الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

"عزيزي"

المارينز : هل تريد أن تترك الخدمة في جحيم العراق لتنجو بنفسك من الذبح ؛

 إذن فباشر , وعلى الفور , بإهانة العراقيين في صميم أخلاقهم ومعتقداتهم

 

 

 

شبكة المنصور

طلال الصالحي

 

أمر مضحك حقاً هذه الأنباء "السارّة" التي سمعناها مؤخراً من "أولي الأمر" من بعض العراقيين ومن بعض مشايخ العشائر و "الدين" من الذين يطالبون فيها المجرم الرقيع الأرعن بوش الكذاب بمعاقبة الجندي الأميركي الذي قام مؤخراً بما قام به من انتهاك صارخ لمشاعر المسلمين , هذا الإستهتار الذي أصبح معتاداً لكثرته !" حين جعل من مصحف وكتاب أمّة المليار والنصف مليار "مسلم"! هدفاً لتدريباته المعتادة التي يقوم بها في "أوقات استراحته" للتدرب على الأسلحة النارية بكيفية التفنن بقتل العراقيين!

نعم هكذا إذن أصبح أمر جماهير شعوب العرب والمسلمين بوجه عام , وجماهيرعراقيّو مويلك وأشيقر وعلوْلوْ وجلوْلوْ بوجه خاص , يمكن إهانتهم وإثارة مكامن "الغضب" لديهم بمنتهى السهولة واليسر ليتقبلوا بعدها مختلف أنواع الإهانات في العرض والأرض والمعتقد والمال , عيني عينك ! ويجعلون منهم , وعبر توظيف كل حدث من قبل حكامهم بطريقة تتناغم ومصدر الإثارة , ليهتاجوا بعدها بما يشبهون القرقوزات وهي تهيم على وجهها في الشوارع تحت لافتة "مظاهرات الاحتجاج السلميّة !" كأقصى حل لـ"مجابهة" ما بين الغرب وبين العالم "الإسلامي!" , هذا العالم "الإسلامي" الذي ابتليت بوصمة التخلف والخنوع من وراءه , ومن جرّاء جبنه واستكانة شعوبه , بقية شعوب الشرق الأوسط المسكينة التي تيقنت , بالملموس , بأن ليس لها من جدوى أو معنى لهذه الجثـّة الضخمة الهامدة المرميّة بينهم والتي تسمّى بـ"العالم الإسلامي" سوى مشاكلها التي ابتليت بها الصين والهند وبقية النمور الآسيوية الواعدة ! ... بعد ذلك ستلتهب قنوات "الخوات الـ .... ـة" العربية الناطقة بالعبرية بالدعوات الميمونة الصادرة من أصحاب "لفخامات" بالدعوات إلى "حوار الحضارات" و "حوار الأديان!" .. شوف عزيزي القارئ شلون سفله ومنحطـّين هؤلاء الحكام الذين تطلق عليهم وسائل الإعلام العالميّة وتنعتهم بالحكام والملوك والأمراء والرؤساء العرب ! ....

هذا الجندي المتهم في حقيقة أمره , ومن دون أدنى شك , ودون أي لبس أو غموض , أراد أن يهرب من العراق وجحيم العراق المستعر تحته وتحت أقدام قوات الاحتلال بسواعد خيرة أبنائه المجاهدين , أراد أن يهرب منه بأي صورة وتحت ظرف أي حل يراه مناسباً حتى ولو تطلب منه الأمر عمل المستحيل , وذلك بعد أن يأس على ما يبدو من الرد السلبي دائماً على جميع طلباته التي قدمها لمرؤوسيه والتي كان يطلب فيها نقل خدماته إلى أية جهة من العالم يوجد فيها تواجد عسكري أميركي , حتى ولو على سطح المرّيخ ! المهم أن ينقذ حياته وحياة أسرته من ورائه وينجو من موت محقق على أرض العراق ! ..

حتماً ولا بد أن تكون هذه الشنيعة التي قام بها هذا المارينز أتت بناءاً على نصائح قد تلقاها واتفاقات "تتبسبس" بهدوء وبسريّة بين رفاقه الجنود لابتكار كل الوسائل التي من شأنها , ليس هو وحده , بل وجميع رفاقه من الذين سبقوه بهذه الفعلة أو من سيلحق به منهم حتماً , بغية الحصول على المكتسبات التالية :

1 . التخلص من الموت المتربص به بين لحظة وأخرى على أرض العراق .

2 . الحفاظ على وظيفته وأمواله ومكتسباته الأخرى التي حصل عليها جراء التحاقه بركب البنتاغون وقدومه إلى المنطقة الأخطر في العالم ...

3 . الفرار والتفلت من قرارات المحاكم التي ستلاحقه جراء هروبه اذا ما ترك الخدمة عمداً وضمانة بعدم ملاحقته بتلك القرارات أينما حل وارتحل .

4 . التخلص من القلق والتفكير الطويل المفضي إلى حالات الانتحار أو إعاقة الجسد أو الجنون .

5 . إبعاد تفكيره نهائياً عن الهروب من الخدمة والالتحاق برفاقه الفارين إلى كندا أو بريطانيا أو نيوزيلاندا.

