الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

          اقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ  سورة الأنبياء

 

التحرير آت ... فلنستعد

 

 

شبكة المنصور

نــــــون والـقـــــــلم

 

كعادة ربة البيت العراقية في الاستعداد لأعيادنا الدينية وأفراحنا، إذ تستنفر جميع أفراد الأسرة للعمل كخلية نحل لحملة تنظيف شاملة في البيت وصبغ الجدران وتنجيد المقاعد ليبثوا الحياة من جديد لاستقبال المناسبات السعيدة والمباركة . نحن الآن بانتظار عيدنا الكبير عيد نطهر به العراق من كل الأدران والأوساخ التي رُميِت عليه من المحتل فما هي استعداداتنا لإستقبال هذا الحدث العظيم ؟ وكيف سنعيد الحياة التي نريدها لبيتنا العراقي الكبير العظيم ؟

إعلم عزيزي القارئ بأن الإجابة على كل هذه التساؤلات وغيرها الكثير ليست بالعسيرة ولا تدخل في خانة المستحيل، فالإنسان العراقي عاشق متفرد بعشقه لأرضه والعاشق يفتدي روحه كي يرى معشوقته في أبهى حلة .

ربما تستغرق بعض الوقت نعم، ولكن ثقتنا بشعبنا العظيم هذا الشعب الجبار الذي سحق المستحيل لا تهزه رياح الحقد ولا تثنيه عن صنع الحياة التي يريدها لنفسه وللأجيال القادمة أية قوة مهما تعاظمت وصفحات التاريخ تزخر بالأحداث التي عصفت بالعراق وأحرقت الأخضر واليابس فيه فنهض معافى وأنتج وأبدع حتى أصبح رقما صعبا في المعادلات الدولية كما في زمن الشهيد المجاهد صدام حسين المجيد .

ولنبدأ من الأسرة، عماد المجتمع فأي أسرة نريد؟ وأي أسرة نسعى لتكوينها ؟ نريد أسرة يشع الحب والاحترام بين أفرادها حاملين في وجدانهم المبادئ والقيم الإنسانية المستمدة من الأديان السماوية ومن تراثنا العربي، يفخرون بانتمائهم لوطنهم ويستميتون للعمل من اجل نهضته والدفاع عنه ضد كل قوى الشر. ولأننا بناة حضارة فالإنسان العراقي لا يمكن أن يكون نسخة من الآخرين فيكون نتاج أفكار مستوردة ، بل هو طليعيا يستنتج أفكاره من الواقع الملموس المعاش ولأن الإنسان العراقي جزء مهم من هذا المجتمع فواجب وحق عليه أن يساهم في بنائه والمحافظة على منجزاته وممتلكات وطنه لا ان يكون معولا للتهديم وتعطيل عجلة البناء ، ولا يمكن ان تمحى من ذاكرتنا صور نهب آثارنا وبيعها ؟ هل يمكن لفرد اختاره وطنه أن يكون حارسا لتاريخه وتاريخ أجداده أن يساهم مع الجراد الأصفر القادم من الشرق مع الإحتلال بسرقته وتدميره؟ !!!

