الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

القواعد والتسهيلات العسكرية أداة أساسية للهيمنة الشاملة الأمريكية

 

 

شبكة المنصور

الباحث : اللواء الركن : مهند العزاوي - رئيس مركز صقر للدراسات العسكرية والأمنية والإستراتيجية

 

الطائرات الأمريكية تحلق يوميا وتقتل أبنائنا دون رحمة وبناء القواعد العسكرية جاري على قدم وساق في كافة أنحاء العراق، والقوات البرية الأمريكية المحتلة تجوب العراق طولا وعرضا ويتوجها السياسيون الجدد دعاة الحرية بتوقيع اتفاقيات استعباد عسكرية ومعاهدات تخول للولايات المتحدة الأمريكية شرعنة احتلال العراق واستباحة دمائه ونهب ثرواته ؟

غزو العراق واحتلاله هدف استراتيجي ضمن مشروع القرن الأمريكي الجديد وحرصت دوائر الاحتلال ومؤسساته السياسية والمخابراتية على تشكيل دولة ما بعد الغزو باطارهشة وبركائزهجينة وبتركيبة طائفية وعرقية وأثنية كما أشار إليها ما يسمى (قانون تحرير العراق1998) واستنفذت جميع المراحل الإستراتيجية والتكتيكية لتصفير مقومات الدولة العصرية بعد الغزو وبمختلف الطرق والوسائل الدموية وفي "عام 2000 أقرت خطة أمريكية إسرائيلية تغيير الخارطة السياسية والحدودية في منطقة الشرق الوسط وإزالة دولة العراق من الكيان العربي" ليكون ما يسمى العراق الجديد المفدرل والمقسم وبات من الواضح اليوم إن العراق دولة بلا سيادة في ظل الاحتلال وبدون مقومات الدولة وفق مرتكزاتها الجيوسياسية والإقليمية والدولية وسط تجاذب قطبي الصراع على ارض العراق( معسكر الاحتلال الأمريكي المتحالف - معسكر النفوذ الإيراني المتنوع) وشكلت قوت أمنية وجيش على أسس ارتزاقية وميليشياوية طائفية وعرقية وغير قادرة على تنفيذ المهام الوطنية والدفاع عن ارض العراق مع غياب تام وواضح للمشروع الوطني العراقي أو دعم عربي للمشروع الوطني العراقي وبكل الأحوال الشعب العراقي مسلوب الإرادة في ظل هيمنة الاحتلال على مقدراته

التواجد العسكري الأمريكي وراء البحار هو احد أعمق مرتكزات الإستراتيجية العسكرية الأمريكية, تحتاج الولايات المتحدة إلى قواعد ومحطات في  أوروبا وشمال شرق آسيا وكذلك إلى تأسيس شبكة قواعد دائمة من أجل توفير الإمكانية العسكرية اللوجستية لتحريك القوات الأمريكية لمسافات واتجاهات مختلفة ضمن الإطار الجيو عسكري الإستراتيجي بما يسمى الهوس الكوني والهيمنة الكونية؟ وكما تشير أبجديات القرن الأمريكي الجديد للتعبير عن الفكرة القائلة" أن الجنود الأمريكان المنتشرين في كافة أنحاء العالم ليسو سوى(( سلاح الفرسان المنتشر في الحدود الأمريكية الجديدة)) وان سلاح الفرسان يجب إن يصبح جيش احتلال دائم في الشرق الأوسط"؟ إن قيمة مثل تلك القواعد من وجهة النظر الأمريكية هي قيمة فائقة وحتى لو تحسنت العلاقات الأمريكية- الإيرانية فان الاحتفاظ بقواعد عسكرية متقدمة في المنطقة يظل عنصر ضروريا في استراتيجية الأمن القومي الأمريكي للمحافظة على المصالح الأمريكية البعيدة المدى في المنطقة وهنا تجدر الإشارة إلى خطابات ناعمة المسمع يرددها الإعلام الأمريكي جنود بدلا من قواعد عسكرية , ومصالح أمريكية بعيدة المدى بدلا من القرصنة على النفط؟

