الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

الكيان الصهيوني أكمل الستين فهل يكمل المائة والعشرين ؟

 

 

 

شبكة المنصور

وجدي أنور مردان / كاتب من العراق

 

على شاكلة قصص كليلة ودمنة، هناك قصص كثيرة تدور احداثها على لسان الحيوانات واقعا وفي الغابات مكانا. تترك للانسان حكما قل ما يستفيد منها او يتعض.

هذه قصة، على شاكلة تلك القصص، تذكرتها وانا اقرأ ما جادت بها الاقلام من مقالات واراء بمناسبة بلوغ الكيان الصهيوني الستين من عمره المعمد بدماء النساء والاطفال والشيوخ من ابناء فلسطيننا الاشم، والموغل في جرائم تدمير المدن والقرى واغتصاب الزيون وحرق الحقول وفقىء العيون.

واليكم القصة:

(( كان الاسد، ملك الغابة، جائعا، وكان معه الثعلب الذي لايفارقه في حله وترحاله وكأنه رئيس مخابراته.
قال الاسد: ياثعلب، انني جائع فاجلب لي طعاما والا اضطررت لأكلك!

اجاب الثعلب: تأكلني لا لا، الحمار موجود والان اجرجره ( اسحبه) لك لتنعم وتتلذذ بأكله.
قال الاسد : طيب ولا تتأخر عليَ.

ذهب الثعلب بزيارة مكوكية الى الحمار، وقال له : ان الاسد يبحث عن حيوان ينصبه ملكا على الغابة، أو نصفها، فأذهب معي حتى تتقرب اليه، ربما ستنال رضاه ويرضى بك ملكا!!

الحمار غير مصدق ما سمعه، هل انت متأكد ياثعلب؟! قال الحمار.

نعم : قال الثعلب.

وصل الحمار عند الاسد يرافقه الثعلب ويمهد له الطريق، وقبل ان يتكلم قام الاسد وضربه على رأسه فقطع أذنيه على الفور، ففر الحمار مولولا.

وهكذا فشلت خطة السلام الاولى!!!

استشاط الاسد غضبا وقال للثعلب، هات لي الحمار والا أكلتك.

قال الثعلب سمعا وطاعةً ساحضره لك ولكن ارجوا ان تقضي عليه بسرعة.

ذهب الثعلب للحمار مرة ثانية وقال له صحيح انك حمار ولاتفهم في امور البروتوكول، كيف تترك مجلس ملك الغابة وتضيع على نفسك هذا المنصب الرفيع وتصبح ملكا.

قال الحمار: العب غيرها ايها الثعلب، انك تضحك عليَ وتقول انه يريد ان ينصبني ملكا وفي الحقيقة انه يرد ان يأكلني.

قال الثعلب: ياحمار هذا غير صحيح، هو حقا يريد ان ينصبك ملكا ولكن تمهل ولاتستعجل!!

اذاً بماذا تفسر ضربته على رأسي، حتى طارت اذناي؟!! قال الحمار.

اجاب الثعلب انت غشيم ( ساذج ) ياحمار، كيف ستتوج؟ وكيف سيركب التاج على رأسك؟، فيجب ان تطير اذناك حتى يقعد التاج على رأسك.

أع أع أع صدقت ياثعلب، ساذهب معك الى الاسد الطيب المسالم الرؤوف، ولكي اقتنع بانه فعلا يريد ان يتفاهم التقيه في مكان أخر.

بلغ الثعلب الاسد شروط الحمار، فوافق.

رجع الحمار برفقة الثعلب الى مجلس الاسد الجديد .

أع أع يا أسد أنا أسف فلقد أسأت الظن بك: قال الحمار،

بسيطة ماصار شيء: قال الاسد من مكانه ، ثم قفز وهجم على الحمار، ثم ضربه ضربة ثانية على مؤخرته فقطع ذيله . ففر الحمار مرة اخرى ناهقا.

وهكذا فشلت محاولة السلام الثانية.

قال الثعلب : لقد أتعبتني ايها الاسد.

هات لي الحمار والا اكلتك: قال الاسد متذمرا.

قال الثعلب الماكر حاضر ياملك الغابة:.

رجع الثعلب الى الحمار وقال: ما هي مشكلتك ياحمار؟

قال الحمار: انك كذاب وتضحك عليَ، فقدت أذاني ثم فقدت ذيلي، وانت لا زلت تقول لي انه يريد ان ينصبني ملكا!!! أنت نصاب وماكر ياثعلب.

قال الثعلب: ياحمار شغل عقلك، قل لي بالله عليك كيف تجلس على كرسي عرش الملك وذيلك تحتك؟!!!

قال الحمار باستغراب: صحيح انني لم افكر بهذا الامر ولم يخطر على بالي.

قال الثعلب: لهذا السبب ارتأى الاسد ضرورة قطعه.

انت صادق ايها الثعلب، ايها الصديق الوفي، ولكن قبل ان تأخذني اليه ارجوا ان تأتي لي بفرمان ( قرار)، حتى اصدق انه فعلا يريد ان ينصبني ملكا .

ذهب الثعلب وجاء بقرار حسب طلب الحمار.

أرجوك خذني الى الاسد، ياصديقي، لأعتذر منه، واطلب الصفح لكي نرتب الامور: قال الحمار بثقة واطمئنان.

أخذ الثعلب الحمار معه الى الاسد مرة ثالثة.

أسف ياسيدي الاسد أني مستعد لكل ماتطلبه مني: قال الحمار.

أجاب الاسد: لاتهتم، هذه مجرد اختلافات بسيطة في وجهات النظر.

وفجأةً ، هجم الاسد، وافترس الحمارمن رقبته، والحمار يصيح، أين اضع التاج؟ أين اضع التاج؟!!

وعند تلك اللحظة لفظ الحمار انفاسه الاخيرة.

قال الاسد: ياثعلب خذ اسلخ الحمار واعطني المخ والرئة والكلى والكبد.

قال الثعلب: طيب يا ايها الملك.

أكل الثعلب المخ ورجع ومعه الرئة والكلى والكبد.

قال الاسد: يا ثعلب أين المخ؟

قال الثعلب: يا ملك الغابة لم أجد له مخاً!!

قال الاسد : وكيف ذلك؟

قال الثعلب: لو كان له مخ لما رجع اليك بعد قطع اذنيه وذيله.

قال الاسد: صدقت ياثعلب فانت خير صديق.

فمن هو الاسد ومن هو الثعلب ومن هو الحمار، نتركه لحصافة القارىء الكريم بالتعرف عليهم!!!.

كلمة اخيرة: ستون عجافا انقضت، فابشري يا فلسطين ، المستأسد المزعوم لا و لن يبلغ المائة والعشرين، وليخسأ المهنئون والمحتفلون الخاسئون.

عاشت فلسطين حرة عربية من البحر الى النهر.

 

wamardan@hotmail.com

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الثلاثاء /  15  جمادي الاول 1429 هـ

***

 الموافق  20  /  أيــــار / 2008 م