الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

المحكمة الدولية .. والوساوس الشيطانية

 

 

شبكة المنصور

الــــــوعـــي الـــعربـــي

 

أحياناً كثيرة ما تنتابني أفكاراً شيطانية ويطاردني الوسواس الخناس في يقظي ومنامي لا يريد أن يفارقني هذه المرة ولا يكف عن محاولته باقناعي بتفعيل نظرية المؤامرة التي لدي و في كثير من الأحيان ما تصيب فيما يحدثني فيه هذا الشيطان الرجيم والوسواس الخناس وأخذ هذه المرة يحدثني عن أشياء غريبة لا تخطر إلا علي بال الشياطين ولكن بعد أن أستمعت اليه قمت وأستعذت بالله من وساوسه الشيطانية التي أخذ يرددها علي مسامعي وهذه المرة كانت الوساوس تتعلق بامرين :ـ

الوسواس الاول :عن ماهية توقيت وتزامن الأعلان عن أعتقال المجرم رادوفان كاراديتش زعبم صرب البوسنة في الأسبوع الماضي بعد قصة هروبه الطويلة عقب إتهامه بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية لمسلمي البوسنة منذ ثلاثة عشر عاما من التخفي والهروب في شوارع وحواري بلجراد وقد ذكُر بان المخابرات الأمريكية والبريطانية كانت ضالعة في عملية إعتقاله والقبض عليه لتقديمه الي المحكمة الجنائية الدولية وقد جاء هذا الأعلان لسيناريو متكرر لفيلم أمريكي هابط وتم إخراجه بصورة هليودية طبق الأصل من سيناريو القاء القبض علي الزعيم الشهيد صدام حسين في العراق مع فارق هو أن ابو عدي لم يكن هاربا وإنما كان يقود المقاومة مع أبناء شعبه ضد الغزاة وأذنابهم من العملاء لانه كان يدافع علي أرضه وشعبه و عن بلاده ولكن هذا هو قدره ونحتسبه عند الله شهيداً ،لقد جاء إعتقال كاراديتش والقبض عليه متزامنا في توقيته مع أصدار المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس اوكامبو مذكرة توقيف وإحضار بحق الرئيس السوداني عمر البشير هذا ما ذكره لي محدثي الشيطاني مستغلا في ذلك إنتباهي الي وساوسه الشيطانية وقدم لي دليلا علي صحة كلامه بقوله بان إعتقال كاراديتش في هذا التوقيت كان القصد منه الوصول الي هدف شيطاني أكبر وهو تقديم رأس البشير علي طبق من ذهب الي كبير الشياطين بوش ولم تاتي عملية القبض علي كاراديتش بمحض المصادفة بعد إختفاء ثلاثة عشرعاما بعيداً عن أيدي العدالة الدولية الغائبة ومحاكمته عما أقترفه هذا المجرم بحق مسلمي البوسنة ، ومن المفارقات المثيرة للعجب هوأن يتعامل معنا الغرب باعتبارنا نجهل حقيقة الأمور فيخرج علينا رعاة البقر والأرهاب العالمي مرحبين باعتقال المجرم كاراديتش والكلام مازال لهذا الشيطان اللعين الذي ظل يؤكد لي علي صدق نيته بقوله أين كانت هذه الهمة العظيمة للمخابرات الأمريكية والبريطانية بما لديها من خبرات ومعدات وأقمار تجسس وعملاء في كل مكان علي وجه الأرض مما يمكنها من إعتقاله في خلال ساعات وكان بامكانهم أعتقاله منذ مده طويلة حيث كانت لامريكا قوات عسكرية في حلف الناتو المتواجد في البوسنة و لكن اليوم الضرورة تقتضي ذلك وخاصة كما جاء في وسائل الأعلام بان المجرم الصربي كان يعيش بين العامة في شوارع بلجراد وتحت حماية أمنية من حكومة صربيا ويمارس أعمال الشعوذة والطب بين الناس بل ويكتب في الصحافة تحت أسماء مستعارة ، ويؤكد هذا الوسواس الخناس علي أنه توجد لديه معلومات شيطانية تفيد بان هناك إرتباط وثيق بين ضبط وإحضار الرئيس السوداني عمر البشير وهذا المجرم الصربي كاراديتش وقدم أيضا دليلا علي ذلك بقوله بان إعتقال المجرم الصربي هدفه هو تقديمه طعما رخيصا لصيد ثمين هو راس البشير  كما  يسعي من خلاله الغرب وعلي رأسه أمريكا وبريطانيا إضافة الي دول أوربا من إمتصاص الغضب العربي والأسلامي رداً علي مذكرة توقيف الرئيس السوداني ورداً علي إزدواجية المعايير التي تتحدث عنها الشعوب الأسلامية والعربية في التعامل مع قضاياها للوصول الي إقناعنا بان العالم الغربي يتعامل مع قضايا المسلمين والعرب بكل موضوعية وشفافية بدون عنصرية او إزدواجيه في المعايير فما أرتكبه كاراديتش في حق المسلمين في مذبحة سربيرنيتشا هو ذاته ما يرتكبه الرئيس السوداني في حق مسلمين دارفور فلماذا انتم يا عرب ويا مسلمين تهللون لاعتقال كاراديتش وتدافعون عن البشير ؟ أنتم الذين تعانون من إزدواجية المعاييرولسنا نحن ، لم يتركني هذا الشيطان اللعين بعد كل ذلك بل أخذ في الحاحه علي مسامعي بوساوسه الشيطانيه علي أن الأرتباط بين الحدثين أسبابه أيضا هو فشل أمريكا العسكري وسقوطها في مستنقع العراق مما يمنعها من تنفيذ خططها الشيطانية بطريقة عسكرية في السودان وفشلها في تطبيق عقوبات علي الشعب السوداني فقامت بنصب فخ جرائم الحرب للبشيربصرف النظر عن ارتكابها من عدمه وعلي كل وحال  فنحن الشياطين لسنا مع جرائم الحكام التي يرتكبوها في حق شعوبهم في الوقت الذي تغض فيه المنظمة الدولية الطرف عن جرائم ومجازر السفاحين في العراق وفلسطين وأفغانستان والصومال.

