الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

الإرهاب والإرهاب المقابل

 

 

شبكة المنصور

عبيد النمراوي

 

كَثَرَ الحديث في السنواتِ ألماضية عن الإرهاب والعمليات الإرهابية في العالم باجمعه. وهذه المفردة الفضفاضة الغير متفق على تعريفها لحد الآن وخاصةً من قبل الدول المستفيدة من هلامية الكلمة.

ولكنها أخذت الحيزالاعظم والحجم الاكبرً وساحة استخدامهاكل الساحة العربية والاسلامية والناطقين بلغة الضاد ونتاج استعمال المفردة (الانتقام) ان ضمّخت الملايين من البشر وأصبحت شغلاً شاغلاً للعالِمِ والجاهل على حد سواء فسيق بموجبها آلاف الأبرياء الى المشانق بإعدادٍ مسبَّق ومفبرك في دهاليز الصهيونية العالمية (والسي أي أي الامريكيةوقطعت أرزاق الملايين بفعل الكلمة السحر والتي ما أن نسمعها حتى تتراءى إلينا الاوصاد ,والأصفاد, والشناطات, البلاستيكية,والحديدية,والأكياس,والسلاسل الحديدية, وابو غريب وغوانتاناموا,والملثمين وفرق الموت,وبلاك ووتر وقائمة عريضة طويلة كلها جاءت ببركات العم بوش زعيم الارهاب العالمي وجميعها ترافق كل من يشار اليه بوشاية واشٍ او حس متحسس أو بجاسوسية متجسس سيان عند من يحالفه الحظ ويطيح به حظه العاثرإذا كان قد انبس بكلمة واحدة شتم فيها الديمقراطية والحرية الامريكية سرعان ما تجده معلق بكلاليب التعذيب في احدالمعسكرين الحكومي او الأمريكي فكلاهما بنيٌ على الظُل والقهر.

يصبح مجرم من تلفظ بكلمة حق امام كلاب السلطة فالويل كل الويل لمن اصطادته شبكة الصيد الجائرة التي لاتعتمد ضوابط وليس لها مواسم كما هي عادة الصيادين المهم ان سلطة المحتل ومن يسانده من (قرود) الحكومة المخولين بالقتل في كل الحواجز نحن مخولين بالقتل بأمر من القائد العام للقوات المسلحة لا تشفع لك بطافقة الهوية ولا شهادة الجنسية ولا عدم المحكومية ولا هيئتك( وانت تتقلد السدلرة او البيرية) ولا كونك كبير سن او صغير المهم انك في حظرة سلطة مطلقة لا رادع ولامانع لما تتصرف به فتخرج من سيطرة التفتيش محمولاً الى سجن الداخلية ا والى معتقل الكاظمية الرهيب وبجعبتك اعترافات قتل المئات من الأشخاص ولا يشفع لك شهود ولا يمين -يظهر فيما لو حالفك الحظ ولم ترمى على احدى مكبات النفاياتاو قوارع الطرق يتبين ان جميعهم احياء يرزقون- وانك ارهابي خطير وحتى تسجل اعترافاتك تلفزيونياً وتعترف على امور خيالية كما هو حال امام مسجد الموصل الذي اتهموه باللواط والاغتصاب رغم الاف الشهود من اهل الموصل خرجوا بتظاهرات تدحض ادعاءات الفضائية المعروفة ....وغيرها الكثير من الأمور التي تقشعر لها الجلود ,والابدان وكل ذلك تحت ظل قانون الإرهاب الذي بات على مقاسات العرب والمسلمين وأصبح المجاهدون بالأمس إرهابيو اليوم- و أعلنت الحرب على الإسلام ودُقّت طبولها, أعلنها (أغبى أبناء أمريكا) حرب مفتوحة ويا ليتها كانت دفاعاً عن حدود أمريكا ولكن بوش تجاوز كل النظريات التقليدية - ملعون من أشعل فتيلها- إنَّ المتتبع للشأن العراقي والأفغاني يرى صورة الأمريكي القبيح الذي شاهدناه في أفلام الكابوي وحمى الذهب وكيف كان الحقد يتطاير شررا من عيون رعاة البقر وهم يجتثون اهل امريكا الاصليين وعلى انقاضهم قامت دولة الشر التي لملمت كل عتاة الإجرام والجشع وامتهان البشر وجعلت منهم كيان على حساب العبيد سكان أميركا واصبح الرجل الأبيض هو السيد المطلق. جاءوا يحاربون دين الإسلام الذي ساوى بين الأحرار والعبيد قبل أكثر من ألف واربعمئة عام .

