الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

سكة الموت تتحول الى مضمار لسباقات الهمرات !

 

 

شبكة المنصور

احمد العسافي

 

الطريق الرابط بين مدينتي الرمادي والفلوجة، والذي يصل طوله إلى حوالي 40 كيلومتراً، وعلى الرغم من سهولة المسلك وقصره إلا إنه كان من أصعب الطرق وأخطرها على القوات الأمريكية المستخدمة لهذا الطريق الحيوي حيث تتّخذ القوات الأمريكية من قاعدة الحبانية الجوية مقراً لها وهي تقع في منتصف الطريق، ونتيجة لهذه الصعوبة فإن القائد الأمريكي قال في وصفه لهذا الطريق بأنه (سكة الموت) لكثرة العمليات اليومية والمستمرة للمقاومة العراقية ضد القوات الأمريكية حيث كان من المستحيل أن يمرّ رتل أمريكي بدون أن يتعرض إلى عملية تفجير أو قنص أو استهداف بأنواع الأسلحة ونيرانها.

وبالرغم من انتشار أبراج المراقبة لجيش الاحتلال والدوريات المستمرة من دبابات ومدرعات إلا أن هذا الطريق أصبح مصدر رعب وإزعاج لهذه القوات وأخافهم مما اضطرهم إلى استخدام طرق بديلة لتقديم الدعم اللوجستي لهذه القاعدة، وأعني ((قاعدة الحبانية)).

واليوم وبعد التحسن الأمني الذي طرأ على الوضع في محافظة الأنبار نتيجة سيطرة الصحوات على الملف الأمني وخروج القاعدة والفصائل المسلحة من المحافظة فإن الأمر قد تغير والصورة انعكست تماماً وكل ذلك بفعل بعض العملاء الذين باعوا كل شيء وتنازلوا عن قيمهم ومبادئهم في غفلة من الزمن مقابل (دولارات الأسياد)، وماذا كان المقابل ؟.. لقد باعوا كل ذلك بثمن بخس وكانوا يحسبون أن هذه الدولارات سوف تكبّر من شأنهم، ولا يعلمون أنهم إنما يسقطون في نظر المجتمع وأمام أنفسهم كذلك ، والذي يخسر نفسه من الممكن أن يعمل كل شيء ولكن لن تنفعه كنوز الدنيا كلها لكي يستعيد نفسه أمام أهله وأمام التاريخ.

وإن الدماء الزكية التي روَّت هذا الطريق قد تنازل عنها نفر من الذين باعوا ضمائرهم للمحتل ، فاليوم قد تحول هذا الطريق إلى مضمار سباق الهمرات العسكرية الأمريكية مع الهمرات المدنية التي تعود إلى (شلّة الحرامية) والسّراق الذين رهنوا أنفسهم بالمحتل وتراهم اليوم يقومون بتنظيم السباقات بينهم وبين الأمريكان، فالأمريكي المحتل هو الذي عبر البحار والمحيطات وجاء من أجل تدمير بلد آمن وصامد مع أهله وليغيّر كل شيء حتى التاريخ لم يسلم منه والجغرافية أيضاً فقد خرب واستباح كل شيء.

ولكن لن يستمر هذا الحال طويلاً وسوف يعود هذا الطريق مجدداً ليزرع في نفوس الأمريكان الرعب من جديد.
واليوم بدأ الأمريكان يتعاملون مع عملائهم بالطريقة التي يستحقونها وخاصة بعد مجيء القائد الجديد للقوات الأمريكية في المحافظة وهو من أصول إفريقية والذي يعرف بالعنجهية والعجرفة والخشونة في التعامل، وهكذا هو شأنه الآن مع (شلة العملاء) وبما يستحقونه،

والفعل الأخير الذي تعرض له قسم من المرتزقة، الذين باتوا اليوم يُحسَبون من الشيوخ لهو خير دليل على ذلك حيث إن هذا القائد المحتل يتعامل مع هؤلاء على وفق حقيقة منهجية المحتل التي جاء بها من أمريكا!

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاربعاء / ١٨ شعبان ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٢٠ أب / ٢٠٠٨ م