الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

 

المجاهـد عـزة الدوري القائد الاعلى للقيادة العليا للجهاد والتحرير

المقاومة العراقية على مشـارف النصر التاريخي فقـد أذلت الأعداء وستسحقهم بعون الله

 

 

شبكة المنصور

 

 

المجاهد عزة الدوري لـ « الموقف العربي »

المقاومة دمرت حلف الشر و بوش يترنح

 

كان موعدنا هو الموعد الأول على قائمة مواعيده مبكرا، وكان عامل ضيافتة العربية ثلاثية الدافئ « قهوة عربية. شاي. حامض - نوع من الليمون المجفف يعرفه ضيوف العراق-» يقدم لنا أول ضيافة اليوم بكرا منبعا ومصبا وتقديما.

هذا الحوار هو الثاني مع قائد اعلى معركة في ميدان القتال والسلاح يتكلم والخيل فصهل، وقد أجري الحوار الأول في موقع عسكري على عمق في أرض مغرب الوطن العربي، وجاء النصر واحتفل القائد الاعلى وثورته وثواره بالنصر.

وهذا الحوار أجري أيضا والقائد في ساحة الوغي يردع الظالم المتجاوز المدي، ومن نصر مغرب الوطن، إلي مشرق الإشراق يصنع نشامي الرجال النصر في أرض الوطن الواحد. ضد العدو الواحد، وإن بلغ الزمن عقدين بين نصر اللقاء الأول والحوار الثاني من مغرب الوطن العربي إلي مشرقه.

حديثه في لقائنا بين خالد وعقبة وسعد بن أبي وقاص، وبين بوفرا وتسو والهيثم وحمورابي وروسو في الدين عبادات ومعاملات.. إيمان وعمل، وفي الدولة واجبات وحقوق. قوانين وقيم يطوف من الاستراتيجية ومناهجها. إلي المؤسسات ومهماتها في المشروعات والأمن مرورا بالصوفية وبحارها. المحافظة على القيم، وحماية الوطن هكذا كان لقاؤنا دائما ينصح بمرجع أو يطلب مصنفا - كتابا- أو مستفسرًا -بتواضع- عن مفرد.

كان موعد هذا الحوار قد تأخر 63 شهرا، إذ كان من المقرر أن يتم في آذار/ مارس 2003 حين كان سيادته قائد الجبهة الشمالية، وكان قد اتفق على أن يكون كاتب السطور -بناء على طلبه- من بين فريق إعلام الجبهة. لكن تعديلا من القيادة استوجب تغيير مكان الاجابة، وتأخر موعد إجراء زمن الحوار خمس سنوات وبضعة شهور «ثلاثة وستين شهرا». وجاء الموعد وفاء بالوعد، فالرجل صادق كفجر الجبل.

في ثلاثية الأُوَلْ -الأوائل- جاء العراق فهو صاحب أول أبجدية في التاريخ -أول من عرف الكتابة- وهو صاحب أول قانون عرفه العالم (الانتصار للعدالة وضمان ألا يضطهد القوي الضعيف) قانون حمورابي، ويعرف الجميع ذلك ويعترف الأصدقاء والأعداء ومنهم الأكاديمية أستاذة الجامعة الوزيرة السابقة «مادلين أولبرايت» فقد قالت:

( قانون حمورابي الهبة التي تلقتها الحضارة قبل أربعة آلاف سنة من بابل القديمة التي تعرف الآن بالعراق) «ص 261 -الجبروت والجبار ».

أما ثالثة الأول، وبمناسبة بابل فهي «السبي البابلي الأول» بقيادة نبوخذ نصر، ولأن الأضداد أنداد فكما بدأت الحرب بثلاث وثلاثين دولة بين متبوع وتابع مبيوع، فعلى الفارق اعتداد وإن اتفق العدد حيث تتكون (القيادة العليا للجهاد والتحرير) من ثلاثة وثلاثين جيشا.

وإذا كانت «مادلين أولبرايت» وزيرة خارجية الإرهابي الصهيوني «بوش السابق» قد قالت نادمة متحسرة:

(سياسة الهيمنة تتناقض مع الصورة الذاتية للولايات المتحدة، وتشكل طريقة رديئة لحماية مصالحنا، وقد تبين أن تطبيقها في خدمة ما اعتقد قادتنا أنها «المبادئ الصحيحة والمثل العليا» -كما هو الحال في العراق- استنزاف مميت للموارد الأمريكية والقوة العسكرية والهيبة، وليكن ذلك درسا لنا) «انتهي الاقتباس -الاعتراف- لأولبرايت».

إذا كان من فضلٍ لكسر الاستكبار الأمريكي، وتحطيم الصلف الأطلسي لدرجة استخدام مادلين مفردات «مميتة للقوة والهيبة والموارد، وأن العراق درس لنا»، فإن هذا الفضل إنما يعود لنشامي وماجدات المقاومة بـ «القيادة العليا للجهاد والتحرير» يقودها خادم المجاهدين «عِزة إبراهيم الدوري -القائد الاعلى لجبهة الجهاد والتحرير الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي على المستوي القومي، وأمين سر قطر العراق.

وإذا كان وقت حوار القائد الاعلى الأخ «عزة الدوري» في هذه الظروف الفاصلة الحاسمة الحاكمة ميدانيا تؤكد كرم وقيم وسخاء خادم الجهاد والمجاهدين. لأن الدقائق والثواني ثمينة في «المكان والزمان والمناخ» كما يقول أمير القيادة في ختام هذا الحوار.

وإذا كانت «الموقف العربي» وهي أكثر المطبوعات حوارًا مع القادة والرؤساء والملوك تعتز بذلك فإن اعتزازها أكثر وأبلغ وأصدق حين يكون اللقاء أو الحوار مع قائد في عرينه وسط جنده خلال معركته الفاصلة ضد أعتي قوة ظالمة.

وإذا كانت -الموقف العربي- تواصل سبقها الذي تعتز به حوارًا ومحاورا، فقد كان لقاؤها السابق على هذا الحوار مع خادم الجهاد والمجاهدين «عزة الدوري» حين كان كاتب السطور يحاوره في التطورات والدورة الإيمانية عقب تخرج دفعة حزبية، ولعل هذا سر ما يلحظه القارئ الكريم في الاستناد إلي القرآن الكريم والحديث الشريف والصحابي الجليل بعلم غزير في علوم الدين وهموم الدولة.

وفي اللقاء السابق أيضا قدم كاتب السطور لأخيه القائد الاعلى «عزة الدوري» مؤلفه «التحدي الذهبي» وهي ثلاثة أنواع كما يصنفها المؤرخ البريطاني الكبير «أرنولد توينبي» أحدها «التحدي الذهبي» وهي (تمثل الفرصة التي تمكن الشعب الحي من انتزاع فرصته في الحياة إذا أجاد التعامل معها ولم يفقدها) «راجع التحدي الذهبي»، هذا على مستوي الشعب.

أما على مستوي القائد فإن القائد البريطاني -أيضا- تشرشل، وعقب احتلال العاصمة باريس. سأل الجنرال ديجول متململا قائلا: (ماذا بقي من فرنسا يا جنرال؟) فأجابه بكل ثقة في النصر قائلا: (أنا). وانتصر ديجول وتحررت فرنسا.. هذا في التاريخ. وفي اللغة فإن بغداد وباريس ثنائيتان تبدآن بالحرف الثاني في الابجديتين العربية واللاتينية -الانجليزية- أما في الجغرافيا فإن مساحة العراق ومساحة فرنسا متساويتان.

وإذا كانت عبارات الإطراء من خادم الجهاد والمجاهدين قائد «القيادة العليا للجهاد والتحرير» لأسرة «الموقف العربي» هي أوسمة اعتبار فإن الامتنان مصحوبا بالاعتزاز، موصولا بالمواصلة، مصونا بالتواصي، أملا وعملا، قيما وقلما، انتماء وأداء بأن تكون أسرة «الموقف العربي» و«صوت العرب» كما عهدتموها أخي القائد الاعلى وقيادة نشامي جبهة الجهاد والتحرير.. الانجاز الاعجاز وبنص قول سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه:

(أهل العراق كنز الايمان، وجمجمة العرب، وهم رمح الله عز وجل يحرزون ثغورهم ويمدون الأمصار).

ولهذا فلا غرابة لكرم الاستجابة، والنجابة في الإجابة، وإلي حوار خادم الجهاد والمجاهدين «عزة الدوري» القائد الاعلى لجبهة الجهاد والتحرير».. إنه موعد مع النصر.

موعد مع النصر

* سيادة القائد الاعلى يقول سيدنا علي كرم الله وجهه (رب همة أحيت أمة) ويقول سيدنا زيد بن علي رضي الله عنهما (ما كره قوم قط حر السيوف إلا ذلوا) . ويقول القائد الصيني الكبير (صن تسو) اقطع لعدوك إصبعًا بدلاً من أن تجرح له خمسًا.

والملاحظة أن المقاومة العراقية بدأت فور تدنيس القوات الأمريكية أرض العراق.0 كيف استطاعت أن تبدأ وتنمو بهذه السرعة؟

*** أولا ً أحييك أيها الأخ العزيز المناضل الكبير عبد العظيم مناف، أجزل الله أجرك واعلى مقامك بين مقامات المناضلين والمجاهدين من أبناء أمتنا المجيدة.0 بارك الله بكم على جهودكم الخيرة لنشر جزء يسير من سفر خالد معمد بأنهار من دماء العراقيين أباة الضيم حملة الرسالة الخالدة للأمة.00

ولنبدأ على بركة الله الإجابة عن أسئلتكم وأملنا بالخيرين من أمتنا وبكم كبير إن شاء الله في إيصال وتوضيح صورة عن الجهاد في أرض الجهاد مصداقا ً لقول رسولنا العربي الكريم صلي الله عليه وسلم (من جهز غازيا ً في سبيل الله فقد غزا) وها أنتم تقدمون العون بنشر حقيقة ناصعة عن المقاومة العراقية الباسلة التي أذلت الأعداء وحطمت جبروتهم وستسحقهم بعون الله ومدده.

وكما تعلم أن حزب البعث العربي الاشتراكي هو حزب العراق والأمة العربية.. حمل عقيدتها وآمن برسالتها الخالدة في الحياة وناضل وقاتل طويلا ً من أجل تحقيق أهدافها في الوحدة والحرية والاشتراكية..أنه اليوم يمثل روح الأمة المجتباة وإرادتها في الثورة والتجدد والانبعاث، لذلك فهو لم يلق السلاح أو يوقف القتال ولا ساعة من نهار أو ليل ولم تتوقف مسيرته الجهادية في أي وقت... البعث منظمة ثورية وقيادة شجاعة ومبدعة وتنظيم ثوري جهادي مسلح وما يمثله من جيش باسل وقوات مسلحة مجيدة، لم يلق السلاح ولم يفاجأ بالذي حصل بل إن ما حصل زاده قوة وعزما وإصرارا على المضي في طريق الرسالة التي نذر نفسه لحملها ومواصلة معركتها المقدسة متوكلا على الله، لائذا بالصبر والمصابرة، مصمما على المطاولة في قتال الغزاة وعملائهم وجواسيسهم مهما غلت التضحيات وطال الزمن حتى الظفر الكامل وتحرير العراق، لأن هذه المعركة التاريخية الفاصلة هي قدر البعث ومسئوليته مثلما هي مسئولية شعب العراق العظيم وقواه الوطنية والقومية والإسلامية المجاهدة والأحرار في أمتنا والإنسانية جمعاء، فالمستهدف في هذا الغزو وفي هذه المعركة هو البعث بما يمثله من عقيدة وأهداف ومنهج وإرادة مستقلة وإنجازات كبري حققها في العراق، ومن خلال كل ذلك استهدف شعب العراق العظيم والأمة العربية المجيدة من محيطها إلي خليجها بهذا الغزو.. هكذا ستمضي مسيرة البعث معمدة بالتضحيات السخية والدماء الزكية لرجاله الرساليين ومناضليه الشجعان، وأغلاها على الإطلاق القائد الشهيد شهيد الحج الأكبر وأولاده والكادرالمتقدم للحزب والذين يلونهم... في آخر إحصاء أجرته منظمات الحزب، بلغ عدد شهداء البعث في هذه المعركة حتى الآن مائة وعشرين ألف شهيد0

