الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

ما يقوله آية الله تواطوئي لآية الله منافقي

 

 

شبكة المنصور

علي الصراف

 

"ربتُّ بيدي على كتفه وشجعته، وقلت له أن يرعى الشعب العراقي".

هذا ما يقوله الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد عن لقائه بإثنين من قادة الغزو والإحتلال عندما زار بغداد في مارس- آذار الماضي.

ليس من المنتظر لآية الله تواطوئي أن يسأل نجاد: شجعته على ماذا؟ على الإحتلال؟ على تدمير العراق؟ على المشروع الإمبريالي الذي حملته قوات الغزو الى العراق؟ أم على النجاحات التي يحققها "الشيطان الأكبر" في "رعاية" الشعب العراقي؟

ليس من المنتظر أيضا أن يقدم نجاد أي تفسيرات عن كيف أنه قام بزيارة بلد تحت إحتلال ما يزال جنابه يندد به. ولا أن يفسر كيف زادت به الجرأة الى حد انه يلتقي بقادة غزو، ما يزال آيات النفاق يزعمون انهم يناهضونه.

ولكن ثمة من النفاق في طهران ما لا تجرؤ حتى أسوأ مواخير الدجل على تحمله.
وثمة من الإبتذال السياسي والأخلاقي، ما إذا رفعت عنه العمائم، لصار أي إنحطاط أكثر طهارة منه.
فقادة النظام "الإسلامي"، قد يرفعون شعارات ويطلقون تهديدات ويرسلون تحذيرات، إلا انهم يعرفون كيف يتبادلون رسائل الغرام، من تحت اللحاف، مع قادة المشروع الذي به ينددون.

المسألة، مع ذلك، ليست مسألة تصريحات. فما يقوله آية الله تواطوئي لآية الله منافقي، لا يعني شيئا، ولا قيمة فيه، طالما انه يصدر من مؤسسة دجل تقليدية. الوقائع هي ما يهم، هي الشاهد والدليل.
فإيران لم ترسل مأجوريها الى إجتماعات لندن وواشنطن، لتشجيع الأمريكيين والبريطانيين على غزو العراق، لأنها كانت تريد الوقوف بوجه المشروع الإمبريالي الصهيوني في المنطقة، بل لأنها كانت تريد لهذا المشروع أن يكون جارا وحليفا لـ"ثورة" النخاسة الإسلامية.

آية الله تواطوئي كان يعرف، منذ البداية، ان مأجوريه هم الذين سوف يتسلمون راية الغزو، ليكونوا بدورهم قوة غزو طائفية تستكمل المشروع الإمبريالي، وتمنحه، على وجه الخصوص، القاعدة الإجتماعية التي يفتقر اليها. فمن دون تواطؤ "شيعي" في إطار حكومة "محاصصات طائفية"، كيف كان يمكن لغزو بهذا المستوى من الوحشية أن يستمر لأكثر من خمسة أعوام؟

ومن دون دعم بالمال والسلاح وأدوات القتل، كيف كان يمكن لهؤلاء المأجورين أن يتربعوا على رأس سلطة لا تمد لنفسها جذرا واحدا في أرض العراق، ولا تمت بصلة لطبيعته الإجتماعية ولا لثقافته ولا لتاريخه؟
وهل يستطيع آية الله منافقي أن يجادل في حقيقة ان حكومة الطائفيين التي يدعمها، والذين تم حملهم على ظهور دبابات العم سام، قد تشكلت برعاية الغزاة وحضانتهم وحمايتهم؟

وهل كان آية الله تواطوئي لا يعرف أن حكومة بول بريمر (التي حملت أسماء: أياد علاوي، وابراهيم الجعفري، ونوري المالكي) وُجدت لتخدم أغراض الإحتلال وغاياته ومصالحه، لا أغراض التحرر من المشروع الصهيوني.

