الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

زلازل إعلامية صهيونية خبيثة تحت جنح ظلام زلزال الصين العظيم

 

 

 

شبكة المنصور

طلال الصالحي

 

جميع المضطهدون  على وجه الأرض ,  آلمتهم بشدّ أكثر من غيرهم  الأنباء التي  تحدّثت عن  الزلزال  الهائل  الذي عصف مؤخراً  بالصين الشعبية  "إقليم سيشوان" كقضاء وقدر, والذي أدّت  نتائجه  الكارثية  إلى ما أدّت إليه   من خسائر بشرية جسيمة  ومن أضرار بليغة  أصابت إصابات مباشرة  أجزاء مهمّة من البنية التحتية  من الهيكل الداخلي للصين "وكما روجت لذلك برائحة  لا تخلو من التشفي والتهويل  أغلب وكالات الأنباء الدولية وعلى رأسها فضائية البيت >الأبيض< الأميركي سي أن أن"  ,  استنفرت لفاجعتها حتى  الحصون النووية الصينية الحصينة  القابعة  في أعماق طبقات القشرة الأرضية وبين صخور وطيّات جبال الصين المنتشرة بطول خارطة الصين  الجغرافية وعرضها ...

 مما لاشك فيه  أن سبب  الحزن الذي عمّ السواد الأعظم  من الناس من سكان  كوكبنا الأرضي , هو أنهم كانوا دوماً ينظرون ويتطلعون  إلى السماء , شاخصة أبصارهم إليها منتظرين ,  لعلها  تجود عليهم  بزلزال , ولو  بربع  هذا الزلزال الذي ضرب الصين مؤخراً , لينقض على عموم  جغرافية الولايات المتحدة الأميركية ! وهذه حقيقة كامنة في نفوسنا ولا نستطيع الفكاك منها مهما ادّعينا الموضوعيّة! , أو  يصيب هذا الزلزال المأمول حتى ولو  في  الأجزاء الجغرافية التي  تقع فيها العناصر والبؤر المؤثرة في صميم  أميركا  ولها تأثيرها القوي  على هياكل عسكريّتها وعلى  أوكار مخالبها  الاقتصادية ! , كمعادل نفسي مأمول تطفئ  به هذه الشعوب الغليان  المتحامل في صدورها , ونراها دوماً تتربّص لكل خبر يقض مضجع الإمبريالية  ومركزها  الكيان الأميركي المصطنع  ويدميه  , ولكن القدر  جاء  بعكس ما تشتهي له نفوس الغالبية العظمى من هذه الشعوب ! , فجاءت  ضرباته , ( ولحكمة لا يعلمها إلا الله )  سبحانه , لتنهش من  جدار السور العظيم  وفي خضمّ هذه  الأوقات بالتحديد !  والتي تنحصر مع بداية الألعاب الأولمبية التي توشك أن تبدأ , والتي هيأت لها الصين كل إمكانياتها  لتكون  الدورة  الأولمبية الأعظم  على مر التاريخ الأولمبي ! , ولتتزامن أيضاً , ويا لسوء طالع الصين ! , لتتزامن هذه "الضربة" مع الدعايات الأميركصهيونية  الرخيصة المبتذلة  حول قضية  دويلة "التيبت" ! وقد  سمعنا , ونشرت بعض المواقع المتجحفلة مع الإرمادة الإعلاميّة الصهيونيّة , وخاصة المواقع "الدينيّة" التي تدعي الإسلام ؛ أن ما حدث للصين  هو بسبب اضطهادها لحقوق دولة التيبت ! ...

قضية "الضربات القدرية" التي دائما ما تلهب حماسة الضعيف وحماسة الشعوب الضعيفة وتجنح في خيالاتها تحت  سحابات "المهدويّ ... المخلـّصويّ!"  هذه الضربات "المباغتة"  ليست بجديدة أو ببعيدة  عن  الذهنية البشرية  بصفة عامّة , ومنذ فجر التاريخ ولغاية الآن, وليست  ببعيدة عن يوتوبيا الشعوب التي تعاني من الظلم  الواقع  عليها  لأسباب شتى , وهذه أيضاً تعتبر  من الأسلحة التي  دائما ما كان يستخدمها بذكاء خبيث استغلالي الأمراء والسلاطين!, قديما وحديثاً , لامتصاص ما يمكن امتصاصه من غضب الشعوب المنكوبة بطيش أولئك الظالمين  , وسواءً بسواء , سواء أكانت شعوبهم هي التي تعاني , أم الشعوب الأخرى التي تقع تحت طائلة سيوفهم , بغرض تشتيت الذهن الجمعي  لهم وزجّه بقضايا اللاهوت  وحشره أمام رهبة الملبس الكهنوتي وأضرحته  وأضرحة معابده المجلجلة بالمرايا والزخارف المنمّقة المبهرجة والتي تدخل الرعب لصاحب"النذر" المتعب القادم من أقصى أقاصي أصقاع الريف "وقدماه من تحتها متشققتان بإمكان >أبو بريص< أن ينام في أحدها ! ... كما عبّر عن ذلك يوما الرئيس صدام حسين عليه السلام!"  من خلال نشر بعض المتيسر من وعود غيبية   وترويجها بين الناس  من تلك التي تمتلك الجاذبية العالية التي  عادة ما  ترهف لها وتخفق  قلوب الجنس البشري المتعطش لإزالة همومه اليوميّة ....