إن مقاومتنا للمحتل ومعركتنا معه ليست جديدة، بل بدأت منذ السنوات الأولي لنشأة البعث، ثم توسعت وتعمقت بعد ثورة تموز المجيدة عام 1968 وقد تنوعت المواجهة في مراحلها وصفحاتها وأشكالها وأدواتها. وفي الفترات التي سبقت 2003 استخدم العدو الإمبريالي قوي محلية من داخل العراق والأمة أحيانا، وفي أحيان أخري أستخدم قوي إقليمية لتقاتلنا نيابة عنه، وحين فشلت أدواته المحلية والإقليمية في إيقاف مسيرة العراق النهضوية القومية دخل العدو الأمريكي مباشرة ساحة الصراع والقتال وحشد ما حشد من قوي كبري وقاد الغزو والاحتلال بنفسه... بعد الاحتلال تنوعت صفحات المقاومة ضد الغزو والاحتلال.. أول صفحاتها كانت المواجهة الرسمية حيث تصدت القوات المسلحة الباسلة للغزو الأمريكي عبر تشكيلاتها النظامية، ثم تداخل مع هذه الصفحة، أنطلاق المواجهة الشعبية ضد الغزو، وحصل الاندماج الشعبي والرسمي والعسكري فورا وبدأت حرب التحرير الشعبية مع الأسبوع الأول للغزو كما خططت القيادة وكما هو في استراتيجيتها، وشارك فيها تشكيلات من تنظيمات الحزب المدنية وفدائيو صدام، ومتطوعون لتنفيذ عمليات أستشهادية، كما شارك في التشكيلات الاولي للمقاومة الشعبية ماجدات العراق، ونفذت بعضهن عمليات استشهادية كانت أولاها العملية البطولية التي نفذتها اثنتان من ماجدات العراق في بغداد في اليوم الثالث للأحتلال وتلك التي نفذتها ماجدة عراقية أخري في مدينة الناصرية جنوب العراق. أما الصفحة الثالثة من معركة الحواسم فهي استمرار المقاومة ومواصلة المعركة حتى تحرير العراق الشامل والعميق وتحقيق أهداف الأمة في الوحدة والنهضة بإذن الله القوي العزيز.0 إنه الحق الأعظم والحق يعلو ولا يعلى عليه (وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا) (بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ على الْبَاطِلِ فَيدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيلُ مِمَّا تَصِفُونَ) إنها سنة الله في الأرض وقوانينه جل شأنه ونواميس الطبيعة وقوانينها.. إنه منطق التاريخ ومساره.0

* سيادة القائد الاعلى ارتباطا ً بالسؤال السابق، ما هو دور ضباط وكوادر القوات المسلحة العراقية في المقاومة؟

*** ضباط الجيش وقادته وآمريه ومقاتليه يؤدون اليوم دورا ً بطوليا ً وحاسما ً في مسيرة المقاومة، فهم بالإضافة إلي دورهم الجهادي القتالي الخاص عبر تشكيلاتهم الرسمية من فرق وألوية وأفواج وفصائل تحت راية القيادة العامة للقوات المسلحة، فإنهم وبحسب توجيهات وأوامر قيادة الحزب والقيادة العامة للقوات المسلحة، ينتشرون على فصائل الجهاد الأخري ويعملون فيها قادة ميدانيين ومخططين وفنيين ومصنعين ومطورين لأغلب أنواع أسلحة المقاومة.. إنهم يمثلون روح المقاومة وسر إبداعاتها ودقة أدائها وانتصاراتها.. لقد أرعبوا المحتل وأقضُّوا مضاجعه...

* سيادة القائد الاعلى كما تعلمون سيادتكم في الاستراتيجيات العسكرية عند تفوق طيران العدو ينصح بالالتحام البري خاصة ً في المشاة وهذا لا يتوافر حاليا ً لطبيعة المعركة في العراق خاصة إن المقاومة قد تفجرت في مدن ومناطق صحراوية لا توجد فيها جبال أو غابات، ما هي خصوصية المقاومة العراقية برأيكم؟ وكيف استطاعت أن تقاتل المحتل في مناطق مكشوفة وتصمد بوجه آلته العسكرية؟

*** في هذا الإطاراعتمدت المقاومة على مبادئ وقواعد الحروب الشعبية وحرب العصابات بعد تطوير في أساليبها وتكتيكاتها القتالية فيها وأبدعت في عملياتها التعبوية والعمليات الخاصة، والأهم أنها طوعت البيئة العراقية لخدمة الحرب الشعبية.0 لقد طورت كثيرا ً عبر الممارسة في مبادئ (اظهر بسرعة واضرب بسرعة واختف بسرعة) و (أهل مكة أدري بشعابها) واستثماره إلي أبعد الحدود) و(استخدام عوامل الزمن والأرض والمناخ على امتدادها والتنقل بسرعة في أداء العمليات في ميادينها حيثما تتوفر ثغرة ويتوافر مقتلا للعدو حتى تكون الأرض كلها لنا ويكون الزمن كله لنا)، متابعة وملاحقة خطط العدو وتكتيكاته ونواياه وأهدافه وما يستجد عنده من وسائل ومستلزمات وإمكانات بالدراسة والتحليل والاستنباط، لمواكبة المستجد لديه والتصدي له بجديد مستنبط من عندنا).

فقد ابتكرنا واستنبطنا وسائل وطرق جديدة وغير مسبوقة في حروب التحرير الشعبية أو حتى في علوم المتابعة الاستخبارية والمخابراتية للعدو المحتل وعملائه مما أتاح لأبطال المقاومة فرصا جديدة وكبيرة لاستهداف العدو ومفاجأته من حيث نوع العمليات وحجمها واختيار المكان وتوقيت الزمان وطبيعة الهدف ونوع المستهدف. ولا أستطيع التفصيل أكثر في هذا السفر للضرورات الأمنية التي أبقت مقاومة البعث وقيادته وقيادة الجهاد سرا ً مطلسماعلى العدو فأذلته وأذلت عملاءه وجواسيسه.

* سيادة القائد الاعلى كنتم حزبا ً حاكما ً وتنظيماتكم الحزبية تنتشر في كل مكان في العراق.0 هل لتشكيلاتكم المقاومة نفس الانتشار على مساحة العراق الآن أم أنها تتركز في مناطق ومحافظات محددة؟

*** إن عمر الحزب في العراق يمتد إلي أكثر من نصف قرن حافل بالنضال الثوري والكفاح البطولي مسترشدا خلالها بأغلي شعار رفعه للأمة (أمة عربية واحدة.. ذات رسالة خالدة) وبأكمل الأهداف لها وهي: الوحدة.. وحدة الأمة من محيطها الهادر إلي خليجها الثائر. والحرية، حرية الأمة في إرادتها ونهوضها الحضاري الإنساني وحرية إنسانها المعطاء المبدع. والاشتراكية، لبناء مستقبلها المزدهر ومجتمعها الاشتراكي الديمقراطي الحر الموحد الخالي من الفقر والجهل والمرض.00

هذه هي مبادئ حزب البعث التي حمل شعب العراق رايتها على مدي أكثر من نصف قرن فعشقها وعشقته.. واعلم أيها المناضل العربي الأصيل إن تنظيم البعث اليوم وعلى أساس هذه الحقائق هو أصفي وأنقي وأقوي مما كان عليه قبل الاحتلال بأضعاف مضاعفة لأسباب سيتحدث عنها البعث في وقتها، فهو ينتشر اليوم داخل العراق في كل مدنه وقراه وسهوله وجباله وبواديه، كما ينتشرخارج العراق حيثما يوجد عراقيون في أي بلد عربي أو أجنبي.

وبعد الاحتلال وحيث يواجه البعث مطحنة الاجتثاث انتمي إلي الحزب آلاف المناضلين أغلبهم من الشباب بين عمر السادسة عشرة والخامسة والعشرين، هذا مع التشديد الصارم في شروط قبول الانتماء الي الحزب لأسباب معروفة، كما انضم إلي صفوف فصائل المقاومة التي يقودها البعث عشرات الآلاف من العراقيين، وأخيرا إنبثقت الجهة الوطنية والقومية والإسلامية التي تضم فصائل وطنية وقومية إسلامية والبعث أحد أركانها الأساسية.. وهذا ليس غريبا ً ولا مفاجئًا لأن شعب العراق وجيله الحاضر هو جيل المقاومة التي أرسي البعث مقوماتها وهيأ متطلباتها وعززها بمنظومة أخلاقه الكريمة التي هي أخلاق الأمة التي أتمها نبيها العربي الأكرم ورسولها الأعظم صلي الله عليه وسلم الذي قال (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) ..

* سيادة القائد الاعلى لكل مقاومة أو حركة تحرر حاضن ثوري أو سند مالي خارجي داعم00والمقاومة العراقية هي الوحيدة التي لم تجد حاضناً أو قوي داعمة لها لا على المستوي العربي ولا على المستوي الإقليمي والدولي كيف استطاع البعث توفير مستلزمات إدامة المقاومة بزخمها القوي المتصاعد؟

*** أهم ما يميز مقاومتنا ويجعلها متفردة في تاريخ حروب التحرير الشعبية هو إيمانها وثقتها بنصر الله وتأييده لعباده الصابرين المحتسبين وهي لا تملك حاضنا خارج حدود بلدها فحسب، بل الأدهي والأمر أن 99% من القوي الدولية الفاعلة أما تشترك مع العدو مباشرة ًضدها أو تتعاطف معه، والواحد بالمائة المتعاطف مع المقاومة أعطاها ظهره خوفا ًً من أعدائها، ولكن الله أعطاها وأغناها... أعطاها الإيمان العميق والثقة العالية بنصره للمؤمنين، وسخر لها شعب العراق الذي قدم لها المال والبنين معا ً مدد ٌ لا ينضب، وهذا مؤشر مهم يبين لك أيها العزيز وحدة البعث وشعب العراق على هدف المقاومة، ووحدة البعث والأمة على أهداف النهضة والوحدة والدور الرسالي. ولذلك لم يستطع العدو التاريخي للأمة (اجتثاث) البعث دون أن يسعي لاجتثاث شعب العراق وعروبته وتاريخه وحضارته وحتى جغرافيته كي يستطيع اجتثاث البعث، لكنه خسئ وارتد على أعقابه خائبا يلعق جراحه ويلعن عملاءه، فبفضل المقاومة العراقية والدور الجهادي للبعثيين، انتقلت معركة الاجتثاث إلي عقر دارالعدو، وهو الآن في ميدان المنازلة يتهاوي أمام ضربات المقاومة الباسلة.. فانظر أيها العزيز ماذا يحدث اليوم داخل أمريكا وبريطانيا وداخل دول العدوان جميعا ً... لقد دمرت المقاومة حلف الشر وهربت أطرافه واحدا بعد الأخر ولم يبق إلا بوش يتخبط في ورطته وينتظر حتفه فمقاومتنا قد توكلت على الله وهي تعلم علم اليقين أن من يتوكل على الله فهو حسبه، ووجدت في شعبنا الأبي المعطاء حاضنتها الطبيعية فهي سيفه البتار وهي وليده البار وهو مددها الذي لا ينضب عطاؤه.