وهل كان محمود أحمدي نجاد، رئيس جمهورية التجارة بالإسلام، لا يعرف انه عندما يقوم بزيارة رسمية لدولة تحت الإحتلال، فانه يقوم بزيارة مجاملة، على الأقل، مع هذا الإحتلال؟

ثم، وبرغم كل الأكاذيب وتصريحات الخداع القذر، فقد قدمت السنوات الخمس الماضية الآلاف من القرائن والأدلة والبراهين على أن مليشيات الحرس الثوري الإيراني، حتى من دون حاجة الى غطاء من جانب المليشيات الحاكمة، كانت هي التي تلاحق مقاومي الإحتلال، وهي التي تتولى أعمال الإعتقال والتحقيق والتعذيب في السجون (السرية وغير السرية). ويشهد الآلاف من الضحايا أن المحققين كانوا لا يتحدثون إلا بالفارسية، وكانوا يستعينون بمترجمين للحصول على معلومات.

وما من مقر من مقرات الأحزاب الطائفية الحاكمة إلا ويوجد ضباط إيرانيون يشرفون على أعماله وعلى الجرائم التي تُرتكب في أقبيته.

ولئن كانت قوات الإحتلال تُشغّل "فرق موت" خاصة بها، فان "فرق الموت" الإيرانية نجحت في اغتيال آلاف العلماء والخبراء العراقيين، دع عنك الضباط الذين لوحقوا انتقاما لهزيمة إيران في حرب الخليج الأولى.

كل هذا نعرفه، ويعرفه الضحايا، كما يعرفه ضباط الإحتلال. ولذلك، فقد كان من الطبيعي تماما لواحد من أؤلئك الذين استقبلوا نجاد في بغداد أن يقول له، حسب إعترافات نجاد نفسه، "نحملك في قلوبنا".
مخ آية الله تواطوئي لم يسعفه لكي يسأل، لماذا؟

ألأن نجاد يهدد بحرق إسرائيل؟ ألأنه يندد بالمشروع الإمبريالي والصهيوني؟ أم لأن مليشياته ومجرميه يُسدون الخدمات للغزاة، ويوفرون لهم الأرضية الملائمة للبقاء، ويساعدون في توفير الحماية لهم؟
ولا غرو أن يأتيك آية من آيات الفقه، يضع تحت عمامة الدجل، ما يستدعي تسميته "سيد المقاومة" ليقول إنه يدعم المقاومة في العراق. وهو سيد النفاق، وسيد الزيف، وسيد ما يستدعي الخجل.

فالمقاومة تُذبح بأيدي أتباع ومأجوري الولي الفقيه. ورجالها يُؤسرون ويُعذبون ويُمثل بجثثهم. وأسرهم تُهجّر. ونساؤهم تُغتصب. وأطفالهم يُقتلون في الشوارع. وبلدهم يُنهب كما لم يُنهب بلد من قبل.

وما من شعب في تاريخ الحروب قدم من الضحايا ما قدمه العراقيون. ولكن ليس بفضل أعمال 150 ألف جندي أميركي، ومثلهم من المرتزقة وحدهم، وإنما بفضل أعمال شركائهم من أتباع آية الله منافقي أيضا.

لو وَزَعت الـ 300 ألف جندي ومرتزق أجنبي على كل أنحاء العراق، فان حصة كل 50 شارعا في مدن وبلدات العراق لن تبلغ جنديا واحدا. فكيف كان لهؤلاء أن يبقوا من دون ولي فقيه يتولى حمايتهم ورعاية مشروعهم؟

وهل كان يمكن لعصابات، دخل بعضها الى العراق بما لا يزيد على عدد ركاب باص واحد، أن يديروا بلدا من دون مليشيات يدججها ذلك الولي بأدوات القتل والتدمير لتحصين مواقع مولاه في البيت الأبيض؟
الثورة الإسلامية الإيرانية، قد تقول إنها تحارب "الشيطان الأكبر"، إلا أن أدلة الواقع وشاهد الأيام، قبل الإعترافات، تقول إنها ليست سوى ثورة منافقين، وإنها عار على الإسلام، وعار على كل قيمة من قيم التحرر. أما آياتها فليسوا سوى مؤامرة تلحق بكل وجه من وجوه المواجهة ضد المشروع الإمبريالي والصهيوني.

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاثنين /  11  رجــــب  1429 هـ

***

 الموافق   14  /  تمــوز / 2008 م