قبل ايام ظهر السيد قيس عبد
الرحمن عارف على شاشة قناة
الشرقية في مقابلة تحدث فيها عن
مناقب والده الراحل رحمه الله
وبعض ذكرياته عن مرحلة تقلد
المرحوم رئاسة الجمهورية .
وبالرغم من انه ذكر بعض الحقائق
التي لا نختلف فيها معه الا انه
جانب الحقيقة
في كثير من ثنايا حديثه
وربما كان لذلك اسبابه التي لا
تفسير لها الا ان يكون متحيزا او
شاهد زور مع سبق الاصرار او
محاولة منه لكسب رضا البعض ومنهم
عصبة العملاء في المنطقة الخضراء
او ربما تجنبا لاتهامه بمناصرة (
العهد السابق ) وبالتالي شموله
بقانون ( اجتثاث البعث ) الذي
شرّعه الاحتلال الامريكي وخدمه
الخونة , وخدمة التأريخ وللحقيقة
سأذكر بعض الجوانب التي تجاهلها
او زوّرها السيد قيس ومن ذالك : _
1- أن المرحوم عبد الرحمن عارف لم
ينتخب لرئاسة الجمهورية كما ذكر
انتخابا حيث لم تكن هناك مؤسسة
دستورية لكي تنتخبه وانما فرض
فرضا من القادة العسكريين
المسيطرين اّّنذاك ومن بينهم سعيد
صليبي رحمه الله وطاهر يحيى رحمه
الله الذي كوفئ بتعيينه رئيسا
للوزراء ....
ومعلوم ان الشخص الذي كان الاوفر
حظا للرئاسة هو المرحوم عبد
الرحمن البزاز _ رئيس الوزراء عند
وفاة عبد السلام عارف ولكن (
العسكريين ) فرضوا عبد الرحمن
عارف فرضا لتولي الرئاسة لا
لقناعة ذاتية كانت في اعماقهم ولا
لمزايا وكفاءة المرحوم بل لسبب
اّّخر هو ضمان سيطرتهم ونفوذهم
على مقدرات البلاد
لمعرفتهم الحقيقية بضعف المرحوم
عبد الرحمن واعتقادهم بأنه سيكون
اداة بأيديهم وينفذوا رغباتهم
وتطلعاتهم أي انهم ارادوه ان يكون
كما يقول المثل العراقي ( خراعة
خضرة ) او كما يقول الاخوان
المصريون ( خيال ماّّتة )
.
2- رغم ان عهد عبد الرحمن عارف
كان افضل بكثير من عهد اخيه عبد
السلام الذي اتسم بالطغيان والعنف
والحماقة والحقد على البعثيين
الذين نصّبوه رئيسا بعد ثورة 14
رمضان العظيمة وغيرهم من الوطنيين
والتقدميين الا انه لم يكن كما
وصفه السيد قيس خاليا من اعمال
الملاحقة والبطش بالقوى الوطنية
وكانت السجون تظم كثيرا من
المناضلين المعارضين وبخاصة
البعثثيين .
3- لقد شهد عهد عبد الرحمن عارف
اكبر نشاط لشبكات التجسس
الصهيونية والامبريالية التي
كشفتها وفتتتها ثورة السابع عشر
من تموز 68 لاحقا وانزلت بعناصرها
العقاب الذي تستحق وعلقت جثثهم
النتنة في ساحات بغداد بعد
محاكمتهم . ولقد وصل نشاط تلك
الشبكات التجسسية الى ابواب القصر
الجمهوري حيث كانت الساحة
المقابلة للقصر تضم ملعب (
البولنك ) والمقهى الملحق به مقرا
ووكرا لتلك الشبكات
.
4- ان المرحوم اعتمد على كثير من
العناصر العميلة للامريكان وغيرهم
مثل يوسف ج .م الذي كان يخطط
وينسق مع الامريكان لبيع مقدرات
العراق ونفطه لشركاتهم وقد ثبت
ذالك من خلال الوثائق والمراسلات
التي ضبطت بحوزته عند القاء القبض
عليه .
