الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

عندما يحيض العملاء

 

 

شبكة المنصور

علي الكاش / كاتب ومفكر عراقي

 

هناك نوع خاص من العملاء يسمون عملاء الحضيض فهم لم يكتفوا ببيع أنفسهم الرخيصة إلى قوات الاحتلال واكتفوا بهذه العاهة المستديمة وإنما يتفننون في إلحاق الأذى بالمواطنين بشتى الوسائل والأساليب, حيث تخرج أفكارهم العفنة مثل خروج الغازات الكريهة المتكدسة في معدتهم لينشروها على الآخرين, وهم بذلك ينافسون قوات الاحتلال بحقارتهم وقذارتهم, ومثلما تحاول القوات الغازية وبعض السائرين ي ركبها العفن تشويه المقاومة العراقية الباسلة بلصق عملياتها الجهادية بالإرهاب, فان البعض الآخر يحاول النيل من كرامة وشرف المناصرين والمدافعين من أبطال المقاومة بطرق مبتذلة تدعو إلى الغثيان والرغبة بالتقيؤ على وجوههم الكالحة المعفرة بتراب الذل والمهانة.

مؤخرا تعرضت الكاتبة العراقية كلشان البياتي المناصرة والمختصة بشئون المقاومة إلى مجموعة من الإجراءات التعسفية إبتداءا من عمليتي اعتقالها من ثم اعتقال أخيها وطردها من العمل في جريدة الحياة إضافة إلى الملاحقة والمراقبة المستمرة وقطع الأرزاق والتهديد بقطع الأعناق وغيرها من الإجراءات التي تدل على المستوى الرفيع للنموذج الديمقراطي المستورد من بلاد العم سام والذي يجري حاليا تطبيقه في العراق, والذي سيشع ظلامه الداكن على دول الجوار فيلهمهم نكدا وندبا, ولم تثني هذه السخافات الرسمية وغير الرسمية الكاتبة البياتي على المضي في مشوارها الوطني الذي آمنت به مهما كانت التضحيات, فالإيمان بالله أقوى أنواع الإيمان ويليه الأيمان بالوطن ومن الصعب أن تجتث هذين الرابطين من قلوب من يؤمن بهما مهما كانت قوة جاذبية الاجتثاث, ولكن هذا النموذجان يحملان بين طياتهما مشكلة تتلخص بأنهما لا يمكن أن يكشفا رموزهما السرية إلا لمن ترعرع في أحضانهما الدافئة وارتوى من تعاليمهما وهضم كينونتهما.

فكلما اشتدت القيود على معصم المؤمنين كلما زاد اقترابهم من نشوة الإيمان وتتحول الضغوط إلى فسحة من الأمل والرجاء, وكلما ضاقت بهم الأرض كلما شعروا بأتساع السماء وكلما ضاقت بهم الحياة توسعت لهم أبواب الآخرة, إنهم يجتهدون لاجتياز امتحان الرب جل وعلا في مدى قوة إيمانهم وصبرهم وتحملهم, وهم يجتهدون أيضا لاجتياز امتحان المواطنة والمواطنة في أيام السلم تعني خدمة الوطن وبذل الجهود لخدمة الشعب والمساهمة في عملية النمو والتقدم, ولكن وقت الاحتلال تتحول إلى مفهوم آخر هو مقارعة الاحتلال ورموزه وذيوله وعدم ادخار كل ما يمكن أن يساهم في إنهائه وتحقيق الاستقلال الكامل للبلاد ومن هذا المنطلق سارت الكاتبة كلشان البياتي في درب المواطنة غير مبالية بالأشواك التي تدمي أقدامها لأنها مدركة لها وواعية لآثارها وقابلة بوخزها وآلامها ولأن الهدف يستحق التضحية والدماء النازفة ستتحول في يوم ما إلى وردة حمراء تعلقها على صدرها بفخر وكبرياء. فقلبها مطمئن لغايته النبيلة وكشف عن مكنوناته الأصيلة بشفافية كأنها وليدة صدف تسللت من وراء التصميم والافتعال خشية أن تتحول إلى عبء على الذاكرة.

