الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

احمد منصور " نهج خاطىء واسلوب رخيص"

 

 

شبكة المنصور

صادق شعيب

 

طالعنا احمد منصور على قناة الجزيرة ببرنامجهِ " شاهد على العصر" مع ضيفهِ "حامد علوان الجبوري" بسلسلة حلقات ، والغريب في الأمر ان يصل البرنامج الى نتيجة ينعدم فيها التمييز بين خيانة النفعيين والوصوليين والمندسين المتسترين، وبين الشهداء والقادة التاريخيين.

فلماذا صبغ منصور كلامه بلغة حاقدة وهجومية ؟

فهل أصبح الإعلام لديهم مجرد ستارة يروّجون في كواليسها لحرب نفسية اعلامية تهدف لبث أفكار سامة تلوث فكر الشعب العربي وتدمر روحه المعنوية التي لطالما استمدها من قادتهِ الابطال والشهداء الخالدين؟
لماذا يقف مشوّها مسيرة الثورة وإنجازاتها بأسئلة وارقام حاقدة وكاذبة؟

لماذا يقف مستشهداً بمعلومات غريبة بعيدة كل البعد عن الصحة والواقع؟

لقد كنا ومازلنا نحترم الرأي الآخر. كما لا زلنا نسجّل تقديرنا لأحمد منصور عندما كان شاهداً على اقتحام الفلوجة. وهو يعرف ان شهرته التي حققها في معركة الفلوجة كانت من خلال اسهاماتهِ كمراسل من قلب المدينة حيث رأى بأم عينه كيف دافع ابناء العراق الغيارى، أبناء " الشهيد صدام حسين" عن مدينتهم.

ويعرف كيف دافعت المقاومة العراقية التي هندسها وسهر على تشكيلاتها هذا القائد الباسل منذ بداية ام المعارك. فقد كانوا أبطالاً لا يعرفون الاستسلام ولا يهاودون على قضية او مبدأ.

والسؤال الذي يطرح نفسه هو: هل أنك تسعى لتوظيف هذهِ الشهرة بشكل عكسي؟ أو أن ما قمت بهِ كان عفوياً لم يلق الارتياح عند الحاقدين على المقاومة، فوبَّخوك واستجبت أنت لهم؟

إنه عوضا من ان توظف معلوماتك وبرامجك وامكاناتك وتتحدث بالحقائق عن انجازات قيادة البعث، وتبقى مكانتك رفيعة في نظر الجمهور والمقاومة والعروبيين، استسلمت للآخرين بإعداد هذهِ الحلقات الفارغة من أي محتوى قومي وعروبي قاصداً الاساءة إلى رواد الثورة التي لا تخدم إلا اعداء الثورة العربية من امبرياليين وصهاينة ورموز اصولية حاقدة على قيادة الحزب والثورة.

فقد حُدد هدف هذا البرنامج من بدايته على دوافع يمكن وصفها بما يلي:

1. تشويه بقيادة البعث ورموزهِ وعلى رأسهم ابو الشهداء صدام حسين .
2. إعداد محدد الأسباب موجّه النتائج.
3. انتهاج إسلوب مخالف للاعراف والاصول الحوارية بين المقدم والضيف والمشاهدين.

ونحن لا نرمي من خلال هذهِ المقالة للرد على احمد منصور وعلى ما جاء في برنامجهِ باسلوب خارج عن اللياقة الاعلامية، ولن نتحدث كثيرا على ما جاء فيه من اتهامات لكونها باطلة من اساسها. وهي مجرد مهاترات وتصرف غير مسؤول.

وما يعزز مسألة عدم الرد هو وضوح الثورة العراقية ونهجها وعقيدتها وممارستها. فقيادتها وكوادرها ومؤسساتها أكبر من أي انتقاد من الحاقدين، وهذا ما اعترف بهِ احرار العالم جميعاً ومناضلو ومثقفو الوطن العربي بشكلٍ خاص. وهو ما تعرفه انت وضيفك ايضاً، ولكنكم تنكرونه بتعمد وقصد خاليين من المقاييس الاخلاقية لمن يتحدث عن التاريخ.

والجدير بالذكر ان الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية في العراق قبل الاحتلال، ليست بالشكل الذي اراد ان يصوره " شاهد على العصر" ، بل كانت من أكثر التجارب العربية، إذا لم تكن الوحيدة، في مسارها واهدافه، بحيث كانت التطبيقات التي شهدها القطر العراقي منذ ثورة 17-30 تموز المجيدة تنسجم مع مبادئ الحزب وتطلعاتهِ القومية على الصعيدين القطري والقومي، ومنسجمة مع آمال شعبنا وتطلعاتهِ. ومن المؤسف ان حامد الجبوري، الشاهد على العصر، وأحمد منصور، مقدم البرنامج، لا يعترفان بشيء من هذهِ الانجازات " التأميم والتربية والتعليم والصحة "...الخ.

وعدم الاعتراف متأتٍ من مواقف مسبقة مرسومة من الذين يوجهون البرنامج من خلف الستارة. ولو القينا نظرة على كل حلقات برنامج احمد منصور لأدركنا بما لا يقبل الشك خلفية انتمائه، ولاتضحت لدينا اهدافه واغراضه، بحيث يحول الممارسة الديمقراطية داخل الحزب إلى دكتاتورية في الوقت الذي يدافع فيه عن المتآمرين، والمنشقين عن هذا الحزب القومي عبر كل مراحله.

فهو عندما يعتبر ان تصدي القيادة للامراض الخبيثة التي اصابت العراق والعراقيين من الداخل والخارج، وخاصة كثرة الخونة والمتآمرين، عندما يعتبر محاكمتهم على فعل الخيانة قمعاً وارهاباً فإنه منتهى السوء والتقدير حينما يبرئ الخائن ويدين القاضي الذي يحكم على الخونة بالعدل.

وهل ينتظر احمد منصور أن تستفحل الخيانة ليحل بحركة الثورة العربية اكثر ما حل بها من مؤامرات خططت لها الادارة الامريكية، وأسهم في تنفيذها الخونة في احتلال العراق، كخطوة على نشر الخيانة وتعميمها بين ضعاف النفوس؟

في الحقيقة لا يمكن لاحد ان يتصور حياة العراقيين التي كانت سائدة في ظل قيادة الحكم الوطني إلاَّ شعبنا في العراق ومقاومته. أما الآخرون فهم غارقون في بحر التشويه الذي يصب في مصلحة المحتل وعملائه.

لن نطيل الحديث عن برنامجكم بل سنقول ان مثل هذهِ الآراء قد تجاوزتها المقاومة الوطنية العراقية وشعب العراق ولم يتأثروا بكل ما يحمله أحمد منصور في جعبته من اتهامات وتزييف للثورة ولقادتها.

وندعو أحمد منصور إلى صحوة ضمير، كما ندعوه إلى الابتعاد عن اقتناص الفرص، فشعب العراق الذي لطاما اتخذ من التحدي والصمود سلاحا في مواجهة المؤامرات المقيتة، والذي طالما حاك من دمائه أروع صور المقاومة.. والذي طالما صاغ من خيوط الشمس عتبة نهارنا.. إن هذا الشعب الذي حول معاناته ووجوده إلى قنبلة تنسف الوجود الأمريكي في العراق والأمة العربية، لقادر على ان يحرر نفسه من دنس المتآمرين والمحتلين من اجل السيادة والحرية والنصر.

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الجمعة /  16  جمادي الاخر 1429 هـ

***

 الموافق   20  /  حزيران / 2008 م