* سيادة القائد الاعلى هناك من يقول إن بعض البعثيين لم يؤدوا دورهم في مواجهة الاحتلال ومقاومته، منهم من لزم بيته ومنهم من غادر العراق0 وهناك من يقول إن دور البعثيين في المقاومة محدود، بماذا ترد؟ وما القول عن حجم المقاومة البعثية في إجمالي المقاومة العراقية؟

*** ربما قال هذا البعض ما قاله لكونه لم ير صورة الوضع في العراق كاملة. فقد قام العدو المحتل وشركاؤه الاقليميون والمحليون بحملة إبادة جماعية ضد البعثيين وعوائلهم ومؤيديهم ومناصريهم، ووضع في دستور العملاء الذي أعدته المخابرات المركزية الأمريكية مادة ذات محتوي عنصري نازي تنص على اجتثاث البعث تنظيما وفكرا وِشخصيات، ثم شرَّعوا بموجبها قانونا ً للاجتثاث، ومن أهم وأخطر وسائل الاجتثاث بعد الاغتيالات والتصفيات الجسدية للبعثيين، هي محاولة تغييب دور البعث كليا ً من الميدان كحزب مقاوم ومقاومة مسلحة، وتشويه صورته ودوره من خلال: أولا ً ترويج الشائعات السوداء ضده ومنع وسائل الاعلام من نشر أي خبر عنه وعن تشكيلات الجيش العراقي المقاومة التي يقودها الحزب مع الفصائل المسلحة الأخري المرتبطة بتنظيمه والتي تغطي أرض العراق من أقصاه إلي أقصاه. وثانيا استمرار الحملات العسكرية المسلحة التي يقوم بها المحتل بمطاردة وملاحقة وقتل وتدمير وتشريد وتهجير قيادات البعث وكوادره وقاعدته العريضة والحواضن الشعبية المتعاطفة معه، على مدار الساعة في الليل والنهار، وقد استهدفوا بالتصفيات الجسدية والتدمير والتهجير مجتمع الحزب الي الجار السادس حتى وصل شهداء الشعب إلي أكثر من مليون وثلاثمائة ألف شهيد، بينهم أكثر من مئة وعشرين ألف بعثي.. فلو لم يكن البعث المبادر بالمقاومة منذ اليوم الأول للغزو والعدوان، وتصرف كما لو أن المعركة معركته والقضية قضيته لما رأي العالم بروز أقوي مقاومة وطنية فور وقوع الغزو، ولما شهد أسرع وأقسي هزيمة لأعتي محتل في التاريخ0

واعلم أيها العزيز أن فصائل الجهاد الأخري ظهرت بعدما أخذت المقاومة بعدا ًعميقا في التصدي للمحتل وتحطيم استراتيجيته، ومنها من تشكل وبدأ العمل بعد ثلاث سنوات من الاحتلال. والحمد لله لقد ظهر اليوم كل شيء على حقيقته وعجز العدو نهائيا ً عن طمس دور الحزب في المقاومة رغم ماكنته الإعلامية الهائلة.

فأقول اليوم بحمد الله وفضله إن قاعدة الجهاد الواسعة والقوية وعمودها الفقري هي مقاومة البعث والقوي الوطنية والقومية والإسلامية وفي طليعتها الفصائل والقوي المنضوية تحت جبهة (القيادة العليا للجهاد والتحرير)التي تنتشرعلى مساحة العراق كله من أم قصر الباسلة جنوبا ً إلي زاخو شمال الوطن، ومن القائم وحصيبة غربا ً إلي خانقين ومندلي شرقا ًوهي تضم كل أطياف الشعب وقومياته وطوائفه.00

واعلم أيها العزيز وليعلم أحرار الأمة العربية أن هذه المقاومة الطاهرة الباسلة التي ركعت العدو هي الأخري مستهدفة اليوم بالاجتثاث ومن أهم وسائل اجتثاثها، محاصرتها إعلاميا ً واقتصادياً وسياسياً والتعتيم على عملياتها المسلحة وفعالياتها السياسية، وتجاهل تأثيرها المادي والنفسي المدمر على جنود المحتل وقواته في العراق.0 ألا تري كيف اتفق الغزاة والعملاء والخونة والجواسيس والمرتدون والمنافقون مجتمعين على محاربة المقاومة العراقية رغم اختلافاتهم في أمور أخري كثيرة؟ واتفقوا على تغييب دورها وطمس فعلها وتضخيم عناوين زائفة بدعوي أنها ارهاب ؟..

لم تتلق مقاومتنا إلي اليوم أية مساعدة أو دعم من الخارج، ولم تجد من ينشر اخباراً عن وأدائها وعملياتها أو عن عقيدتها ومنهجها وأهدافها. ولقد وثقت على مدي السنوات الخمس الماضية آلاف العمليات الموجعة للعدو على أقراص ليزرية، بينما يعمل العدو وعملاؤه وكل القوي المعادية للبعث والشعب والأمة على إظهار وإبراز دور مجاميع أخري، وزمر شكلها الاحتلال مباشرة ً أو بالواسطة ومنها من شكلتها قوي خارجية معادية للعراق، ويغدق العدو المحتل والقوي الخارجية على هذه المجاميع والزمر، الأموال والسلاح لتنفيذ أجندة المحتل وتشويه سمعة المقاومة الوطنية والقومية والإسلامية، وإشعال فتنة طائفية بغضاء لا تبقي ولا تذر. إن من هذه المجاميع من يقتل الشعب على الهوية، ومنها من يكفِّر على الهوية، ومنها من يسلب وينهب، ومنها من هو مختص بتصفية الرموز القيادية المبدعة في المجتمع بعثيين وضباطا وطيارين وعلماء مبدعين، ومنهم من ينهب أموال الشعب ويستبيح حرماته ومقدساته.. ورغم هذا فقد شقت مقاومتنا الوطنية والقومية والإسلامية طريقها حتى ركع العدو أمام ضرباتها وقد استيأس من مجاراتها وبات يفتش عن مخرجٍ، وهي ماضية في جهادها بإذن الله حتى التحرير وتدمير الغزاة المحتلين أو خضوعهم واستجابتهم لشروطها وثوابتها وفي مقدمتها الانسحاب غير المشروط من العراق وتسليمه لأهله الشرعيين:المقاومة الباسلة بكل أشكالها وألوانها، وتحميلهم المسئولية القانونية عن جرائمهم ضد شعب العراق بضمن ذلك دفع التعويضات.

* سيادة القائد الاعلى ما هو موقفكم من التنظيمات أو الفصائل الإسلامية ومنها تنظيم القاعدة التي تقاتل قوات الاحتلال من جهة ولكنها تكفر البعث من جهة أخري؟

*** إن البعث باعتباره صاحب القضية الأولي في هذا الصراع أي أن برنامجه وإنجازاته ومشروعه النهضوي القومي كان المطلوب والمستهدف بالتصفية والاجتثاث فقد تحمّل بجدارة مسئوليته في التصدي للغزو والاحتلال وإدارة الصراع وقيادته مبدئيا وأخلاقيا، ومعه شعب العراق العظيم وكل قواه الوطنية والقومية والإسلامية، وقام بدور طليعي في تعبئة الشعب وحشد طاقاته ضد الاحتلال واضعا خبرته وتجربته الثرية وموروثه التاريخي من النضال والكفاح والفداء والبطولة ومطاولة الغزاة المحتلين في خدمة معركة التحرير وفصائل المجاهدين على اختلافها ....

وعلى هذا فإن القاسم المشترك الذي يحدد موقفنا هو العمل لتدمير العدو وتحرير العراق.. فنحن مع الذين يقاتلون بشرف ومسئولية، من أجل تدمير المحتل وعملائه وتحرير العراق.. نحن معهم يدا بيد ونحتضنهم ونعمل المستحيل لقيام الوحدة الجهادية المقدسة معهم ومع كل من يرمي حجرا ً على العدو أو يقول في وجهه كلمة حق، وقد قامت نواة وحدة المجاهدين بفضل الله تحت راية (القيادة العليا للجهاد والتحرير).

اغتنم هذه المناسبة ومن خلال صحيفة الموقف العربي الغراء لأُحيي كل المقاتلين خارج البعث من وطنيين وإسلاميين خاصة واتجاهات أخري وعلى رأسهم فصائل الجهاد والتحرير، وأبارك لهم جهادهم المقدس على طريق التحرير الشامل والكامل لوطننا العزيز. وليعلم أبناء أمتنا أن العراق لن يتحرر ولن يخرج الغزاة المحتلون إلا بالجهاد المسلح الدائم المتصاعد يردفه الجهاد السياسي، وأي تراجع أو تقاعس عن مبدأ الجهاد المسلح ومنهجه الايماني، يصب في خدمة العدو ويوفر له الفرصة للمضي في تنفيذ مشروعه الاستعماري في بلدنا والانطلاق منه إلي الوطن العربي لتمزيق أمتنا وسحقها واستعمارها مباشرة ً.

إن البعث وحلفاءه يعتمدون منهج المقاومة المسلحة الدائمة والمتصاعدة حتى يخرج آخر جندي من أرضنا أو يلقي حتفه على أيدي أبطال العراق وفرسانه بغض النظر عن الزمن طال أم قصر لأن الزمن ليس هدفا ً وإنما هو وسيلة من وسائل التحرير ..

* سيادة القائد الاعلى بعد خمس سنوات من الاحتلال، فإن السؤال الذي يطرح نفسه ماذا بعد كل هذه المعاناة التي عاشها العراق تحت الاحتلال؟ هل سيطول الأمر خمس سنوات أخري أو أكثر؟ ماذا لديكم؟

*** في حروب التحرير الشعبية يكون طرفا الصراع فيها غير متكافئين وفق مقاييس القوي المادية والعملية والقدرات العسكرية وإمكانات التسلح والتجهيز والتقنية العالية للوسائل القتالية ووسائل التدمير.. وفي قضيتنا اليوم الفرق هائل بين قوة العدو المحتل وبين مالدي شعب العراق ومقاومته الباسلة..العدو يملك أحدث تقنيات وأسلحة الحرب والتدمير، ولديه هيمنة واسعة على السياسة والإعلام والاقتصاد والمعلومات الاستخبارية والمخابراتية، واستطاع أن يسخر أجزاء واسعة من العالم لخدمة مشروعه في غزو العراق واحتلاله وتدميره... في المقابل شعب العراق أعزل محاصر منذ سنين طويلة، ويتعرض منذ الاحتلال لعمليات منهجية من القتل والتشريد والتهجير والإبادة، ولا يملك ما يواجه به هذا العدو إلا إيمانه بالله الواحد الأحد، ولا يملك إلا الحق والعدل أمام الباطل والجور والعدوان.. ولذلك بني شعب العراق العظيم استراتيجيته في المقاومة والتصدي للغزو والاحتلال على أساس مبادئ حرب التحرير الشعبية طويلة الأمد التي ترتكز على ثلاث صفحات أساسية:-

الصفحة الأولي: تبدأ باستنزاف العدو عبر استخدام مجاميع جهادية صغيرة تعتمد أسلوب الكر والفر، اضرب واهرب، تلاحقه في كل مكان، وتضرب خطوط إمداداته وجواسيسه وعملاءه حتى تنهك العدو وتجهض مشروعه لإقامة نظام عميل يكون في خدمته، ثم تبدأ الصفحة الثانية: متداخلة مع الصفحة الأولي وذلك من خلال مواجهة العدو بمجاميع قتالية أكبر مستهدفة جهده العسكري مباشرة لإيقاع أكبر الخسائر في قواته الغازية وتحطيم معنوياتها وإثارة الرعب لدي عناصرها.. وقد أنجزت المقاومة العظيمة الصفحتىن الأولي والثانية.. واليوم تتهيأ وتستعد للبدء بتنفيذ الصفحة الثالثة والأخيرة: وقد حققت انجازات كبيرة على طريق استكمال الاستعدادات للبدء بتنفيذ هذه الصفحة في تدمير العدو وطرده أو تركيعه واستسلامه لثوابت المقاومة وشروطها المتمثلة في انسحابه الفوري وغير المشروط مع تنفيذ جميع مطالب المقاومة وحقوق الشعب العراقي في كل ما لحقه من أضرار مادية ومعنوية بسبب الغزو والاحتلال وجرائمهما. لقد بات يوم التحرير وخروج العدو قاب قوسين أو أدني بإذن الله وقوته القوية (وَيوْمَئِذٍ يفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ(4) بنَصْرِ اللَّهِ ينصُرُ مَن يشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5) وَعْدَ اللَّهِ لا يخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يعْلَمُونَ (6) (سورة الروم) .. ولا نريد أن نتحدث عما اعددنا لهذه الصفحة من مستلزمات وخطط وبرامج ولكن من بين هذه المستلزمات وعلى رأسها تحقيق وإنجاز وحدة المقاومة المسلحة التي قامت نواتها شامخة بفضل الله في جبهة الجهاد والتحرير وقيادتها العليا0

