الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

تفجيرات كركوك تنذر بما هو أسوء ...

 

 

شبكة المنصور

سعد الدغمان

 

منذ أن اقرت الكتل السياسية المتحالفة على المحاصصة الطائفية ذلك الدستور المشوه والذي تبنى تلك المحاصصات كنظام عمل ليؤسس فيما بعد لما يسمى بمجلس النواب؛وموضوع كركوك يشكل بمثابة قنبلة محتملة الأنفجار في أي وقت وفي كل وقت تقريبا.

إن عدم إقرار صفة كركوك وتركها للأهواء وبما يتناسب وما يرسم له هذا التيار أو غيره لتصور معين يدخل هذه المدينة كعامل منافسة مفتوحة وساحة تقاتل محتملة من أجل المصالح الشخصية ؛لا من أجل الوطن الذي فقد الأحساس به وسط تجاذب التيارات المتصارعة على هيكلية هذه المدينة (الكنز) بالنسبة للساسة الأكراد وكعامل توازن ومنطقة نفوذ مضافة الى مناطقهم التي أقتطعوها من الجسد العراقي مستفيدين من الوضع العراقي الهش الذي أفضت اليه عملية (تحرير العراق المزعومة) ؛والتي أفرزت عن تواجد مايقرب من (250)ألف جندي أجنبي في العراق الذي يعد من المؤسسين لميثاق الأمم المتحدة التي غاب دورها في ساحات التقاتل العراقي بل كانت هي من ساهمت في التحريض على أحتلال البلد والدفع الى تدميره بأعطائها الضوء الأخضر للمجرم بوش وزمره المجرمة حين سكتت على العدوان والتحضير له؛وشرعت بعد ذلك للإحتلال؛وحين فرضت الولايات المتحدة قانون (تحرير العراق )السيء الصيت عبر الكونجرس ولم تدن الأمم المتحدة ذلك أو تحاول إيقافه من باب أنه يعد تدخلا في الشؤون الداخلية للبلدان وعد سابقة خطيرة في التعامل الدولي ؛ومن خلال ذلك القانون تمكنت من أن تقوض نظام الحكم الشرعي في العراق فيما بعد وأختلاق حكومات عميلة بل صنائع لها محاولة بذلك إدارة البلاد من خلالها مما جر البلاد بصورة عامة الى ويلات الحرب والدمار تحت مرأى ومسمع الأمم المتحدة ونظامها الدولي.

وبالعودة الى قضية كركوك الشائكة والتي أريد لها أن تكون وفق هذا الوصف لتكون القشة التي تقوض أي تقارب محتمل قد يحدث فيما بين أبناء الشعب بعد ان زرعت الادارة الامريكية والإيرانية بتعاونهما المشترك في عملية تدمير العراق بذور الأنشقاق وفق الصيغ والأجندات التي مرعلينا أسلوب تطبيقها خلال الأعوام الماضية وأدت لزرع الحالة الطائفية حين أفردت لها المجال لتتيح الفرصة للأحزاب الحاكمة للعمل وفق صيغة المحاصصة في الحكم وتولد تلك النزعات نحو الأقتتال والتناحر والفرقة والتشرذم.

أن ماحدث مؤخرا في كركوك من تفجيرات تنذر بما هو أسوء من هذا المشهد الدامي الذي تابعناه بألم عبر شاشات التلفزيون لكنه أبدا لم يكن مستبعد من مخيلتنا بعد الطرح المستخدم لوصف الحالة الكردية ومنحها الحق في الأستعلاء على بقية المكونات التي يتشكل منها الشعب العراقي وهويضم اطيافا متعددة متعايشة في السابق ومتحابة فيما بينها إلا الأستثناء الشاذ الذي تمثله الاحزاب الكردية وليس( الشعب الكردي) وتياراته المستقلة الشريفة التي نراهن عليها في عملية التماسك الوطني الذي ندعوا اليه في مواجهة التحديات المتمثلة بقوات الإحتلال وما رافقها من أحزاب عملية تسلقت الى السلطة عبر الدبابة الأمريكية وأحدثت هذا الشرخ الراهن في عملية البناء الوطني العراقي الذي كان مصانا وتم تقويضه لمصالح جهات أجنبية لاتتعدى السيطرة على أكبر أحتياطي نفطي في العالم حين أستخدمت مختلف الاكاذيب لترويج حملاتها الدعائية العدوانية ضد العراق من خلال سيطرتها على وسائل الإعلام والترويج لعمليات غسيل المخ التي أستخدمتها لتمرير أكاذيبها التي أنطلت على المجتمع الدولي حين كان يستقبل وجهة النظر الأمريكية دون غيرها عبر وسائل الإعلام المختلفة العربية منها والاجنبية؛فيما تم التشويش والتغطية على كل ما كان يصدر من جهة الإعلام العراقي ومتهمة أياه بالكذب والخداع والتظليل مثلما تم شيطنة كل أركان نظام الحكم الوطني ما قبل الإحتلال؛وبذلك ضمنت تلك الجهات تدفق رسالتها الإعلامية بيسر وسهولة محدثة هوة عميقة فيما بين الواقع وما تريد أن تبني عليه عدوانها.

لقد تم دعم قيادات الاحزاب الكردية وبصورة لاتضاهيها أي عملية دعم في التاريخ من أجل أرساء مفاهيم هشة جعلتها الإدارة الأمريكية ثوابت في طريق التعامل ينادي بها الجميع على حساب المصلحة العراقية العامة مستفيدة من الفرصة الطوعية التي توفرها عناصر تلك الاحزاب بعيدا عن خدمة الوطن وأهله؛ما ادى الى تكريس مفهوم(إننا مع الحق الكردي) الذي تطالب به تلك الاحزاب مدعية أنها تمثل شريحة واسعة من الشعب هناك في مناطق كردستان العراق؛مقابل خنق الأصوات التي تعالت هنا وهناك في محاولة للتوضيح بأن هذه الأحزاب المشار اليها لاتمثل إلا مصالحها؛ولا دليل أبرز من ظهور التجمعات والأحزاب المستقلة في شمال العراق والتي تبنت عملية أنبثاقها وتشكيلها شرائح كردية وطنية ضاقت ذرعا بالتسلط الذي يمارسه الحزبين الكرديين الإتحاد الوطني ؛والحزب الديمقراطي الكردستاني.

كركوك فتيل مشتعل في قنبلة موقوتة تمارس الإدارة الأمريكية عملية تأجيج سعيرها كلما زاد الضغط على تلك الإدارة وأداة التطبيق تتمثل بالحزبين الكرديين وعصابات البشمركة التابعة لهما والمحمية من قبل إدارة بوش؛وهي التي تحاول من خلالها زعزعة اي أستقرار قد يحدث في المدينة وضربه كما حصل في التفجيرات الأخيرة التي لاتخلوا أثارها من اصابع وبصمات تلك العصابات المذكورة وهي تنذر في الأيام القادمة بما هو اسوء على نسيج المجتمع المحلي في كركوك والذي سينعكس بكل تاكيد على مجمل الخارطة العراقية.

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الثلاثاء /  26  رجــــب  1429 هـ

***

 الموافق   29  /  تمــوز / 2008 م