  تشير "استراتيجية الأمن القومي" إن الحفاظ على التواجد العسكري وراء البحار هو نقطة الارتكاز في استراتيجية الأمن القومي الأمريكي واحد مرتكزات الإستراتيجية العسكرية "، وأهم عناصر الإستراتيجية العسكرية الأمريكية."قبيل غزو العراق) الاستراتيجية الأمنية الأمريكية في جنوب شرق آسيا 1998)  وتتطابق هذه الإستراتيجيات مع مفهوم الإمبريالية الأمريكية القائم على فكرة توسع النظم الرأسمالية في مرحلة من مراحلها التاريخية, وجوهرهم  بعيدا عما يحمله من مصطلحات الخطاب المزدوج المضللة التي تستخدمها دوما الإدارة الأمريكية-"  حرية-تحرير-تحالف- دفاع-حرب- أستباقية-محور شر- صدمة –أسلحة نووية أمريكية أسلحة ردع-أسلحة نووية أخرى أسلحة دمار شامل– ترويع- حرب على الإرهاب...الخ" – وبلا شك أن القواعد العسكرية أداة أساسية للهيمنة الشاملة الأمريكية( هوس الهيمنة الكونية). فهي تشكل نقطة الشروع للحملات العسكرية ، وأساس للسيطرة على مقدرات الشعوب والبلدان التي تتواجد فيها هذه القواعد بل وعنصر تهديد للشعوب الأخرى القريبة من تلك القواعد, ولا تستثنى الدول التي في بلدانها قواعد عسكرية أمريكية من ذلك حيث تقام فيها القواعد الأمريكية بناء على اتفاق أو معاهدة أمنية كما تحاول اليوم في العراق، إذ يجد مواطنين هذه الدول أنفسهم تحت ضغط التواجد العسكري ويتوجب عليهم التحديد بما يخدم المصالح الاقتصادية والجيوسياسية والعسكرية الأمريكية, و تستخدم مصطلحات "القواعد" و"التسهيلات العسكرية" و"استخدام التسهيلات" التواجد العسكري-القوات المتعددة الجنسيات" كمترادفات، بحيث يحل أحداهما محل الآخر, جميعها تشير أنها هيمنة عسكرية غير شرعية ومرادفة للاحتلال بجميع المقاييس، ومن الصعوبة عملياً الفصل الدقيق بين هذه المصطلحات، مصطلح القاعدة العسكرية الأجنبية يعني منشأة تكون السيطرة عليها مطلقة للجانب الأجنبي، سواء كان ذلك عن طريق الإكراه، أو بمعاهدة أو اتفاقية, هكذا يطلق على جميع المنشآت العسكرية الأجنبية فـي المستعمرات والقواعد العسكرية الأجنبية، وغالبا ما يكون الأفراد القائمون بالعمل وتشغيل القاعدة الأجنبية من قوات الدول الأجنبية، ولا يستبعد وجود أفراد أو قوات من الدولة المضيفة( مرتزقة) يقومون بالعمل في أماكن اقل أهمية من القاعدة تحت إشراف أجنبي ويساعدون فـي حراستها؟ هكذا فإن صورة القاعدة العسكرية والتسهيلات العسكرية والتواجد العسكري الأجنبي أو القوات المتعددة الجنسيات متشابهة من جميع الجوانب يخدم تواجدها السياسي أولا( أمنها السياسي)، ولكنها تختلف من حيث طاقم الإدارة، ويعني استخدام التسهيلات استخدام المنشآت أو أماكن معينة تحت السيادة المطلقة للدولة المضيفة لفترة من الزمن يجري تحديدها ولغرض محدد سياسي - عسكري - اقتصادي، ودون أن تفقد أية درجة فـي سيادتها عليها أثناء الاستخدام, ويعتبر أكثر أنماط القواعد والتسهيلات العسكرية شيوعاً، ويعتبر بلا شك تهديداً للدولة المضيفة ولسيادتها وكرامتها" ذلك النمط الذي يتكون من مجموعة من القواعد المخصصة للتمركز الطويل المدى للقوات والطائرات، وسفن الأسطول, وهذا النمط هو الأقرب إلى الذهن عند الحديث عن القواعد العسكرية الأجنبية في العراق" وفـي مفهومه الواسع في العراق يعتبر الحديث عن القواعد والتسهيلات العسكرية التي تروم الحكومة العراقية منحها للقوات الأمريكية هو حديث عن أكثر النماذج ظهوراً فـي العلاقات غير المتكافئة بين الدول، وهو يبرز التبعية المطلوب تحقيقها ضمن عناصر الإستراتيجية العسكرية الأمريكية في العراق والتي انتهجها الولايات المتحدة منذ الغزو ولحد الآن لتحول العراق إلى ثكنة عسكرية أمريكية تخزّن فـيها الأسلحة ووسائل الدمار التي أعدتها الولايات المتحدة لاستخدامها فـي حروبها الإستباقية المقبلة ونهب ثرواتنا, بدلا من أن تكون الألفية الثالثة تنعم على العالم بالأمن والسلم والاستقرار الاجتماعي لشعوب العالم فوجئ العالم ببزوغ فجر الاستعمار والتبعية وقرصنة القطب الواحد تحت يافطة (الحرب على الإرهاب) التي عمم الإرهاب في كافة أنحاء العالم، ويصحى العراقيين يوميا على أصوات أقدام الجنود الأمريكيون تتجول فـي مدننا وقرانا ومساكننا تستبيح كل المحرمات وتعيث بالأرض فسادا, ومهما حاولوا دعاة العراق الجديد  ( حصان طروادة لاحتلال العراق) تلميع حالة الاحتلال ويتشدقوا بالعملية السياسية وبالاستقلال والعلاقات المتكافئة، فإن الواقع يكشف زيف هذه الادعاءات، فالطائرات الأمريكية تحلق يوميا وتقتل أبنائنا دون رحمة وبناء القواعد العسكرية جاري على قدم وساق في كافة أنحاء العراق، والقوات البرية الأمريكية المحتلة تجوب العراق طولا وعرضا ويتوجها السياسيون الجدد بتوقيع اتفاقيات عسكرية ومعاهدات للولايات المتحدة الأمريكية طويلة الأمد تشرعن احتلال العراق وتستعمره لعشرات السنين وتحقق لها:

