الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

إمارات الرمادي المتحدة !

 

 

شبكة المنصور

احمد العسافي

 

شهدت مدينة الرمادي في الفترة الأخيرة تحولات جديدة في مجالات عديدة، وبما أن الرمادي معروفةٌ بطابعها العشائري ونسيجها القبلي فقد كانت وما جاورها تسمى قبل عقود خلت بأمارة الدليم، وهي المتكونة من عشائر عدة.


وقبل قيام النظام الجمهوري (1958) وخاصة في العهد الملكي كان للعشيرة دور كبير في حل الخلافات والنزاعات التي قد تحصل بين أفراد العشيرة الواحدة أو بين عشيرة وأخرى، والتي كانت تحسم في مضيف الشيخ، ويتدخل (العارفة) أو ( الفريضة) للحكم بين الأطراف المتنازعة.


واليوم وفي ظل الاحتلال أعطى الجيش الأمريكي المحتل دوراً جديداً لشيخ العشيرة ، خاصة في محافظة الأنبار وبعد ظهور الصحوات، فتمكن هؤلاء الشيوخ من السيطرة على مناطقهم وبمساعدة القوات المحتلة، التي عانت بل عاشت انتكاسة حقيقية في (المستنقع العراقي) طوال خمس سنوات من عمر الاحتلال.


و(بفضل) الاحتلال تمكن هؤلاء الشيوخ من السيطرة على كل شيء في المدينة فلم يعد دور (الشيخ) مقتصراً على متابعة شؤون عشيرته وإنما أصبح الحاكم الآمر والناهي عن كل شيء، فالتعيينات تكون من عند الشيخ، والأجهزة الأمنية تتحرك بإمرة الشيخ، وأصبح في الرمادي توزيع الدوائر الأمنية على أساس المحاصصة العشائرية، وأصبحت هناك فدرالية لا تحتاج إلى قانون الأقاليم وإنما أضحت أمراً واقعاً موجوداً، فهذا الحي للعشيرة الفلانية بكل ما موجود فيه من دوائر أو خدمات أو مشاريع (وهميّة)، و(السيطرات) الموجودة عند مدخل كل حي تابعة إلى مركز شرطة العشيرة الفلانية الذي يكون أغلب منتسبيه من أفرادها والذين يحمل أغلبهم الرُّتب الوهمية مع كونهم لا يعرفون حتى القراءة والكتابة بل إنهم من الأميين!


فاليوم تشهد الرمادي المحاصصة العشائرية في كل شيء، فالدوائر الأمنية مقسّمة بين العشائر والمحافظة والمحافظ، بل حتى الدوائر المدنية شملتها هذه المحاصصة، والأدهى والأمرّ من ذلك أن تُفرَض هذه المحاصصة المقيتة على مقدرات المؤسسات التعليمية والثقافية.


حتى أن جامعة الأنبار الصرح العلمي والثقافي لم تسلم من المحاصصة أيضاً، فرئيس الجامعة المحسوب على العشيرة (... ) لم يتقلد منصبه بالاستحقاق العلمي والتدّرج المهني بحيث يوجد الكثير من الأساتذة في الجامعة ممن هم أحق منه في تولي مسؤولية رئاسة هذه الصرح.


وبعد (الثورة) التي ساهمت العشائر وشيوخها بقيادتها، وبالتأكيد لم تكن ( ثورة ) بمفهومها الصحيح ضد الطغيان والاحتلال وإنما (ثورة) في عمليات السرقة والنهب المنظم، لتتم سيطرتهم اليوم على كل شيء في هذه المدينة العريقة والنقيّة التي تَئِنُّ اليوم تحت وطأة الاحتلال وبمساعدة (شلة من حثالات المجتمع) البعيدة كل البعد عن القيم والمبادئ العربية والإسلامية التي عرف بها المجتمع العشائري الأصيل في الرمادي وفي العراق جميعاً، وبعد النفخ في هذه (البالونات) التي جاء بها المحتل وأوهمهم أنهم حقاً بموقع المسؤولية وأنهم من يقودون مدنهم!


ولما كان قانون الأقاليم وانتخابات مجالس المحافظات على الأبواب وبعد مطالبة (الحكيم) بإقليم الجنوب و(وائل عبد اللطيف) بجعل البصرة إقليماً خاصاً فإنني أتوقع أن يعلن مرتزقة الاحتلال في الرمادي عن تشكيل إمارات على طول المحافظة وعرضها، ولعل تسميتها ستكون (إمارات الرمادي المتحدة)!
و... عيش وشوف !

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الثلاثاء / ٢٤ شعبان ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٢٦ أب / ٢٠٠٨ م