الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

عروبة العراق وأحلام الزرازير

 

 

شبكة المنصور

محمد عبد الحياني  / مناضل بعثي

 

إن الزرازير لما قام قائمها             توهمت أنها صارت شواهينا

كثير من أشباه الرجال إن لم نقل كلهم كانوا لا يحسنون إلا الخيانة حتى لأقرب الأقربين منهم قبل أن تضحك لهم دنيا الحرام تحت ظل الاحتلال في العراق ... فهم عملاء مأجورون قبل أن يكونوا إمعات وبيادق شطرنجية بيد الخبراء الأمريكان واليهود الذين يوعزوا لهم بما يجب أن يتصرفوا ويصرحوا ويتعاملوا مع الأشياء التي لا يعرفون عنها أي شيء سوى أنهم أصبحوا بهذه العناوين حسب رغبة سادتهم المحتلين ولينفذوا ما يؤمرون به حصراً دونما مرونة أو اجتهاد ( إن كانوا يحسنون الاجتهاد ..!!) هم كما قال عنهم شاعرنا (زرا زير) تصوروا متوهمين أنهم قادة ورؤساء ووزراء وبضمنهم صاحب (الكرش المملوء جيفة) رئيس دولة الاحتلال ، جلال طالباني ، هذا الملحد الذي اقترح ( إعادة القرآن إلى أهله في جزيرة العرب لعدم الحاجة إليه في العراق ...!!!) لقد خسأ هذا الصهيوني وقبح الله وجهه حينما اعتذر عن مصافحته رئيس وزراء الكيان الصهيوني ، باعتباره (الطالباني) نائب رئيس منظمة الاشتراكية الدولية وكأنه لا يعلم بأن هذه المنظمة هي من المنظمات الصهيونية في العالم . وكان عذره اكبر من ذنبه كما يقول المثل العراقي ... حيث اثبت هذا الملحد (الغبي) بهذا العذر انه صهيوني من الطراز الأول ، ومعتمد في المواقع الأولى من الدوائر الصهيونية العالمية .

