الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

الانبار بحاجة الى غوار الطوشي !!

 

 

شبكة المنصور

أحمد العسافي

 

(غوار الطوشي) الشخصية الكوميدية المرحة التي عرفناها في سبعينيات القرن الماضي في حلقات (حمام الهنا) واعمال درامية اخرى وتفاعلنا معها متأثرين بالطريقة الساخرة والبسيطة التي كانت تتناول الحياة الاجتماعية اليومية التي جسدها بنجاح وتألق الفنان السوري دريد لحام.


ففي بداية الثمانينات قدم فلم (الحدود) مع الفنانة رغدة وقد انتقد فيه الوضع العربي وما الت اليه الحال بالامة العربية من تشرذم .. حدود مصطنعه وضعها الاستعمار تحت مسميات كثيرة , وهذه الحدود والحواجز الدخيلة على الامة العربية منذ اتفاقية (سايكس بيكو) في بداية القرن الماضي والى يومنا هذا ساهمت بشكل كبير في تقطيع اوصال الامة العربية وجعلها دولاً ودويلات صغيرة ضعيفة لا تقوى حتى على حماية نفسها.


واليوم وبعد مضي اكثر من خمس سنوات ونصف على احتلال العراق فان الواقع الحالي لا يبشر بخير ابداً, وخاصة مع كون المشروع الامريكي يحاول تجزئة العراق وتقسيمه الى كيانات ضعيفة وهزيلة .


فمنذ بداية الاحتلال راهن الامريكان على الفتنة الطائفية التي ساهم محموماً في ايقادها ولكن العراقيين بفطنتهم وتكاتفهم ساهموا جميعا في اطفاء هذه النيران التي لو قدر لها ان تستمر فأنها تشعل الاخضر واليابس , وما كانت لتبقي أو تذر .


واليوم فأن الاحتلال بدأ يحاول من جهة ثانية وبمساعدة الاقزام من عملائه تقسيم العراق الى قوميات حيث يعمل على اقتطاع ( كركوك) من جسد العراق الواحد وضمها الى اقليم ما يسمى بـ (كردستان) الذي تسيطر عليه (مافيا) الحزبين العملين.


هذا هو واقع العراق العام ,ولكن واقع محافظة الانبار حاليا شكل اخر .. فالاعمال التي قام بها الاحتلال في العراق منذ عدوانه وغزوه وحتى يومنا هذا انعكست على واقع محافظة الانبار التي تعتبر من اكبر محافظات العراق مساحة كما انها من المحافظات ذات الطابع العشائري الغالب على مجتمعها ..


ان الانبار اليوم تشهد طائفية وفيدرالية من نوع ثانٍ حيث اصبحت الطائفية عشائرية ومناطقية , وبما ان اغلب احياء (الرمادي) تسمى باسماء النسبة الاكبر للعشائر التي تسكن هذا (الحي) او ذاك فقد اصبح كل (حي) اليوم حكومة مستقلة لا تعترف بالاخر بل انها فوق القانون الذي انعدم وجوده بشكل مطلق حتى غدت مراكز الشرطة تسمى ايضاً بأسماء العشائر الموجودة ,وكأن هذه القوى الامنية وأعني (الشرطة) لا توجد لها سلطة او مرجعية رسمية تأتمر بها غير سلطة العشيرة ,ولن نتفاجأ في يوم من الايام اذا ما اردنا الانتقال من (حي) الى اخر ان يُطلب منا أبراز (جواز سفر) او (تأشيرة- فيزا-) مسبقاً وبعد استحصال الموافقات الامنية من المسؤولين عن (الحي الاخر) ,واذا صادف ان الشخص الذي يريد الانتقال الى منطقة اخرى وعليه مؤشر امني او غير مرغوب فيه , فأتوقع ان لا يتسنى له ذلك وان يمنع فوراً من الذهاب الى حيث يريد !


والسؤال المطروح الان هو: من سيكون (غوار الطوشي) الثاني ليقف بين الناس وعلى شاشات التلفاز وهو ينتقد هذا الواقع المرير الذي وصل اليه الحال في هذه المناطق وبمساعدة الاقزام والعملاء التابعين لها الذين ارتضوا الذلة والمهانة من اجل حفنة من الدولارات لتكبر بها (كروشهم) ولبيتلعوا كل شيء, وهذا اضعف الايمان.

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

السبت / ٢٨ شعبان ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٣٠ / أب / ٢٠٠٨ م