الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

اخلاق الحكام

 

 

 

شبكة المنصور

عبيد حسين سعيد

 

كان منصب القاضي على مدى أكثر ألف سنة من عمر الدعوة الإسلامية من أخطر الوظائف وأدقها لانها تدخل في حياة الإنسان فعندما يجبر المكل اليه مهمة القضاء كأنه وقع في مصيبة وحبل التف حول رقبته ولابد له ان يتخلص منه لكن ذلك أمرٌ لا مفر(القضاة ثلاثة اثنان في النار والثالث في الجنة) واستمر حال القضاء إلى أن انطفأت الخلافة الإسلامية وخفت بريقها بعد أن احتل المغول بغداد وقتلوا العلماء واستباحوا أهلها وهدموا مساجدها وجامعاتها ومدارسها وأصبح القتل شهوة فأمسى حال بغداد اسوداً كسواد ليلها والضيق يلف البلاد والعباد فالذئب يحكم بين الناس ويقسم بينهم أرزاقهم من دون الله ما أشبه اليوم بالبارحة...محكمة شكلت تحت ظل الاحتلال وقانونها خرج من تحت عباءته واجبها محاكمة قيادات البلد الذين كانوا يحملون شرف الوظيفة العامة وأدّوا الأمانة الوظيفية بكل إخلاص وتفاني ولكن الأمر سرعان ما جعلهم يقفون بعد الاحتلال في قفص الاتهام بتهم (مختلقة) وليس الأمر هنا فقد فُهِمت العبارة واستُلِمت الإشارة .

القاضي عندما ينادي عليهم وهم من كبار قادة البلد ويناديهم باستخفاف فينادي على وزير الدفاع الفريق الركن سلطان هاشم بـــ سلطان وهو المعروف بخلقِهِ ونظافة سجلِهِ فقد كان الفريق سلطان ضابطاً والقاضي طفلاً يلعب في أنهار شوارع العمارة ودروبها إنّ تولي القضاء ليس تشريفاً ولكنهُ تكليف ومهمة صعبة فكيف بمن يطلبها(طالب الولاية لايولى) فأي استهانة هذه وأي قانون يلغي حقوق المتهم (المتهم بريء حتى تثبت إدانتهُ)..وقف علي ابن أبي طالب رضي الله عنه ورجل يهودي أمام القضاء وكان القاضي عمربن الخطاب رضي الله عنه فنادى عمر على علي: يا أباالحسن ونادى على اليهودي باسمه وعند انصراف اليهودي لاحظ عمر الحزن على وجه علي فقال : ما يُحزِنُكَ ياعلي ؟ قال علي لعمر: يا أمير المؤمنين أنا حزين لأنك ناديتني بكنيتي وناديت اليهودي باسمه والنداء بالكنية معناها التكريم ..انظر كيف كان القضاء وكيف كانت الرجال تتعامل مع المسميات والأحداث قاضٍ(دمية) تتداوله أيادٍ لم تعُد خفية يحكم في السابق على المتهمين بالإعدام مجرد اتهام بالقتل واليوم يقف أمامه قادةعظام لهم الشرف أن يكون بهذا الموقف فقد وقف قبلهم قادة عظام فهذا الصحابي الجليل عبد الله بن حذافة السهمي ,وذاك عمر المختار, وبالأمس الشهيد صدام .. وهذا حال إذا كان القاضي محتلا والمحكوم مغلوب على امره ولك ن الله لاينام.

obeadhs@yahoo.com

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

السبت /  12  جمادي الاول 1429 هـ

***

 الموافق  17  /  أيــــار / 2008 م