|
كانت الأفكار تتزاحم وتتكاثر
بداخلي ، وعقلي مليء بما خزن به
من هموم وأهات ومعاناة لشعبنا
الصابر المجاهد الغيور على شرفه
وكرامته ، وقلبي يعتصر ألما وحزنا
على واقع شعبنا القاسي وظروفه
الحياتية التي يحيياها بشكل لا
يقبله أحدا في العالم؟؟؟؟ وأنا في
مثل هذه الهموم وأثناء تجوالي في
الشوارع ، شاهدت النساء يلبسون
الكمامات ، والأطفال عارون
القدمين والرجال ضائعون تائهون
ينتظرون الفرج ، والمستشفيات
مليئة بالمرضي والتعليم يتراجع
والأسواق فارغة لا يوجد بها الحد
الادني من مقومات الحياة ، الغاز
والكاز والبنزين والكهرباء والماء
والدقيق والخضار والملابس
والأحذية والأدوية كلها مفقودة ،
وأصبح تحصيلها نقطة تحول في
الأسرة وانتصار كبير على الواقع
المرير ، وأصبح نضال شعبنا يتوجه
إلي ضمان قوت الأسرة اليومي بدل
التوجه إلي تحرير فلسطين ، وهذه
الكارثة الكبرى التي حلت بشعبنا
جراء ما يعيشه من انقسامات داخلية
وحصار خانق . وبعد كل ما دار في
عقلي وشعره قلبي ، قررت الكتابة
لعلي أرتاح من بعض همومي ، وأفصح
عن ما في داخلي ، وأعبر عن ما
يعاني منه شعبنا ، ولكن فجأة وقف
التفكير وهدأ نبض قلبي وتجمد
القلم بيدي وأصبحت غير قادر على
الحركة ، كأنهما يقولان لي
ويخاطباني وبقسوة ، ما فائدة
الكتابة وشعب يقهر ويقتل من سنين
ولا مجيب ولا مغيث ؟؟؟؟ ما
الفائدة ونظام قد مات منذ أن ترك
فلسطين تغتصب وتحتل من قبل
الصهاينة ؟؟؟؟ لمن تكتب لعرب
المؤتمرات واللقاءات والشجب
والاستنكار والإدانة والتمني من
دولة الاحتلال وغيرها ؟؟؟؟ وهل من
مجيب ؟؟؟؟ وهل أحد يسمع أو يشعر
ونحن تربطنا لغة الدم والمصير
والمستقبل ، أو بقى لأحد ضمير أو
أحساس أو كرامة وشرف ؟؟؟؟ وهل
مازلت مخدوع بالنظام العربي
الرسمي الذي ترك العراق يحتل
وينهب ويقتل ويعدم رئيسه المجاهد
صدام حسين ؟؟؟؟ أو تنتظر من أحد
موقف حر أصيل ؟؟؟؟ ولمتى صمت
الشعب العربي وباقي أحرار العالم
؟؟؟؟ وهل فعلا سيطبق مجلس الأمن
قراراته المتعلقة بالقضية
الفلسطينية ؟؟؟؟ وهل جاء يوم صحوة
الضمير والانبعاث العربي من جديد
؟؟؟؟ وهل أصبحت الظروف الدولية
ملائمة لاتخاذ قرارات جريئة تلزم
الكيان الصهيوني وتجبره لوقف
اعتداءاته وعدوانه المتواصل بحق
شعبنا ؟؟؟؟ وهل أمتلك العرب
أرادتهم السياسية على اتخاذ قرار
واضح من الكيان الصهيوني ؟؟؟؟ وهل
حكامنا تركوا الملاهي وبارات
الخمر والزنا وتخلصوا من وهم
الكراسي ؟؟؟؟ ألاف وآلاف الأسئلة
خطرا في بالي أثناء ضبطي للقلم
؟؟؟؟ ولكن ورغم ذلك قلت لنفسي ،
يجب أن أكتب وأصرخ بصوت عال وأقول
للعرب والمسلمين ، أغيثوا شعبنا
أغيثوه الآن وليس غدا ، وقفوا
لمرة واحدة رجال عرب أحرار كرماء
أصلاء ، فهو ورغم تقصيركم ؟؟؟؟
مازال ينظر إليكم ويأمل بكم خيرا
لتخليصه من هذا العدو المجرم
الملعون .
