الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

 التفاوض مع المقاومة العراقية : هل هو خيار امريكي ممكن ؟

 ﴿ الحلقة الثانية

 

 

شبكة المنصور

أبو علي الياســـــــري / العراق المحتل - النجف الاشرف

 

وهل الساسة في الإدارة الأميركية الجديدة مقتنعين بحكومة الاحتلال الطائفية الصفوية ؟ ما هو الجديد في عراق اليوم وكما يسميه الصفويين القتلة الطائفيين ؟ لماذا أصبح سياسيو اكبر دولة عظمى مهزلة ومضحكة عملاء جاءت بهم إلى سلطة احتلال وهم يسرقون اموال أميركا جراء موافقة  الكونكرس من مليارات الدولارات بحجة نفقات القوات الأميركية أو لأجل حملات الأعمار الوهمية وهم  يتقاسمون تلك المليارات مع السفراء  والقادة والجنرالات الاميركان  ليحولونها إلى المصارف والبنوك الإيرانية والأجنبية البعيدة عن أنظار الشعب الأميركي  والإدارة الأميركية ؟ وهل تحويل مليارات الدولارات من قبل عملاء حكومة الاحتلال للمصارف والبنوك الإيرانية  هو مكافئات لما قدمه هؤلاء العملاء في احتلال العراق أم مكافئات  خطورة  أم   لتعزيز قوة إيران ماديا والذي يمهد الطريق لتعزيز قوتها العسكرية للسيطرة على الدول العربية ودول الخليج العربي أم  لأجل استخدام تلك القوة العسكرية  لمجابهة أميركا ؟ ماذا يقول السياسيون في الولايات المتحدة وإدارتهم السابقة وهي  تسلم دولة عربية ذات سيادة إلى دولة إيرانية ؟  هل هي ديمقراطية أميركية أم إضعاف والسيطرة وإخضاع  دول المنطقة وخاصة الدول العربية ودول الخليج التي لها مصالح إستراتيجية مع الولايات المتحدة الأميركية؟ .

 

إذن كيف تحمي الولايات المتحدة الأميركية مصالحها الإستراتيجية في المنطقة العربية وهي تسلم المنطقة كاملة إلى دولة فارسية ؟ إن كانت هناك إستراتيجية مشتركة بين أميركا وإيران فهذا بحث آخر !!! ولكن ما الذي يقوله كبار ساسة الإدارة الأميركية الجديدة في حكومة احتلال أغلبيتهم من النفوذات الإيرانية ؟ وأخيرا وليس أخيرا أتمنى أن يتساءل الساسة في الإدارة الجديدة :- أين وصلت سمعة الشعب الأميركي ودولتهم العظمى  في عهد الإدارات الظالمة المظلمة منذ عهد ( بوش الأب ولغاية يوش الابن ) ؟ .

 

أتوقع أن تكون الإجابة لجميع الأسئلة من قبل الساسة الجدد في  الإدارة الجديدة الأميركية بالايجابية !!!  ... لأنها أسئلة  حقيقة وواقعية لاحتمالات إنها أي الإدارة الجديدة  ستفاجأ بها في  يوم من الأيام   ومن خلال مواجهة  الشعب الأميركي لها  بهذه الأسئلة !!! .. أو يأتي اليوم لساسة الإدارة الجديدة أن يسالوا  أنفسهم هذه الأسئلة  !!!.. أو يأتي يوم للساسة الجدد بان يتساءلوا هذه الأسئلة  مع السادة الأعضاء الجدد في  الكونكرس الأميركي !!! .. أو مع محلليهم وخبراهم السياسيين والعسكريين والاقتصاديين والقانونيين والخ....

