الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

التطبيع  "الحربي" مع مقتربات ستينية النكبة !

 

 

 

شبكة المنصور

طلال الصالحي

 

يبدو أن الولايات المتحدة الأميركية وربيبتها "إسراءيل"  توصلتا أخيراً إلى  "قرار" مهم وخطير  نابع من تجاربهما  من "عملياتهما" التطبيعية التي لازالت  جارية على قدم  وساق منذ الزيارة الخسيسة لحاكم مصر المقبور "السادات"  الوريث الشرعي للأسلحة الفاسدة التي هزمت العرب في جبهته الغربية "مصر" هزيمة منكرة  أمام الكيان الصهيوني عام 1948 ميلادية , فقد  توصلت الولايات المتحدة على ما يبدو إلى حقيقة خطيرة على كيانها الصهيوني المصطنع ! , وهي أن جميع  تلك العمليات التطبيعية التي كانت  تنفذ بقوة  اختراق أنصال السهام  التي كانت ولا زالت تنهال من المنافذ  الرخوة  لأسوار الأمة العربية  "الحكام" العرب , لتدمي كل ما تنالها تلك النصال من الجسد العربي , إن جميع تلك العمليات قد بائت بالفشل  ولم  تنفع إطلاقاً  في تذويب هذا الكيان المجرم  أو في تفعيله  وسط  بحار جماهير الشعب العربي بالسهولة وباليسر المرجوّين مع مرور الزمن المراهن عليه صهيونياً , وحسب  التخطيط  "التدريجي" الذي يتجدد  مع كل مرحلة قضم ,  والذي سبق وأن كان قد  نجحت  تطبيقاته  في القارة الأميركية الهندية !  فكان على ما يبدو  أن  اتخذت الصهيونية العالمية  الخطوات الجريئة والأخطر  لمعالجة السرطان  الذي بدأت بوادره تظهر متشابكة  في كيانها المزروع  في  الجسد  العربي  , وذلك  عبر معالجته بحقن كيماوية  عالية التأثير "رغم  الأعراض الجانبية الخطيرة التي سيتعرض لأهوالها هذا الكيان"  والتي قد  تودي  بحياته وتقضي عليه  نهائياً وإلى الأبد ! , وهذه الحقن "العلاج البديل عن التطبيع" تقوم أركانه على خطوات  تبدأ بزج هذا  الكيان في  وسط  محيطه "المعتدل"  ودمجه  بخطوات  لاحقة , بعد أن تكون قد تمت  تماماً  إتمام  عملية خلق عدو مشترك لكلا الطرفين  "إيران وأذرعها في العراق وجنوب لبنان وفلسطين" كبديل عن ( الخطر العراقي الصدّامي القومجي الكافرالذي كان المهدد الحقيقي الفعلي لهذا الكيان وبدرجة خطورة  لا تتلائم   وخطوات التطبيع السابقة ! ) والذي كان كان العراق يشكل عقبة كأداء  أمام  تلك العمليات التطبيعية  التي أجهدت في  ظاهرتها الطبيعية  "إسرائيل"  التي كانت تأمل  في جني نتائج التطبيع التي كانت متوقعة  , ولكن من دون جدوى ! ...

فإيران في حقيقتها   بلد  لا تعنيه  قضية فلسطين  لا من قريب ولا من بعيد , وهي حقيقة  تثبتها كل وقائع  وشواهد التأريخ القريب منها والبعيد  إلاّ بالقدر الذي  تتطلع فيها إيران دائماً في تجسير مصالحها القومية , فهي بلد  غير عربي أولا  واخيراً , والأرض العربية  المحتلة في فلسطين  ليست أرضها ! بل هي من تحتل أراضي العرب منذ زمن الشاه ولغاية الآن  رغم وصول ثورتها الإسلامية  إلى سدّة الحكم !, وعلى هذا الأساس , وفي الوقت عينه , والتهويل الإعلامي الصهيوني في تكريه وتنفير  الشعوب العربية  من إيران ,  وعبر العراق خاصة ,لا يزال مستمراً , ومنذ الغزو الأميركي له , وبكل الوسائل ! ) فمع إنكارنا الشديد  للدور الإيراني القذر في العراق , إلاّ أن هذا الكره الشديد  الذي أصاب الشعب العربي والإسلامي بعامته  تجاه  إيران , ومع الضخ الإعلامي الصهيوني الشيطني  المبالغ فيه , والمعروف ! أصبح  على ما يبدوا من الحجم  بالقدر الكافي  لتمتطيه الصهيونية  لتشكل منه بالتالي الحصان أو  الجسر  الرئيسي الموصول  مع العرب و "كفارس" واعد  معادي لإيران "وكأهون الشرّين!" بالنسبة للعرب  أيضاً !  وكبديل مناسب وناجع  عن التطبيع ,  فبالنسبة للشعوب العربية بالمقابل  ستخف معها حدّة جرائم هذا الكيان  الموروثة في الذاكرة العربية مقارنة  أمام أهوال  تلك "المقولة"  التي تتصادى دائماً عبر وسائل الإعلام والتي  تشبعت آذان العربي بسماعها  " لولا إيران (الشيعيّة! ) لما استطاعت أميركا من احتلال كابول وبغداد !" فعندها سيكون من السهل "الممتنع حتى ولو كان" سيصبح  من الأمور الاعتيادية بالنسبة للمواطن العربي "وبفضل العبرية والجزيرة الخطريّة!"  اللتان تعودت عبرهما على وجه الخصوص أصابع  هذا المواطن العربي المسكين  بالضغط على رقمي  قناتيهما باستمرار , أن سيصل به الأمر , ومن دون أن يشعر بعملية الاستدراج !  أنه  في نهاية الأمر ومع مرور الزمن والأحداث المفتعلة ,  لا بد وأنه سيقع ضمن المشهد  العجيب الذي  سيكون وسطه من المستقبلين بأكاليل الغار  لدبابات كوهين وشمعون وينثر عليها الزهور وحبات الأرز والرياحين حين تمرق من أمامه  وهي مغبرّة  قادمة من "العراق!"  ومن لبنان !  وبمعية دبابات أبو بكر الصديق وعمر "السنـّيين السعوديين المصريين الأردنيين الإمارتليين البحرينيين القطريين!" بعد أن تكون تلك الجيوش  "الأخوية!" قد  كبحت جماح دول  إيران والسماوة والعمارة والكوت والسليمانية الشيعية البيشمركيّة !" وانتصرت  عليها  وأنقذت "الشعوب العربية السنية !" الخائفة من ظلام التشيع الكافر الذي لا ينتمي لأهل الكتاب ! وبذلك ستكون "إسراءيل"  وبفضل التكنولوجيا الذرية لأبناء العم  اليهود ! البطل المخلّص في نظر  شعوب  ما بعد  مرور سنون ستينيّات النكبة !  ...

فهكذا هي "القومية"  وإلاّ فلا ....

وليسقط "القومجيّة" ! ....

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاثنين /  14  جمادي الاول 1429 هـ

***

 الموافق  19  /  أيــــار / 2008 م