الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

ولأنه  عبد  مملوك  لعنصريّته ؛ وعبداً مملوكاً لمن ساعده على تطبيق أمراض عنصريّته ؛ يريد المملوكي للعراقيين أن يكونوا عبيداً  نسخة طبق الأصل منه

 

 

شبكة المنصور

طلال الصالحي

 

نحن , وكذلك  كل الوطنيين العراقيين الحقيقيين , نعلم  علماً يقينيّاً , بإذن الله , أن هذه "الإتفاقية" التي وقـّع عليها مؤخراً وبشكل  سرّي , أو وقع  على "رؤوس أقلامها" صنيعة الإدارة الأميركية الصهيونيّة , مهرّب العراقيين السابق إلى بيروت  "ذو التوقيعين"  السيد  الأستاذ دولة نوري المالكي , الذي  سبق له وأن أخذته العزة بالإثم حين قام بالتوقيع  على قرار " إعدام" الرئيس العراقي الشرعي صدام حسين , فكلنا جميعاً , ولله الحمد , لديه القناعة والاطمئنان التامّين , أن اتفاقية "بوشمالكي"  اتفاقية غير قابلة للتطبيق على أرض العراق  إطلاقاً , إذ أنها  لربّما بإمكانها  أن تطبّق في شارع "الخواتم والسِبح" في نهاية  امتداد "شارع العراقيين" في السيدة زينب , مع احتراماتي للعراقيين الشرفاء فيه ولأشقائنا السوريين وقيادتهم الواعية  , لا لشيء , سوى لكون هذه الاتفاقية  لها  صدى لاتفاقيات  كانت قد  دُرِست  سابقاً ومُحيت من مجريات التاريخ وبقيت معلقة في ذاكرة المستعمر يبصق عليها  بين الحين والحين   كل من اكتوى بنار الاستعمار الغربي  , في أنحاء شتى من بلدان  العالم  المقاوم , كتبت للمُستعمر فيها الهزيمة والموت  بمجرّد أن "لاخ"  ذلك المستعمر وفرّ  "وانطاهه اللهيب" كما يقول المثل العراقي , عندما لم يستطع من مواجهة مقاومة الشعوب "وأعني تلك الشعوب الحيّة وليست الميتة!" وعجز عن استعبادها و فأذلته  وجعلت من  الغرب نماذج  لكل شين وعمل شاذ تحذر منه الأجيال اللاحقة من تلك الشعوب جيلاً بعد جيل , وتكشف عن وصمة عاره , والتي أسماها التأريخ العالمي "الأنكلوسكسون" لما اقترنت في ذاكرة المجتمع العالمي  دائماً بالنهب وباللصوصيّة وبالانحرافات  على اختلاف أنواعها ومشاربها , ولأن  شعب العراق  بالذات , الشعب الأقدم  حضارياً  , شعب  تشبّع  عقله الباطني عبر آلاف السنين بمثل "هاي  الشكولات" التي تخرج عليه بين آونة وأخرى  من تحت  مجاري فضلات التاريخ ,  هذا الشعب  بات يدرك  جيّداً , أن هذه الاتفاقيّة أتت كنوع من "الحرب النفسيّة" موجّهة بالذات  لرجال المقاومة العراقية العظيمة , بغية  تيئيسهم ! , وكترديد اعلامي آخر من نوعيّة التشويش بالصراخ  , يأتي من هذا القائد الأميركي أومن ذاك السياسي الأميركي , وبالتناوب  , وكما تعوّدنا سماعه ,  من مثل "سنبقى 20 عاماً .. وسنبقى خمسة أعوام .. وأن واشنطن  تدرس حالياً حجم الميزانيّة  المخصصة لجيوشها في العراق  لما بعد العشر سنوات القادمة! ... استمرارهم في بناء السفارة الأميركية الأكبر في العالم ! وكأن  الأمر  أو الغاية الحقيقية  من هذا البناء الضخم أساس لمشاريع أميركية قادمة في العراق تستمر لمئات من  السنين !, وهي مما لاشك فيه حقيقتها  عبارة عن هدف إعلامي ستراتيجي للفت  نظر رجال المقاومة العراقية , القتالية منها والسياسية والإعلامية , وعلى أساس  أن الولايات المتحدة الأميركية باقية في العراق ولا تتأثر بالضربات اليومية  الهائلة التي يكيلها لها رجال المقاومة العراقية العظيمة ! "وهي كذلك  بمثابة مجال نهب فسيح  لسرقة أموال الشعب الأميركي من قبل الشركات الأميركية نفسها بحجة الحرب!" ...