 

هذه الأسئلة جعلتني أرجع  إلى الماضي  لأذكر الشعب الأميركي وإدارته الجديدة بحرب أميركا  مع فيتنام ... وأقول  للشعب الأميركي ولإدارته الجديدة اقرؤوا تاريخ ثورة العشرين الخالدة ... أن ما جرى للشعب العراقي جراء جرائم احتلالكم للعراق  سيجعل من العراقيين أن ينتفضوا ويثوروا  على واقعهم الذي لم يعد  يتحمل أكثر من تلك الجرائم الإنسانية.. ومن بعده سينتقم الشعب انتقاما ليس له مثيل ومهما تكن خسائره التي سيضحي من اجلها ... وأخيرا ستخسرون كل شيء ثم تخرجون صاغرين  أولا وأخيرا مذعورين مطرودين مدحورين من العراق ..  وان ذلك  سيفقد أميركا  كيانها واعتبارها وسمعتها ، بالرغم من إنها  فقدت كل اعتباراتها وقيمها وكيانها وسمعتها منذ أن  شنت الحرب واحتلت العراق .

 

أليس من الأفضل والأحسن  بالإدارة الجديدة أن تستغل الزمن  والفرصة السانحة لها بإعادة سمعة وهيبة دولتها العظمى ؟ إذن ومن واجب النصيحة ومن  وجهة نظري أقول  ... إن كانت  الإدارة الأميركية الجديدة تريد  السلام الحقيقي واقصد السلام مع الإنسانية جمعاء  وليس فقط مع الشعب العراقي , لإعادة اعتبارها وكيانها واحترام الشعوب ... عليها أولا  احترام الشرعية الدولية  وان تقر بإن كل ما بني على باطل فهو باطل . فاحتلال أميركا للعراق باطل وخارج عن الشرعية الدولية وعليها أن تعترف  بالصيغة القانونية الثابتة الشرعية  في القانون الدولي بان كل ما بني تحت أي احتلال وهنا اقصد كل ما قامت به من صناعة حكومات ومؤسسات وما صدر عن سلطة الاحتلال وصنيعتها (حكومتها)  فهو باطل وباطل ولا تقر به جميع القوانين الإلهية والحضارية والتاريخية والدولية التي بنيت من خلالها المنظمة الدولية المتمثلة بهيئة الأمم المتحدة ... فهل الإدارة الأميركية الجديدة  ستفاجئ العالم بان الإدارة السابقة ( إدارة بوش ) خرقت القانون الدولي وما فيه من معاهدات واتفاقيات دولية ؟؟؟  

 

وعليه  ومن الجانب الإنساني الذي يخص الشعبين العراقي والأميركي أولا والسمعة التي أساءت بالشعب الأميركي كدولته العظمى ثانيا ...  انصح الإدارة الأميركية الجديدة.. بان تراجع أخطاء وجرائم  سياسات إداراتها السابقة  التي إساءت بسمعة شعب وبمصالحه المشتركة وعلاقاته مع دول العالم ... فما عليها إلا أن تنقذ هيبتها وكيانها ووجودها  كدولة عظمى  وان تغير سلوكها العدواني الذي عرفته عنها الإنسانية جمعاء , من إرهاب منظم وعدم احترام لحقوق الإنسان وقوانينه الدولية  وما قامت به من إبادات جماعية لشعوب  العالم  ومنه الشعب العراقي ....  فان كانت إلادارة الجديدة إدارة  إنسانية , فما عليها إلا أن تمد قنوات الاتصال للتفاوض  مع قيادة المقاومة الوطنية العراقية المسلحة حرصا منها على أرواح أبناء الشعبين العراقي والأميركي  واحتراما وتقديسا للإنسانية وما لها من حقوق وواجبات تحتم على الدول الكبرى أن تتمسك بها  وترتفع بسمعتها وتمحي أخطائها أمام العالم والإنسانية  !!! وهذا يكون من خلال إجراء مفاوضات حقيقية ومباشرة بين الطرفين بالاعتماد على  ثوابت التحرير الصادرة عن المؤتمر التأسيس للقيادة العليا للجهاد والتحرير والذي ينص على ما يلي :

 

1- الاعتراف الرسمي بالمقاومة الوطنية وبكل فصائلها الوطنية والقومية والإسلامية وبكل أشكالها المسلحة وغير المسلحة بصفتها  الممثل الشرعي الوحيد للعراق وشعبه الكريم.