وفي معرض هذا الحديث لابد أن أشير إلى أن هناك واجهات دولية كثيرة للصهيونية ، غايتها خدمة الكيان الصهيوني ودعم توسعاته على حساب الأرض العربية ... وهنا أود أن القي الضوء على واحدة من هذه الواجهات التي انخدع بها العالم على إنها ذات هدف إنساني ولكنها في الحقيقة ذات هدف صهيوني بحت وهي (جائزة نوبل للسلام) التي لاتمنح جوائزها إلا لمن يخدم الكيان الصهيوني سواء كان ذلك عن الطريق المباشر أو غير المباشر من أمثال انورالسادات بعد ذهابه إلى (إسطبل داود) وزيارته للقدس على أساس إنها العاصمة الأبدية للكيان الصهيوني ، ومحمد البرادعي الذي أصر على الكذب ومجاراة إرادة الكيان الصهيوني والأمريكي في اتهام نظام البعث بأنه ساع ٍ لامتلاك القنبلة الذرية في الوقت الذي يمتلك فيه الكيان الصهيوني هذا السلاح وبشكل خطير ...مما أعطى المبرر لأمريكا بضرب العراق ومن ثم احتلاله ... ولقد رفض هذه الجائزة عدد من مشاهير العلماء والكتاب في العالم لمعرفتهم خلفية هذه الجائزة الصهيونية ، ومن أمثال هؤلاء المشاهير الكاتب الفرنسي (جون بول سارتر) والعالم الفيزياوي (ألبرت آينشتاين)...ولمزيد من المعلومات عن هذه الجائزة لابد من التعريف بصاحبها ، انه الكيمياوي السويدي اليهودي (الفريد نوبل) . وكان كأي واحد من اليهود الذي يجري في دمه حب المال الحرام ...فقد دله تفكيره المحب للموت والقتل إلى ابتكار نوع من البارود شديد الانفجار والذي نسميه اليوم أل( تي .ان.تي)... ثم عرض هذا الاختراع على شركات أوربية كثيرة لبيع براءة اختراعه ، ورفضته هذه الشركات ورسى الأمر أخيراً على ان تشتريه الحكومة البريطانية ... وبمبلغ هذه البراءة وكعادة اليهود وظف هذا المبلغ في إحدى شركات النفط في باكو ... ونمت أسهمه حتى أصبح من أثرياء اليهود المعروفين في أوربا ... ثم اتفق هذا الصهيوني مع (تيودور هرتزل) لعقد أول مؤتمر صهيوني في مدينة (بازل) في سويسرة . وكان من الممولين الرئيسين لهذا المؤتمر الذي ترأسه هرتزل وخرج المؤتمر بقرارات من أبرزها السعي لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين ... وكان (نوبل) من الممولين الأساسيين لهجرات اليهود الأولى للأرض العربية في فلسطين وصاحب فكرة محاولة ارشاء السلطان عبد الحميد الثاني ، الذي كان يعاني من الديون الدولية التي كانت بذمة الدولة العثمانية ، لقاء إعطاء قطعة ارض من فلسطين لليهود ، وقد تقدم هرتزل للسلطان بذلك فكان رد السلطان سريعاً وحاسماً حينما أجابه (بأن هذه الأرض هي ارض المسلمين ، وهي أمانة في عنقي ولن أخون هذه الأمانة ولو قدمت لي أموال الدنيا كلها ) ... فشتان مابين موقف هذا الحاكم النبيل وحكام العرب والمسلمين في هذا اليوم الذي قدموا فلسطين والعراق على طبق من ذهب للكيان الصهيوني) وقبل وفاة هذا الصهيوني حاول أن (يغسل أمواله الحرام) بجائزة دعائية له وضعها لخدمة الحركة الصهيونية والكيان الصهيوني اسماها جائزة نوبل للسلام (وأي سلام ذلك الذي يؤدي إلى خدمة الصهيونية وبناء دولتهم في فلسطين على حساب طرد أبناءها العرب من أراضيهم ... ؟؟!!) .. كانت هذه وقفة لابد منها للتعريف بهذه الواجهة الصهيونية التي انخدع بها الكثير من المثقفين وأشباههم .

مؤامرة تقسيم العراق

ليس غريباً على العراقيين فصول هذه المؤامرة التي يعيشونها يوماً بعد يوم في ظل الاحتلال وحكومة (الزرازير) التي فردت صدرها لتوهم نفسها بأنهم شواهين هذا الزمان الأغبر الذي مكن هذه الحثالات وسقط المتاع من رقاب أبناء الرافدين الأبطال ينفذون مع عصاباتهم التي تَرَبْت ودُرِبَت في معسكرات مجوس ايران الصفويين وبيش مركة الحزبين الكرديين العميلين اللذين يتحكمان برقاب شعبنا الكردي المغلوب على أمره ..

هكذا صممت المؤامرة على أن يتحرك عملاء طهران ويتفقوا مع صهاينة الأكراد على تفجير ما وضعه (نوح فيلدمان) من ألغام في دستور العار الذي غيّب العروبة والإسلام من بين طيّاته ليصمم للعراق نوعاً من الديمقراطيات المشوهة تسيدت فيها زرا زير المزابل على شواهين الجو . ولابد أن يعرف هؤلاء بأن هذا الأمر لايمكن ان يدوم لان ذلك معناه السبح بعكس التيار فهي مؤامرة صممت دونما الرجوع لأصالة شعب الرافدين . وقد عرفوا أنها مؤامرة كتب لها الفشل منذ الأيام الأولى لتطبيقها . وستقبر مع خروج آخر جندي من جنود الاحتلال وهروب الزرازير خلفه لتعود إلى مزابل التأريخ بفعل ضربات أبطال مقاومة الرافدين الأشاوس وإصرار شعبنا العظيم الذي قبر مشروعهم الطائفي الذي أرادوا به تغييب عروبة العراق وإثارة الفتنة في آن واحد ... واعتقد ان غباء من يتحكمون اليوم بمصير شعبنا الكردي المتمثل بتصريحاتهم الانفصالية الخاصة بضم كركوك وأجزاء من محافظات نينوى وديالى والكوت لما يسمونه إقليم كردستان، سيعجل في بلورة وتأكيد حقيقة عروبة العراق من خلال تصاعد الشعور القومي العربي الذي يرفض كل ما أثاره المحتل وعملاءه من ضباب لطمس عروبة العراق.