طبعا  لازال الفرس المجوس , الذين  لا يعدو العراق بالنسبة إليهم أكثر من فندق أو غرفة انتظار  "وأعني بهم أتباع المجوس من الذين  يحملون الجنسيّة العراقية , وهم  كثر في العراق ويا للأسف ممن تلبس عليهم تبلّـس الشيعية الحقة" فهم بالتأكيد  لازالوا  يتذكرون جيّدا "بطل الإسلام"  المدعو "أبو إسراء!" يتذكرون جيداً   تلك اللحظات "الإسلاميّة"  التي  رُفعت اليد  اليمنى لفارسهم المنتظر هذا  من قبل سيّده بوش ,  وكيف صعدت سترته إلى الأعلى إلى ما تحت أبطه الأيمن جراء تلك الرفعة المتبجّحة , وهطل لها حزام بنطاله , حتى كادت  تبدو نواجذ صرّة بطنه ! "والتي طالما سبّحت  هذه اليد بحمد الله!" لتـُنتل من قبل  بوش بعدها تلاًّ , وليطوف به "ليس  ليطوف به حول الكعبة , ولا حول مقام  الحسين , ولا حول مقام الرضا" بل حول الطاولة  المستديرة , من منتصف دائرتها , وسط  حشود رجال "الكونغرس  الكافر الشيطاني الأكبر ووسط  تصفيقهم الحاد !"  ..

