الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

الصعود فوق "الحاوية" ..

 

 

شبكة المنصور

طلال الصالحي

 

هذا هو ديدن الجبابرة والطواغيت من المتضخـّمين بتراسانات الأسلحة وخزائن الذهب وبالات أوراق البنكنوت "كلمة بالات تلفظ بتفخيم الباء وتعني كيس الخيش الكبير جدا" , فهذا ديدن الروم والفرس على وجه الخصوص عبر التاريخ ومن بعدهم احفادهم فهم لا يقاتلون إلاّ "من وراء ستر" أو بالنيابة , لذلك نراهم يحاولون إخضاع الحياة لهموم المال والإعلام ويحاولون تخزينه وتفقير أعدائهم قدر المستطاع , والاعلام هو نبي هؤلاء القوم وهو الههم المعبود , فمع أية بداية لمشروع امبراطوري يسعون اليه يتخذون الاعلام كأهم سلاح في أيديهم ويجعلونه متفوق تفوقاً كاسحاً منذ بدأهم ببناء لبناته الأولى ويهتمون كثيراً بركائزه الاساسية التي تعتمد على كل جديد من أجل خرق آذان وعيون من يريدون استعماره واستعباده , وأظن ان "السحر" كان الشغل الشاغل لهم منذ أيام بابل ثم عصر الفراعنة في مصر "وعصر موسى بالذات" كطريق مهم في ارهاب جمهور الخصم للسطو على عقولهم قبل الشروع بالاستيلاء على ممتلكاتهم ...

كلما اقترب موعد لانتخابات أو بدت بوادر فشل عظيم للمتغوّل الأميركي أو لتخفيف الفشل عن طريق ما يسمى سياسيّاً "إعادة تقييم" وما إلى ذلك من فرص تعتبر ذهبية بالنسبة لهؤلاء الطواغيت المتورطين بغية التقاط انفاسهم داخل أميركا وللضغط مرّة أخرى ومرّات على وسائل الإعلام "إعلام الخصوم" , وعلى ضوء ذلك فالوسائل الاعلامية المذكورة تشهد تراجعاً كبيراً منذ عدّة شهور في نشر حتى ولو بالنزر اليسير من الذي كان ! وتزداد تراجعاً كلما اقتربت حمّى العد التنازلي أكثر للترشيح الرئاسي , فالذي يذاع من المواجهات على أرض العراق لا يتناسب إطلاقاً مع حجم الخسائر الكبيرة لقوات الاحتلال المتحالفة "الاميركية بكافة فروعها , مقاتلة وأمنية , وما تبقى من شركائها إضافة لقوات عملائهم العراقيون الخونة من بيش مركة وجيش المرتزقة العراقيين والوشاة من الشرطة" , كل ذلك الذي حصل ولا زال يحصل ويشتد حصوله التعتيمي من خلال الضغط الشديد وبكامل ثقل الحكومة الأميركية على غطاء حاوية فضائح خسائرهم المهولة ومع كل مرة تتطلب الحاجة إليها بالشد العضلي بكامل قواتهم المحتلة لمحاولة الأمساك بزمام قبضة الإعلام بالصعود فوق غطاء حاويته  وبكل ما يمتلكونه من قوة مخافة من تزحلق غطاء الحاوية وخروج فضائحهم الاعلامية التي تستروا عليها وهم في أدق ظروفهم الدعائية في الامساك بكرسي البيت "الأبيض" والتي هم اليوم في أمس الحاجة للبقاء جالسين عليها لدورة أربع سنوات أخرى كي لا يقعوا , اذا ما أزيحوا من كراسيهم , تحت طائلة المسائلة عن جدوى الحرب التي خاضوها ضد العراق وعن القتلى بعشرات الألوف من جيوشهم التي أزهقت على أرضه وعن مصير مئات الالوف من الجرحى والتي تمتلئ بهم وتضيق مستشفيات الولايات المتحدة الاميركية وتمتلئ بها مستشفيات اسبانيا والمانيا واليابان وهولندا إضافة الى دول مهلكة ال سعود ودول الخليط العربي , وتسميتها بالخليط العربي هي التسمية الصحيحة برأيي وذلك لطوفان الذكور من الأعراب في هذه المنطقة العربية فوق أمواج من الجنسيات المختلفة ومن كافة أصقاع الدنيا , واستخدمت كلمة خليط للاتكاء اللفظي على "الخليج" لتقريب الذهن لشكل المنطقة الجغرافية التي أعنيها , إضافة لهدر عشرات المئات من بلايين الدولارات التي ذهبت ادراج الرياح , إضافة إلى سمعة الولايات المتحدة التي أسقطها إلى الحضيض رجال العراق المقاومين , إضافة , وهو الأكثر فداحة ووقعاً على مجمل السياسة الأميركية الخارجية , إلى استغلال الدول "المتربّصة" روسيا والصين والهند وفرنسا والمانيا التورط الاميركي في مستقع العراق بغية السعي الحثيث من قبلها للتمدد على حساب الحصص الاميركية الاستعمارية المنتشرة في العالم , وللتمدد حتى جغراطبغرافياً على حساب رقع اليابسة والماء الأميركية ....