أن آفة أي مجتمع هي تدني المستوى التعليمي وبفضل الاحتلال انحدر المستوى التعليمي في العراق الى الحضيض، لذا فإن النهوض به للعودة الى ما كان عليه في زمن النظام الوطني يحتاج الى جهد ليس بالعسير على كوادرنا التعليمية ليصنعوا جيلا مبدعا بكل ما يحتاج هذا الإبداع من دعم الدولة له بتوفير مراكز للبحث العلمي ، كما أبدع أجدادنا السومريون مؤسسو النظام التعليمي المتكامل الذي هو ذات التعليم الذي تنتهجه جميع المدارس في العالم ليومنا هذا إن كان في طريقة وضع المناهج التحليلية وتنوع العلوم أو باستخدام العقاب والثواب ليلحق العملية التربوية بالعملية التعليمية، وأشركوا الأسرة وتواصلوا معها، آخذين في الاعتبار التطور العلمي خلال الحقب الزمنية المتعاقبة. وكذلك الحال في العهد الإسلامي الذي ازدهرت فيه العلوم والآداب والتراجم في زمن الخلافة العباسية وعاصمتها بغداد حتى سمي بالعصر الذهبي فأصبحت كعبه يحج اليها طلاب العلم. ومما يعزز ثقتنا بأن النهوض بالتعليم في العراق المحرر قريبا بإذن الله ليس بالعسير على الإنسان العراقي هو النظام التعليمي في العراق الذي انتهجه النظام الشرعي، وبه تميّز بين الدول العربية والإسلامية وأسس لأقوى وأفضل نظم تعليمية وتربوية ففاز بجائزة اليونسكو العالمية التابعة للأمم المتحدة في العام 1982 .

لننهض من جديد لنهيئ عراقنا لعيده الكبير ، ليشمر المهندس والفلاح عن ذراعيهما وليحتضنا تربة العراق جنة الله على الأرض هذه الأرض التي كان الفلاح العراقي يتغنى بها ، أصابتها العلل الكثيرة فبجانب انتشار الآفات الزراعية التي نخرت كل المزروعات بسبب انعدام مكافحتها طيلة السنوات الخمس الماضية فإن زراعه الحشيش القادمة مع الريح الصفراء من شرق العراق أضعفت التربة لأنها كالتلوث النووي تبقى آثارها لسنوات طويلة مالم تعالج جذريا لإستصلاحها وتهيأتها للزراعة من جديد . بل حتى نهري دجلة والفرات ، هذان النهران العظيمان يحتاجان الى أيد عراقية ماهرة تعيد لهما مسرى جريانهما الطبيعي ليبقيا شريان الحياة في عراقنا العظيم. فقد أولى العراقيون القدماء جل اهتمامهم للرافدين اللذين يغذيان ارض العراق فالملك حمورابي سن قوانين تصب كلها في العناية بهما وأعفى القائمين عليهما من الجندية الإلزامية ليتفرغوا كليا للعمل على ترميم القنوات ومد الجسور وإصلاح الموانئ . وكذلك عمل النظام الوطني الشرعي العراقي على الاهتمام بالزراعة والري فاستُصلحت الأراضي وتوسعت المساحات المزروعة تطبيقا لمقولة القيادة الشرعية ( الزراعة نفط دائم) ، إضافة الى المشروع العظيم لشهيد الحج الأكبر بشق نهر ثالث يمتد ليغطي نصف مساحة العراق طولا وعرضا .

اما من ناحية الصناعة وسبل تطويرها فإن وضع دراسات مستفيضة من قبل المختصين قد حان وقت إعدادها اعدادا كاملا والاستناد الى مرتكزات ومحركات التقدم والتنمية التي تفتح الابواب لبناء قدرات معاصرة لتشمل جميع الصناعات الخفيفة والثقيلة والاعتماد على الخامات المحلية وفسح المجال امام البحوث العلمية في التطوير الصناعي على كافة الصعد.

عزيزي القارئ الكريم نعلم جيدا دور الإعلام في حياتنا ، وبوجود هذا الكم المخيف من الفضائيات العربية المجندة والممولة وللأسف الشديد بأموال عربية مستهدفة النيل من قيمنا كان لها الدور الأكبر في تكوين شخصية الشباب الممسوخة والانحدار الخلقي الذي نراه على شاشات التلفزه يوميا بغية تغييبهم عن دورهم الطبيعي في بناء المجتمع باسم العولمة تارة وباسم التدين تارة أخرى . إن دور الإعلاميين لا يقل صعوبة وسط أجواء كهذه، فمهما تسلح بالإمكانيات ومهما لجأ الى تقنيات عصر المعلومات فلن يؤدي الدور الملقى على عاتقه ما لم ينهج نهجا قوميا وطنيا واضحا ليكون وسيلة لإظهار الحقائق وطرح المعوقات التي يعاني منها المواطن وبحث طرق معالجتها بدلا من تزييفها أو طمسها.