ورغم الجراح والدماء والقتل
والتهجير والتشريد والتدمير سأكتب
، ورغم شدة المعاناة والآلام
سأصرخ بالقلم واللسان ، ورغم أهات
الأمهات والإباء والأبناء سأكتب ،
ورغم بكاء الأطفال وأنين الجرحى
والأسرى سأطلب وأكتب ؟؟؟؟ أتعلمون
لماذا لأنها فلسطين أرض الإباء
والأجداد ؟؟؟؟ لأنها الماضي
والحاضر والمستقبل ؟؟؟؟ لأنها أرض
الرباط ؟؟؟؟ لأنها فلسطين الإسراء
والمعراج ؟؟؟؟ لأنها أرض المحشر
؟؟؟؟ لأنها قلب وشريان ونبض الأمة
الحي ومركز قوتها وبوصلة نضالها
؟؟؟؟ لأنها أولى القبلتين وثالث
الحرمين الشريفين يا عرب الرجعية
والردة ؟؟؟؟ أعلمتم لماذا يسقط
الشهداء والجرحى والأسرى منذ ستون
عام من النضال المتواصل ؟؟؟؟ يا
امة العرب أفصحي عن هويتك ، قولي
من أنت ، عبري عن تراثك وماضيك
وحاضرك ومستقبلك ، فأنت من علمتي
العالم بأسره النضال والعلم ،
وأنت من فتحت بلاد الأندلس ، وعلى
أرضك بعث الإسلام وبرجالك نشرت
الدعوة ، أنتي محمد بن عبد الله ،
وعمر بن الخطاب ، وأبي بكر الصديق
، وخالد بن الوليد ، وسعد ابن أبي
وقاص ، وصلاح الدين الأيوبي ،
وبختونصر ، وحمو رابي ، وعمر
المختار ، وجمال عبد الناصر ،
وصدام حسين ، وياسر عرفات ، أنتي
العظيمة بمعانيك ونهضتك وبقادتك ،
أنتي الكبيرة بين الصغار ، أنتي
الأم والأب والابن والأخت ، فلا
تستكيني ولا تهني ولا تحزني ،
فلولا كل هذه المعاني والصفات
والمآثر الرجولية والفتوحات
الإسلامية ، لم تكن حملات
الاستعمار والتقسيم والاحتلال ،
فأنتي القوية بوحدتك وحريتك ،
وأنتي التاريخ بمعالمك ، وأنتي
المشروع التحرري النهضوي بمستقبلك
، فهبوا وهبوا لنجدة الذات
ومستقبل أبنائكم ، وانتصروا
لأنفسكم وأغيثوا فلسطين عروس
الأمة وتاجها وعزتها .
يا امة الإسلام أيها العرب
الاقحاح كفى صمتا وانتظارا ،
ثوروا لشرفكم وكرامتكم واتحدوا ،
فبالوحدة نحقق التحرير وننتصر على
الطغاة الجدد ، مازال فيكم الخير
طالما أبنائكم يحملون السلاح في
فلسطين والعراق ، مازال الخير
فينا ، أما انتم أيها العالم
فإينكم من ما يحدث في فلسطين
والعراق ، من دثر لحقوق الإنسان
وانتهاك للإنسانية ولكل القيم
والأخلاق وضرب لكل القوانين
والمعاهدات والأعراف الدولية ،
أين انتم من كل شعاراتكم الرنانة
وشعبنا يموت يوميا ويباد جماعيا
ويرتكب بحقه الجرائم تلو الجرائم
والنتيجة مباركتكم لقيام دولة
الكيان الصهيوني على أنقاض أرضنا
العربية الفلسطينية ؟؟؟؟
ورغم معرفتنا بمواقفكم نؤكد
لكم أن شعبنا مصمم على البقاء على
أرضه متحديا كل الصعاب والآلام ،
لن يستسلم ولن يتنازل ولن يساوم
على شبر واحد من أرضه ، وسيبقى
متمسكا بفلسطين العربية من بحرها
إلي نهرها ، وبعودة اللاجئين إلي
ديارهم التي شردوا منها وبإقامة
الدولة الفلسطينية بعاصمتها القدس
، أما انتم يا أبناء شعبنا
المقاتل ، أصبر وتحمل وأستمر
بنضالك فأنت الأقوى من كل الدسائس
والمكائد ، وأنت الأعز والأكرم ،
وأنت من صنعت مجد وعزة الأمة ،
وأنت الشهيد الحي ، وهنا أوجه
نداء المسئولية التاريخية للأخوة
في حركة فتح وحماس ، ارجعوا إلي
صوابكم وأفيقوا من سباتكم وعودوا
لوحدتكم الوطنية ورصنوا معالم
نضالكم وعززوا تلاحم شعبكم وصموده
وتحديه ، وتراجعوا عن انقلابكم
وانقسامكم وابدءوا فورا بحوار
وطني شامل وجاد من اجل مواجهة
التحديات وصون النضال والدفاع عن
شعبنا وتحقيق أهدافه الوطنية ،
فالتاريخ لن يرحمكم ولن يغفر لكم
أبدا أبدا أبدا وهذا ندائي لكم .
إنتهى
eL_saber_2..6@hotmail.com |