في ثلاثة أيام فقط من هذا الشهر ـ البابلي تموز الخير والعطاء 2008 ميلادية ـ مثلاً ... وثقت خمسة عشر فلماً تسجيلياّ لتفجيرات قامت بها القوّات العراقية بجيوشها التحريرية العسكرية المجاهدة عن طريق عبواتهم الناسفة , وفقط بعبواتهم الناسفة! , والتي هلهلت وشظـّت مركبات وآليات العدو بمن فيها , ذلك عدى فعاليات فصائل التحرير الأخرى الوطنية والاسلامية , هذا وفقط الذي استطعت توثيقه قبل أن يحجب من قبل الضاغطين بكل ما اوتوا من قوّة والقابعين بكامل ثقلهم فوق الحاوية الاعلامية , وفقط من التي استطاعت فصائل الإعلام العسكرية للمقاومة من تسريبها من بين ثنايا خطة خرط القانون التي لازالت سارية المفعول ... سارية المفعول ! ... يبدو أن أصحابها "خرط القانون" نسوها ونسوا ترديدها عبر الاعلام هذه الايام كما جرت "عادتهم" اليومية ولحد ما قبل بضعة أسابيع !" لذلك نرى دولة السيد رئيس الوزراء الأستاذ نوري المالكي يقوم بزيارات محمومة لدول العرب والعجم لنشر خبره المفرح بحلول الأمن والماء والكهرباء والوجه الحسن في ربوع عراقستان ويحاول اقناع تلك الدول بضرورة عودة اللاجئين العراقيين لاستقبالهم على أرض العراق بالورود وبالرياحين وبالرقص على وحده ونص كما استقبل نيافة مام جلال قوات الغزو والاستعمار بالرقص وهز الوسط والكتف من بناته وبنات السيد الاستاذ مسعود برزاني ظل الله في أرض كوردستان , فعلى ما يبدو أن السيد الاستاذ دولة رئيس الوزراء قد صدّق الكذبة التي كذبها فأخذ يبشر بها !
...

يبدوا أن ضغط البيت "الأبيض" بكامل قوّته فوق غطاء حاوية "إعلام الخصوم" لم تعد مجدية , فكثرة الشد العضلي الإعلامي الصهيوسكرابي رغم مهوليّته الطاحنة لم تعد تجدي نفعاً كثيراً حتى ولو صعدت الولايات المتحدة فوق غطاء الحاوية هذه حاملة معها على ظهرها كامل تضاريسها الجغرافية بجبالها ومياه بحارها ومحيطاتها فلن يجدي نفعاً , وكما استشففناه من خطاب القائد العام للقوات المسلحة المهيب الركن شيخ الجهاد والمجاهدين عظيم هذه الأمة في هذه الأوقات العصيبة عزت ابراهيم الدوري حفظه الله ورعاه ونصره ونصر رجاله رجال العراق العظيم , أن جبروت ثقل الآلة العسكرية والاعلامية والمخابراتية للولايات المتحدة الاميركية الطاغوتية قد ولـّى وولّت معه رياح المجرمين "من بوش الأرعن "وحط ايدك" الى آخر خائن قذر من أقزام الخليط العربي" وولّت جميع مكوّنات العمامة الكهنوتية وغتر شيوخ "العفط" البترولية ذووا الاسلام الأميركي لعنهم الله ولعن خونة الحرمين وخونة آل البيت عليهم رضوان الله ...

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاحد /  24  رجــــب  1429 هـ

***

 الموافق   27  /  تمــوز / 2008 م