* سيادة القائد الاعلى احتلال العراق قامت به أكبر دولة في العالم وتملك أقوي آلة عسكرية وعبأت له العملاء والعملات ومع ذلك لم تتوحد فصائل المقاومة حتى الآن في جبهة واحدة على غرار ما حدث في حروب تحرير دول كانت محتلة.0 لماذا لم يحدث ذلك؟ومن المسئول؟ أين؟ وكيف الحل؟ وهل بدأت خطواته وحدة وخطة وخطوة؟

*** نحن نعلم علم اليقين أن من أهم عوامل الانتصار في حروب التحرير الشعبية على الغزاة هي قدرة المقاومة على التوحد وتحشيد كل طاقات الأمة المادية والمعنوية واستثمارها بطريقة علمية ولذلك دعا البعث إلي وحدة المقاومة منذ اليوم الأول للاحتلال ولكن للأسف بعض الفصائل التي تشكلت بعد الاحتلال ودخلت إلي أرضنا نزلت إلي الميدان تقاتل العدو وبذات الوقت تناصب البعث ومقاومته العداء وبذلك تنفذ أخطر دور لتمزيق المقاومة وإضعافها وتقدم للغازي المحتل خدمات مجانية لتمكنه من المضي في حملة اجتثاث البعث، وهم قد لا يعلمون وبينهم من يعلم إن اجتثاث البعث يعني اجتثاث العروبة والإسلام في العراق وقتل شعبه وتدمير حضارته ومنجزاته.. ويعني أيضاً تمكين العدو من السيطرة على العراق والمضي في تنفيذ مشروع تدمير العراق وتفتيت الأمة واستعمارها ونهب خيراتها... ومنهم مَنْ عاون مِنْ مَوْقِعِهِ، المحتل، في قتل وتصفية عدد كبير من كادر الحزب والقيادة العامة للقوات المسلحة وقادة الجهاد.. ومع ذلك فإن وعي قيادة البعث وتجربتها الطويلة الغنية جعلها تدرك، إن أي رد على هذه الفصائل سيؤدي حتما إلي إضعاف المقاومة وتشويه دورها، لذلك قررت القيادة بدل الرد عليها بالمثل، أن تضاعف جهودها لتحقيق وحدة المقاومة ووحدة القوي المناهضة للاحتلال وعلى كل الأصعدة وبكل الوسائل وبذلت في هذا المجال جهودا كبيرة توجت بتحقيق أول جبهة مناهضة للاحتلال في بداية عام 2005، وهي الجبهة الوطنية والقومية والإسلامية، ثم حققت الإنجاز الأكبر وهو وحدة الفصائل الجهادية بإقامة (جبهة الجهاد والتحرير) وقيادتها العليا والتي ضمت اثنين وعشرين فصيلا يوم تأسيسها في أيلول 2007، وبعد أيام من الآن سيصبح عددها بإذن الله أكثر من ثلاثين فصيلا، ينتمي مقاتلوها إلي كل أطياف الشعب، ويوجدون على كل ارض العراق من زاخو إلي الفاو. وأؤكد هنا بأن جبهة الجهاد والتحرير منفتحة على كل فصائل الجهاد الأخري دون استثناء ومفتوحة لانضمامهم إليها على قاعدة التمسك بالمقاومة المسلحة حتى تحرير العراق بغض النظرعن مواقف تلك الفصائل وتصرفاتها السابقة تجاه البعث وثورته ومسيرته وعقيدته. ونحن موقنون أن الجميع سيعلم أن البعث هو الحامي الأول والأقوي للعروبة والإسلام في العراق وهو القادر على حمل رسالة الأمة وأهدافها في التحرير والوحدة والنهضة.. ومع هذا كله فنحن نحيي كل جهد يوظف في مسيرة المقاومة والتحرر، ونحيي كل طلقة تصوب في وجه الغزاة البرابرة، كما نحيي في هذه المناسبة قادة ومقاتلي فصائل القيادة العليا للجهاد والتحرير، وقادة ومقاتلي الفصائل الإسلامية خارج جبهة الجهاد والتحرير، ونقدر ونعتز بتضحياتهم، وبابنا مفتوح لهم ولكل خير وفارس وبطل يثور ضد الاحتلال، وسنحتضنهم ونتحمل منهم حتى يفهمونا أو حتى يفهمنا من كانت نواياه ومقاصده شريفة تجاه مسيرة التحرير وكان صادقا في جهاده في سبيل الله والوطن، ولا نعتقد على الإطلاق أن مجاهدا صادقا ومخلصا يناصب البعث العداء، لأن البعث على امتداد تاريخه ناضل ببسالة ضد أعداء الأمة.. أعداء العروبة والإسلام، وهو اليوم الحاضن الأول للمقاومة المدافعة عن الوطن والإسلام ورسالة الأمة الخالدة، وقدم اليوم من الشهداء على طريق تحرير الوطن تضحيات عظيمة من قادته وكادره وقواعده ما لم يقدمه غيره.

* سيادة القائد الاعلى لكل مقاومة خطة ووسيلة وهدف سياسي وعسكري، فاين موقع القيادة العليا للجهاد والتحرير من السؤال؟

*** القيادة العليا للجهاد والتحرير قامت وانطلقت على أساس استراتيجية التحرير الجهادية التي وضعت بعد الاحتلال.وقد تضمن بيان تأسيسها الأول وبرنامجها الجهادي القتالي والسياسي، الإطار العام لاستراتيجية التحرير، والمرحلة الانتقالية، ومرحلة ما بعد التحرير. محور خطتنا باختصار وبدون تفاصيل يقوم على تحرير العراق، ووسيلتنا استنفار وتعبئة طاقات الشعب والأمة وزجها في معركة التحرير، ثم إقامة الدولة الوطنية الشعبية على أسس ديمقراطية منبثقة من تراثنا وتقاليدنا ومن ديننا الإسلامي الحنيف.0

* سيادة القائد الاعلى تتناقل وسائل الإعلام أخبارا عن اتصالات بينكم وبين الأمريكان، ما حقيقة هذه الأخبار؟ هل أجريتم فعلا أي اتصال مع جهات أمريكية رسمية بصورة مباشرة أو غير مباشرة؟ وهل انتم مستعدون للتفاوض مع الأمريكان؟ وإذا كان الأمر كذلك فما هي شروط التفاوض؟ وهل تقودون التفاوض بشخصكم أم لديكم من تخولونه للقيام بهذه المهمة؟ وهل هي ثنائية أم جبهوية قطبية تقودونها ومن أعراف مقولات التفاوض القول بأنك لا تستطيع أن تصل على مائدة المفاوضات إلي أبعد من ما تصل إليه مدافعك، فهل وصلت تعبئة النشامي أو جهازيتهم إلي اطمئنانكم على حصاد المائدة وبأذن الله حتمية هزيمة الأطالسة الأبالسة الصهاينة؟

*** إن استراتيجية الحزب ومنهجه الجهادي يقومان على أساس التمسك بثوابت التحرير والاستقلال المعلنة في وسائل الإعلام، والتي يعرفها الصديق والعدو.والبعث يتعامل مع الأعداء والأصدقاء، أي مع أمريكا ومع دول العالم، ومع كل الأحزاب والتيارات والتجمعات والأشخاص والشخصيات أصدقاء وأعداء، على أساس الثوابت المبدئية للبعث والمقاومة المعلنة في برنامج التحرير والاستقلال، ولكن البعث لا يتفاوض مع أحد على الإطلاق إن لم يعترف بالثوابت مسبقا، وسوف لن يتفاوض لا مع أمريكا ولا مع وسطاء ولا مع أصدقاء إلا على هذا الأساس، فإذا اعترف العدو بالثوابت فسنجلس معه مباشرة ونتفاوض معه وسنعاونه على الخروج من بلدنا بماء وجهه ونسهل عليه السبيل.0، قبل هذا الاعتراف لا تفاوض مع العدو المحتل..

إن القاسم المشترك بين البعث والناس جميعا أعداء وأصدقاء هو ثوابت التحرير والاستقلال، وكذلك نعلنها اليوم للعالم كله لكي لا يدجل علينا أحد ولا يشوش ويضلل فالبعث يلتقي مع كل من يريد اللقاء به إلا مع الكيان الصهيوني وحكومة العملاء في المنطقة الخضراء لأننا لا نعترف بها ولا بدستورها وقوانينها وأنظمتها والقرارات التي اتخذتها وما نتج عنها، فهي وعمليتها السياسية ومشاريعها ومؤسساتها وأجهزتها مرفوضة جملة وتفصيلا.. وسنكون سعداء يوم يقتنع العدو بهزيمته ويقبل بثوابتنا ويعترف بها ويجلس معنا نتفاوض لوضع برنامج لتنفيذها، وسنكون سعداء للغاية عندما أي طرف عراقي ممن تورطوا مع الاحتلال يقتنع بثوابتنا فيرفض المحتل وينحاز إلي المقاومة بالطريقة التي يقدر عليها حتى ولو بالكلمة وسنضع كل من ينحاز من هذا الوسط إلي المقاومة ويتعهد بالنضال والجهاد من أجل تحرير الوطن على رءوسنا ونسهل لهم كل السبل ونعاونهم على العودة إلي الشعب والوطن وإلي الجهاد وإلي ما يرضي الله.

وأحيي في هذه المناسبة الشيخ المؤمن الشريف ناصر الجنابي الذي انتفض بوقت مبكر لدينه ووطنه وأمته والتحق بركب الجهاد والمقاومة والرفض عندما تبين له الحق من الباطل، كما أدعو في هذه المناسبة كل أطراف العملية السياسية المخابراتية والمتورطين معها إلي التوبة فورا وقطع أي علاقة بها وبمن صاغها، والالتحاق مع الشعب العظيم ومقاومته الباسلة ومع أي فصيل من فصائلها قبل أن تحرقهم نار العملية فلا ينفع الندم بعدها فيذهبوا جميعا إلي مزابل التاريخ وإلي جهنم وبئس المصير.

أما ثوابتنا المقدسة للتحرير والاستقلال المعلنة والتي على أساسها نلتقي، وبعد الاعتراف بها نتفاوض فهي ما يلي:ـ

1 - الاعتراف الرسمي والمعلن بالمقاومة الوطنية المسلحة وغير المسلحة وبكل فصائلها وأحزابها ممثلا شرعيا وحيدا لشعب العراق.

2 - الإعلان الرسمي - من قبل القيادة الأمريكية - الانسحاب من العراق وبدون قيد أو شرط.

3 - إلغاء جميع الهياكل السياسية والتشريعية والقوانين والتشريعات الصادرة منذ الاحتلال وفي مقدمتها قانون اجتثاث البعث وتعويض جميع المتضررين بسببه ومن جرائه.

4 - إيقاف المداهمات والملاحقات والاعتقالات والقتل والتشريد.

5 - إطلاق سراح الأسري والمسجونين والموقوفين بدون استثناء وتعويض الجميع على ما لحقهم من أضرار مادية ومعنوية.

6 - إعادة الجيش وقوي الأمن الوطني إلي الخدمة وفق قوانينها وأنظمتها التي كانت عليها قبل الاحتلال وتعويض جميع المتضررين منهم بسبب قرار الحل ومن جرائه.

7 - التعهد بتعويض جميع الخسائر المادية والمعنوية التي أصابت العراق جراء الاحتلال وبسببه.