جاءت أمريكا بكل جبروتها وخيلائها تحارب بلداً كان له دالةً على الإنسانية جمعاءفهو الذي علمهم الكتابة وأسس العدل والمساواة بين الناس جاءوا بقطارهم المحمل بأحقاد السبي البابلي وانتصارات عمر بن الخطاب وصلاح الدين فأعلنوها صليبية دون مواربة أو خجل والحقد يملأ صدورهم ضد مئات الآلاف من المدنيين العزل وكبار السن والنساء والأطفال وحتى مبتوري الأطراف يرزحون في سجون الحكومة ومعتقلات الاحتلال ,لا يعرفون سبباً وجيهاً لانقطاعهم عن الدنيا والأهل والولد يعانون الأمرّين من صنوف تعذيب يتفنن الجلادون في اختلاق أسبابه(في سجون أمريكا العائمة في البحار والمحيطات وأخرى لدى حكومة الاحتلال الرابعة فهاهي سجون الداخلية يمتلأ بعشرات الآلاف من الأبرياء ممن لا يعرف سبباً لاعتقاله وهو المعيل الكفيل بابيه الأعمى الذين أصبحوا يزفرون ويدعون الله على من ظلمهم لما يتعرض أبنائهم من عذاب وتسميل عيون وقتل وإلقاء جثث في مكبات القمامة ومجاري الأنهار وأشباه بشر ينتزعون اعترافات من أبرياء تحت ضغط لا يتحمله إنسان من لحم ودم وتحت رحمة قضاة مغلوبين على أمرهم يخافون إن يمحقهم سلطان(إيزابيلا) فقد أذعن الصحابي الجليل عمار بن ياسر لجلاديه من ضغط أذى الكفار .إنَّ ظاهرة (الانتحاريات) كما يسمونها من النساء والتي كثرت في الآونة الأخيرة في سوق الطيور وفي ديالى وفي الدورة وآخرها في الانبار في الخالدية حيث قامت امرأة كبيرة السن بتفجير نفسها على نقطة تفتيش تقول الروايات أنها راجعت بيت احد المحامين لتوكيله للدفاع عن ولديها المُعـْتَقَلَيْنِ في السجون العراقية .ان الضغط الكبير الذي يتعرض له الأهالي ومماطلة الحكومة في تنفيذ قانون العفو لآلاف من أمثالهم الذين تملأ قلوبهم الحسرة والأسى من التعامل اللا إنساني الذي تتعرض له أمهات وزوجات وأخوات المعتقلين عند زيارتهن سجون الداخلية وما يلاقين من صنوف الاهانة والاستهانة وآخرها(إصدار أمر بخلع جوارب النساء عند الدخول إلى باحة السجن للقاء ابنائهم الذين يتمنون الانتحار لولا خشية الله)وعدم توفر الرعاية الصحية اللازمة للنزلاء الذي يعاني اغلبهم من أمراض معدية ومزمنة كالتدرن الرئوي والجرب وقلة الحمامات ودورات المياه ومنعهم من الاستحمام لأسابيع في هذا الجو الحار الذي يعيشه أهلنا في العراق فأصبح قرص الأسبرين يباع بالعملة الصعبة( وبرزت ظاهرة عدم الذهاب إلى المصحات الحكومية خوفاً من التصفية اوالبيع كما هو حال فرار مجموعة من قادة المليشيات مؤخراً واصبح نداء الاستغاثة كمن يصوت في وادٍ سحيق ولا حياء لمن تنادي .

ومن كثرةهذه العذابات افرزت المرحلة الحالية ظاهرة التضحية بالنفس كتعبير عن عن ردة الفعل المعاكسة التي تساويها في المقدار وتعاكسها في الاتجاه كما يقول اهل الطبيعيات فيضل الكثير من ذوي السجناءالموت على ما يعاينونه من ظلم تجاه أبنائهم فيلجأ البعض منهم إلى التضحية بنفسه جزعاًً ولقلة الحيلة والقنوط وعندما تحدث هكذا عمليات تسجل على انها ارتكاب عمل ارهابي فيكتب اسمه ضمن قوائم الإرهابيين التي اصبحت لا ضابط لها فما دام القتيل عربي او مسلم فلا بواكي له واما اذا كان من الافرنجه وصاحب عينين خضروان فتجيَّش له الجيوش وتدوي صفارات الانذار ( قتل امرء في غابة قضية لا تغتفر وقتل شعبٍ مسلمٍ قضية فيها نظر )

فالله الله في الناس فلقد وصل الأمر بالناس أن يفضلوا الموت على حياة الذل والهوان في عراق الديمقراطية والحرية.

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاثنين /  12  جمادي الاخر 1429 هـ

***

 الموافق   16  /  حزيران / 2008 م