الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

يجب أن نتحدث
فهو أقل ما يمكن فعله في زمن ؟؟؟؟

 

 

 

شبكة المنصور

بقلم / محمد العتال أبو ياسر

 

في أوقات عصيبة يقف الإنسان عاجز أمام واقع مرير يعيشه شعبه وظروف قهرية يعاني منها ، بعضها مفروض عليه بالقوة ، ضمن أجندات الاحتلال وعدوانه المتواصل بأشكال وألوان مختلفة حسب ما يخطط له ويسعى لتحقيقه ، وبعضها أزمات داخلية ترمي لتحقيق أهداف وغايات ذاتية ضيقة على حساب الأمن الاقتصادي والمجتمعي والوضع النفسي والإنساني ، لشعبنا الصامد الصابر على ما ابتلاه به رب العالمين الذي وعد أهل الرباط بجنات الخالد .

نعم نقف حائرون مصابون بالصدمة الكبيرة أمام ما يحدث من مسلكيات وخطوات تضرب صميم الحياة اليومية لشعبنا ؟؟؟؟ ماذا نقول ؟؟ ماذا نكتب ؟؟ لمن نكتب ؟؟ لمن نستغيث ؟؟ ولأي مكان نتوجه ؟؟ والي أي حضن نشكو ؟؟ والي متى ؟؟ ومن سينقذنا ؟؟ وأن كان فما هي النتائج داخليا وعربيا ودوليا ؟؟ في ظل حجم الضغط وأمام الظروف الصعبة والقاسية التي يمر بها شعبنا ، الذي أفنى عمره دفاعا عن الهوية والمقدسات والكرامة الإنسانية جمعاء ، نقف ولا نمتلك في حاضرنا المعاش سوى القلم والقول والتعبير ، الذي وفي أكثر الأوقات نمنع منه ونلاحق لكوننا نقول الحقيقة ، رغم أننا لا نقولها من أجل التجريح أو الاهانه أو الإساءة أو تضامنا مع الآخرين ، وإنما لأنها جزء هام وأساسي ، ووجه من أوجه النضال الوطني ، على الصعيد الخارجي والداخلي ، من خلال تثقيف المجتمع وتوضيح حقيقة الأمور أمامه ، لتكون قواعد ودعائم وركائز أساسية لتعزيز صموده وتحديه في وجه العواصف والرياح الشديدة المدبرة له ، التي من الممكن أن تعصف بشعبنا وقضيته إلي نقطة البداية ، وهذا ما لا يقبله أحد ولن نستسلم له أبدا ، حتى لو تعاظمت التضحيات من اجل حماية انجازات شعبنا التي تحققت بفعل نضال وكفاح لأكثر من ستون عام من التضحيات مضى خلالها خيرة قادتنا وشبابنا المناضل

نعم أيها القراء عندما استحضرت نفسي للكتابة بهذا الأمر تحت عنوان يجب أن نتحدث فهو اقل ما يمكن فعله في زمن ؟؟؟؟ استحضرت معالم نضالنا الوطني الكبير وانتصاراتنا المتعددة في الأردن ولبنان وفلسطين ، استحضرت القضية الفلسطينية برمتها ، وكيف جسدت هويتها الوطنية بفعل الوحدة والنضال المشترك والحفاظ على القرار الوطني الفلسطيني المستقل ، استحضرت الشهيد الرئيس ياسر عرفات واحمد ياسين وأبو على مصطفي وعبد الوهاب الكيالي ومحمد عباس وطلعت يعقوب وعبد الرحيم احمد وعبد العزيز الرنتيسي وسليمان النجاب والشقاقي وكافة الشهداء العظام ، الذين اضائوا طريق الأجيال القادمة وعبدوا بدمائهم الطاهرة الطريق لتحرير فلسطين كل فلسطين ، وأصبحوا لنا مدارس نستلهم منها علم التضحيات والنضال والوفاء للشهداء ولفلسطين العربية ، استحضرت العمليات المشتركة الموحدة التي عززت وحدة الدم والمصير والهدف ، استحضرت معاناة الأسرى ومواقفهم النضالية المشتركة ونظرتهم الثاقبة من اجل الوحدة والتي عبروا عنها في وثيقة الوفاق الوطني ، استحضرت أمهاتنا وأخواتنا وزوجات شهدائنا ، استحضرت مستقبل أبنائنا المهدد بالضياع ، استحضرت انتفاضة عام 1987 وما رسخته من مبادئ وثوابت على أيدي جيل النكسة الذي كان رده التمسك بفلسطين وقدسها وذاكرته حية من اجلها ، استحضرت انتفاضة الأقصى والتطور النوعي في المواجهة والدفاع عن شعبنا ، استحضرت معركة المصير والوجدان المشترك ، استحضرت حق العودة وتقرير المصير واللاجئين والقدس والهوية والدولة .

