الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

مصابيح الجراحي

 

 

شبكة المنصور

زامـــل عـبـــد

 

الجراح متنوعة بأسبابها منها القاتل ومنها المؤذي ومنها يترك الأثر الذي يعيش مع الإنسان مدى حياته ، ومنها يقع من قبل عدو وهذا متوقع بفعل التعرض والدفاع ومنها يقع من قبل صديق يكون بمقام الأخ وهنا الأمر لمؤذي الذي يتطلب الوقفة والمعالجة التي تدمل كل جرح مهما بلغ عمقه وأثره وكل ما تقدم يقاس في الحياة الاعتيادية المجردة من كل شيء سوى الترابط الإنساني فيما بين الطرفين، والموضوع الذي وددت الكتابة فيه اليوم يأخذ البعد الأوسع ضمن منظور الحركات الثورية التي تتخذ من الصراع أساس لبناء المجتمع بناءا" انقلابيا" متجددا" يلبي كل أمال وأماني وتطلعات الجماهير صاحبة المصلحة الأساسية في العملية الثورية وهنا الجراح التي تحصل تكون مسبباتها مختلفة نوعا وشكلا عن ماتم التطرق إليه وان كان فعل الجريمة التي تستهدف المناضلين تشكل قتل ولكن بمفهوم أخر يراد منه ليس إزهاق روح إنسان حي بل ابعد من ذلك ألا وهو قتل وجود الخير والقيم الإنسانية بل الاعتداء على حرمة الدم العراقي الذي يشكله أبناء العراق الغيارى الذين ألو على أنفسهم عدم الاستسلام واليأس والقنوط.

فكبوة فارس في ساحة الوغى جرح عميق يصيب روح الفرسان الذين يتمنون للفرسان إن يرتقوا إلى السلم الأعلى وصولا إلى الأهداف والغاية النبيلة التي يكافحون من اجلها ، وهنا الجرح لا يشكل حالة ركون إلى اليأس أو الاستسلام للواقع المفروض على الجماهير بل العمل الجاد وبكل قوة من قبل الآخرين للارتقاء إلى الأسمى والاشمل والأدق تجاوزا لما حصل ونتج وهنا البدائل تفعل فعلها من حيث توفير المستلزمات المطلوبة لما مطلوب تحقيقا للهدف ، وسقوط شهيد لابد وان يجعل رفاقه تواقين لمليء الفراغ الذي أحدثه متناخين لإتمام المسيرة التي خطاها وبما يؤمن لهم مستلزمات المرحلة القادمة في العمل ألجهادي ؛ وكبوة مجاهد في الساحة لأي سبب دون التعمد بالخسارة لابد وان يحفز رفاقه من الانتباه واليقضة والحذر وتجنب الوقوع بذات الخطأ وهذا الفعل نراه مستنبط من مفهوم المركزية الديمقراطية وخاصة مبدأ النقد والنقد الذاتي الذي يصلب عضد المناضلين ويصوب التوجه عندهم وبما يحصن الحركة أو الحزب من الانغلاق والتأقلم للواقع الذي تناضل فيه من أجل التغيير والبناء .

ولكن المنتسب للحركة الثورية وقد ارتجفت قدماه وأوصلته الى الموقف الذي لايحسد عليه من حيث خيانة المبادئ والتضحية برفاقه وصولا إلى الغايات والأهداف الذاتية التي تدلل على عدم الولاء والمصداقية بالانتماءوالتضحية من اجل الشعب والحزب فهذا يشكل جرحا غير اعتيادي ولايمكن أن يندمل ويتوجب التصدي له وبما يحافظ على ديمومة الحياة ضمن الحزب الثوري أو الحركة التي تتخذ من التغيير الجذري والشامل أساس لتعاملها اليومي .

فكل جرح يصيب مناضل ومجاهد هو مصباح يشع ضياء ووهج الوضوحوالإصرار والإقدام والعزيمة لدى رفاقه ومن وجد فيه المثل الأعلى في كلمقاسات التحدي والعزم على الوصول الى الأهداف النبيلة التي امن بها وعمل من اجلها وان المسيرة الوضاءة لحزب البعث العربي الاشتراكي وثورته القومية الوحدوية في عراق العز والتضحية والفداء شهدت الكثير الكثير من الجراح التي أوقدت روح العزم لدى المناضلين كي يحققوا المستحيل الذي ابهر الأصدقاء والأعداء في أن واحد ، فعندمى أقدم المحتل وعملائه الاشرار على ارتكاب جريمة العصر باعدام القائد الخالد صدام حسين اسكنه العزيز القدير فسيح جنانه اعتقادا منهم على قتل روح المقاومة والجهاد لدى البعثيين خاب فعلهم وارتد سهمهم الى نحورهم لان الرجال الرجال استنهضوا كل قيم الامه في ذاتهم التي قدم القائد الخالد نفسه الطاهرة قربان اضحية لتسموا الامه وتتعالى رايات العز والجهاد نعمكان النفس الاخير الذي استنشق فيه القائد الخالد هواء العراق الغالي هو بمعيار عطر البقاء والخلود وتجسيد حي لخلود رسالة الامه العربية وهناكان ظهور المناضلين في ساحة المواجهة ليس بمقياس التحدي فقط بل الإصرار على التصدي الشامل والكامل لما يسمى بالعملية السياسية ومنيقف ورائها والغازي المحتل المترنح أمام ضربات المقاومة الشريفة التي تخطط لها قيادة الجهاد والتحرير وضراعها السياسي الجبهة الوطنية والقومية والاسلاميه ، فأصبحت كل قطرة دم نزفها مناضل أو مجاهد ،وكل انين لمعذب وكل صرخة مطارد من الوحوش المتوحشه مليشياتحكومة الهالكي واسيادهم ماهي الا قناديل تنير الطريق في ظلمت الليل الدامس امام المجاهدين السائرين الى العلى والنصر وبهذا يكون النصرمتأصلا في ذات الاحرار .

المجد كل المجد لشهداء العقيدة مصابيح ساحة المنازلة الكبرى .

عاشت الامة العربية وطليعتها مجاهدي حزب البعث العربي الاشتراكي

الخزي والعار للغازي المحتل وعملائه واذنابه المنافقين الافاقين .

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

السبت  /  03  جمادي الاخر 1429 هـ

***

 الموافق   07  /  حزيران / 2008 م