الوسواس الثاني: فهو يتعلق بذات الأمر السابق والذي أخبرني به هذا الشيطان الرجيم والذي يطلب فيه مني تفعيل نظرية المؤامرة لدي والأجابة علي سؤاله الذي طرحه علي بقوله لماذا أصر الشيطان الأكبر بوش وأدارته وأذنابه وأتباعه من حلف الخضوع العربي علي محاكمة الرئيس العراقي و الشرعي للبلاد في محاكمة هزلية وصورية علي فرض أنه كان يحاكم لنفس الأتهامات التي وجهت الي البشير ،ورفضهم تقديمه الي محكمة دولية كما تريد أن تفعل مع الرئيس السوداني ؟ ولكن لم أجد أجابة موضوعية لهذا السؤال فاجاب الوسواس الخناس بالأنابة عني قائلا لي يا بني أدم أن ماحدث للرئيس صدام حسين هو من تدبير كبير الشياطين الأرعن  بوش وعملائه وأضاف بمكرو خبث الشياطين وقال لي اذا كانت هناك عدالة إنسانية او دولية فمن الأولي القبض علي كبير الشياطين بوش وجنوده ومحاكمتهم كمجرمي حرب فإن هدفهم من إغتيال الرئيس صدام وإعدامه هو كسر شوكة وإرادة المقاومة التي أشعل جذوتها الرئيس الشهيد في ربوع العراق ولكونه شخصية قومية وعربية أرادوا إذلال الأمة وكسر شوكتها وإجهاض مشاريع المقاومة الشعبية النهضوية والحاق الهزيمة النفسية والمادية بحركة النهضة العربية والمقاومة المسلحة التي ظهرت في كل مكان من بلادنا العربية كما أنهم أرادوا باغتيال الزعيم أيضا أن يكون وقوداً ولهيبا للمشاعرالطائفية والأثنية وإثارة الفتنة الطائفية التي لم يكن لها تواجداً في هذا البلد ولكن فشلوا فيما رموا اليه وأذلهم وأرعبهم الرئيس صدام في حياته كما يرعبهم ويذلهم في قبره . حقا أنها افكار شيطانية أعوذ بالله منها ومن وسواسه ومؤامراته الشيطانية .

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاربعاء /  27  رجــــب  1429 هـ

***

 الموافق   30  /  تمــوز / 2008 م