الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

بل دعونا نغضب ونزلزل الأرض
تحية عربية اسلامية للاخ الكريم نصري حسين كساب

 

 

شبكة المنصور

أ.د. كاظم عبد الحسين عباس  / أكاديمي عراقي _ بغداد

 

شبعنا احلاما وحلما, انتشينا حتى الثمالة بتقيّة تحولت الى جبن مستوطن. وسّعْنا صدورنا عقودا وقرون، فداس عليها من داس وطعنها من طعنها وما عرفنا قط من يُكبر فينا سعة الصدر. خسرنا كل شئ فدعونا نعترف بكل مرارات الدنيا اننا خسرنا لاننا لا نغضب .. فدعونا الآن نغضب ... بل دعونا نزلزل الارض تحت اقدام من سحقوا صدورنا حين وسعناها وطعنوها حين تسامحت. الحلم والتقية وسعة الصدر والتحسب ماعادت تنفع. ولسنا مرغمين على ان نعدد قبلات صلواتنا بناءا على املاءات .. لماذا علينا ان نصير ريشة بريح نتجه كل يوم الى قبلة؟ أوَ ليست قبلتنا مكة؟ ... فلتكن هي قبلتنا الوحيدة وحتى انقطاع الانفاس.

لماذا لا نتمسك بقضية لا نتنازل عنها فكرا وسلوكا؟ ... إن كانت الاسلام دينا وسياسة فليكن .. وإن كانت الماركسية سياسة فليكن .. وإن كانت القومية والبعثية خطا وتيارا وفكرا وسياسة فليكن. وإن شئنا كل هذه وسواها فليكن لكن لنوحد الهدف او جملة الاهداف .. تحرير الامة .. طرد الاحتلالات .. تطوير الانسان .. وحدتنا .. ونبدأ من حيث انتهى العالم في تقفي آثار العلم والتكنولوجيا .. بناء قوة عسكرية تحمي اهدافنا وأمننا القومي ..

هل من خلاف على هذه القضايا؟

لمَ علينا ان نستكين الى حقيقة ان لا مدرسة في الامة كلها تعلم اطفالنا شيئا عن وطنهم؟ ولعلم الأخ استاذي الفاضل كساب فان الكثير من مدارس الامة تعلم اولادنا عن الوطن العربي الكبير .. في العراق احتلونا لاننا نعلم اولادنا مبادئ الايمان بالله وبالامة وفي مدارس اليمن وفي مدارس سوريا .... بل اجزم ان كل معلمي الامة ينفثون مع انفاسهم  بشائر الوحدة وحقيقة الوطن الواحد الكبير في عقول طلابهم حتى إن لم تكن موجودة في المناهج.

كيف نطرد الاحتلال من وطننا؟ كيف نحرر ذاتنا من التردي والوهن والتخاذل؟ الطريق الوحيد هو ان نغضب .. بل ان نفجر اجسادنا كي تولد الحياة الحرة الكريمة من جديد ...

اوطان واحتلت .. اعراض وانتهكوها او بيعت في نوادي عواصمنا الليلية .. دين ووضعناه بين الاسود والابيض .. وطنية وضاع علينا تعريفها .. قومية ووضعت في اقفاص الاتهام بين الشوفينية وخفوت الانسانية .. حتى الشجاعة اختلفنا في التعاطي معها .. فصار شجاعا من تصفه السفارات الامريكية بهذا الوصف وجبانا من يفجر دباباتهم وينغص عليهم ليلهم في اقبية الاوغاد والقوادين.

لن تحترمنا الارض إن لم نغضب .. ومازلنا لم نغضب بعد .. ستغادرنا نساؤنا إن لم تتفجر صدورنا غضبا وغيضا .. وسيغادرنا التاريخ سيدي واخي واستاذي كساب.

متى سنزعل ومتى سنثور إن لم يكن ما حولنا الآن من ظلام وانحطاط وتيه وتخبط مدعاة لان نفجر انفسنا؟

لا الاحتلال .. ولا هتك الاعراض .. ولا التقتيل المجاني .. ولا الفتن الممزقة للجسد ... ولا ملايين المهجرين في الصحارى .. ولا قلب الحقائق .. لا الفساد ولا تزوير الارادات .. لا السطو على ثروات شعبنا ولا تسييد العملاء والخونة والمأجورين على رقابنا .. لا قتل علماءنا وتفتيت قوانا وتدمير زراعتنا وصناعتنا .. ولا حتى التبول على قرآننا يستدعي منّا الغضب والثورة ... ماذا اذن؟

 

بالله عليك سيدي قل لي لماذا غضبت علينا امريكا فاحتلت عراقنا لتضيفه الى قائمة الدول المسلوبة؟

مهما كانت اسباب اميركا ... هل هي اقوى من مبررات غضبنا الآن؟ لمَ يحق للكيان الصهيوني والصهاينة ولامريكا وللامريكان ولبريطانيا والبريطانيين ان يغضبوا ويفعلوا ما شاءوا ولا بأس عليهم.؟ في حين نعاني كل ما نعاني وصولا الى اختناق الانفاس .. وما زال فينا من يرعوي ويطالبنا بالتقية وسعة الصدر والصبر؟.

هي صرخة بالكلمة ضد الغدر والغادرين والباطل والظلم والاحتلال وظلم بني جلدتنا فلا تستكثرها يا ابن عمي. ويقينا إنّا نصرخ من وجع لا يطاق ولسنا نزعجكم بطرا وتبطرا.

لقد كانت صرخة ضد عرب يسمون انفسهم مثقفين .. يكتبون في صحافتنا المقروءة والمرئية .. دون ان يتذكروا حين يكتبون ان لمَن يقرأ لهم روح واحاسيس ومشاعر ... بل هم يبقرون بطوننا إن قلنا لهم اتقوا الله في الامة والدين ولا تبخسوا الناس والتاريخ استحقاقاتهم.

ومع ما تقدم من التقاط لكلمتين فقط في مداخلتك الرائعة .. فأنت متفضل اولا واخيرا وكريم نفس بدءا وانتهاءا وعميق فكر ورؤى نحتاج ان نقرأ لك باستمرار سيدي .. فلا تبخل علينا بهذا الفكر النيّر .

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

السبت /  24  جمادي الاخر 1429 هـ

***

 الموافق   28  /  حزيران / 2008 م