2- أن تقرر الإدارة  الأميركية الجديدة بصفتها الدولة  المحتلة رسميا الانسحاب من العراق دون قيد ٍ أو شرط سواء الانسحاب الفوري وهي قادرة عليه أم بموجب جدولة زمنية قصيرة.


3- إيقاف المداهمات والمطاردات والقتل والتدمير والتخريب والتشريد والتهجير.


4- إطلاق سراح جميع الأسرى والمسجونين والموقوفين وبدون استثناء وتعويضهم عن كل الأضرار التي لحقت بهم جراء ذلك وبسببه.


5- إعادة الجيش وقوى الأمن الوطني إلى الخدمة وفق قوانينها وأنظمتها وتقاليدها التي كانت عليها قبل الاحتلال وتعويض الجميع عن كل الأضرار التي لحقت بهم جراء حل هذه التشكيلات وبسببه.


6- التعهد بتعويض العراق من قبل الولايات المتحدة الأميركية  عن كل ما لحقه وأصابه من أضرار مادية ومعنوية جراء الاحتلال وبسببه.


7- إلغاء جميع  القوانين والتشريعات والقرارات التي صدرت بعد احتلال  العراق والتي أحدثت ضررا شعبيا ً أو إنسانيا ً أو وطنيا ً أو قوميا ً أو تاريخيا ً ماديا ً أو معنويا ً.


8- جلوس المفاوضين من قبل الإدارة الأميركية الجديدة  مع المقاومة مباشرة ً لمناقشة وضع برنامج لتنفيذ هذه الثوابت إن أرادت أن تخرج بماء الوجه .

 

9- بعد وضع برنامج لتنفيذ هذه الثوابت تجري لقاءات وحوارات بين شعب العراق من خلال حكومته المؤقتة أو المنتخبة مع الإدارة الجديدة الأميركية  لإعادة صياغة العلاقات الرسمية معها وبما يضمن المصالح المشتركة والمتوازنة والقائمة على أساس الندّ للندّ وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير واحترام الاستقلال والسيادة وحرية الإرادة في اختيار المنهج والطريقة التي تختارها الشعوب لحياتها.


10- بعد بدء انسحاب القوات المحتلة الأميركية  الجدي من ارض الوطن تجتمع كل قوى المقاومة المسلحة وغير المسلحة لتشكيل مجلس وطني أو مجلس شورى يشرف على المرحلة الانتقالية وذلك بتعيين حكومة انتقالية لزمن يتفق عليه للتهيئة للانتخابات التشريعية العامة لكي يختار الشعب قيادته بنفسه وبكل حرية ويكون المنهج الديمقراطي الشعبي هو الأسلوب الوحيد لتنظيم وتقرير تداول السلطة في العراق .. نعم إنها الديمقراطية النابعة من عقيدتنا العربية الإسلامية والتي تلبي حاجاتنا وتتلاءم مع ظروفنا وتقاليدنا وأعرافنا وقيمنا وإن العرب هم أهل الحرية والديمقراطية .

 

وختاما نقول للإدارة الأميركية الجديدة .... إن كنت فعلا جادة في استقرار العراق وشعبه فاتركي الشعب العراقي يختار نظامه السياسي  ... لان  الذي سيحكم العراق بعد الاتفاق على الثوابت أعلاه ومن خلال  المفاوضات  هو الشعب شعب العراق العظيم الذي قدم أغلى ألاثمان لحريته واستقلاله ولمستقبل أجياله من خلال طلائعه المؤمنة المجاهدة بكل فصائلها وأشكالها وألوانها على أساس الديمقراطية الشعبية العميقة والواسعة التي تتيح لهذا الشعب العظيم اختيار قياداته وحكوماته وأولياء أمره في كل ما يخص المسيرة والحياة معا ً ..

 

 

أبو علي
الياســـــــري
العراق المحتل / النجف الاشرف
21 / أيلول/ 2008

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاحد  / ٢١ رمضــان ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٢١ / أيلول / ٢٠٠٨ م