الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

العراقيون .. يلهثون وراء اية مفردة فرح

 

 

شبكة المنصور

طلال معروف نجم

المعهد العربي للبحوث والدراسات الاستراتيجية / عمان - القاهرة

 

فاجعة ألمت بالعراقيين .. كل العراقيين .. يوم ان خسر فريقهم أمام المنتخب القطري مؤخرا . قد يراها البعض وبتهكم, وحسب المثل العراقي الشعبي " عرب وين وطنبورة وين*". ولكنني اراها كما يراها جل جماهير شعبنا المضطهد بالفاجعة.

قد ينسى شعب اليونان خروج فريقهم المبكر من بطولة امم اوروبا وهم ابطال الدورة السابقة بسرعة . وكذا الحال بالنسبة للفريق الايطالي بطل العالم . ولكن خروج المنتخب العراقي من المنافسة , وتلاشي حلم التأهل الى نهايات كأس العالم في جنوب افريقيا, فهو الفاجعة.

فاجعة بكل معنى الكلمة , لشعب يبحث ويلهث وراء اي شئ يدخل الى قلبه الفرحة. شعب ومنذ الغزو الانجلو امريكي الايراني عام 2003 , وهو يعيش في كدروحزن يفوق ما ألم به من مصائب عبر آلاف سنين مضت .

الكل في العراق قد تهيأ الى الاحتفال بالفوز. ومحافظات بأكملها رفعت مظاهر الزينة على بناياتها وفي شوارعها . ثقة بالفوز ما بعدها ثقة . تذكرنا بمظاهر الفوز بكأس أمم اسيا.

لم ينكر اي عراقي جاد اوغير جاد . حتى أحزاب وتكتلات سياسية , ان فوز العراقية شذى حسون بلقب سوبر ستارالعرب , كان صورة لتلاحم كل فئات الشعب العراقي. نسى شعب العراق الاوجاع والالام والجوع والخوف وضنك العيش, وصوت لهذه الفتاة العراقية المجهولة للجميع , فبلغ التصويت قرابة 7 ملايين صوت . كانت كفيلة لنيلها المرتبة الاولى . ووقتها علق سياسي عراقي على فوزها بالقول : لقد وحدت شذى العراقيين بما لم يستطع سياسيونا توحيد هذا الشعب .

لقد خطف فوز المنتخب القطري الفرحة من وجوه العراقيين . وسيذكرونه على مر الايام بكثير من الحسرة والتوجع . لانه الى جانب خسارة فريقهم الموجعة, ضاعت منهم فرصة الفرحة .. فرصة اقتناص لحظات ينسون فيها , ان غولا يجثم على صدورهم. هو ذلك المحتل الامريكي الغاشم , الذي جاء من وراء البحار والمحيطات ليغزو ارضهم . وحشا امبرياليا بشعا في قمة جبروته العسكري . أضاع البسمة من شفاه نساء العراق . بعد ان وجدن انفسهن بلا زوج ولاأخ ولاأبن ولا حبيب . وأعاث بأرض العراق فسادا. وترك بمن كان يتربص بالعراق الفرصة , ليشارك هذا المحتل في نهب تأريخ العراق السياسي والثقافي والابداعي وثرواته الهائلة في باطن ارضه.

كثيرة اوجاعك اليوم ياعراق .. فيكفي ان حرائرك يتلفعن بالسواد .. ويكفي ان ليالي العراقيين ظلام مخيف مشوب بالتوجس من صبح قادم مثقل بالموت والجوع والتشرد .

لقد غابت عنكم يامترفي التأريخ الابتسامة . فالقادم من الايام عبْ من الاوزار والاحزان.

عرب وين وطنبورة وين* :

طنبورة هي امرأة عراقية بسيطة لاتسمع ولاتتكلم منذ الولادة , تزوجت من رجل فقيراسمه عرب . منذ ليلة الزواج الأولى عودها عادة مفادها عندما تراه يفرش عباءته على الأرض فهذا يعني لحظة الحب . وفاض دجلة وهم الجميع بالهرب وجمع عرب الحاجيات الضرورية بهدف الابتعاد عن الفيضان . وما أن دخل عرب البيت فرش عباءته ودخل لجمع بعض الأغراض عندهاا جاء ليضعها في عباءته وجد طنبورة قد تمددت على العباءة بإنتظار لحظة الحب . لأنها لاتستطيع سماع الصراخ والعويل الذي ألم بالناس . فقال زوجها (عرب وين وطنبورة وين ) . فأصبح مثلا مشهورا . يضرب للشخص الذي هو في واد والآخرين في واد آخر.

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الثلاثاء /  27  جمادي الاخر 1429 هـ

***

 الموافق   01  /  تمــوز / 2008 م