الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

أَلغِرياني وَعُمَر ألمُختار

 

 

 

شبكة المنصور

عُبيد حُسـين سَعــيد

 

المخلوقات طبعت على حب الخلود وكره الموت والحساب حتى الحيوانات تدافع عن هذه الحياة وتخشى الموت نملة سليمان دليل على ما نقول( يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم....) وقد تتفاوت درجات الحرص على الحياة بين مخلوق وآخر.وقد ثبت من خلال الصراعات الطويلة مع اليهود إنهم من بين أكثر المخلوقات حباً للحياة والبحث عن كل ما من شأنه إطالة أعمارهم(ولتجدنهم احرص الناس على حياة)إذن لا بدمن صفاه ترافق هذا الحب للخلود ملامح هي: البخل,والجبن,والذلة.فهم يبتغون العيش أطول فترة ممكنة مهما كان ذلك العيش وإن كان ذلك يجعله ذليلاً بعيداً عن عيش الأحرار فاقدا كرامته ليس له من الأمر من سوى طعام,ومنام,ومركب ومع الأسف حذا حذوهم الكثير من (المتأسلمين) الذين بهرتهم الأضواء والكثير من العادات والتقاليد التي يأنفها الطبع السوي المسيطر على نزواته وشهواته.

لم تكن هذه الصفة حديثة العهد أو نتاج ظروف معينة جلبتها لنا (الديمقراطية)ففي كل الأزمان هناك رجال يدافعون عن ملذاتهم ومكتسباتهم المادية فمنهم من اتخذ الهُ هواه يسير خلف نفسهِ ويقلد الآخرين تقليداً أعمى دون فقه ودون ان يكلف نفسهُ عملية حساب بسيطة وأصبح يقلد حياة أعدائهِ في كل ما يضعف ويوهن شباب الأمة ويجعلهم عبيداً للذاتهم والأفكار الدخيلة على متوارث الخلق والنجابة والوفاء فبعدما كانت امة الإسلام لا تغيب عنها الشمس جيشنا غالب أصبحنا نلوذُ بالذئاب والثعالب لا نغضب لحق ولا ندافع عن حياض وطن وأصبح حب الحياة أثمن من الكرامة فاستأسد حملان أعداؤنا واستنوق ذكورنا فبدلاً من ان ناخذ الجزية صرنا ندفع أضعافا مضاعفة لقاء تمسكنا بصولجان الحكم نحمل اوزارنا واوزار شعوبنا,صرنا نطلب العطف من أعدائنا في حل قضايانا ذلك نتيجة ذلنا واختلافنا وتركنا ثوابتنا التي ورثناها عن رجال لا يغمض لهم جفن إذا ما تعرض ثغر من ثغور المسلمين إلى اعتداء ولكن الأحوال تغيرت والرجال تأثرت بطباع الأعداء من حب لحياة الترف والمال والنساء والسلطان فكيف ننتصر في معاركنا اذا تساوينا مع اعدائنا في المعصية هم يكذبون ونحن نكذب هم يغشون ونحن نغش مثلهم تركنا العمل بكتاب الله وهم تشبثوا بما عندهم فلما تساوينا معهم في المعصيةانتصروا علينا حتى وصل بالبعض أن يبيع أي شيء من اجل عرض أو غرض دنيوي يكبل به أحفاده ويلطخ تاريخه مما جعل الأعداء يؤسسون مخططهم على البعض من هؤلاء لتنفيذ مآربهم لمحاربة الأمة والعروبة والإسلام هؤلاء تراهم في كل زمان وفي كل وقت يتصنعون الجهاد في الساحات الجهادية التي يتطلب منهم شق الصفوف من خلال النقر على الدفوف لكنهم وان لبسوا ثياب التقوى لكنهم أدوات ودليل ذليل خادم للعدو فلقد سبق إلى ذلك الكثير من الأسماء من الذين خُيِّروا بين الحق والباطل فانحازوا للباطل على حساب الحق رغم وضوح الحق كوضوح الشمس في رابعة النهار- ومن هؤلاء الذين باعوا دينهم بدنيا غيرهم (الغرياني) رفيق درب عمر المختار ورفيقهُ في جهاد الايطاليين الذي استهوته حياة (الطليان) واستطاعوا استمالته إليهم ونيل رضا الفاشيين فصار كأنه منهم فخلعوا عليه من مال وجاه ومراكب ليتحول الرجل من ثائراً حافظاً للقران إلى تابع خانع دليل ذليل في يد أعداء الأمس يا حسرةً على الرجال يستبدلون الحياة الدائمة بالزائل منها ليصبح مدافعاً عن عدو الأمس ويترأس وفداً مفاوضاً ويلتقي صديق الأمس ويعرض الغرياني شروطه على عمر فلما انتهى من عرضهِ قال لهُ عمر:أنت تغيرت عن لغة قومك وأنا اعلم انك تعيش تحت رعاية ايطاليا عنايتها فقبلك عاش (جبلة مع الروم) وملابسك جميلة وتعيش تحت حمايتهم وتأكل أنواعا من الطعام وتركب سيارة جميلة وبالنتيجة أنت محسوب عليهم وأنا محسوب على الله الذي أمرني أن أقاتل حتى ألقاه وهو راض عني فليس لي حاجة بدعة حياتك ولا بالمال الذي تعرض عليَّ فلا يمكنني أعيش على وسائد الريش كما أنت تعيش لان الأرض وسادتي والسماء دثاري ولا أطيق ما تطيق إلى تصعد روحي إلى الرفيق الأعلى....مات عمر ومات الغرياني ولكن من يعرف الغرياني وإذا ذكرت سيرته ُتوارى الأحفاد والأقارب خلف حجاب مما يذكرون به أمّا ذكر عمر العطر فقد رفع رؤؤس أهله وبلدهِ والناس أجمعين .....واليوم يعيد التاريخ نفسه في العراق دولة تحتل بلدنا وتعيث في أرضنا فساداً وتدميراً وتقتيلاً ونهباً شاملاً لكل خيراتنا رغم ذلك نرى أحفاد مدرسة الغرياني (يعتاشون) على موائد الدم الأمريكي بل هم من يدافع ويبرر ويتباهون بالاحتلال باسم الديمقراطية والحرية التي انكشفت عورتهما وأصبح ذكرهم كذكر الشيطان الرجيم فهو كل المشكلة...فهل سيرعوي أحفاد الغرياني ويعودوا إلى أحضان الحقيقة ...الله نشكو سوء الحال والمنقلب.

 

obeadhs@yahoo.com

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الثلاثاء /  15  جمادي الاول 1429 هـ

***

 الموافق  20  /  أيــــار / 2008 م