لا نغفل أن الحروب التي فُرضت على العراق أدت الى تلوث بيئي ، هذا التلوث الذي طال العراق من شماله الى جنوبه ناهيك عن نمط الحياة الذي اضطر الكثير من المواطنين لاستخدام مولدات الكهرباء ولإنعدام الرقابة على استيراد السيارات حسب المواصفات العالمية وقس على ذلك الكثير من المواد الاستهلاكية اليومية علاوة على هدم المباني وتراكم الأنقاض والعمليات العسكرية المستمرة ،ورغم انه لا يمكن تحديد نسبة التلوث بالمقياس العالمي لإنعدام الأمن ولكننا وبشكل مؤكد نستطيع ان نصنف التلوث البيئي في العراق الحالي من الفئة الأولى الشديدة التلوث، والشواهد على هذا كثيرة جدا مثل انتشار الأمراض الوبائية والسرطانية وحتى الأمراض المستوطنه التي اختفت بفضل جهود القيادة الشرعيه ، عادت من جديد بفضل الاحتلال وكذلك تشوهات الأجنة والمواليد ، ولم تنج المزروعات من هذا التأثير القاتل.

إن جميع المواد الوارده في اتفاقية جنيف تُحّمل الإحتلال مسؤولية وتبعات التدمير والقتل والسلب والنهب الذي طال العراق والعراقيين ، واستنادا الى هذه المواد فإن رفع الدعاوى ضد حكومة الإحتلال من قبل الافراد والمؤسسات الحكومية يجب ان يكون له الأولوية الآن وبعد التحرير وبتكاثف جهود المحامين مع جميع المنظمات الحقوقية في العالم لنسترد حقوقنا المستلبة ورد الحيف الذي اصابنا من شرذمة الاحتلال.

سنجتاز حتما موجة الدمار التي قلبت تركيبة الإنسان العراقي هذه الشخصية التي فطرها الله على الإيمان والجد والإخلاص في العمل ونبذ كلمة المستحيل من مفرداتنا، وسنعيد لسماء العراق صفاءها وزرقتها لنرى النجوم تتلألأ ثانية وليتغنى الشعراء بقمرها الساطع، سنعيد لتربة الرافدين خصوبتها لتشمخ قامات النخيل ثانية وليمتد السهل الأخضر على شواطئ دجلة والفرات وتتعالى فيها ضحكات أطفالنا وهم ينشدون حبا للعراق. ساعة النصر اقتربت وكلنا للعراق فالعراق لنا ولنثبت للعالم ان عراق صدام حسين ما زال حيا لن يموت . ورحم الله شهيد الحج الأكبر ومهندس مقاومتنا البطل صدام حسين المجيد حين قال:

{ عندما لا تحضر ميدان العمل والقتال لسبب مسوغ، لا تدع ظلك يغيب عن المكان، أو لا يكون صوتك مسموعاً. أرسم خططك العامة على قدرة الأغلبية وأستنفرها على ما هو أعلى، وأجعل النخبة حداتها الى حيث صعودها الدائم بالعمل القيادي.. وأجعل أول القوم يرى أخرهم، وأخرهم يرى أولهم }

وبانتظار عيد التحرير القريب لنستعد .



عاشت مقاومتنا البطلة وعاش رجال البعث الميامين
عاش العراق عاش العراق عاش العراق
عاشت فلسطين حرة عربية من النهر الى البحر
عاشت امتنا المجيدة من المحيط الى الخليج
المجد والخلود لشهدائنا الابرار
المجد والسؤدد شيخ المجاهدين عزت الدوري حفظه الله

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

السبت /  24  جمادي الاخر 1429 هـ

***

 الموافق   28  /  حزيران / 2008 م