وأي تفاوض مع الغزاة بدون هذه الثوابت يمثل ارتدادا هو خيانة ومرفوض من قبل المقاومة بجميع فصائلها الوطنية والقومية والإسلامية. ونقول للعدو المحتل وعملائه وأذنابه ولكل الخونة والمنافقين والجبناء والمتخاذلين أن لا تفاوض مع العدو المحتل إلا على أساس الاعتراف المسبق بهذه الثوابت. وستبقي المقاومة وتتصاعد حتى القضاء على آخر جندي للاحتلال أو يخرج هاربا وخاسئا من أرضنا أو يستجيب إلي إرادة الشعب ومقاومته الباسلة فيقبل بالثوابت ويخرج بماء وجهه قبل أن تحل به الكارثة الكبري مهما طال الزمن ومهما غلت التضحيات ولو لأجيال قادمة.. ونحن على ثقة أن مزيدا من التصعيد ومزيدا من الطرق على رأس الغازي المحتل، وعلى رؤوس عملائه وأذنابه، سيجبرهم وهم أذلة صاغرين على الاعتراف بثوابتنا ؛ثوابت الحق ؛ثوابت التحرير والاستقلال، أو تنهار قواه ويولي هاربا يجر أذيال الخيبة والخسران، وأنه ليوم قريب بأذن الله، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

* سيادة القائد الاعلى بعض أوساط الحكومة وقادة جيش الاحتلال يتحدثون عن اتصالات مع البعث للمشاركة في مؤتمر المصالحة المزمع عقده تحت رعاية جامعة الدول العربية والمشاركة من ثم في العملية السياسية كيف تعلقون على ذلك؟ وما هو موقفكم بالضبط من العملية السياسية الجارية حاليا؟

*** إن موقف البعث من الاحتلال وعملائه ومما أحدثوه في بلدنا يتلخص بمقاتلة المحتل وأعوانه وأذنابه وجواسيسه وعلى رأسهم أدوات وأزلام العملية السياسية المخابراتية، ورفض أي مهادنة مع هؤلاء، ومقاومة أي كيان يؤسس في العراق تحت ظل الاحتلال ولخدمته وفي مقدمة ذلك حكومة الخونة في المنطقة الخضراء وأجهزتها ودستورها وقوانينها وكل ما أحدثته وستحدثه على أرضنا.

فالغزو والاحتلال والاستعمار مرفوض ومقاومته وقتاله فرض عين على كل مواطن في كل القوانين والعقائد والشرائع السماوية والأرضية وكل ما جاء وسيجيء به الاحتلال مرفوض وباطل، ومقاومته واجب وطني وواجب شرعي.

هذا هو موقف البعث وموقف الشعب المقاوم، أما من يشأ غير ذلك فإنه يقع ضمن منهج التآمر على الوطن والإساءة للبعث وتشويه مسيرته الجهادية التي يقوم بها بعض الخونة والجبناء والمتخاذلين ممن تساقطوا من مسيرة البعث أو ممن لفظتهم المسيرة فوقعوا في أحضان المحتل وعملائه.

البعث وجميع فصائل المقاومة العراقية اليوم بعون من جبار السموات والأرض على مشارف النصر التاريخي للأمة على أعدي وأعتي أعدائها على الإطلاق، وسيمضي حزبنا في مسيرة الأمة طليعة ثورية مؤمنة حتى تتحقق أهدافها الكبري في التحرير الشامل والتوحيد الكامل وبناء المستقبل الذي يحفظ للأمة دورها الإنساني الرائد في الحياة.

* سيادة القائد الاعلى يتحدث البعض عن أنكم سوف تتمسكون بسياسة هيمنة وانفراد حزبكم على السلطة السياسية بعد التحرير؟ ما حقيقة ذلك؟ وهل لديكم استراتيجية واضحة لإدارة الحكم في العراق بعد التحرير؟ ما طبيعة هذه الاستراتيجية وما موقع الحزب فيها؟

*** البعث العربي الاشتراكي كان في مقدمة الأحزاب والحركات الداعية إلي تحشيد طاقات الأمة منذ أيام التأسيس، وهو أول من دعا إلي إقامة الجبهات والتحالفات بين قوي الثورة العربية، وساهم بفعالية في إقامة أول جبهة في العراق في العهد الملكي وكانت تلك الجبهة هي القاعدة الشعبية والحاضن السياسي لثورة تموز 1958 العظيمة، وحين انقلب الحزب الشيوعي العراقي على تلك الجبهة، توجه البعث في ذلك الوقت إلي الشعب بقوة فعبأ طاقاته الجماهيرية عبر تحالف وطني قومي إسلامي للوقوف بوجه الدكتاتورية الشعوبية وكانت ثمرة ذلك التوجه قيام ثورة رمضان المجيدة عام 1963 ثم بعد ثورة تموز 1968 أقام البعث الجبهة الوطنية التقدمية مع الحزب الشيوعي والحزب الديمقراطي الكردستاني والتي نقضها الملا مصطفي عام 1974 بإعلان تمرده المسلح، ثم أقام البعث الجبهة القومية التقدمية مع الحزب الثوري الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني والاتجاه القومي العربي، وكانت هذه الجبهة مفتوحة لكل قوي المعارضة الوطنية والتي لم تتلوث بالتآمر والعمل مع أمريكا والصهيونية، وفعلا استجابت أغلب قوي المعارضة الوطنية ورجعت إلي العراق، ولكن الغزاة لم يمهلوا البعث لكي يستكمل إقامة جبهة وطنية واسعة وقوية، فقاموا بعدوانهم في 2003.

هذا هو البعث في العراق قبل الاحتلال. وكل ظاهرة أو تصرف يخالف هذا النهج ومبادئ العمل الجبهوي الوطني، يقع في إطار أخطاء المسيرة وهفواتها، والحزب كفكر ومنهج وأهداف بريء منها. أما بعد الاحتلال فمنذ اليوم الأول رفع البعث شعار وحدة المقاومة، وجعل وحدتها ضرورة تاريخية، وجاهد بدأب ومثابرة الي أن أقام الجبهة الوطنية والقومية والإسلامية في 2005، ثم بعدها أقام جبهة الجهاد والتحرير لفصائل مسلحة في الميدان في أيلول 2007 والجبهتان مفتوحتان لكل القوي الخيرة المناهضة للاحتلال المسلحة والسياسية لتحقيق مزيد من التوحد والتآلف سواء في مرحلة التحرير أو لما بعد التحرير.

البعث لم يطرح في أي يوم من مسيرته موضوع الحزب الواحد ولا يؤمن بنظرية الحزب الواحد ويرفضها وإنما طرح في مرحلة سابقة ولظروف موضوعية نظرية الحزب القائد.. والقائد لا يعني التميز والتعالي والتفرد وإنما يعني الأداء الطليعي على الارض وفي الميدان، والقيادة المادية يأخذها بهذا التفوق وعبر عملية ديمقراطية شعبية واسعة يقول الشعب فيها كلمته عبر قواه الوطنية والقومية والإسلامية. فالبعث يؤمن إيمانا عميقا ومبدئيا بأهمية وضرورة تحشيد طاقات الشعب والأمة عبر تحالف وطني وقومي وإسلامي لكل قوي الشعب المناضلة من اجل التحرير والحرية والاستقلال والديمقراطية والبناء، كما يؤمن إيمانا عميقا ومبدئيا بإقامة نظام وطني ديمقراطي تعددي يجري تداول السلطة فيه بشكل ديمقراطي وعلى أساس صناديق الاقتراع عبر انتخابات حرة وشفافة ونزيهة، ويؤمن البعث إيمانا عميقا بحرية الإنسان وحقوقه المقدسة للتعبير عن ذاته وتفجير طاقاته وإبداعاته وإنسانيته، اما مكانة القيادة في المسيرة فلا يفرضه أحد وسيكون ذلك خيار الشعب الذي سيقرر من هم ممثلوه استنادا إلي مستوي علاقتهم وتلاحمهم معه ومستوي التعبير عن تطلعاته وآماله في العيش حرا مطمئنا على حياته وحياة أجياله اللاحقة وعبر مستوي أدائه وتضحياته.

* سيادة القائد الاعلى دأب المحتل وأدواته من الحكومات المتعاونة معه على اتباع سياسات طائفية داخل أوساط الشعب العراقي وزرع الأحقاد بين أبنائه ولعبت المليشيات دورا كبيرا في هذه السياسة.0 كيف السبيل إلي تجاوز الفرم والهدم والدم؟

*** إن شعب العراق يا ابن العروبة الشهم، شعب عريق وعظيم وذو تاريخ مجيد وهو شعب متحضر وإنساني لا يعرف الطائفية ولا العرقية ولا يعيشان فيه. إن إيمانه بالله الواحد الأحد ورسالته الإنسانية تحرق كل الظواهر التي تسيء إلي وحدته ولحمته ودوره الرسالى فى الحىاة، وستخرج الطائفىة والعرقىة والعمالة والخىانة مع خروج أول جندى من جنود الغزاة المحتلىن هاربا ومدحورا، لأن هذه الظواهر قد جاء بها المحتل من خارج الحدود لتيسير احتلال العراق وتدميره.. ولقد رأيت أيها العزيز هذا الشعب العظيم في بغداد وفي البصرة وفي ديالي كيف وقف ضد الفتنة الطائفية التي أشعلها المحتل وعملاؤه الطائفيون فقبروها في مهدها، وانظر اليوم إلي عشائر العراق الكريمة الباسلة في الجنوب وفي الشمال والوسط كيف تقف شامخة زاهية بعراقيتها وعروبتها ودينها تتصدي للطائفية والعرقية وكل الظواهر التي لا تليق بشعب الحضارات في العراق.

* سيادة القائد الاعلى تتحدث العديد من القوي السياسية العراقية وغير العراقية عن أخطاء اكتنفتها تجربتكم في الحكم.0 راجعتم تجربتكم؟ واستخلصتم تعريفا ً واعترافا ً ومعرفة للتصويب استهدافا ً للصواب والثواب؟ إيمانا ً وأمانة ً وأمنا ً بعد النصر والتحرير بإذن الله ووعده للمجاهدين؟

*** لأهمية السؤال وخطورته لابد أن أتحدث عن مقدمة موجزة ومختصرة تمهد للإجابة الدقيقة والوافية عن سؤالك هذا... إن البعث كما تعلم في عقيدته ومنهجه وأهدافه وتكوينه وإرادته وقدرته في الأداء والعطاء يمثل طموح الأمة المشروع لاستعادة دورها التاريخي كأمة حضارية رسالية مسئولة أمام الله سبحانه عن ممارسة دور قيادي طليعي رائد ومبدع في إعمار الأرض وتحرير الإنسان وإقامة الحق والعدل. إن البعث يحمل هذه القيم السامية والمعاني العالية ويسعي لتطبيقها في كل تفاصيل حياته وبنائه ومسيرته وكفاحه.. ولذلك فإن تجربة البعث في العراق بكل ما حفلت به هي ملك الشعب العراقي وثمرة من ثمرات كفاحه وهي أيضا ملك الأمة وثمرة من ثمرات ثورتها الكبري على طريق أهدافها في الوحدة والحرية والاشتراكية. وعلى هذا الأساس تعامل البعث مع تلك التجربة الرائدة بمسئولية تاريخية عالية وبروح جهادية شجاعة فقررت القيادة أن تجري على هذه التجربة دراسات شاملة ومعمقة وفي كل ميادينها، وان تقف طويلا عند كل منعطف من منعطفاتها، تسجل من جهة، للتاريخ وللأمة إبداعاتها وإنجازاتها التاريخية لتأخذ منها الدروس والعبر وتغني مسيرة البعث اللاحقة، ومن جهة ثانية، تشخص الأخطاء والهفوات والكبوات وأحيانا بعض الانحرافات لمعالجتها جذريا ومعالجة الأسباب والعوامل التي ساهمت في وقوعها. ولقد اتخذت القيادة إجراءات سريعة للتصحيح والتقويم رغم شراسة المعركة التي تخوضها مع الغزاة وعملائهم وأذنابهم، فعاد البعث بقوة إلي أصل مبادئه وعقيدته ودستوره ونظامه سواء فيما يتعلق بحياته الداخلية أو ما يتعلق بعلاقاته مع الآخرين، ثم جهاده وكفاحه، ثم أعدت القيادة الدراسات اللازمة والشاملة للتجربة وما اكتنفها على امتداد خمسة وثلاثين عاما، ثم دراسة مرحلة الاحتلال وما تلاه لعرض تلك الدراسات على أول مؤتمر قطري، يعقد لتدقيق وتمحيص التجربة واستخلاص التعريف والمعرفة، والاعتراف رسميا.. أنها أمانة فلا أمن ولا سلام ولا أمان إلا بأدائها كما يجب.

