الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

مداخلات مع السيد أحمد المهنا في كتابه الذي تنشره القدس العربي

خمسة أعوام على صدور الأمر رقم 1 

 قصة اجتثاث البعث في العراق فكرة عراقية تبناها البنتاغون وحل الجيش مبادرة امريكية
(الحلقة الثانية)

 

 

 

شبكة المنصور

أ . د . كاظم عبد الحسين عباس / أكاديمي عراقي – بغداد

 

في انتقالة تأريخية من قانون الاجتثاث الى قانون المسائلة والعدالة، يرى السيد احمد انها انتقالة من كلمة الاجتثاث التي يراها مترابطة مع شريعة الغاب، الى تسمية ذات دلالات تنتمي الى مدرسة القانون والسياسة. ونحن نتفق معه بالكامل في المدلولات اللفظية لقانون جوهره واحد ومهماته واحدة. الاّ ان الاخ احمد أبقى الجوهر والغايات عائمة لم يحدثنا عنها رغم انه اراد من اصدار الكتاب تطوير وتوسيع دائرة المعلومات. والاخطر من هذا ان السيد احمد قد استبق التطبيق الفعلي الذي لم يتحقق شئ منه سوى التواصل مع عملية الاجتثاث الجسدي، أي شئ ليبشر بقانونية وسياسية ما سمي بقانون المسائلة والعدالة.
وواضح ان السيد احمد متحمس لسياسية وقانونية القانون البديل لقانون الغاب اكثر من احمد الجلبي رئيس لجنة الاجتثاث ونائبه علي اللامي الذين اعلنا بوضوح لا يقبل اللبس في اكثر من برنامج ومقابلة على الفضائيات بان القانون الجديد اسوء من قانون الاجتثاث بكثير. وذهب اللامي الى ابعد من ذلك حين اعلن بصفاقة العميل القاتل انه سيغادر موقعه مديرا" عاما" للهيئة اذا تضمن القانون نصا" واحدا" يحمل سمة التساهل مع البعث والبعثيين.

نؤكد مرة اخرى ان كلا القانونين هما وجهان لذات العملة الصدئة وجوهرهما هو التصفية الجسدية للبعثيين واجتثاث الفكر القومي العروبي في العراق، لا اكثر ولا اقل بدليل تصفية اكثر من 120000 منهم جسديا" لحد الآن.

اما الاشارة العابرة للحاكم المدني جي جارنر فكان بوسع المؤلف ان يتوقف عندها وقفة اطول لان فيها دلالات هامة للاجتثاث. لقد كان الاحتلال والجلبي تنقصهم جرودات تفصيلية للبعثيين في دوائر الدولة المختلفة، وقد نفذ جي جارنر هذه الجردة على اكمل وجه في ظرف كان الكثيرون من ابناء العراق ومن بينهم البعثيين في عتمة من توجهات الاحتلال وخططه الاجرامية الواقعة في شيطان التفاصيل الذي يمكن ان يكون اكثر شيطنة من الشيطان المعلن. وقد التحق كل البعثيين في دوائرهم في ظل هواجس فطرية وتوجهات وطنية بعدم اخلاء الساحة للمحتل الذي كان لم يسفر بالكامل عن طبيعة رصيده المدفون من العملاء وبانتظار تعليمات تاتي من القيادة الوطنية التي اختفت لتبدأ خطة المقاومة وتنفيذ صفحتها المقررة سلفا".

وفي اشارة عاجلة لكنها موحية اخبرنا السيد احمد ان بيان تاسيس مجلس الحكم قد تضمن اصرارا" وتاكيدا" على تطبيق قانون الاجتثاث و(ترسيخ مبادئ التعددية السياسية والديمقراطية). ونحن طبعا" نعرف وعلى دراية تامة بالدور الذي تلعبه فضائية العربية، ولعبته من ايام الاحتلال الاولى في التبشير لعصر الديمقراطية واحتضان الوضع الجديد في العراق، بعداء سافر للحكم الوطني في العراق، انا شخصيا" لست قادرا" على تحديد خفاياه واسراره، لانني رغم كوني لست من انصار النظام السعودي مثلا لكنني لا اتخيل نفسي كما لا اتخيل بعثيا" واحدا" يمكن ان يناصر احتلال يقع لارض المملكة مع اننا ممتلئون مرارة لموقف حكام السعودية من احتلال العراق ومساهمتهم المباشرة وغير المباشرة في اسناده وتاييد نتائجه، ونأسى لموقف السعودية الراهن من العراقيين عموما". المهم انني ارى ان السيد احمد يستحق منا تهنئة خاصة على التعددية والديمقراطية التي انجزها الاحتلال واعوانه، والتي يروّج لها بحماس وثبات هو وفضائية العربية .... ولا نعلق شيئا بل نحيل الرد عليه الى ملايين العرب ومليارات المسلمين وابناء البشرية على امتداد المعمورة ... ونحن واثقون انهم سيضحكون بملئ الاشداق على بهتان اباح لنفسه الوقوع في ظلالاته ... وندعو الله ان يرحم مليون ونصف المليون عراقي ابادتهم التعددية والديمقراطية وخمسة ملايين هجرّتهم في الداخل والخارج ... وغيرها.

وبدون كلام كثير اريد ان اعلن بين يدي الاخ الكاتب عن اعجابي الشديد بـ(وطنية) الهيئة الوطنية لاجتثاث البعث بزعامة احمد الجلبي الذي دخل مع الاحتلال وهو لا يعرف شارعا" من شوارع بغداد لانه غادرها عام 1959 عندما كان في التاسعة من عمره.

وثمة ملاحظة عابرة ايضا" تخص تشكيلة هيئة اجتثاث البعث التي شكلها بريمر وضمت كل قادة العراق المتأمرك او الامريكي لا فرق، وهي انها تضم كل قيادات المعارضين للحكم الوطني العراقي وذات طبيعة طائفية عرقية، وتؤكد بذلك ضمنا على ان العراق الجديد ليس عراقا" عربيا" ولا مسلما".

ونود التأكيد ان من تم طردهم من اجهزة الدولة هو اكثر بكثير من الرقم الذي ذكره وهو (28الف)، ولا يقل باي حال من الاحوال عن نصف مليون.

Victory.come@yahoo.com

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاربعاء /  16  جمادي الاول 1429 هـ

***

 الموافق  21  /  أيــــار / 2008 م