1.  نطاق واسع من التسهيلات العسكرية واللوجستية المقدمة لقوات الاحتلال الأمريكية في العراق من خلال  قواعد ومحطات وموانئ ومطارات ومعسكرات ومراكز قيادة متقدمة لعمليات وحملات عسكرية مقبلة,

2.   تضمن التسهيلات والقواعد حق استخدام المجال الجوي واستخدام المطارات العسكرية والمدنية وعمليات النقل الجوي والانتشار المتقدم وخدمات الوقود والصيانة وتخزين الأسلحة

3.   تنفيذ المناورات العسكرية المشتركة أو التصعيد إلى حافة الحرب ضد أي دولة قريبة أو بعيدة استخدام الجهد العسكري لمكاسب سياسية.

4.  إنشاء ما يقارب 400 قاعدة مختلفة كبيرة ومتوسطة وصغيرة ما بين برية وجوية وبحرية في مختلف أنحاء العراق، وأهمية تلك القواعد تشكل مراكز عمليات عسكرية رئيسة شبه متكاملة تتمتع باستقلالية تامة دون تدخل من العراق

5.   القدرة على إسناد  ودعم العمليات القتالية ( جوية - برية – بحرية) سواء من خلال تمركز القوات فعليا في القواعد، أو تجهيز القاعدة لاستخدامها وقت الحاجة، وتتم إدارتها بموجب الاتفاقيات العسكرية مع الدول المضيفة لها ( صلاحية ساحقة

6.   تمكِّن تلك القواعد القوات الأمريكية من إدارة عمليات عسكرية رئيسة بشكل سريع في اتجاهات مختلفة دون حاجة لخطط حشد كبرى، أو إتمام ذلك الحشد بشكل سريع

7.  هذه القواعد لم تعد مجرد تواجد عسكري بشري أو بعض المعدات الحربية بل هناك  قيادة مركزية سياسية وعسكرية مخابراتية في العاصمة بغداد وكما نعلم إن اكبر طاقم سفارة بالعالم وعبر التاريخ هو طاقم سفارة الاحتلال الأمريكي في العراق،

 بات مؤكدا أن الإدارة الأمريكية لتزال تسخر ما يسمى (الحرب على الإرهاب) لتنفيذ برنامجها الكوني  انطلاقا من العراق كقاعدة تواجد كبرى , و نحن أمام إستراتيجية عسكرية أمريكية مخطط لها أن تكون موجودة في الشرق الأوسط لفترة طويلة وكما نعلم أن شبكة القواعد العسكرية الأمريكية  في المنطقة العربية موزعة بشكل يؤمن ديمومة عملياتها الحربية الحالية والمقبلة وفقا لإستراتيجيتها العسكرية والسياسية التي ثبت فشلها, وأغرقت الولايات المتحدة الأمريكية بكم من المشاكل الاقتصادية والعسكرية والسياسية وأكثرها تدميرا لمجتمعات العالم كافة ,ظاهرة الغلاء, وارتفاع أسعار النفط, وانهيار مقومات الاقتصاد العالمي, وحمى التسلح من جراء انتهاج الإدارة الحالية استراتيجية الحروب الإستباقية وغزو البلدان الآمنة والهيمنة المباشرة على ثروات الشعوب ونشر سياسة الفوضى وتصفير الأسواق المنافسة وتنفيذ مشروع القرن الأمريكي الجديد؟

هل يعي السياسيون الجدد في العراق دعاة الحرية الدموية وراكبوا موجة التغيير والديمقراطية الأمريكية إلى أي مستنقع استعباد واقعون والى أي وحل ذل خائضون والى أي دياجير مظلمة وكارثة تاريخية سائرون وللأجيال العراقية القادمة ماذا يقولون؟؟؟

لك الله يا عراق

 

الباحث: اللواء الركن : مهند العزاوي - رئيس مركز صقر للدراسات العسكرية والأمنية والإستراتيجية
Saqr_v@yahoo.com

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاثنين /  28  جمادي الاول 1429 هـ

***

 الموافق   02  /  حزيران / 2008 م