* ثمة من يقول: إن الكثير من البعثيين قد أعيدوا إلي مواقع مهمة في حكومة الاحتلال من خلال أطراف عربية ترعي وتدعم العملية السياسية.0 بماذا تعلقون على ما يقال بهذا الشأن؟

*** لقد بلغ عدد المنتمين إلي الحزب من العراقيين خمسة ملايين ومائتي ألف يضمنهم الكادر المتقدم والكادر الذي يليه.. أعداد منهم تقاعدت قبل الاحتلال.. وتساقط عدد آخر بعد الاحتلال لهول الصدمة وضعف حصانته المبدئية ولأسباب اخري. وقد تلقف العدو وعملاؤه أعدادا يسيرة من هؤلاء، مدنيين وعسكريين، ومعروف أن مثل هذه العناصر الذي يشوبها ضعف في بنائها المبدئي، تتساقط من مسيرة النضال والجهاد في أول ظرف صعب أو اختبار قاسٍ يواجهها ولكن تساقطها يطهر الحركة الثورية من عناصر ضعفها ويعزز من صلابتها وينقيها من الشوائب. سياسات البعث ومواقفه معروفة وواضحة. الاحتلال وعملاؤه وجواسيسه ومن تعاون مع الاحتلال ومن هادن الاحتلال كل هؤلاء هم أعداء للبعث والوطن والأمة، وهم خونة أذلاء. وكل ما احدثه الاحتلال وعملاؤه في بلدنا باطل ومرفوض وسيزول بزوال الاحتلال. والبعث يؤمن أن المحتل لن يخرج من بلدنا إلا بالمقاومة المسلحة الباسلة. وأن مقاومتنا ستظل قائمة وفعالة ومستمرة وتتصاعد بعون الله ومدده حتى النصر والتحرير طال الزمن أم قصر وسيبقي العدو يتلقف المتساقطين من المسيرة لاستخدامهم كأداة للتشويش على الحزب.

* سيادة القائد الاعلى أثار قانون النفط والغاز الذي أقرته حكومة العميل المالكي والذي يعتزم ما يسمي بمجلس النواب المصادقة عليه الكثير من الجدل والتباين في الآراء بشأنه واعتبرته الإدراة الإمريكية والحكومة صنيعة الاحتلال، نقطة تحول في تاريخ الصناعة النفطية في العراق وعامل جذب للاستثمارات الاجنبية اللازمة لتطوير صناعة العراق النفطية.0 ماذا تقولون في ذلك وما السبيل للافلات من قانون التفتيت والفتات والافتات اجتماعيا ً واقتصاديا ً وسياسيا ً؟

*** نحن لا نعترف بقانون النفط والغاز ولا بأي قانون آخر ولا بالدستورالذي فرضه المحتل.. نرفض المحتل وعملاءه وإذنابه وكل ما جاء به أو أحدثه في بلدنا، إنما هدف العدو المحتل وعملائه من هذا القانون هو ارتداد على قرار التأميم العظيم الذي صدر في يونيو عام 1972، وإعادة تسليم نفط العراق إلي الشركات الاحتكارية الاستعمارية، واستخدام القانون لتجزئة الاقتصاد العراقي وتفكيك وحدته البنيوية دعما لمخططه في تجزئة الدولة وتفتيت المجتمع. وإذا كان هذا ما يسعي له المحتل من إصدار قانون النفط، فإن المقاومة العراقية الباسلة، تتصدي لمشروع الاحتلال بكامله وليس لقانون النفط وحده وستقبره بكل تفاصيله بعون الله.

* سيادة القائد الاعلى من القرارات الخطيرة التي اتخذها المحتل حل الجيش الوطني العراقي، ما حجم تأثير القرار في تأخير عودة مسار جيش النشامي أخوة ً ومهمة وهمة وهل استطعتم أن تعيدوا تنظيمه ليقوم في دوره للمقاومة؟

*** من أهم إنجازات البعث ومن أهم أركان تجربته الثورية ومشروعه النهضوي الحضاري في العراق هو بناء جيش عقائدي رسالي أُعد إعدادا علميا وعصريا حضاريا ؛وطنيا؛ ؛قوميا وإنسانيا وجري تطويره من الناحيتين النوعية والكمية بسرعة عالية، مما جعله عنصرا أساسيا في منظومة الأمن القومي العربي، وجدارا صلبا في مواجهة أطماع ومصالح الإمبريالية والاستعمارية غير المشروعة والتصدي لمخططاتهما العدوانية في وطننا العربي وإزاء منطقة الشرق الأوسط برمتها، وأصبح هذا الجيش يشكل رادعا حقيقيا يمكنه ردع الكيان الصهيوني ومقاتلته وتحرير فلسطين، مثلما تمكن قبل ذلك من تحطيم الموجة الخمينية الطائفية التي كادت تجتاح الأمة برمتها ومنطقة الخليج والجزيرة العربية بشكل خاص. فالجيش العراقي الباسل هو جزء أساسي وعزيز من تجربة البعث وإنجازاته التاريخية ومن مشروعه النهضوي الحضاري الذي استهدفه العدو في غزوه للعراق ولذلك كان أول قرارين اتخذهما العدو بعد دخوله العراق هما قرار اجتثاث حزب البعث وقرار حل الجيش وقوي الأمن الوطني، أي اجتثاث البعث وقواته المسلحة. لقد قرر العدو إستهداف البعث وجيشه الباسل منذ أكثر من خمسة وعشرين عاما، منذ بدأ البعث مطلع السبعينيات يدخل الي الجيش عوامل التحديث العلمية والتكنولوجية المعاصرة ويطور عقيدته العسكرية والسياسية ليكون باعلى مستويات الجاهزية في تأدية واجبه الوطني لحماية العراق، وواجبه القومي على مساحة الوطن العربي. ولقد مارس جيشنا هذا الدور فعلا في الميدان منذ ذلك التاريخ فقاتل دفاعا عن الأمة في أقصي مغربها في موريتانيا وإريتريا والسودان إلي الخليج العربي وإلي سوريا ومصر، وقد عاون حركات التحرر والشعوب المناضلة من أجل حريتها واستقلالها في آسيا وأمريكا اللاتينية وإفريقيا، فأصبح جيش العراق عنوانا كبيرا لتجربة البعث في العراق، تجاوز الخط الأحمر الذي وضعته الإمبريالية والصهيونية للدول العربية، فحشدت ضده وضد النموذج الوطني العراقي قوي الكفر والشرك والعدوان من كل أصقاع الأرض فكان التاسع من نيسان 2003. يومها تصور الغزاة وعملاؤهم وإذنابهم والمنافقون والمرتدون أن كل شيء قد انتهي بعد حل حزب البعث وحل الجيش، وسوف لن يبقي للعراق بعد اليوم جيش يحمل الأمانة ويؤدي رسالة الأمة.. خسئوا إذ ظنوا أن جيش العراق جيشا فني مهني تقليدي فحسب مثل جيوشهم.. إن جيش العراق إضافة إلي مهنيته العالية فهو جيش عقائدي قومي رسالي ولد من رحم شعب العراق العظيم ونشأ على عقيدة الأمة ونهل من قيمها الشريفة التي كانت جوهر البعث، حتى أصبح الجيش والشعب والبعث كيانا إيمانيا وإنسانيا واحدا حيا وفاعلا، ولذلك انتفض الشعب والجيش والبعث في وجه الغزاة وعملائهم من خونة الشعب والأمة، وأشعل الأرض نارا تحت أقدامهم حتى اعترف العدو بالهزيمة والفشل. وهو يلهث اليوم خلف جيش البطولة والفداء يستجدي منه الهدنة والمهادنة، ويحاول بكل الوسائل القذرة من ترغيب وترهيب استمالة بعض ضباطه كي يهادنوه أو يستخدمهم في تشويه مسيرة هذا الجيش العظيم وجهاده، لكنه في كل مرة حاولها كان يجد ردا عنيفا من رجال جيش القادسيتين المجيدتين يتمثل في تصعيد الطرق على رأسه والتمسك بمنهج الجهاد والتحرير حتى النصر.. الجيش العراقي اليوم يؤدي مهمته الرسمية ودوره الجهادي ضد الاحتلال عبر تشكيلاته المقاتلة كألوية وأفواج وسرايا وفصائل، إضافة الي توزع ضباطه ومراتبه ووجودهم في صفوف فصائل الجهاد الوطنية والقومية والإسلامية بدون استثناء كقادة ميدانيين وفنيين ومخططين ومصنعين ومبدعين، إن رجاله اليوم يملأون أرض العراق جهادا وبطولة وفداء، وعلى أكتافهم قامت أعظم وأسرع واشرف مقاومة في حروب التحرير الشعبية. هذا هو جيش العراق وهو يستعد اليوم لأداء واجبه المقدس عندما يقترب يوم الحسم النهائي بإذن الله وبقوته القوية.

* سيادة القائد الاعلى كان لكم موقف من القضية الكردية عبر عنه نظامكم بإعطاء كردستان العراق الحكم الذاتي.. وفي ظل دعوات وسياسات انفصالية يمارسها ويحرض عليها جلال الطالباني ومسعود البارزاني. ما هو مشروعكم للتعامل مع القضية الكردية بعد التحرير؟

*** نحن واثقون ان شعبنا الكردي لن يحصل على حقوقه القومية والثقافية التي تعزه وتطور حياته وتضمن مستقبله الحر الآمن إلا في ظل وحدة العراق أرضا وشعبا وتاريخا ومستقبلا، وفي ظل عراق حر متحرر، مستقل ومزدهر. ولن يأتي أحد بحلول للقضية الكردية في العراق بأكثر مما جاء في بيان آذار 1970 التاريخي، وما تضمنه من حقوق قومية وحكم ذاتي وتطور ثقافي للشعب الكردي ومساواة تامة في الحقوق والواجبات بين العراقيين دون تمييز بينهم على أساس الدين او المذهب او القومية. بالنسبة لنا في حزب البعث سنبقي متمسكين ببيان آذار 1970 التاريخي وقانون الحكم الذاتي 1974 كأساس للتعامل مع الحقوق القومية والثقافية والسياسية لشعبنا الكردي في العراق.

ندرك ان شعبنا الكردي عاني الكثير عبر العقود الماضية وقدم تضحيات كبيرة، وكان في كل تلك المعاناة ضحية استغلتها بعض قيادات كردية معروفة بارتباطاتها المشبوهة مع قوي دولية واقليمية أرادت عبر تحريك التمرد المسلح استنزاف العراق وتعطيل مشروع نهضته وتنميته، ومنع مشاركته في الجبهة الشرقية ضد الكيان الصهيوني.. كانت ايران والكيان الصهيوني اكبر المستفيدين من هيمنة القيادات العميلة على الحركة القومية الكردية.. ونحن نميز بين الحركة القومية الكردية بوصفها حركة وطنية في إطار وحدة العراق، وبين القيادات المشبوهة التي سخرت القضية الكردية لخدمة سياسات دولية وإقليمية على حساب شعبنا في العراق وبضمنه شعبنا الكردي... لقد ادركت قيادة البعث هذه المسألة وحرصت على معالجة القضية الكردية بما يحفظ للعراق وحدته واستقلاله وللشعب الكردي حقوقه القومية والثقافية. وتولي الشهيد الرئيس صدام حسين (رحمه الله) بنفسه هذه المهمة عبر بيان آذار 1970 التاريخي.. الحركات الكردية العميلة آنذاك لم تتوقع حلا يلبي حقوق شعبنا الكردي في العراق، ولم تكن تحلم بعُشر الحقوق التي تضمنها بيان آذار. ولأن أي حل مبدئي وحقيقي للقضية الكردية يحقق الاستقرار للعراق والوحدة لشعبه بعربه واكراده وتركمانه واقلياته الاخري، ويشكل نموذجا مضيئاً لتعامل الأمة مع القوميات الأخري في وطننا العربي الكبير، فقد ساء ذلك الحل القوي المعادية للعراق والامة العربية، الامبريالية الأمريكية والصهيونية والصفوية الفارسية فحركوا ابتداء القيادات العميلة لإعلان التمرد ورفض بيان آذار والحكم الذاتي، وعاني شعبنا العراقي -ومنه شعبنا الكردي- من آثار تلك التمردات المسلحة والمؤيدة من الثالوث الامبريالي الصهيوني الصفوي الشعوبي، وظلت وظيفة القيادات العميلة ليس العمل للوصول الي حل عادل للقضية الكردية وانما كانت مهمتها ابقاء القضية الكردية متفجرة من دون حل حتى تظل جرحا نازفا في جسد العراق يستنزف شعبنا العراقي وبضمنه شعبنا الكردي ويهدد وحدته ويعطل نهضته وتنميته، ثم جاء الغزو والاحتلال في 2003 وظهرت تلك القيادات العميلة وأحزابها هذه المرة بوجه أقبح من كل الفترات السابقة، وهي تريد وتنفذ أوامر المحتل لتمزيقه وتدميره وقتل أهله وإبادتهم وكأنها لم تعش في العراق وتشرب ماءه وتتنفس هواءه وتتنعم بخيراته..