وبمعرض الحديث عن الشعور القومي وقومية العراق العربية يجرنا الحديث إلى (الرمز) .. ففي العالم المتحضر والديمقراطي في أوربا واليابان والصين والهند وروسيا في ظل نظام الاتحاد السوفيتي وما بعده وغيرها من الدول ، لم تتخلَ عن رمزها القومي في إشغال موقع رأس الدولة سواء كانت تلك الدولة ملكية أو جمهورية ... فلا يمكن أن يكون رئيس جمهورية فرنسا اسباني من جنوب فرنسا بل فرنسياً كما لم يكن ملك أو ملكة بريطانيا إلا انكليزياً وكذا الحال بالنسبة لملك اسبانيا والرئيس الألماني والإمبراطور الياباني وغيرهم إلا ان يكونوا من (القومية الأم) والتي تشكل الغالبية العظمى من الشعب .

وهنا لابد ان نستثني الدول التي لم تمر بمراحل الأصالة للدولة ، مثل أمريكا .. ولكننا في العراق وبعد الاحتلال وبعد إلغاء الحضور القومي العربي (دستورياً...!!) وإبراز قومية واحدة في العراق هي القومية الكردية أدى إلى إن يكون رمز العراق (كردياً..!!) . أقول هذا ليس من باب التعصب القومي ولكنني اذكرها من قبيل ما يجب ان يكون وقياساً لما هو معمول به في دول العالم المتقدم ( والديمقراطي) .

لقد أصبح في زمن حكم العملاء والصهاينة الإعلان عن الانتماء القومي العربي بنظر هؤلاء العملاء وبالأخص منهم صهاينة شمال القطر والأحزاب الصفوية التابعة لطهران (سُبّة وجريمة) لكن الدعوة لإنشاء وطن قومي (للأكراد) مسموح بها مادام ذلك يخدم أهداف الاحتلال والكيان الصهيوني وهم يعجلون في الاستفادة من وجودهم في إطار العراق الواحد ببناء قاعدة هذا الكيان ومن أوليات هذا البناء ضم أراضي عربية في محافظات نينوى وديالى والكوت كما تحركوا اليوم لضم محافظة كركوك إلى هذا الكيان ولما كان هذا الأمر يهم نجاح موضوعة الانفصال فقد هلل لها الانفصاليون الصفويون وقام رئيس المجلس الادنى لمعممي الخيانة (الحكيم) مؤخراً بزياراته المكوكية مابين (برميل الزبالة) رئيس دولة الاحتلال والمجرم مسعود بارازاني (الذي كان وراء قتل أخيه ادريس من قبل الطائرات الأمريكية في بداية الاحتلال). ليعلنوا مطالبتهم بضم كركوك إلى إقليمهم المسخ ، متذرعين بفقرات (الألغام) التي وضعها نوح فايلدمان (اليهودي الصهيوني) في الدستور غير الشرعي وغير الوطني الذي يحتكمون إليه . والذي كان للخائن طارق الهاشمي دوراً في اعتماده كدستور يناقض القيم الأصيلة للعراقيين ويتعارض مع تطلعات الشعب العراقي في وحدته وعروبته وإسلامه .