وأخيرا استحضرت المحطة المعاشة ، الأكثر صعوبة وقسوة والغريبة في حياتنا الوطنية والشعبية وكان قلبي يعتصر ألما وحزنا على ما نحن فيه ، من انقسامات حادة بين شطري الوطن العزيز ، استحضرت الخلافات الثنائية التي حدثت بقطاع غزة وما لحقها من توسيع دائرة الخلاف ، إلي أن شمل معظم الأجهزة الأمنية الفلسطينية وكافة مؤسسات السلطة العسكرية والمدنية ، والذي انتهي بانقلاب توسعت دائرته إلي احتكاك مباشر مع معظم فصائل منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها الوطنية ، الأمر الذي حصد معظم انجازات شعبنا الفلسطيني وحطم أماله وتطلعاته وأحلامه الوردية في استقرار وضعه والعيش بأمان واطمئنان ، وعزز حالة الانقسامات الأسرية وفسخ النسيج الاجتماعي ، وأصبح الأخ عدو لأخيه والمقاتل عدو لرفيقه المقاتل ، ومن كانوا سابقا أخوة ورفاق الدرب والسلاح أصبحوا اليوم اشد الأعداء لبعضهم ، كما واستحضرت ما نعيشه من حصار وإغلاق خانق وصل إلي كل أشكال الحياة وضرب مكونات الصمود المجتمعي ، واستحضرت جملة الأزمات الداخلية من نقص شديد في الغاز والبنزين والكاز والأدوية والطعام وحتى الشراب والأدوات المنزلية وغيرها من أمور أساسية تعني المواطن والتي أصبح تحصيلها انجاز وانتصار كبير ، واستحضرت ظاهرة الكمامات الواقية من الغازات وحالات الإصابة التي تتزايد جراء استنشاق محروقات الزيوت التي تستخدم لتشغيل السيارات ، والذي للأسف الشديد لا يوجد علاج لهذا المرض الخطير الذي أصاب عدد كبير من أبناء شعبنا ، واستحضرت السماح بزيادة عدد الركاب في السيارات العمومية وكيفية ترخيصها وعدم الاهتمام بتأمين السيارة ، الذي يعود نفعه للمواطن في حال وقوع حوادث طرق ، والأخطر طلب ترخيص للفعاليات الوطنية قبل القيام بتنظيمها ، مع أن هذا الموضوع كان مرفوضا سابقا من نفس الجهة التي تطالب الآن بترخيص الفعاليات الوطنية واخذ أذن مسبق لتنظيمها ، مع أننا نفهم العمل والنشاط الوطني بأنه لا يخضع لقرارات وترخيصات سابقة ، باعتباره حق مكفول لكل الجهات الوطنية والرسمية والأهلية ، خصوصا ونحن مازلنا في حالة نضال وتحرر وطني ونواجه عدوان صهيوني منظم ومتواصل ضد شعبنا ومناضليه ومدنه وقراه ، ولهذا أرى أن هذا الطلب غير قانوني ولا يجوز أن نتعامل به أو نقبل بنفاذه كونه يتناقض والمعطيات النضالية والأعراف الوطنية والتقاليد التي تأسست على مدار نضال طويل جمع كافة الألوان السياسية والمشارب الفكرية .

وهنا ومن أجل مصلحة الوطن وبعيدا عن أي حسابات تنظيمية ضيقة ، أدعو جهات الاختصاص لمراجعة أنفسهم والعودة إلي صيغة مشتركة تجمع عليها كافة الأطياف والفصائل ، مذكرا الجميع بأن فلسطين تجمعنا وهي اكبر منا جميعا ، وأن ما يوحدنا أكثر بكثير من الذي يفرقنا ، وعلينا جميعا التركيز على المبادئ والمواقف التي نجمع عليها جميعا ، ونعمق علاقاتنا الأخوية والنضالية ونترك الأمور الثانوية والخلافات البسيطة وعدم النظر لها ، حتى لا تكون عائق أمام تقدم مسيرتنا الوحدوية النضالية ، وهنا اضرب مثالا لعلنا جميعا نقتدي به ، وهو ما حدث في لبنان واليات احتواء الأمر الداخلي ، وكيفية إنهاءه بسرعة لم تتجاوز الأسبوع ، وهذا على ما أعتقد درس هام على صعيد الحرص على المصلحة الوطنية والحفاظ على النسيج الاجتماعي والوحدة الوطنية التي هي صمام أمان استمرار النضال والكفاح الوطني .

وهنا ادعوا الله عز وجل أن يوفقنا جميعا على عمل الخير وفي خدمة شعبنا وتعزيز صموده في وجه الطغيان الصهيوني الامبريالي العالمي .

يا شعب الجهاد والتضحيات .. أنت كالنخيل الشامخ .. عندما ترمى تسقط .. ثمارا وتمرا للأمة بأسرها ، فكن كما عاهدناك . .صابرا مقاتلا مؤمنا .. بالنصر والتحرير فالنور .. يبزغ بضيائه من عتمة الليالي والشمعة مازالت مضيئة .. تحرق كل العدى الأفاعي .. والساكت عن الحق ..شيطان اخرس .. وإذا سكت فستموت .. وإذا تكلمت فستموت ..إذن تكلم ومت .. وهذا أقل ما يمكن فعله .. في زمن ؟؟؟؟

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

السبت /  19  جمادي الاول 1429 هـ

***

 الموافق   24 /  أيــــار / 2008 م