5- ان عبد الرحمان عارف رحمه الله
لم يتنازل مختارا عن الرئاسة ليلة
17 |7|68 كما ادعى السيد قيس بل
انه اجبر على ذالك اجبارا , فلقد
كان ينام في غرفته بالقصر
الجمهوري عندما اقتحم الثوار ذالك
القصر وقد انذر بعد تطويق القصر
بوجوب الاستسلام ولكنه رفض ذالك
اول الامر فأطلقت قذيفة من احدى
الدبابات التي تحاصره تبعتها رشقة
من رشاشة دوشكا وجهت الى مكتبه
بالذات فأصابت احدى قذائفها
الجدار فوق كرسي الرئاسة تماما
وبقي هذا الاثر للذكرى الى ما بعد
انتصار الثورة للذكرى .... وعندها
ادرك بأن لا نجات له الا
بالاستسلام فأعلن ذالك فتم تسفيره
بحراسة بعض الرفاق البعثيين وهم
احياء يرزقون الى تركيا رغبة من
الثوار بأن تكون ثورتهم كما
ارادوها بيضاء .
6- طوال اقامته في تركيا كانت
تصرف له المخصصات المجزية من
رئاسة الجمهورية مباشرة واستمر
ذالك حتى قدومه الى بغداد لاحقا
وكان في تركيا يعيش مع عائلته في
بحبوحة اغنته عن اية مساعدة من
الاخرين وهذا خلاف ما ذكره السيد
قيس بأن والده كان يعيش على راتبه
التقاعدي . ولو فرضنا ذالك جدلا
الا يدل هذا على سماحة الثورة
والتزامها بالقانون الذي يحتم صرف
الراتب التقاعدي حتى لاعدائها او
ضحاياها ؟ وهل يمكن مقارنة ذالك
بما يجري اليوم في العراق من
الجرائم التي يرتكبها مطايا
الامريكان ومنها حرمان الموضفين
والعسكريين من رواتبهم التقاعدية
؟ ولا بد ان اشير هنا الى ان
الرواتب التقاعدية لكل الموضفين
كبارا وصغارا من المعادين وحتى
الذين اعدموا بسبب تأمرهم كانت
تصرف لهم او لعوائلهم كاملة
بأعتبارها حقا انسانيا وقانونيا
لا يمكن تجاوزه كما يفعل حكام
العراق الخونة هذه الايام
.
7- بعد عودة المرحوم عبد الرحمن
عارف الى العراق استقبل بأحترام
كبير وعومل كرئيس سابق وخصص له
راتب كبير يفوق رواتب اعضاء مجلس
قيادة الثورةوكان يمنح علاوة على
ذالك مبالغ كبيرة في الاعياد
والمناسبات اضافة الى منحه
السيارات التي تخصص للقياديين
وكانت السيارة التي يستخدمها الى
يوم 9|4|2003 من نوع مرسيدس غواصة
.
وكان رحمه الله يدعى لحضور
المناسبات والاحتفالات الوطنية
ويكون مكانه في الصفوف الاولى مع
كبار المسؤلين وكمثل على ذالك
مشاركته في الحفل الكبير الذي
اقيم بعد يوم الزحف الكبير في
15|10|2002 يوم الاستفتاء الشعبي
على رئاسة الشهيد الخالد صدام
حسين , وصوره التلفزيونية
والفوتوغرافية شاهد على ذالك ولو
كانت قناة الشرقية منصفة وموضوعية
لابرزت تلك الصور وهي حتما موجودة
في ارشيفها . ولقد نشرت صحف كثيرة
بعض تلك الصور بعد اعلان وفاة
المرحوم عبد الرحمن ومنها جريدة
النهار اللبنانية في عددها المرقم
(23101 ) والمؤرخ في 25|8|2007
وطيا تلك الصورة
. |