والصهيونية العالمية  وريثة جميع تلك "الأسلحة" وقد استخدم الغرب بعامته كثيرا من صفحات ذلك الإرث الترياقي ! , ومنها الولايات المتحدة الأميركية أخيراً , وخاصة ما لوحظ منها بالشكل السافر الواضح  من تلك الصفحات التي تحمل  كل ما يعطي  ويظيف لصبغة أو مسحة  "التديّن"  في غزواتها الأخيرة ! , أو هكذا  كما كانت توحي  دائماً وسائل الإعلام  الصهيوأميركية الناطقة بالعربية مثلاً , وعلى رأسها قناتي العبرية , والجزيرة الخطريّة! ومع  كل بداية  لغزو أميركي  لبلد  عربي أو مسلم خاصّة ,  وكمثل , لازال شاخصاً لدينا بقوة  في الذاكرة ,  هو ذلك الخبر "التخديري" الذي عرضته  وسائل الإعلام الأميركية  آنفة  الذكر  في نشراتها الإخبارية ! ترافق ذكره  مع أولى الضربات  العسكرية الإجرامية  ضد العراق 2003  والذي ذكر فيه مع إرفاقه بعرض"شريط" وبالصوت وبالصورة "الحاسوبيّتين!" عن كويكب  صغير  سيصطدم بكرتنا الأرضية بعد أربعة عشر عاماً من الآن ! , وسيصطدم بالتحديد  بجزئها الذي تقع فيه ولاية "مانهاتن" الأميركية ! , وهي محاولة خبيثة مما لاشك فيه  " أهدافها نفسية بحتة" تكررت من قبل بشكل آخر بالتزامن مع  الهجوم الصفيوعربسكسوأنجليكاني على أفغانستان! وذلك لامتصاص  النقمة بقدر المستطاع  من  نفوس  السواد الأعظم من الشعوب العربية والإسلامية التي صدمت بجيوش هؤلاء الغربان  وهي تطأ أراضي أفغانستان بعيد "أحداث"  11 سبتمبر بقليل ! ...

والصين الواعدة بشدة وبقوة "وليس بالضرورة أن تكون صين ماو تماماً  , ومع اختلافنا وشكوكنا بصين الحاضر  التي بدت  لنا وكأنها تترهل في بعض سماتها الآيديولوجية  متجهة نحو النغنغة الرأسماليّة وإعراضها بالكثير من النفاق عن قضايا الكثير من الشعوب المقهورة " الصين هذه , ومع ذلك ,  هي اليوم , وكما نتابع وسائل الأخبار اليومية ,  أحد أهم أهداف الحملات الإعلامصهيوأنكلوعربسكسونيّة  , فهذه الوسائل القذرة تحاول أن تتلاعب بطريقة عرض الأخبار التي تهمها لما يحدث في الصين  تحديداً  ,  وتتفنن في التشفي منها وإظهار صغائر مشاكلها على أكبر من حقيقة حجمها بكل  ما تستطيع وسائلها السافلة  إلى ذلك  سبيلا , ومنها  قناة الدجال فرعون مصر "وحاشا فرعون مصر الذي كان على ما نظن  مستقلاً  في قراره السياسي على ما أتوقع ولست متأكد  إذ أن فرعون "الأب" لربما كان تابعاً لإدارة البيت الأبيض الإغريقي هو الآخر ! .. من يعلم! ولكنه  عرف على الأقل  كيف كان  يداوي اليهود!" ..

 

حسني باراك مصر هذا نشر صباح  قبل أربعة أيام , وعبر قناته الصهيونية "المصريّة" وفي شريطها الإخباري المتحرّك , أنباء كارثة الزلزال الذي ضرب الصين  , ولكن هذا السافل  نشر الخبر  بطريقته  وكأنه أحد أعضاء المحافظين الجدد إن لم يكن أشد محافظة منهم ! فقد  قال , وبالنص ( الصين تتعرض لزلزال شديد مما تسبب في مقتل الآلاف من الصينين لحد الآن  مع أنباء تقول بوجود أضعاف هذه الأعداد تحت الأنقاض والتي لم تستطع فرق الإنقاذ الصينية التي أتت بعد أربع وعشرين ساعة من حدوث الزلزال ! ) ..

أميركا المحافظين هي بدورها  استغلت  هذه الكارثة فمررت مجدّداً  لوسائل الإعلام  خبراً تتهم فيه الصين  بأنها  وراء  تزويد "المسلحين" في العراق وأفغانستان بأسلحة متطوّرة ! ...

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاثنين /  14  جمادي الاول 1429 هـ

***

 الموافق  19  /  أيــــار / 2008 م