لقد أصبح العرب الذين يشكلون نسبة 85% من نفوس العراق أقلية في عرف الاحتلال والذي سمح لما يسمى (رئيس إقليم كردستان) بأن يتهجم على السياسيين الذين يرفعون شعار العروبة (ويتهمهم) بأنهم عروبيون ...!!تصوروا هذا ...!!.. ولعلكم فسرتم قبلي بأن هذا القائل أما ان يكون مجنوناً أو غبي ..... فمتى كانت للأقلية التي تشكل نسبة 12% من نفوس العراق الحق بمثل هذا الاتهام . ويعطون لأنفسهم حق الحديث بكرديتهم .. وبضم كركوك إلى إقليمهم الكردستاني ...؟؟!!!.. ومتى حق لهؤلاء أن يستلبوا إرادة شعبنا الكردي ليتحدثوا نيابة عنه بالانفصال عن العراق حينما أعلن (زرزور آخر) وهو برهم صالح نائب رئيس حكومة الاحتلال (الذي تولى منصبه حسب المحاصصة الطائفية والعرقية ) بأن الأكراد من حقهم تكوين دولة ، ولكنهم فضلوا البقاء ...؟؟!! في هذا التصريح لايسعني إلا ان ارفع درجته ومستواه السياسي من زرزور إلى (بومة) ..

هو يعرف ان تكوين دولة كردية في شمال العراق معناه ان (الكفخات) ستنهال عليهم من الدول الكبرى المحيطة بهم في المنطقة (تركيا وإيران وسوريا) وسيكون العراق رابع دولة بعد التحرير بعون الله ....ثم ماهي مقومات هذه الدولة ..؟؟!!....ولابد لها بعد ذلك أن تندفع بعد انفصالها عن العراق في الأراضي الإيرانية والتركية أو لربما السورية حتى تطل على البحر الأبيض المتوسط أي في الدول التي ستمزقها وتوزعها قبل ان تأخذ أول نفس لها بعد الانفصال . وعند ذلك تنطبق عليهم الأهزوجة العراقية المشهورة (بارودنه عند العجم وطوابنه هسه تِجي). ثم لماذا يطالب هؤلاء بضم كركوك وبعض من أراضي نينوى وديالى إلى ما يسمى إقليمهم ماداموا قد صرفوا النظر عن تكوين دولة ...؟؟!!..هل هم يضمونها بانتظار تفسخ إيران وتركيا وسوريا في إطار الخطة الصهيو- أمريكية لتقزيم دول المنطقة التي بدأوها بالعراق ...؟!!.

ومن يضمن لهم ضمن المشروع الشرق أوسطي أنهم سيحصلون على ما يبغونه من إضافة أراضي إيرانية ، تركية ، سوريه مادام المشروع الشرق أوسطي يسعى إلى تفتيت الدول لبناء دول جديدة من الأجزاء المفتتة ..؟؟!! خصوصاً ان هذا المشروع لايسمح بأن تكون أي دولة من دول المنطقة اكبر وأقوى من الكيان الصهيوني .. هذا كله مضافاً إلى ان شعبنا في شمال العراق لايكونون قومية واحدة ... وأشير بذلك إلى ماكتبته في هذا المجال بتاريخ 10/6/2008 على شبكة البصرة تحت عنوان (الأكراد – ملاحظات وحقائق) ..وعلى شبكة المنصور اضغط الرابط .وأخيراً فلله في أمر أصحاب أحلام الزرازير شؤون ...

وتبقى شواهين مجاهدي العراق هي صاحبة الكلمة الأخيرة ...والله اكبر وسيبقى العراق عربياً مسلماً رغم انف الأحزاب الصهيونية في شمال العراق والأحزاب الصفوية المجوسية ممن يريدون ان يكون العراق ضيعة من ضياع إيران (خسِئوا) وخسأ كبيرهم والأشد غباء منهم بوش الصغير ...

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الجمعة /  06 شعبان 1429 هـ

***

 الموافق 08 / أب / 2008 م