* سيادة القائد الاعلى حزب (الحرية والعدالة الكردستاني) حزب كردي أعلن عن تأسيسه حديثاً وقد تبني من خلال بياناته وادبياته موقفاً ضد الاحتلال والاحزاب الكردية الموالية للاحتلال.0 ما الدلالات التي يمثلها تشكيل هذا الحزب؟ وهل تتوقعون له دورًا بارزًا داخل كردستان؟

*** نعم لقد تأسس حزبان كرديان باسم العدالة والحرية حزب يرأسه الأخ جوهر الهركي سليل العائلة العراقية الكردية الكريمة الوطنية الوفية لشعب العراق عربا وأكرادا والتي قدمت الكثير من التضحيات دفاعا عن وحدة العراق واستقلاله وحريته، والثاني هو حزب الحرية والعدالة العراقي يرأسه الأخ المقاتل ارشد الزيباري الذي ناضل وجاهد وقدم من عائلته أولا ثم من عشيرته أغلي التضحيات من اجل وحدة العراق واستقلاله وحريته. واذ نبارك ولادة هذين الحزبين، فإننا على ثقة بأنهما سوف يسهمان في تحشيد قوي شعبنا الكردي وتصديها للاحتلال وعملاء الاحتلال في منطقة الحكم الذاتي لكردستان العراق، كما أن تأسيس الحزبين يقدم الدليل المادي على أن شعبنا الكردي بخلاف ما يصوره العملاء، يرفض الاحتلال ويدين القيادات العميلة التي رهنت نفسها للامريكيين والصهاينة والصفويين ويتطلع الي التخلص منها ومن هيمنتها على مقدراته... ولادة الحزبين المذكورين ستسهم في تقوية وتوسيع الحركة الوطنية الكردية المعارضة للاحتلال وعملائه في كردستان.. وفي اعتقادي سيتصاعد نضالهما وجهادهما حتى ينحاز إليهما شعبنا الكردي برمته وخاصة بعد ما تبين لهم حجم عمالة وخيانة وغدر الأحزاب العميلة المهيمنة على كردستان والتي فرضت هيمنتها على شعبنا الكردي بالاعتماد على قوة المحتل كما في بقية أنحاء العراق، فانتهكت حرماته ونهبت ثرواته وخيراته وسامته سوء العذاب.

* سيادة القائد الاعلى كان قرابة 35 كادرًا من قيادة الاقتدار الـ 55 على رأس الحزب شيعة وكذلك كان قادة الجيش العراقي الباسل في كل معاركه وقد شهد جنوب العراق تحركًا سياسيا وعشائريا ضد الاحتلال وضد النفوذ الايراني ولكنه لم يشهد تطورًا مماثلاً على صعيد المقاومة المسلحة.0 هل تتوقعون قيام حركة مقاومة في جنوب العراق؟ ولماذا تأخر قيامها كل هذا الوقت؟

*** لقد خاض حزبنا وجيشنا وشعبنا في الجنوب صراع الحياة بعد الاحتلال لأن الأحزاب الطائفية الشعوبية العميلة وبمعاونة إيران وبتوجيهها المباشر وتحت مظلة الاحتلال قررت ان تذهب في تطبيق مشروع الاجتثاث الي ابعد حد تستطيع تنفيذه من التصفية الجسدية لكادر الحزب وقادة الجيش وضباطه، فذهبوا في السنتين الأوليين للاحتلال الي قتل الأعضاء الذين يمثلون قواعد حزب البعث العربي الاشتراكي، ثم تمت تصفية أعداد كبيرة من الكادر القيادي بمستوي قيادة فرقة فما فوق، منهم من قتل ومنهم من هاجر داخل العراق أو خارجه، ثم بدأوا بتصفية الضباط من الرتب الصغيرة (الملازم والملازم الاول) في الجيش العراقي بعد ان قضوا على القادة والآمرين قتلا وتشريدا. هذه الوقائع عبر عنها العميل المزدوج المالكي بقوله (نحن نفذنا قانون الاجتثاث بدقة والإخوان لم ينفذوه) يقصد بقية العملاء أمثاله.

وأمام هذه الاوضاع البالغة الصعوبة أعدنا النظر والي زمن في كل وسائل وصيغ التنظيم والمجابهة... والحمد لله أعدنا التنظيم المدني والعسكري في الجنوب والفرات الاوسط، مدنا واقضية ونواحي وأرياف. وأطلقنا شرارة الجهاد خلال أقل من سنتين -أي في نهاية عام 2004- إذ انطلق فصيل من فصائلنا سمّي (الجيش العربي لتحرير الجنوب) يقاتل الانجليز والأمريكان والعملاء وهو اليوم لديه مقاتلون عسكريون ومدنيون في جميع محافظات الجنوب، يضربون العدو وعملاءه في كل مكان، ويستخدمون وسائل احتراز امني عالية المستوي بسبب الهجمة الطائفية الصفوية المركزة في الجنوب وحقدها الاعمي على شعب العراق وجيشه العظيم وطليعته البعث المجيد. ان البعثيين -عسكريين ومدنيين- ومعهم أعمدة القوم شيوخ القبائل والعشائر والأفخاذ والوجهاء لقنوا المحتل دروسا في المواجهة والبطولة والفداء، وان أداءهم اليوم يتسم بالدقة أكثر مما تتسم به فعاليات المقاومة في مناطق العراق الأخري.. وبهذه المناسبة فإني أحيي رجال المقاومة الباسلة في الجنوب والفرات الأوسط وفي مقدمتهم (الجيش العربي لتحرير الجنوب) و(سرايا الجهاد في البصرة) و(سرايا الزبير) و(كتائب الجهاد على ارض الرافدين) و(سرايا شهداء ألطف في كربلاء) و(جيش الأئمة) وكل الفصائل الأخري والي مزيد من التصعيد يارجال العراق العظيم في جنوب الوطن.. يا أبطال جيش القادسيتين.. يا أبناء البعث المجيد.. يا أبناء الحضارة.. يا من علم أجدادكم الإنسان الكتابة ليرتقي في الحياة.. يا من فجر أجدادكم أول الحضارات وأغناها على الأرض قبل أكثر من سبعة آلاف عام.. يا أبناء سومر وأكد وبابل وآشور.. ويا أبناء سرجون ونبوخذ نصر وحمورابي.. يا أبناء علي والحسين والزبير وطلحة... جددوا المسيرة... جددوا التاريخ.. اضربوا الأمثال للناس لعلهم يتذكرون، فأنتم أبناء الأمة المجتباة، الأمة التي كانت خير امة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر وتؤمن بالله وليخسأ الغزاة الامبرياليون والصهاينة والصفوين.. ان الله غالب على أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا.

* سيادة القائد الاعلى كان الرئيس الشهيد يقول (لا تطلبوا من اشقائكم غير ما يستطيعون أو يرغبون.. فهل ما زلتم عند الرؤية والرأي ام في المتغيرات والنظرة المستقبلية للبعث جديد خطابًا وخطة وخطوة على المستوي العربي في ظل التداعيات التي تشهدها الساحة العربية اليوم؟

*** إن من شأن العراق على امتداد تاريخه أنه يعطي الأمة ولا يطلب منها ولهذا قال أحد قادة الأمة العظام عملاق العروبة والإسلام عمر الفاروق (رضي الله عنه) (أهل العراق كنز الإيمان وجمجمة العرب وهم رمح الله عز وجل يحرزون ثغورهم ويمدون الأمصار) وانت تتابع اليوم أيها المناضل العربي الأصيل كيف يقف شعب العراق العظيم وحده في وجه اخطر عاصفة هوجاء تجتاح الأمة وفي وجه اخطر وأشرس غزو بربري لقتل أرادتها ومسح هويتها وتهميش دورها.. يقدم هذا الشعب العظيم أغلي واعز التضحيات.. منها مليون وثلاثمائة ألف شهيد.. ستة ملايين مشرد دمرت مساكنهم ونهبت أموالهم.. مئات آلالاف من المعتقلين والاسري.. كل ذلك من اجل تحرير العراق وطرد المحتل ومنعه من الاستقرار في العراق والانطلاق منه ضد الدول العربية الاخري لتخريبها وتدميرها.. يجري كل ذلك والنظام العربي الرسمي يتفرج وكأن الأمر لا يعنيه. رغم ذلك أقول لك وللتاريخ وللعرب أمة وشعبا ونظاماً، سيمضي شعب العراق في معركته المقدسة وسيواصل جهاده ومقاومته وسيرفد معركة التحرير بكل التضحيات الغالية والسخية حتى ينتصر ويندحر الغزاة، وسيعود العراق بقوة الله وإرادته وإرادة كل الشرفاء فيه، طليعة المسيرة الكبري للأمة ؛يحرس ثغورها ويمد امصارها.. إن تطلعنا اليوم إلي شعبنا العربي وقواه الثورية ؛ إلي كل الخيرين من أبناء امتنا حكاما ومحكومين. أما النظام الرسمي فقد غسلنا أيدينا منه منذ زمن بعيد إلا أن تحدث معجزة فيقلب قلوبهم مقلب القلوب فيصحوا ويفيقوا ويكونوا مع العراق، مع شعبهم، مع أمتهم ومع أنفسهم، لأن القادم من الأخطار لن يستثني أحدا منهم ولن يستثني شبرا من ارض العرب.

