والاصلاح ... التي تتكون من اكثر من خمسين جيشا جرارا يمكن ان يكون مجموع خلاياه التي ترهب امريكا وغزلان الجرين زوون نصف مليون خلية في اقل تقدير (يعني ارهابية بكل معاني كتاب الله العزيز الحكيم وباذنه تعالى).

9- استحلف كل خلق الله في طول الارض وعرضها .. كيف يتفاوض مع اعتى قوة في العالم من هو غير قادر على ان ينام ليلتين في بيت واحد من بيوت الجرين زوون خوفا وهلعا وغير قادر على ان يعطي للناس الخدمات والامان؟ اية معادلة مختلة هذي التي نحن ازاءها ؟ ومن يستطيع ان لايضحك على هذه المسخرة ملئ الاشداق؟

10-لماذا لاتنتظر امريكا لحين انتهاء العمليات العسكرية التي تحصل بواقع  200الى 300 عملية في اليوم ثم تبدأ بعدها ببناء هلويود العراق في الراشديه شمال بغداد ودزني لاند في بحر النجف ولاس فيجاس بين الحرمين في كربلاء لكي تكسب مودة العراقيين المعروفين بالوفاء وعندئذ نحن متاكدون من ان ملايين العراقيين سيجبرون الاخ السستاني على الخروج من صومعته ويحملوه على اطراف الاصابع وهو يحمل لافتة كارتونية خط عليها بالخط الكوفي الذي لايجيد احد قراءته .. اهجموا على ايران وحرروها ... ودعونا نوقع سوية .. نحن واهل ملتنا المشتركة معاهدة توطين اسرائيل الازلية ... والله من وراء القصد.

11-لماذا تورط اميركا عملاءها في التفاوض على معاهدة في الوقت الذي تقدر فيه ان توقعهم مختارين مستخييرين على مئة معاهدة ؟ هذا التساؤل لوحدة يحتاج الى صفحات كما اظن .

12-كيف تصدق ادارة بوش نفسها ان هذة الاتفاقية ستلزم العراقيين الرافضين والمقاومين للاحتلال (ستة وعشرون مليون ونصف المليون عراقي من اصل سبعة وعشرون) وهم جميعا وانا اولهم لانقيم وزنا ولا اعتبار لاي نص يحمل توقيع اميركا حتى لو كان انجيلا او توراة .

13-لماذا لم يصرح أي من المتصارعين على حلبة الانتخابات الرئاسية الامريكية ولا أي من فرق الدعاية الانتخابية لهم باي شئ عن هذه الاتفاقية ؟؟ هل انها لاتعني لهم شئ ام لانها مسرحية يضحكون بها علينا ولايجرئون على طرحها على الناخب الامريكي؟

 

 هكذا اكون قد نجحت بالتوقف عند الرقم 13 الذي يخشاه كل ابناء العالم المتحضر فيبدلونه بالرقم 12أ في عربات القطار وغيرها ... يقيني ان القطار الذي يركبه المحتلون واعوانهم قد حمل الرقم 13 وهو رقم نحس وشؤم عندهم .

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الثلاثاء /  13  جمادي الاخر 1429 هـ

***

 الموافق   17  /  حزيران / 2008 م