لا نعلم , أو نحن في حيرة من أمرنا بهذا الخصوص "الديني"! , ولطالما  تراودنا الكثير من الشكوك  والأسئلة بهذه المشاهد المذهلة الشذوذ ! , وقد  تدفعنا إلى أن نسأل أنفسنا ؟ هل أن العبودية لغير الله  تعتبر بمثابة  "مفاهيم مموّهة"  استبطنت  بين أسطر  الكتب التي ادّعى أصحابها أنها لجعفر الصادق ع وكذلك الكتب الفقهية السليمة الأصل  والتي حرّفها الصفوييون, ليدّعوها  فيما بعد على أنها لأولئك الأفذاذ  الأوائل , من الذين كانوا قد ساروا على نهج جعفر الصادق بصدق , رغم قلـّة عدد أولئك الأتباع  الذين لا تتجاوز أعدادهم  أصابع اليد الواحدة ,  ادّعوها , بعد التحريف والتلفيق والتأليف , زورا وبهتانا من قبل الصفويين ,  على أنها لأولئك  المحمديين الحسينيين  العلويين الصادقين! , وليتلقاها  أجيال الشيعة اللاحقون  لما بعد الصفوية , ولتنغرس في تكوينهم العقدي على شكل حقن ترياقيّة  "معرفية"  وعلى أنها من مسلـّمات الإسلام  ومن أعرافه ! , أعني هل أن , مثلاً ,  قد  أصبحت عبوديّة  السيد الاستاذ دولة المالكي  لبوش وللكونغرس الأميركيّين من الشعائر الإسلامية !, وكذلك ما أتاه الدكتورجعفري اللطـّام , وكذلك صغير براثا , وكذلك لاعب سيرك البيت الشيعي  الجلب ابن الجلب " دكتورأحمدالأنجليكي" وما قام به  وسيقوم غيرهم من المعممين  ومن أتباعهم من العراقيين , وخاصة العرب منهم! هل أن عبادة كل هؤلاء لبوش وللبيت الأبيض  قد أصبحت  من أهداف الإسلام !  يعني  هل أنها  أصبحت  من ضمن "العبودية التجريبية الواقعيّة !" كاستعداد لما  قبل حلول يوم القيامة! , لكي  يكون جميع هؤلاء "العباد" فيما بعد  على أتم الجهوزية والاحتياط للأمر وفي القدرة على مواجهة  العبادة الصعبة "لرب العالمين"  بسهولة ويسر حين يحشر الحشر! , وبعد أن كانوا قد  أخذوا "بروفة"  على عبادة  كلب الروم بوش وأدّوا "مناسك" الحج والطوفان حول البيت البيزنطي الأبيض ! , وكمرحلة استعداديّة قبل العرض يوم العرض ! ... وإلاّ كيف سنستطيع  استساغة فهم  ما يقوم  به  هؤلاء وأتباعهم من هلوسات سريالية , ادعوها على أنها شعائر إسلامية  تقيّة! تجمع في مشاهدها  الهزلية الشاذة ,  بين عمامة "رسول الله" يضعها مجوسي على رأسه , وسط باحة بيزنطا الشيوخ في قلب واشنطن !  أو مشهد  "طبيب معاصر"  يهم أن يقصف صدره  بغارة يدوية  بلطمة مبرحة  تكون فيها  أظافر أصابعه "الطبيّة" قد غُرزت في عظام قفصه الصدري! أو فيما بين مشاهد دينية طقوسية "قبوعيّة" لمعمّم "ملياردير" ! أو بين مهزلة معمّم يدّعي العلمانيّة في "التحليل" ليكسب قلوب شباب يتطلعون إلى  "الإسلام المعاصر" !  ,  وإلاّ ؛ فكيف  نستطيع أن نفهم هذه الأمور المتجاحشة غير هذا الفهم ! ... ولكن .... قد قالوها من قبل , وعلى  سنوات بدايات التجمّع العربي أيّام حكم الزعيم العروبي العظيم , عين أعيان قبيلة بني مرّة , الزعيم الشهيد جمال عبد الناصر "ع" , قد سخِر المواطن العربي برهافة حسّه من هذه المشاهد حينها , رغم عدم تبلور "الصلح" المكشوف المباشر, كالذي نشهد فعاليّاته الحالية بمجرياتها  من دون أدنى خجل أو حرج ! , حين تكوّنت في حينها "فكرة" لعمل فني يجمع بين عمامة رسول الله , وبين أعداء رسول الله !  قام بأدائها وبشكل غير مباشر "ثلاثي" الممثلون , سمير غانم وأحمد الضيف وجورج سِيدهم ,  كرد فعل على علماء السلطان الذين طالما توكّأ على أكتافهم الاستعمار ؛ مرددين  على أنغام الموسيقى , في منلوج استعراضي ساخر جاء من ضمن  مشاهد  "فلم سينمائي"  ينعون فيه  راقصة  "توفيت" وباللهجة المصرية  "رحت فين يختي .. يا عابدة يا تقيّة ...  يمصلـّيّة الفجر والظهريّة  .. والعصر والمغربيّة ... والعِشى لأ العِشى لأ العِشى لأ !  ,

كل هذه المشاهد المضحكة المبكية  التي أصبحت مسامعنا اليوم وكأنها معتادة عليها , كانت لها مشاهد  مشابهة  لها , وأعني تجسيد الحدث الغيبي المتوقـّع برموز تجريبية كاستعدادات وقائية  قبل أن تأتي مشاهده  الحقيقيّة! إذا ما علمنا أن  مشاهد "دينية" مشابهة لما يحدث اليوم , مثل تلك التجربة السابقة  التي كانت سارية بين الكثير من  القبائل في الجزيرة العربية قبل الإسلام , عندما أبيحت  بين قبائلها  "الاستعداد" الدنيوي  لمواجهة  "ربّ العباد"  في الأخروي! , ويعنون به بيت الله الحرام في مكة , وذلك  عندما اتخذت الكثير من تلك القبائل نماذج  مصغـّرة  للكعبة اتخذته  نموذجاً  تجريبيّاً لبيت الله في مكة ! , قامت بتشييده على أرضها  كل قبيلة  ليطوف حوله أفرادها  في أية لحظة أو مناسبة تتطلب "شكر" الله أو  شكر "الواسطة" التي  يعتقد كل فرد من أفراد القبيلة أنها ستقرّبه  من الله ! وأيضاً كعملية  تهيأة  نفسية تجريبية  قبل الذهاب للبيت  "الأم"  في موسم الحج , حتى أن عدد البيوت "التجريبية" إن صحّت تسميتها , والتي توزعتها القبائل العربية في جزيرة العرب قبل الإسلام , قد  بلغت ما يناهز الـ1800 "كعبة" مصغـّرة ! ...

