|
لا يخفى على الكثير من
أبناء شعبنا الصابر المجاهد ما تروج له
الحكومة من خلال زبانيتها وأبواقها المأجورة
عن عودة الأمن والاستقرار وعودة الحياة
الطبيعية إلى ربوع بلادنا الحبيبة، ليأتي هذا
الادعاء متناغما ومنسجما مع ما تطرحه إدارة
الشر في البيت الأسوَد لإيهام العالم بهذه
الكذبة، حيث إن هذه الإدارة تبحث عن حفظ ماء
الوجه بعد فشلها الذريع في العراق لترسل رسالة
مظللة، وتقول إن الشعب العراقي الآن يعيش في
حالة من الأمن والاستقرار ويسر في الحال ورخاء
في المعيشة .
لاحظت هذا وانأ أتابع
بعض القنوات الفضائية (عراقية الاسم وأمريكية
الهوى) المأجورة التي تعمل للترويج للاحتلال
وعملائه بأسلوب بارع من خلال إظهار البرامج
التلفزيونية والأمسيات التي توحي للمتابع إن
أبناء شعبنا لا ينقصهم شيء، وراحوا يبحثون عن
الترف والتسلية .... الخ.
انهم ينسفون الحقيقة،
ويتجاهلون ما يمر به الشعب العراقي الصابر من
أزمات خانقة ومخاض عسير لنيل الحرية
والاستقلال، فقامت هذه القنوات بترويج كذبة
ارتياح العراقيين من هذا الوضع الراهن من خلال
تقليص ساعات حظر التجوال وعودة نسبية للأمن في
بعض المناطق، طبعا المسئول الأول هي الحكومة
من خلال المليشيات وفرق الموت المسؤولة عن قتل
وتهجير العراقيين (الأمن المقصود في حقيقة
الحال هو التكتم الاعلامي على العمليات
الجهادية الواسعة للمقاومة العراقية البطلة)،
حيث لا يعني محاسبة القتلة الحقيقيين
والمجرمين. وأنا أتساءل كيف تحققَ هذا الأمن
المزعوم؟ والجواب واضح من خلال البطش بأبناء
العراق الاصلاء الرافضين للاحتلال وإذنابه،
ومن خلال مئات المعتقلات السرية والعلنية،
والقوانين العرفية، وتوالي الحملات العسكرية،
ومئات من السيطرات، لا بل تعدى الأمر ذلك إلى
ما هو ابعد حيث قامت الحكومة بعزل المناطق عن
بعضها من خلال أسوار عملاقة لتكون عنوانا
لمشروع تجزئة المجزء ...
كل هذا تتجاهله القنوات
العميلة ولا تتطرق إليه أبدا، ولنسال أليس
العراق قبل الاحتلال يعيش حالة امن واستقرار
منقطعة النظير؟ وراحت تبرر العمل العسكري الذي
يستهدف المدن والبلدات العراقية بحجة تحقيق
الأمن والاستقرار أي الغاية تبرر الوسيلة
(اعتقل الشعب ليعيش في امن)، ودعنا نسأل هل
صار الأمن هو الغاية الكبرى للشعب العراقي؟
الجواب لا، لان الشعب العراقي شعب مجاهد غايته
هي خروج الاحتلال وعملائه من ارض العراق
الطاهرة والتي من خلالها يعود الأمن الحقيقي
للشعب ويعم الأمن والسلام.
هل تستطيع الحكومة
العراقية الخروج خارج المنطقة الخضراء ؟
الجواب لا
إذن نستنتج إن أمنهم
المزعوم كذبة كبرى
لان فاقد الشيء لا يعطيهٍ. |