6 . حصوله على التقدير والاحترام الاجتماعي من الشعوب الأميركية والغربية والتي ستمنحه أقصى درجات البطولة والإمتنان لما قام بفعله بحق جنود "صلاح الدين" و خالد بن الوليد وعمر بن الخطاب وجعفر الطيّار ع ورضي الله عنهم أجمعين ! وليضمن "محاكمة" تملأها أضواء الشهرة التي يحلم بها , والتي ستأتيه من ورائها , وبعيدأ عن أضواء الإعلام في الكثير من حالاتها , قرارات أميركية وغربية بحقه مخففة ولطيفة ! محفوفة بالتكريم والتقدير والتبريك والمعزّة على ما قام به من إطفاء إضافي لمشاعر أمّة الغرب التي لا تريد سوى "عرب ومسلمون مخدّرون" يُداسون بالأحذية والسياط وكل وسائل الاستعباد ويتحرّكون بالريمونت كونترول عن بعد , وبواسطة أشكال آدمية لها مسحة أشكال العرب تجري في عروقهم نفس مادّة وعناصر ولون دماء العرب والمسلمون مكتوب على جباههم بالوشم الصهيوأنكلوسكسوني "رؤساء وملوك وأمراء عرب" تقوم بالضغط على الأرقام السريّة للريمونتات التي بأيديهم فتتحرك شعوب العرب والمسلمين وفق ما يشاء الغرب!" ...

طبعا يا عزيزي القارئ .. وليس تبرئة لهذا المجرم الأرعن قرد الأمة اليهوصليبية بوش الأرعن الكذاب .. بل يجب أن نعترف بأن هذه "الأعمال" التي يقوم بها جنود المارينز , هي من بناة أفكار هؤلاء الجنود ومن دون إيعاز مسبق من مرؤوسيهم تحثهم على تعمد إهانة مشاعرالعراقيين للتخلص من فخ العراق الذي أوقعتهم به الآلة الإعلامية الغربية ودعايات البنتاغون الجذابة الجذابة ! وبعد أن يأس أيضاً الجنود أنفسهم من كل الطرق التي سعوا إليها للفكاك من مخالب العقود المبرمة بينهم وبين الإدارة الأميركية لقاء جميع المغريات التي سمع ويسمع بها العالم أجمع خصوصاً بعدما شاهدوه بأم أعينهم من أيام طويلة جحيميّة أنستهم وعود عذاب الآخرة ! ...

إذن بإمكاننا أن نقول ؛ أن الإدارة الأميركية "وفي العراق تحديداً" وبعد وقوعهم في ورطة المستنقع العراقي العميق , أنها ليست بحاجة إلى مشاكل جديدة تعرقل عملياتهم العسكرية "الديمقراطيّة" وتسمياتها , كالتي نسمع بجلجلتها ولا نرى طحينها منذ سقوطهم المدوي في بغداد ولحد الآن مثل عمليّات " الطفرة الوراثية , البلبل الفتان , الأسد الزعلان , جفجير البلد , لبن أربيل , الحسناء والوحش .... وما إلى ذلك من تسميّات متبطـّرة لأفلام "هنديّة" هوليوديّة"... بل إن الإدارة الأميركية في حقيقة أمرها أكثر ما تكون بحاجة إلى دعايات تلامس شغاف قلوب "المسلمين" من تلك الدعايات "الرائعة" أبان التحشدات العسكرية الكونية في أم المعارك من عام 1990 بما سمّمت أسماع وعقول العالم بـ"تحرير الكويت!" حين عملت شركات الدعاية الصهيوأنكلسكسونية على تحشيد شعوب الجزيرة والخليج خاصة! حين كانت تقوم بين كل إعلان دعائي لتلك الحشود وإعلان آخر بعرض برامج مصوّرة ولقاءات بالجنود والمارينز الأميركان وبالمجندات الأميركيات "الذين دخلوا الإسلام!" ما أن لامست أقدامهم أراضي "السعوديّة" المباركة !

وكيف أن الأحلام والرؤى في منامهم بالملئكة تطوف عليهم "رايحين جايين" تحثهم على الدخول في "الإسلام" ! ... حتى أصبحت مشاهد المجندات الأميركيات وهن يقمن بالصلاة الجماعية! وهن محجبات بحجاب "إفتح يا سمسم!" مع احترامي للحجاب الإسلامي الحقيقي التي ترتديه المسلمات الحقيقيات اللاتي سلمن وجههن لله بعلمية وبقناعة تامتين" , أقول وهن محجبات بكامل الحجاب قبالة الكعبة , كانت قد أصبحت تلك الصلوات الجماعية ظهورها على الشاشات ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة من الأمور المعتادة !, والتي انتفشت لأخبارها السعيدة ( ..... ) ذكور وإناث شعوب الجزيرة والخليج من شدّة فرحهم بهذا "الإسلام المُسَعْوَد الطيّب المضياف!" المضياف لأعداء الله ولكل من هب ودب من لصوص ومجرمي الأرض ليعادي عباده الحقيقيون .....

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاربعاء /  16  جمادي الاول 1429 هـ

***

 الموافق  21  /  أيــــار / 2008 م