اسمع  ولك  مالكي , لا أنت ولا أبوك  يقدر أن  يخضع  الشعب العراقي  العظيم  لاتفاقياتك الاستعبادية  الجبانة وربطه بسيّدك ومولاك  ورافع  يدك الأميركي النجس , فشعب العراق ليس كسائر الشعوب ,  شعب العراق لديه من الحسّاسية الشديدة لكل طارئ  , ينفض يده بسرعة شديدة   ما أن يلامس جلد  كفـّه  السطح الساخن لأي إناء  شرّير ينضح  ما فيه , كون خلايا وحواس هذا الشعب الغيور صاحب أعظم النظم الحضارية ,  تتجدّد  ولا تموت  ,  بل "عند الضرورة" سينقلب  أفعى مسمومة  سرعان ما تتحول إلى حبل  مسموم  يقوم بسحل أي "نوري"  بائع للضمير قد يظهر  فيما  بعد , وتمعّن في "السعيد"  نوري ....  يا نوري ! ...

فهذا شعب العراق  يا كديش  , وحاشا الكديش  , يكرم القارئ الكريم  , فللكديش فوائد ! فلشعب  العراق  من  تركيبة ذات  أصيلة  متأصّلة ممتدة  وغائرة  في أعماق التاريخ  بكل أبعاده ومآسيه  ومدلهمّات خطوبه ! , وبما لم  يواجهه أي شعب من شعوب الأرض عبر تاريخ البشرية , فلا تنسى  يا دولة السيد الاستاذ دولة  المالكي  أن أرض العراق مركز انطلاق جميع حضارات العالم  بدون استثناء , فليست هناك امبراطورية قد  تسمّت  من دون ان يكون العراق وسطها ! , ثم بعد ذلك تتصور يا صاحب الدولة    أن يكون شعب العراق  بتلك السهولة التي ستمرر عليه مثل هذه الاتفاقيات المكشوفة ! , فشعب العراق هو غير تلك الشعوب التي تسربل من أراضيها سرابيل جيوش الكفرة   "كالشعوب التي أنجبت  وبجدارة عالية  خنازيرها وسلوليها وكافوريها وأبا لهبها !" بل هذا ها هنا  شعب العراق  شعب الأنبياء , له صداه العظيم , في  شعوب عظيمة أنجبت "العظمة وأنجبت هوشي منه وأنجبت ماو وأنجبت المختار ... وسترى يا أستاذ دولة مالكي بعينيك , إن لم يغدر بك  سيّدك  في منتصف الطريق , سترى بعينيك , إن امتد بك العمر إلى مدى قريب , سترى  "حبل  السحل العراقي السرّي"  يلتف  حول رقبتك , إن كتب لك  أن تراه !  ذلك  لأن عينيك ستكونا مشوّشتين ساعتها !"  عندها سيتخلص العراق من عرق دسّاس آخر .. وإلى الأبد  ....

المحتل الأميركي يقول ويتمنى  ويضع ما يريد  على الورق .. لأن الأرض العراقية جميعها  بيد  رجالات جيش العراق المجاهد وبيد فصائله المجاهدة , فمقاومتنا العظيمة  تنفذ ما تتمناه  مباشرة , وعلى الأرض ,  وعلى الفور , لا على الورق  ....

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الجمعة  /  02  جمادي الاخر 1429 هـ

***

 الموافق   06  /  حزيران / 2008 م