* سيادة القائد الاعلى يقول مأثور لحكيم ( الضمير هو الشعلة التي تضيء داخل الانسان) فهل ذلك وبحمد الله مصدر الحياء والحياة والحيوية ؟ وهل لنا في طمأنة الشعب على وضعكم الصحي للرد على ما يروج له أعداء العراق؟

*** تقديري العالي لاهتمامك وحرصك على أخ لك حميم.. انه يعبر عن معدنك العربي الأصيل، وانت تعبر في هذا السؤال عن عواطف ورغبة كل الخيرين من أبناء الأمة فأقول لك ولهم أيها الأعزة.. أيها الأحبة.. أنا -من فضل الله وكرمه ولطفه- بخير وعافية وفي قمة روحية الجهاد بفضل الله وفي سبيله، وأحسب أني اليوم مهاجر إلي الله ورسوله بفضل وكرم الله، وتركت الدنيا والنفس وحظوظها خلف ظهري بفضل الله، وأرابط في سبيل الله وحياتي اليوم كلها ومماتي موقوفان لله وفي سبيله.. أجاهد الجهادَين، الجهاد الأكبر في ميدان الصبر والمصابرة والرضا والتسليم المطلق لإرادة ومراد ذي العرش المجيد الفعال لما يريد، ثم الجهاد الأصغر، جهاد الغزاة والمحتلين وعملائهم وأذنابهم من المنافقين والمرتدين ابتغي وأتشوق للتشرف بإحدي الحسنين: إما النصر وإعلاء كلمة الحق، وإما الشهادة في سبيل الله والالتحاق بخيرة خلق الله الحبيب (صلي الله عليه وسلم) وأحبائه في مقعد صدق عند ملك مقتدر. فاعلم أيها العزيز عندما حصل الذي حصل لبلدنا واحتلت بغداد العزيزة توجهت إلي الله العلي القدير واستحضرت موقف خليل الرحمن (عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام) فقلت لكل من خذل بغداد وخانها وعقها كما قال خليل الرحمن لقومه من الكفار والمشركين أعداء الله (وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَي رَبِّي سَيهْدِينِ) (99)- سورة الصافات. ثم قلت كما قال عليه السلام (قالَ أَفَرَأَيتُم مَّا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ (75) أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ (76) فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِّي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ (77)الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يهْدِينِ (78) وَالَّذِي هُوَ يطْعِمُنِي وَيسْقِينِ (79) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يشْفِينِ) (80)- (سورة الشعراء) فأرجو أن يتقبلني ربي بقبول حسن ويدخلني في واسع رحمته مع عباده المؤمنين المجاهدين من الرعاية والعناية والعفو والعافية التامة فأوكلت أمري اليوم كله لله وفي الله وما توفيقي ولا اعتصامي إلا بالله عليه توكلت واليه أنيب. واعلم أيها الأخ الوفي لشعبك وأمتك ووطنك، انه من يتوكل على الله فهو حسبه في كل شيء... (أليس الله بكاف عبده)-36 الزمر (ومن أوفي بعهده من الله)11-التوبه اللهم لك الحمد على الإيمان، ولك الحمد على الجهاد، ولك الحمد والشكر على العافية، اللهم لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك وصلي وسلم على الحبيب المحبوب طب القلوب ودوائها وعافية الأبدان وشفائها ونور الأبصار وضيائها وعلى آله الأطهار وصحبه الأبرار.

* سيادة القائد الاعلى هل من رسالة خاصة توجهونها إلي رجال المقاومة في ميادين القتال ورسالة إلي جماهير الأمة من الخليج العربي الثائر إلي المحيط الهادر؟

*** نعم ابعث إليهم رسالة المحبة والمعزة والجهاد وأقول بسم الله الرحمن الرحيم (يا أَيهَا الَّذِينَ آمَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ فَانفِرُواْ ثُبَاتٍ أَوِ انفِرُواْ جَمِيعًا) (71)- (سورة النساء).. صدق الله العظيم. وأقول بعد التحية والتقدير لكم والاعتزاز بكم يا قادة الجهاد وأمراء السرايا والفصائل ولكل مقاتليكم ولكل المقاومين والرافضين للاحتلال من أبناء العراق العظيم.. ادعوكم الي مزيد من التحابب والتوادد والتآلف والتعاون والتوحد بينكم في الميدان ومع كل من يحمل السلاح ويضرب العدو من أبناء شعبنا وامتنا، واعلموا علم اليقين أيها الأحبة ان وحدة المقاومة اليوم وبعد الانجازات التاريخية الهائلة تتعالى وتتسامي على كل الخلافات والاجتهادات مهما كبرت وتوسعت من اجل دحر الغزاة وتحرير وطننا العزيز، لأن هدف التحرير يسمو على كل الأهداف واعتباره يرتقي فوق كل الاعتبارات وانجازه وتحقيقه يضمد كل الجراحات، ثم ادعوكم الي مزيد من التصعيد في عملياتكم الجهادية وفعالياتكم القتالية ضد العدو مع التأكيد الدائم على التمسك بمبادئ وقواعد حرب التحرير الشعبية وحرب العصابات حتى نستنزف العدو ثم نجهز عليه فندمر ونحطم جبروته وننتصر عليه بإذن الله ونحرر وطننا ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله. ومن أهم هذه القواعد والمبادئ وأكثرها فاعلىة وإيذاء للعدو هي :-

1- اظهر بسرعة خلف العدو وأمامه وعلى جنباته حسب طبيعة المكان والزمان والمناخ ونوع العملية ونوع الهدف وطبيعته فاضرب بسرعة ثم اختف بسرعة محسوبة قبل ان يحصل أي رد فعل له.

2- احرص في التخطيط والتنفيذ واختيار أهداف أي عملية تقوم بها على ان تنال فيها من العدو مقتلا وتحقق فيها هدفا يصب في خدمة التحرير.

3- احرص على سلاحك فهو حياتك وعزك ومجدك.. واحرص على إدامته على الدوام ليكون جاهزا واحفظه بعيدا عن أعين العدو وجواسيسه.

4- احرص اشد الحرص على امن المعلومات على امتداد زمن يومك وساعاته وفي كل تفاصيل وميادين حياتك... وصول المقربين منك أو البعيدين عنك الي معلوماتك خط احمر أو أمر مقدس، ولا تقل إني أثق بفلان أو فلانة فإن الثقة تمتد في المجتمع متسلسلة ولا تنتهي.

5 - اعلموا ان العدو أعمي لولا الجواسيس.. فابذلوا كل الجهود لكشفهم وتصفيتهم.

6- لا تغرنك الانتصارات المتلاحقة ونجاح عملياتك المتواصلة. واعلم أن العدو يلاحقك على امتداد الزمن فكن على حذر شديد وعلى مزيد من الكتمان والتخفي والاحتراس ولا يغرنك أن يقولوا عنك البطل والشجاع والباسل المغوار الذي لا يخاف فيستهويك حب الظهور والتبجح بأنك كذا وكذا وعملت كذا واعلم أن للحائط آذانا كما يقولون.

7- احرصوا على إيقاع اكبر الخسائر في صفوف العدو واحرصوا على تقليل الخسائر في صفوف تشكيلاتكم ومقاتليكم الي الحد الأدني.

8- شددوا على العدو في أوقات راحته واستراحته، أخيفوه وأقلقوه وأرقوا نومه في كل الأماكن وفي كل الأوقات ولا تدعوا له مكانا آمنا ولا زمانا يلتقط فيه أنفاسه.

9- ركزوا على خطوط إمداده فاقطعوها وحاصروه في حركاته وسكناته ولا تدعوه يشعر بالأمن يوما على أرضنا واعلموا ان خطوط إمداده هي شريان الحياة له.

10- ركزوا على قواعده ومعسكراته ومقراته ليل نهار وعلى امتداد ساعات الزمن لتحطيم معنوياته وتثبيط همته وتيئيسه.

11- تعاملوا مع الخونة والجواسيس بدقة عالية وبتأن كي لانؤذي بريئا من شعبنا.

12- وسعوا دائرة المراقبة والمتابعة والملاحقة لعدوكم في كل خططه وتكتيكاته ونواياه وممارساته وتحركاته وفي كل الميادين العسكرية والأمنية والسياسية والإعلامية النفسية والمعنوية والمادية لكي لايباغتنا بشيء لم نتحسب منه ونعد له مبكرا.

13- أدم علاقاتك التقليدية أيها المقاتل مع اهلك وجيرانك ومحلتك وقريتك وأصدقائك وعمقها واجعلها أكثر صميمية ولا تشعر أحدا منهم أن لديك عملا أو مهمة لا يفهمونها.. أقم مع الجميع صلات وعلاقات صميمية ودودة قائمة على المحبة والاحترام للكبير والعطف على الصغير وارع مصالحهم وأعنهم على قضاء حوائجهم وعاونهم على مفردات الحياة الصعبة ما استطعت وهي كثيرة اليوم كي يحتضنوك وقت الشدة ويشدوا أزرك ولا يسلموك إلي عدوك فهم عمقك السوقي البعيد وهم مددك القريب الذي لا ينضب وهم درعك الحصين وردئك الأمين.

14- لتكن قاعدة انطلاقنا القوية والأمينة لأداء الأمانة وتبليغ الرسالة في كل ميادين الجهاد وفعالياته هي الإيمان المطلق بالله الواحد الأحد القادر المقتدر ثم تقواه حق التقوي لنحرز مقامات التأييد والنصرة والغلبة على الأعداء واستمعوا الي قوله جل شانه على الدوام، إذ قال في كتابه العزيز (وكان حقا علينا نصر المؤمنين) ثم قال جل جلاله (وَمَن يتَّقِ اللَّهَ يجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا (2) وَيرْزُقْهُ مِنْ حَيثُ لَا يحْتَسِبُ)3- سورة الطلاق. والمقصود في هذه الآية الكريمة هو الرزق الشامل الإيمان والتقوي والهدي والنصر على الأعداء والعفاف والغني ويرزق خير الدنيا والآخرة. واعلموا أيها الأحبة المؤمنون المجاهدون أن الله يدافع عن الذين آمنوا إن الله لا يحب كل خوان كفور. أيها القادة والأمراء علموا مقاتليكم الإيمان والتقوي في كل ما نهي الله عنه وما أمر كما تعلمونهم استخدام السلاح، ولا تنسوا الدعاء والاستعانة بالله القوي العزيز، وتذكروا دائما استجابته السريعة لعباده أهل الأيمان والتقوي حيثما استعانوا به فقال جل شانه (إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين) ثم يقول (إذ يوحي ربك الي الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان) 12 الانفال صدق الله العظيم.

15- يا رجال المقاومة البواسل.. يا زهو العراق وفخره.. يا صناع التاريخ يا بناة المجد التليد قاتلوا في سبيل الله أعداء الله جهادا سرمديا حتى يندحر الغزاة البغاة الطغاة وكونوا جميعا طلاب وعشاق إحدي الحسنين لا ثالث لهما إما النصر المؤزر وتحرير الوطن وإعلاء كلمة لا اله إلا الله وعودة راية الله اكبر ترفرف في سماء العراق ؛ ترفع ساريتها كل الأيدي التي جاهدت وحررتها وحررت الوطن ولا مكان ولا فرصة للتفرد برفعها والدفاع عنها بعد اليوم، العراق وشعبه كله ومجاهدوه جميعا حملة الراية وقادت المسيرة وطلائعها، ولا فضل لفصيل على فصيل ولا مجاهد على مجاهد إلا بما يقدم من بطولة وفداء في ميدان الجهاد ومسيرة التحرير.

ويا أبناء امتنا المجيدة ويا أحرارها أينما كنتم في وطننا الكبير أو في المهجر هذا هو عراقكم الأبي وهذا هو شعبه المجيد وهذه مقاومته البطلة الباسلة التي لم يلد التاريخ مثيلا لها على الإطلاق، وهذه هي قضيتنا.. لقد كتب الله سبحانه وتعالى على شعبنا الأبي منذ الأزل أن ينوب عن الأمة في المهمات الصعبة وفي الخطوب المد لهمة فيدفع عنها باقتدار عال كل العوادي والشرور فهو حارس بوابتها الشرقية الأمين وهو الذي يمد أمصارها، خمس سنوات يقاتل الإمبريالية والصهيونية والاستعمار الصفوي ومن تحالف معهم من قوي البغي والعدوان في الأرض ومن العملاء والخونة في الأمة... قدم من التضحيات والبطولات ما يليق به طليعة للأمة وحاديا ركبها وهو لا يزال وحيدا في الميدان يحمل إرادة الأمة ويقاتل بكل عمقها ومعاني تاريخها وقد انتصر وحطم قوي الغزو والاحتلال بقوة الله القوية أولا ثم بسخائه وعطائه اللامحدود على مذبح حريته وكرامته وحرية الأمة وكرامتها ولا يزال يتطلع إلي مدد الأمة وشعبها الكريم لحسم الصراع نهائيا وإنقاذ الأمة مما لا يحمد عقباه إن انهار سد الدفاع عنها في العراق لا سمح الله.. واعلموا يا أبناء العراق العظيم ويا فرسان المقاومة البواسل أن النصر صبر ساعة وان النصر مع الصبر وان الفرج مع الكرب وان مع العسر يسرا .

انقل تحياتي إلي جميع إخوانك العاملين معك وإلي كل الشرفاء في أمتنا العربية وإلي ملتقي النصر بإذن الله ويومئذ ٍ يفرح المؤمنون بنصر الله.. ينصر من يشاء.. وعد الله حق لا يخلف الله وعده ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

السبت /  26  جمادي الاول 1429 هـ

***

 الموافق   31  /  أيــــار / 2008 م