في الوقت الذي أخفى الكثير من الرجال أسمائهم وصورهم خشية الاعتقال والسجن ولا نكابر في أن نبرر لهم مسعاهم ومحاولاتهم لدرأ أخطار مهنة المتاعب, فالهجمة شرسة وقد لا تنالهم شخصيا فحسب ولكنها تمد ذراعها الشيطاني إلى أسرهم واقاربهم, لكن البياتي وقفت بشجاعة وصمود في الميدان شاهرة سيفها كأنها تذكرنا بشخصية جان دارك الثائرة الفرنسية لتعلن بلغة التحدي بأنها ليس فقط ضد الاحتلال ولكنها مختصة في شئون المقاومة العراقية البطلة فكانت بحق الناطقة غير الرسمية باسمها, وتحولت كلشان من كاتبة وطنية إلى راية خفاقة في سماء العراق ورمز للماجدة العراقية التي تضع الوطن فوق كل الاعتبارات.

ومن المؤكد أن الذين يصطادون بالماء العكر والمتمسحين ببساطيل الاحتلال لا يروق لهم هذا النموذج الوطني الثائر الذي يظهر ويجلي وضاعتهم وخسستهم وهم لا يكلون في إحباط عزائمهم من خلال الخروج عن أسس وقواعد الأخلاق العامة بل وحتى الاعتبارات الإنسانية وقد جاء وصفهم في الحديث النبوي الشريف" ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذئ", فكانت ردة الفعل متناسبة عكسيا مع الفعل, فكلما ارتفع مؤشر الوطنية عند البياتي كلما ارتفع مؤشر الحقارة والخسة عند أعدائها وأعداء العراق, وعندما وصل المؤشر الوطني عند كلشان إلى الحالة القصوى, وصل مستوى النذالة عند الأعداء إلى الحضيض, فانتهجوا طريقا يعكس أخلاقيتهم الضحلة التي تتناسب ومستوى عمالتهم وهو طريق أن دل فإنما يدل على السقوط الأخلاقي والديني والثقافي والاجتماعي والأسري عند هذه الحفنة الضالة التي قامت بشن حملة تفوح منه رائحة النتانة بتشويه سمعة الماجدة العراقية كلشان البياتي متجاوزة كل حدود اللياقة والأدب والضمير, حيث نشرت صورتها الكريمة على احد المواقع الجنسية معتقدين انه بهذه الوسيلة الرخيصة ستذعن البياتي إلى طلباتهم وتتوقف عن مناصرة رجال المقاومة, ولغبائهم وجهلهم بالمعايير الوطنية فإنهم لم يحسنوا لغة الموازين فبدلا من النيل من سمعتها التي لاكتها السن النذالة, فقد أرتقت سمعتها تصاعديا وتحولت كلشان إلى صرح وطني يتفاخر به كل عراقي غيور, وتعرت الوجوه العميلة وسقطت منها أقنعة الديمقراطية الزائفة على الأرض لتدوسها الأحذية.

إن هذه الحثالة البشرية التي تعيش في ظلمات الدنيا والآخرة حاولت أن تشوه سمعة كلشان البياتي أشبه بحال حال تاجر فاشل أعلن إفلاسه واخرج باطن جيوبه ليثبت ذلك, وان كانت إفلاس التاجر يوصف بالتجاري فان إفلاس هذه الحثالة هو أخلاقي, ولاشك إنهم زبائن مدمنين لهذه المواقع الجنسية التي احتضنت وبائهم الخبيث, وهي مواقع تتناسب ومستوى تربيتهم وأخلاقهم وتعبر بشكل واضح عن البيئة الفاسدة التي ترعرعوا فيها ونهلوا من دنسها, فكما قيل " كل إناء ينضح بما فيه" وبات واضحا بماذا ينضح إنائهم؟ أخزاهم الله في الدنيا قبل الآخرة.

كلمة أخيرة للسيدة كلشان البياتي انك نجم لامع يتلألأ في سماء الوطنية وكلما أحاط بك الظلام واشتد كلما ازداد لمعانك, ومعاذ الله أن تؤثر فيك تلك النيازك المبعثرة فهي ابعد من أن تمسك بسوء لأنها تتلاشى مع أول صدام مع الغلاف الجوي الوطني المحيط بك والذي يحميك من شرورها, إنها تتهشم وتتلاشى في الفضاء وتبقين أنت في عليائك ترنو إليك العيون بإعجاب وإبهار.

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاحد /  24  رجــــب  1429 هـ

***

 الموافق   27  /  تمــوز / 2008 م