الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

ألمقابــر والمنــابر

 

 

 

شبكة المنصور

عبيد حسين سعيد

 

يقول المثل العربي إن لم تستح فاصنع ما شئت.

الحياء ما أدراك ما الحياء!! إنّهُ شعبة من شعب الإيمان وركن ركين من أركان التربية النفسية لبني البشر كما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم وكم هي جميلٌُ أن تزدان جباهنا بمسحة منه والتي هي مثابة ميزان دقيق تتوازن به المشاعر والخلجات والنوايا فترتطم بثوابت التربية وأُسس الإيمان فتتجلى عن احمرار أوداج وانفعالات تخلو من الغضب البائن كما وصف الأصحاب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ووصف حياءهُ(كالبنت في خدرها) والحيي ينال رضا الناس واحترام الأقارب نسبة هذا تصغر وتكبر وفقاً لدرجة إيمانهِ كما في قصة الرجل الذي يؤمن إيماناً راسخاً بأنه سيحشر ويحاسب على ما اقترفت يداه من ذنوب وان الله سيراه فأوصى أهله بعد موتهُ أن يقطع جسده ويحرق ويذر في البحار فلما سأله رب العزة عن السبب أجابه يا رب إني استحي أن أواجهك وذنوبي تملأ طباق الأرض خطايا فقال الله لملائكته :ادخلوه الجنة لأنه يستحي مني.. احدنا لا يستحي من ربه وهو يعصي الله على أرضه وملكوته ولا يبالي لأنين سجين مكلوم ولا لتظلم مظلوم ولا لجوع طفل مفطوم ولا لزفير شيخ مهضوم ولا لشابٍ مكظوم ولا لوعة لأم رؤوم فلا حرمة لإمام يؤم الناس في الصلاة ويدعو إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة ينزَّل من منبر رسول الله ويسحل عارياً وتقطع أطرافهُ ويترك طعاماً للكلاب وصور تناقلتها الفضائيات تقشعرُّ لها الأبدان وتشيب لها الولدان ففي كل يوم من المقابر الجماعية(لأشخاص مكبلين بالا وصاد وعليهم آثار تعذيب) المشهد وزع وتستلم الحكومة نسخة منهُ ... لكن هل انعقد مجلس النواب لمناقشة الأمر؟لا, هل استقال وزير الداخلية؟ لا, هل خرج أحد المسؤولين يستنكر هذا الإجرام؟ لا , إذن ما العمل ؟ ما الأمر أين نحن ؟ كيف يحدث ذلك ؟

قتل امرءٍ في غابةٍ قضيةٌ لا تغتفر                  وقتل شعبٍ مسلمٍ قضية فيها نظر

على حين غفلة لبست الحكومة لباس التقوى وأصبحت تطارد حلفاء الأمس وتختار اسماً جديداً(الخارجين عن القانون) بعد أن غضت طرفها عنهم وعن جرائمهم بالأمس والمجازر المروعة التي ارتكبت ومن تحت عباءة (البرلمان) وسمعه وبصره عصابات هجرت الناس وقتلت العلماء في مناطق بغداد المختلفة وسمل العيون (وطبخت العلماء في قدور الضغط) ليقدموا لأهاليهم حتى باتوا لا يستطيعوا تفسير هذا الحقد لا نجد له شبيه لدى وحوش الغاب وما عمليات الخطف اليومي التي ضجت منها ملائكة الأرض والسماء ولم تحرك الحكومة- ساكناً والتي طالت وكلاء الوزارات والعامين من المدراء وطالت حتى رئيس اللجنة الاولمبية من سكان الحكومة - الحمراء التي تؤيد هذه الجرائم وتلتمس للقتلة الأعذار لا لشيء سوى إنهم كانوا السبب في صعود نجم بعض(المغمورين) في سماء السياسة الذي وصِّلوا (بكوبري) الطائفية إلى مواقعهم الحالية ولكنهم أيقنوا إنّ هذا الذي كانوا يحلمون به هو نتاج (خبطة) أمريكية وان (الحل والعقد) بيد حكام البيت الأبيض لا غيرهم وان (البطاقة) الذهبية لا يمكن تجديدها إلا بختم السفير كروكر الذي اركبهم قوارب نجاة مؤقتة للنجاة بما تبقى من عملية سياسية ولدت (ميتة)فوافقوا على التخلص من حليف الأمس الذي بهت من شدة انحراف خط مسار حليف البارحة وانقلابه.... وتملصه من مشترك الأعمال التي قام بها (الساكتون عن الحق) في مجلس النواب ولما اسقط في يدهم خرج عضو مجلس النواب (عقيل عبد الحسين) من على شاشة الشرقية ليقول بفم ملآن إن المقابر الجماعية التي عُثِرَ عليها في المحمودية ليس لجيش المهدي فيها صلة!! ونسأل السيد (نائب الشعب)

إذا كنت لا تدري فتلك مصيبةٌ              وان كنت تدري فالمصيبة أعظم ُ

اسأل يا سيادة النائب أي من سكنه المحمودية وأطرافها عن عمليات الذبح على الهوية التي طالت حتى الرضعان لا لشيء ارتكبوه سوى أنهم يقولون الله أكبر بلسان عربي لا يقولونها بغيره .. فمن العيب أن تقلب الحقائق وإخفاء نور الشمس بغربال الافتراء على الآخرين فقد كانت الميليشيات تتحكم حتى في أوقات فتح وإقفال دكاكين الباعة المتجولين في سوق المحمودية وطرد باعة الخضروات وباعة الأسماك من السوق لأنهم من العرب (ال.... ) قل لي بربك من كان يخطف الناس ويساوم على حياتهم لقاء الآلاف الدولارات؟ غالباً ما يضطر الفقراء لبيع بيوتهم ومقتنياتهم لدفع فدية لأحد المعممين في حسينية من الحسينيات التي اتخذ منها مسلحاً ومسلخاً في آنٍ معاً تجز فيها الرؤوس وتخبىّ فيها التروس .وعلى أعمدة الكهرباء تعلق الجثث ..أي كلام هذا؟ أين كان دور الحكومة وجيشها؟ كان لا يستطيع مواطن من المناطق المجاورة لقضاء المحمودية أن يمر مجرد مرور في شارعها فلابد له إما أن يكون أو لا يكون وتحت بصر وبصيرة المحتل الذي هو من يشرف مباشراً أو عن بعد عن كل ما يجري وجرى في العراق فالمواطن هو الهدف من الاحتلال لأنه صعب ترويضه كبقية الذين (سلموا الجمل بما حمل) من حكام الأمة الخانعين, فالمحتل ويده الحكومة هو من ذبح ويذبح أهلنا في مدينة (الثورة) الصدر كما هو حال مدن العراق الأخرى.حديثة , الفلوجة,الانبار,عرب جبور , النجف , الزركة , البصرة. الكوت, الموصل , الزنجيلي , وتل عفر,إنّ قصف الأحياء بالطائرات الأمريكية التي لا تفرق بين طفل وشيخ وامرأة رغم ما يسمونها(ذكية) كذكاء بوش الذي أستُغفِل من قِبل حفنة من الذين قادوا الغزاة كقطيع أغنام إلى بركة العراق التي لابد أنهم عضواّ أصابع الندم ولعنوا اليوم الأسود الذي وطئوا فيه أرضنا وأصبحوا كديك خاسر في حلبة الرهان .

 

obeadhs@yahoo.com

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاثنين /  14  جمادي الاول 1429 هـ

***

 الموافق  19  /  أيــــار / 2008 م